حقوق الزوج إذا طلبت الزوجة الخلع

حقوق الزوج إذا طلبت الزوجة الخلع يجب أن يتعرف عليها الرجال والنساء من المسلمين من أجل معرفة حقوق كل من الزوجين في حال وقوع طلق الخلع واضطرَّت الزوجة لطلب الخلع من زوجها، ولا شكَّ أنَّ الأحكام التي وضعها الفقهاء حول الطلاق هي من أجل تنظيم العلاقة بين الزوجين والمحافظة على حقوق كل منهما، وسوف نقدم في هذا المقال معلومات عن الفرق بين الخلع والطلاق في الإسلام، وسوف يتم إدراج حقوق الزوج إذا طلبت الزوجة طلاق الخلع في الإسلام، إضافة إلى حكم الخلع وحقوق المرأة في طلاق الخلع وغيرها من المعلومات والأحكام.

ما الفرق بين الطلاق والخلع

يشير مصطلح الطلاق في الإسلام إلى حل عقد النكاح أو عقد الزواج من خلال الزوج، وذلك من خلال أحد الألفاظ التي لا تدل إلا على الطلاق، أو بأحد ألفاظ الكناية مع وجود نية الطلاق، وبهذا الطلاق الذي يصدره الزوج والذي هو حق من حقوقه لا يتعلق برضى المرأة أو إذنها، ولا بحكم القاضي ولا معرفته، لأنَّه خاص بالزوج، وقد يكون لأسباب عديدة أو من دون سبب كأن يكون الرجل لا يريد الاستمرار مع زوجته، وقد أحلَّ الله تعالى الطلاق، وقد ورد في كتاب الله تعالى ما يشير إلى مشروعية الطلاق، إذ قال جلَّ من قائل في سورة البقرة: “الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”،^[1] أما طلاق الخلع فهو يتعلق بالمرأة ولا يحتاج أيضًا إلى رضى الزوج ولا إلى إذنه، فهو طلب المرأة للطلاق من زوجها، سواء لسبب من الأسباب أو لأنها تنفر منه ولا تريده، وتختلف أحكام الطلاق وحقوق كل من الزوجين في هذين الطلاقين، وقد بيَّن الفقهاء كل ذلك بشكل مفصل.^[2]

شاهد أيضًا: كيف أعرف أن الطلاق خير لي ، نصائح للزوجة التي تريد الطلاق

حقوق الزوج إذا طلبت الزوجة الخلع

تطلب المرأة الطلاق من زوجها في كثير من الأحيان لأسباب عديدة بعضها قد يكون ظاهرًا وبعضها مخفيًا بين الزوجين، وربما تتنازل عن جميع حقوقها أو بعضها للحصول على الطلاق، كما تختلف حقوق الزوج التي يمكن أن يحصل عليها عندما تطلب الزوجة الطلاق وذلك حسب نوع الطلاق وأسبابه، فإذا كان الزوج يعامل زوجته معاملة سيئة ويسبب لها الأذى والضرر لن تكون حقوقه كالشخص الذي لا يوجه أي إساءة إلى زوجته، وفيما يأتي سيتم إدراج حقوق الزوج عند طلب الزوجة الخلع بشكل مفصل:^[3]

حقوق الزوج عند طلب الزوجة الخلع دون ضرر

في كثير من الأحيان تطلب المرأة الطلاق رغم عدم وجود أي عيب في الزوج، وعدم تعرضها لأية إساءة منه، وقد يكون هو على خلق ودين، ولكنَّ الزوجة تنفر منه ولا ترغب بالعيش معه بعد الآن، وقد أباح رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الطلاق، على أن تتنازل الزوجة عن جميع حقوقها، وسيتم إدراج حقوق الزوج عند طلب الزوجة الخلع من دون ضرر فيما يأتي:

