هل يجوز صلاة العيد في البيت وما حكمها

هل يجوز صلاة العيد في البيت وما حكمها يرغب كثير من المسلمين بالتعرف على هذه المعلومات من أجل التجهز لصلاة العيد بعد انقضاء شهر رمضان المبارك، إذ يحرص كثيرون على أداء صلاة العيد التي حثَّ عليها الشارع الحنيف، وسوف نقدم في هذا المقال للزوار الكرام معلومات عن صلاة العيدين وعلى حكم صلاة العيد في البيت، وعلى كيفية صلاة العيد في البيت، وعلى أجر صلاة العيد في المنزل وسوف نتعرف على إذا ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلى العيد في البيت وغيرها من الأحكام.

صلاة العيدين في الإسلام

تعدُّ صلاة العيدين في الإسلام من أهم المظاهر التي تجسد الاحتفاء بالعيد، سواء في عيد الفطر أو في عيد الأضحى، إذ يعدُّ كل منهما احتفاءً بأداء عبادة عظيمة من عبادات الإسلام، فعيد الفطر يكون احتفاء بانتهاء شهر رمضان المبارك وعبادة الصيام وعيد الأضحى يكون احتفاء بانتهاء عبادة الحج، وتؤدى صلاة العيد غالبًا في المصليات والمساجد الكبيرة، وتكون صلاة العيد من خلال اجتماع المسلمين في مكان واسع حيث يؤدون صلاة العيد وهي عبارة عن ركعتين يشرع فيهما التكبير.

إذ يكبر الإمام 12 تكبيرة، سبع تكبيرات في الركعة الأولى وخمس تكبيرات في الركعة الثانية، وقد ثبت ذلك في الحديث عن عمرو بن عوف المزني رضي الله عنه: “أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كبَّر في العيدينِ : في الأولى سبعًا قبلَ القراءةِ ، وفي الآخرةِ خمسًا قبلَ القراءةِ”،^[1] وبعد الصلاة يحضر المسلمون خطبة واحدة فقط يتحدث فيها الإمام عن نعم الله تعالى ويذكر المسلمين بتقوى الله عز وجل وما إلى هنالك.^[2]

هل يجوز صلاة العيد في البيت

إنَّ صلاة العيد في البيت تجوز حسب جمهور الفقهاء من أهل العلم، وقد اختلف العلماء في حكم صلاة العيد في البيت لمن فاتته صلاة العيد في المسجد جماعةً خلف الإمام، فقد ورد عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: “ويصلي العيدين المنفرد في بيته والمسافر والعبد والمرأة”، وورد عن الخرشي المالكي قوله: “يستحب لمن فاتته صلاة العيد مع الإمام أن يصليها، وهل في جماعة أو أفذاذا؟ قولان”، وأمَّا المرداوي الحنبلي فقال: “وإن فاتته الصلاة -يعني: صلاة العيد- استحب له أن يقضيها على صفتها -أي كما يصليها الإمام-“، بينما ذهب فقهاء المذهب الحنفي إلى أنَّه لا تشرع صلاة العيد إذا فاتت المسلم، وذهب إلى قول الحنفية شيخ الإسلام ابن تيمية وابن عثيمين رحمه الله تعالى أيضًا رجح هذا القول والله تعالى أعلم.^[3]

ما هو حكم صلاة العيد للرجال والنساء

اختلف الفقهاء من أهل العلم في حكم صلاة العيد للرجال والنساء، فقد ذهب بعض الفقهاء إلى أنَّ صلاة العيد واجبة ورأى البعض أنها سنة مؤكدة والبعض أنها فرض كفاية، وفيما يأتي سيتم إدراج التفصيل في حكم صلاة العيد بالنسبة للرجال والنساء حسب ما ورد من أقوال الفقهاء:^[4]

صلاة العيد فرض كفاية

ذهب أصحاب المذهب الحنبلي إلى أنَّ صلاة العيد فرض كفاية إذا أدتها جماعة من المسلمين سقط الإثم عن بقية المسلمين، وأمَّا إذا لم يصلِّها أحد أثِم الجميع، وقد ورد عن ابن قدامة رحمه الله تعالى في كتاب المغني: “وصلاة العيد فرض على الكفاية في ظاهر المذهب”، وقد استدلوا على ذلك من كتاب الله تعالى فقد قال تعالى: “إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ”،^[5] واستدلوا على ذلك أيضًا بأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم داوم على فعلها والله أعلم.