• إذا طلبت زوجته الطلاق والخلع دون ضرر يسقط عن الزوج دفع المهر، وإذا كان قد دفع من المهر شيئًا إلى زوجته تعيده إليه كاملًا من دون نقصان.
• تسقط النفقة أيضًا جميعها عن الزوج في هذه الحالة سواء منها نفقة المتعة أو نفقة العدة، ولا يجوز للزوجة أن تطالب بهذه النفقات إلا إذا دفعها من تلقاء نفسه وكرمًا منه وهذا لا بأس به إذا فعله عن طيب خاطر.
• يتوجب على الزوج في هذه الحالة أيضًا دفع نفقة أولاده في حال وجودهم في حضانة الزوجة، بما في ذلك نفقة الطعام والتعليم والعلاج والدواء وغير ذلك، ويجب عليه تأمين مسكن لهم أو دفع إيجار بدل مسكن في حال كان سكن الزوجة مع أهلها أو في بيتها الخاص.
• يجب تأمين النفقة كاملة والسكن للزوجة إذا كانت حاملًا حتى تضع حملها، وهذا من الواجبات المفروضة على الزوجة كنفقة للحمل وليس للمرأة حتى في طلاق الخلع من دون سبب.
• يتوجيب على الزوج أن يعيد للزوجة جميع أغراضها وممتلكاتها الخاصة من دون نقصان، كونها حق للمرأة ولا يجوز لأي شخص أن يأخذ شيئًا من هذه الممتلكات الشخصية.

حقوق الزوج عند طلب الزوجة الخلع للضرر

يتصرف بعض الأزواج مع زوجته وفق معاملة سيئة وقاسية، ويعنف زوجته بالتعامل معها بالشتم والإهانة والتحقير وهذا ما يسمى الإيذاء النفسي، أو بالضرب وهو الذي يسمى بالإيذاء الجسدي، وقد أجاز الفقهاء في الإسلام طلب الطلاق من قبل المرأة إذا ما تعرضت للإيذاء والضرر من قبل زوجها حتى لو كان ذلك مرة واحدة دون تكرار الفعل، وهذا ما يسمى طلاق الضرر، وفيما يأتي سيتم إدراج حقوق الزوج عند طلب الزوجة الخلع للضرر:

• يحق للرجل عند طلب امرأته الطلاق أن يرى أولاده إذا كانوا في حضانة الزوجة، ولا يحق لها أن تمنعه من رؤيتهم وإذا منعت المطلقة طليقها من رؤية أولاده يرفع دعوى قضائية عليها في المحكمة ويراهم عن طريق المحكمة وقرار القاضي بذلك.
• يدفع الزوج في هذه الحالة المهر كاملًا للزوجة من دون نقصان، لأنَّه هو الذي أساء وأدى إلى نهاية الطلاق، رغم أن الزوجة هي من طلب ذلك بسبب الضرر والإيذاء.
• يجب على الزوج أن يدفع كامل المستحقات للزوجة مثل نفقة العدة ونفقة المتعة، بالإضافة إلى نفقة الأولاد التي تشمل نفقة السكن والطعام والشراب والتعليم والعلاج والدولاء واللباس وغير ذلك من الاحتياجات الضرورية.
• يردّ الزوج لزوجته جميع الممتلكات الخاصة بها إضافة إلى المصاغ والذهب إذا ما كان قد أخذ منه شيئًا أذا كان ملكها.

شاهد أيضًا: مستحقات الزوجة بعد الطلاق ، حقوق المرأة بعد الطلاق في الإسلام

حكم الخلع في الإسلام

لقد أعطى الإسلام الزوجَ حق الطلاق، ووردت مشروعية ذلك في القرآن الكريم وفي السنة النبوية، ولكن ذلك لم يكن مباحًا للمرأة بالمطلق، إذ أنَّ طلب المرأة للطلاق من دون سبب محرَّم في الإسلام، فقد ورد في الحديث عن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أيُّمَا امرأةٍ سألت زوجَها طلاقًا في غيرِ ما بأسٍ فحرامٌ عليها رائحةُ الجنةِ”،^[4] ولكن أباح الإسلام طلب المرأة الطلاق إذا كان هناك سبب معتبر لطلاقها، حتى لو كان سبب طلب الطلاق النفور من الزوج فقط، أبيحَ لها طلب الخلع والتنازل عن حقوقها للزوج.^[5]