صلاة العيد واجبة

ذهب أصحاب المذهب الحنفي إلى أنَّ صلاة العيد واجبة على كل مسلم، وهذا هو الصحيح في مذهبهم، فقد ورد عن الكاساني قوله: “والصحيح أنها واجبة، وهو قول أصحابنا”، وقد استدلوا على هذا الحكم بمداومة رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك ولم يتركها ولا مرة، كما أنّّهم أشاروا إلى أنها من صلوات التطوع التي تصلى جماعة، ولو كانت سنة لرخص فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم واستثناها كما استثنى صلاة الخسوف والتروايح.

صلاة العيد سنة مؤكدة

ذهب المالكية والشافعية إلى أنَّ صلاة العيد سنة مؤكدة، ودليل ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سأله الأعرابي عمَّا فرضه الله تعالى عليه، ففي الحديث عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: “جاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِن أهْلِ نَجْدٍ ثائِرُ الرَّأْسِ، نَسْمَعُ دَوِيَّ صَوْتِهِ، ولا نَفْقَهُ ما يقولُ حتَّى دَنا مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فإذا هو يَسْأَلُ عَنِ الإسْلامِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: خَمْسُ صَلَواتٍ في اليَومِ، واللَّيْلَةِ فقالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهُنَّ؟ قالَ: لا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ، وصِيامُ شَهْرِ رَمَضانَ، فقالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ؟ فقالَ: لا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ”،^[6] وهذا الحديث متفق عليه، وقد ورد في كتاب التاج والإكليل: “صلاة العيد سنة مؤكدة”.

حكم من لم يصلي صلاة العيد

إنَّ صلاة العيد سنة مؤكدة حسب جمهور الفقهاء من أهل العلم، ولذلك لا حرج على المسلم إذا لم يصلها في المسجد مع الإمام، ويشرع حسب جمهور الفقهاء أيضًا صلاة العيد في البيت لم فاتته مع جماعة المسلمين، وقد ورد عن الإمام النووي رحمه الله تعالى قوله: “فَرْعٌ  فِي مَذَاهِبِ الْعُلَمَاءِ إذَا فَاتَتْ صَلَاةُ الْعِيدِ، قَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ الصَّحِيحَ مِنْ مَذْهَبِنَا أَنَّهَا يُسْتَحَبُّ قَضَاؤُهَا أَبَدًا”، ولذلك لا حرج في ذلك والله أعلم.^[7]

هل صلى النبي صلى الله عليه وسلم العيد في بيته؟

لم يرد في السنة النبوية أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة العيد في البيت ولا مرة، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص على إداء صلاة العيد في المصلى، وقد كان المصلى في ذلك الوقت عند باب المدينة المنورة الشرقي، وهو المكان الذي كان يوضع فيه محمل الحاج، ولم يصلِّ رسول الله صلاة العيد في المسجد إلا مرة واحدة عندما نزل المطر فاضطر المسلمون إلى أداء صلاة العيد في مسجده صلى الله عليه وسلم، وقد ورد في الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: “كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخْرُجُ يَومَ الفِطْرِ والأضْحَى إلى المُصَلَّى، فأوَّلُ شَيءٍ يَبْدَأُ به الصَّلَاةُ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ، والنَّاسُ جُلُوسٌ علَى صُفُوفِهِمْ، فَيَعِظُهُمْ، ويُوصِيهِمْ”،^[8] ولذلك فإنَّ السنة أن تقام صلاة العيد في المصلى إذا أمكن ذلك.^[9]