دليل الخلع في السنة النبوية

ورد دليل صحة طلاق الخلع، وجواز طلب المرأة الخلع من زوجها في السنة النبوية وفي الحديث الصحيح، فقد روى الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه: “أنَّ امْرَأَةَ ثَابِتِ بنِ قَيْسٍ أتَتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، ثَابِتُ بنُ قَيْسٍ، ما أعْتِبُ عليه في خُلُقٍ ولَا دِينٍ، ولَكِنِّي أكْرَهُ الكُفْرَ في الإسْلَامِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أتَرُدِّينَ عليه حَدِيقَتَهُ؟ قالَتْ: نَعَمْ، قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اقْبَلِ الحَدِيقَةَ وطَلِّقْهَا تَطْلِيقَةً”،^[6] وفي هذا الحديث يروي عبد الله بن عباس رضي الله عنه قصة امرأة ثابت بن قيس رضي الله عنهما عندما أتت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته عن نفورها من زوجها رغم عدم وجود أي عيب فيه، ولكنها تخشى أن تكفر العشير ولا تؤدي حقوقه الزوجية كما أراد الله تعالى لها، فأباح لها النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، على أن تتنازل له عن المهر الذي كان قد أعطاها إياه عند عقد الزواج.^[5]

شاهد أيضًا: ما هو الطلاق البائن ، أنواع الطلاق البائن في الإسلام

أسباب تبيح طلب طلاق الخلع في الإسلام

لقد بيَّن الفقهاء في الشريعة الإسلامية الأسباب التي تبيح للزوجة طلب الطلاق من الزوج، والتي يجوز للمرأة أن تضحي بالعلاقة الزوجية بينها وبين زوجها وبأسرتها من أجلها، حيث أنَّ الزواج في الإسلام رباط وعقد مقدس ولا يمكن التفريط به بسهولة لأي سبب كان، ومن أجل ذلك يعدُّ طلب المرأة الطلاق من دون سبب من كبائر الذنوب، ويحرِم المرأة من دخول الجنة كما سبق في الحديث الذي رواه ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيما يأتي سيتم ذكر الأسباب التي تبيح طلب طلاق الخلع في الإسلام:^[3]

• امتناع الزوج عن الإنفاق على زوجته وعلى الأولاد والمنزل كله، سواء بسبب الضيق والإعسار وقلة التدبير أو بسبب شح شديد يعاني منه الزوج ويمنع الزوجة من النفقات والتي هي حق لها على الزوج في الإسلام، ولأنَّ النفقة واجبة على الزوج تجاه زوجته والتقصير فيها أحد أسباب طلب المرأة للخلع، وفي ذلك يقول ابن قدامة رحمه الله في كتابه المغني: “وجملته أن الرجل إذا منع امرأته النفقة لعسرته وعدم ما ينفقه، فالمرأة مخيرة بين الصبر عليه وبين فراقه”.
• إذا وجِد عيب أو مرض مزمن وخطير في الزوج يمنعه من أداء واجباته الزوجية تجاه الزوجة، يباح لها في هذه الحالة أن تطلب منه طلاق الخلع، لأنَّ الزوج لن يتمكن من تحقيق أهداف الزواج مثل تحقيق العفة والحصول على السكينة والألفة وسوف تنفر منه ولن تقدم له حقوقه أيضًا، ومن أهم الأمراض التي تجيز طلب المرأة الطلاق: العنة، عدم القدرة على الجماع، البرص، الجذام، وغيرها.
• غياب الزوج عن زوجته فترات طويلة من الزمن وانقطاع أخباره عنها بالكامل، ويزيد ذلك إذا لم تعرف مكان وجوده، فإذا طالت غيبة الرجل عن امرأته أكثر من ستة أشهر جازَ لها أن تطلب الطلاق عن طريق القاضي، وذهب بعض الفقهاء إلى أن المدة يجب أن تكون على الأقل سنة، ومثل هذه الحالة إذا دخل الزوج إلى السجن وطال مكوثه في السجن وإذا لم يعلم متى يخرج من السجن، بشكل خاص إذا خافت الزوجة على نفسها من الفتنة والوقوع في المعصية وارتكاب ما لا يرضي الله، يجوز لها أن تطلب الطلاق أيضًا.
• إذا تسبب الزوج بضرر وأذى للزوجة، سواء كان ذلك أذى جسديًا من خلال الضرب والتعنيف، أو أذى نفسيًا من خلال الإهانة والسب والشتم، وحتى لو كان ذلك الأذى والضرر مرة واحدة ولم يتكرر، يجوز للمرأة طلب الطلاق ولا حرج عليها في هذا الامر، وقد أشار الشيخ الدردير في كتاب الشرح الكبير إلى ذلك قائلًا: “ولها أي للزوجة التطليق بالضرر، وهو ما لا يجوز شرعاً، كهجرها بلا موجب شرعي، وضربها كذلك وسبها وسب أبيها نحو: يا بنت الكلب، يا بنت الكافر، يا بنت الملعون، كما يقع كثيراً من رعاع الناس، ويؤدب على ذلك زيادة على التطليق، كما هو ظاهر وكوطئها في دبرها”،
• إذا كان الزوج فاسقًا ويعصي الله تعالى، وإذا لم يكن يؤدي الفرائض التي فرضها الله تعالى عليه من عبادات وطاعات وأعمال أخرى صالحة، ولا يستمع للنصائح الذي تقدمها له زوجته، يجوز لها عند ذلك طلب الطلاق وقد يكون ذلك مستحبًا لها، لأنَّ هذا الزوج سوف يصبح سببًا في ابتعادها عن طاعة الله تعالى، ويقول الشيخ ابن عثيمين حول ذلك: “طلب المرأة من زوجها المدمن على المخدرات الطلاق جائز، لأن حال زوجها غير مرضية، وفي هذه الحال إذا طلبت منه الطلاق فإن الأولاد يتبعونها إذا كانوا دون سبع سنين، ويلزم الوالد بالإنفاق عليهم وإذا أمكن بقاؤها معه لتصلح من حاله بالنصيحة فهذا خير”.
• إذا شعرت الزوجة بنفور شديد من الزوج، حتى لو كان ذلك من دون أسباب جلية وبينة، يجوز لها أن تطلب منه الطلاق لزوال غايات الزواج وأهدافه، ولأنَّ الزوجة لن تتمكن بسبب ذلك من القيام بحقوق الزوج المفروضة عليها بشكل كامل ولن تستطيع أن تعاشره بالمعروف كما أراد الله تعالى، ودليل ذلك حديث امرأة ثابت بن قيس رضي الله عنهما، حيث أجاز لها النبي صلى الله عليه وسلم الطلاق من زوجها على أن ترد له المهر الذي أخذته كاملًا.
• إذا منع الزوج زوجته من زيارة أهلها ومن رؤيتهم من دون عذر شرعي، يجوز لها أن تطلب منه الطلاق أيضًا، ولكن إذا كان ذلك بسبب عذر شرعي كأن يكون الأهل من الفساق والعصاة مثلًا، يجوز له عند ذلك أن يمنعها من الذهاب إليهم، وأن ينصحها ويبين لها حجته في منعها.
• عند إقدام الزوج على خيانة زوجته وإقامة علاقة عاطفية مع امرأة أجنبية، أو الوقوع في فاحشة الزنا معها، يجوز لها طلب الطلاق ويعد هذا  من أهم أسباب جواز طلب الطلاق عند المرأة، خصوصًا إذا كانت تلك الخيانة بشكل متكرر، وإذا لم يرتد الزوج عن القيام بهذه الفاحشة، فهي خيانة وفاحشة وكبيرة من الكبائر ومعصية يجب أن يتوب الزوج عنها قبل فوات الأوان.