كيفية صلاة العيد في البيت

إنَّ صلاة العيد في البيت تصلَّى بنفس الطريقة التي تصلى خلف الإمام في المصلى، وقد ورد في الحديث عن علقمة بن قيس رضي الله عنه قال: “أنَّ ابنَ مسعودٍ وأبا مُوسَى وحذيفةَ خرجَ عليهم الوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ يومًا قبلَ العيدِ فقال لهُمْ : إِنَّ هذا العِيدَ قد دَنا فكيفَ التَّكْبيرُ فيهِ ؟ قال عبدُ اللهِ : تَبْدَأُ فَتُكَبِّرُ تَكْبيرَةً تَفْتَتِحُ بِها الصَّلاةَ وتَحْمَدُ رَبَّكَ وتُصَلِّي على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثُمَّ تَدْعُو وتُكَبِّرُ وتَفْعَلُ مِثْلَ ذلكَ ، ثُمَّ تُكَبِّرُ وتَفْعَلُ مِثْلَ ذلكَ ، ثُمَّ تُكَبِّرُ وتَفْعَلُ مِثْلَ ذلكَ ، ثُمَّ تقرأُ ثُمَّ تُكَبِّرُ وتركعُ ، ثُمَّ تقومُ فتقرأُ وتحمدُ ربَّكَ وتُصلِّي على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ،ثُمَّ تَدْعُو وتُكَبِّرُ وتَفْعَلُ مِثْلَ ذلكَ ثُمَّ تركعُ ، قال حذيفةُ وأبو مُوسَى : صَدَقَ أبُو عَبْدِ الرحمنِ”،^[10] وفيما يأتي سيتم إدراج طريقة صلاة العيد في البيت منفردًا:^[2]

• تبدأ صلاة العيد بتكبيرة الإحرام مثل الصلاة العادية، ثم يكبر بعدها المصلي سبع تكبيرات حسب ما ورد في النسة النبوية، بعدها يقرأ سورة الفاتحة وما تيسر من كتاب الله تعالى، ويسنَّ أن يقرأ في الركعة الأولى سورة ق أو سورة الأعلى.
• يركع المصلي بعد الانتهاء من القراءة، ثم يرفع من الركوع ثم يسجد سجدتين خفيفتين ثم يقوم للركعة الثانية.
• يبدأ الركعة الثانية بخمس تكبيرات أيضًا، وبعدها يقرأ الفاتحة ثم ما تيسر من كتاب الله تعالى، ويسن أن يقرأ فيها إما سورة القمر أو سورة الغاشية.
• بعد الانتهاء يركع ثم يقوم ويسجد سجدتين، ويقرأ بعدهما التحيات والصلوات الإبراهيمية كما في الصلاة العادية.

أجر صلاة العيد في البيت

في ختام الحديث عن هل يجوز صلاة العيد في البيت جدير بالقول إنَّه إذا منع المسلم العذر عن الذهاب إلى المسجد يوم العيد من أجل المشاركة في صلاة العيد وإحياء السنة المؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنَّ الله تعالى يكتب له الأجر والثواب كاملًا بإذن الله تعالى، لأنَّ في صلاة العيد فضل عظيم وأجر كبير وطهور وبركة إن شاء الله تعالى، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر الجميع بالخروج إلى صلاة العيد، فقد ورد في الحديث عن أم عطية نسيبة بنت كعب قالت: “أَمَرَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أَنْ نُخْرِجَهُنَّ في الفِطْرِ وَالأضْحَى، العَوَاتِقَ، وَالْحُيَّضَ، وَذَوَاتِ الخُدُورِ، فأمَّا الحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلَاةَ، وَيَشْهَدْنَ الخَيْرَ، وَدَعْوَةَ المُسْلِمِينَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إحْدَانَا لا يَكونُ لَهَا جِلْبَابٌ، قالَ: لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِن جِلْبَابِهَا”،^[11]

وهذا يدل على الخير الكثير في حضور صلاة العيد، فمن منعه العذر مثل مرض أو ما شابه ذلك من الأعذار الشرعية ينال الأجر العظيم بإذن الله، ولكن إذا لم يمنع المسلم العذر فيخشى أن يفوته هذا الأجر لأنه لم يصلها في المسجد كما اعتاد رسول الله صلى الله عليه وسلم.^[12]

مقالات قد تهمك

في ختام مقال هل يجوز صلاة العيد في البيت وما حكمها تعرفنا على صلاة العيدين في الإسلام وعلى حكم صلاة العيد في البيت، وحكم صلاة العيد للرجال والنساء في الإسلام، كما عرفنا كيفية صلاة العيد في المنزل، وما أجر صلاة العيد في المنزل، وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل المتعلقة.