شاهد أيضًا: حقوق الزوج عند طلب الزوجة الطلاق ، آثار الطلاق على الزوج

ما هي حقوق الزوجة عند الخلع

إنَّ أحد أهم شروط طلاق الخلع في الإسلام أن تتنازل الزوجة عن جميع حقوقها في سبيل الحصول على الطلاق من الزوج، بغض النظر عن الأسباب التي دفعتها إلى طلب الطلاق، وقد وردت قصة تشبه طلاق الخلع في السنة النبوية، وهي قصة امرأة ثابت بن قيس رضي الله عنهما، والتي سبق ذكر الحديث الذي وردَ عنها ورواه الصحابي عبد الله بن عباس رضي الله عنه، وفيما يأتي سيتم إدراج حقوق الزوجة عند طلب طلاق الخلع من الزوج:^[7]

• تتنازل المرأة عن المهر كاملًا عند طلب الخلع، وإذا كانت قد أخذت شيئًا من المهر قبل الطلاق تعيده للزوج، كما أعادت زوجة ثابت بن قيس الحديقة له.
• تسقط نفقة العدة ونفقة المتعة التي هي من حقوق المرأة أصلًا، ولا يحق للمرأة عند طلب الطلاق أن تطالب بهذه النفقات.
• إذا كانت المرأة حاملًا تستحق الحصول على المسكن والنفقة كاملة، وهذه الحقوق للحمل الذي في بطنها وليست لها، وتستمر هذه النفقة حتى تضع حملها.
• في حال وجود الأولاد يحق للمرأة الحصول على حضانة الأولاد، ويحق لها أن تأخذ أجر حضانة الأولاد ورعايتهم، كما يحق لها أن تأخذ أجر رضاعة في حال وجود طفل رضيع.
• تحصل على نفقة الأولاد كاملة وتشمل نفقة الطعام والملابس والدواء والعلاج والتعليم وغيرها من النفقات للاحتياجات الضرورية، إضافة إلى نفقة السكن، وتستمر هذه النفقات حتى تنتهي فترة الحضانة والتي أشار بعض الفقهاء إلى أنَّها عند الولد حتى يبلغ 15 سنة، وعند البنت حتى تتزوج.
• تحصل المرأة عند طلاق الخلع على ممتلكاتها وأشيائها الخاصة الموجودة في منزل الزوج، طالما أنها ملك شخصي لها ولا يحق لأي أحد أن يأخذها منها.

هل الذهب من حق الزوجة بعد الخلع

يأخذ حكم الذهب في الإسلام أحكام وحالات عديدة حسب ملكية الزوجة للذهب، وحسب طريق وصوله إلى الزوجة وطريقة تملكها له، ولذلك يختلف حكمه في طلاق الخلع ولا يأخذ حكمًا واحدًا، وفيما يأتي سيتم إدراج تفصيل في حكم أخذ الزوجة للذهب بعد طلاق الخلع:^[8]

• إذا كان الذهب الموجود مع الزوجة جزء من المهر أو كان المهر كله المتفق عليه بين الزوجين، فإنَّ الزوجة تعيده إلى الزوج بشكل كامل عند طلاق الخلع وذلك بناءً على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• إذا كان الذهب ملكًا خاصًّا للمرأة سواء كانت قد اشترته قبل زواجها من مال أبيها أو من أموالها قبل الزواج وخلال فترة الزواج، فهو من حقها دون شك، ويجوز لها أن تأخذه، في طلق الخلع ويجب على الرجل أن يعيد إليها كل ما أخذه من الذهب ولا حق له في أن يأخذ شيئًا من الذهب، ولكن يجب على الزوجة أن تقدم إثباتًا على ملكية الذهب سواء عن طريق الوثائق والأوراق أو عن طريق الشهود الثقة.
• إذا كان الزوج قد أهدى الذهب لزوجته فإنَّه أصبح ملكًا لها أيضًا، ويحق لها أن تطالب به ولا يحق له أن يخلصها هذا الذهب، ويجب أيضًا أن يكون هناك دليلًا على هذه الهدية، مثل الأوراق أو شهادة الشهود الثقة.
• إذا كان الزوج قد اشترى هذا الذهب ليدخر به أمواله وأبقاه مع الزوجة فإنه لا يحق لها أن تأخذ من هذا الذهب شيئًا، ويجب أن يثبت كل منهما أحقيته بهذا الذهب من خلال الأوراق التي تثبت ذلك، أو من خلال شهادة الشهود الثقة حتى لا تقع مشاكل كبيرة بينهما.

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الطلاق بهذا الاسم

هل العفش من حق الزوجة بعد الخلع

قد يظنُّ بعض الناس أنَّ العفش يكون من حق الزوجة بعد الطلاق، غير أنَّ العفش بعد الطلاق له أحكام عديدة بغض النظر عن الطلاق، إذ يرجع ذلك قبل كل شيء إلى ملكية العفش وصاحبه وكيفية تملكه، وفيما يأتي سيتم إدراج مختلف التفاصيل حول من يأخذ العفش بعد طلب الزوجة طلاب الخلع:^[9]

• إذا كان العفش ملك للزوجة: إذا كان العفش ملكًا للزوجة قبل طلب الطلاق فإنَّه يبقى ملكًا لها بعد الطلاق أيضًا، ومن حقها أيضًا أن تطالب به أو تطالب بثمنه مهما كان نوع الطلاق، لأنَّ هذا العفش ملك شخصي لها ولا يحق لأي شخص أن يأخذ منه شيئًا إلا برضاها، ويجب على المرأة أن تثبت ملكيتها للعفش عن طريق الوثائق أو من خلال اعتراف الزوج أو من خلال وجود الشهود.
• إذا وهَب الرجل العفش لزوجته: إذا أهدى الرجل زوجته العفش وتنازل عنه أو عن بعضه قبل طلب الطلاق، فإنَّ العفش يصبح حق من حقوق الزوجة وملكًا لها ويجب على الزوج أن يعطيها هذا الأثاث كاملًا، ولا يحق له أن يرجع عن هذه الأعطية، ولا بدَّ أن يعترف الزوج بذلك، أو أن تثبت الزوجة أن زوجها تنازل لها عن العفش من خلال شهادة الشهود إذا لم تتوفر الوثائق.
• إذا كان العفش ملك للزوج: إذا كان العفش ملكًا خاصًا للزوج ولم يعطِ الزوجة منه شيئًا قبل الطلاق، فإنَّ الزوجة لا يحق لها أن تطالبه بأي شيء من العفش، ويبقى من حق الزوج ويبقى في منزله، ولا يجوز للزوجة أن تطالب به، إلا إذا تنازل الزوج عن بعض الأثاث وقدمه للزوجة عن طيب نفس، وهذا الشيء لا حرج فيه والله اعلم.

أضرار الخلع على الزوجة

تعاني الزوجة من أضرار كثيرة من الطلاق عمومًا ومن طلاق الخلع خصوصًا، حيث أنَّ المرأة هي العنصر الأضعف وتعتمد على عاطفتها بشكل كبير، ولذلك تتأثر أكثر من الرجل، وفيما يأتي سيتم إدراج أهم أضرار طلاق الخلع على الزوجة:^[10]

• تعاني المرأة من ضغوط نفسية كبيرة بعد الطلاق كونها فشلت في زواجها الأول، وعانت من تخبطات وصراع مع الزوج، الذي أجبرها على طلب طلاق الخلع.
• الشعور بالاكتئاب والحزن والإحباط بسبب الطلاق وتدهور حياتها، وتمزق الأسرة وضياع الأولاد وعدم حصولهم على حضن دافئ في أسرة متماسكة قوية وسعيدة.
• تعاني الزوجة من خسارة المهر وحقوقها التي بالإمكان الحصول عليها بالطلاق العادي، مثل نفقة العدة ونفقة المتعة، وهذا يزيد من حزنها وألمها من هذا الطلاق.
• من أضرار طلاق الخلع على الزوجة الدخول في ضائقة مادية كونها كانت تعتمد على الزوج في النفقة، وخسرت النفقة والمهر وخسرت النفقات التي كان من الممكن أن تساعدها في أزمتها.
• تعاني المرأة بعد طلاق الخلع من الضغوط الاجتماعية والأسرية التي تنظر إلى المرأة المطلقة نظرة غير عادلة، تؤثر على نفسيتها وعلى حياتها بشكل عام.

شاهد أيضًا: طلب الطلاق لعدم الراحة النفسية

أضرار الخلع على الزوج

يعاني كثير من الرجال من أضرار عديدة، قد تكون هذه الأضرار نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية، حيث أنَّ وقوع الطلاق والتفريق بين الزوج وبين زوجته وتغير حياته كلها له عواقب وآثار سلبية كثيرة، كما أنَّ طلاق الخلع له أضرار أخرى تزيد على الطلاق العادي، كون الرجل لا يريد الطلاق في هذه الحالة، وفيما يأتي سيتم إدراج أهم أضرار الخلع على الزوج:^[11]

• يشعر الزوج بعد الطلاق بقلق كبير نتيجه فشل تجربة زواجه الأولى التي خاضها خصوصًا إذا ما قرر الارتباط بامرأة أخرى وخوض التجربة مرة أخرى، كما ينتابه شعور دائم بعدم الثقة بالنفس وإحباط وعدم الرغبة بقيام أي عمل من الأعمال بسبب فشل زواجه وتدهور حياته وأسرته وضياعها.
• يشعر الرجل بعد الطلاق بصعوبة كبيرة في الاندماج في المجتمع بعد الطلاق، كون المجتمع يحمل الطلاق كثيرًا من العيوب، كما يؤدي الطلاق إلى حدوث تغيرات كبيرة في حياة الرجل وتغير في نظام خروجه من المنزل وعودته إليه وفي تناول طعامه وما إلى هنالك.
• من أضرار الطلاق على الزوج الشعور بعدم استقرار وظيفي بسبب تفكك الأسرة والاضطراب الذي يعاني منه، إضافة إلى المعاناة بسبب الضغوط الاجتماعية والأسرية التي تشكل ضغطًا زائدًا على نفسية الرجل، تجبره على عدم الالتزام بوظائفه وأعماله.
• يعاني الرجل في كثير الأحيان من ضائقة مادية واقتصادية نتيجة الأعباء الكثيرة التي يتكلفها بسبب الطلاق، خصوصًا أن الخلع يجري في المحاكم ويتطلب ذلك دفع نفقات ومحامين وما إلى هنالك.
• قد يخسر الزوج مسكنه إذا حصلت الزوجة والأولاد على المسكن من أجل حضانة الأطفال، وعند ذلك يجب على الزوج أن يؤمن لنفسه منزلًا آخرًا ومسكنًا آخرًا بعد أن قام تجهيز منزله وتعب كثيرًا فيه.

أسباب رفض دعوى الخلع

في كثير من الأحيان يحدث أن يرفض القاضي في المحكمة دعوى الطلاق التي تقدمها الزوجة وتطلب من خلالها الخلع، وغالبًا ما يكون ذلك بسبب عدم استيفاء القضية جميع الشروط التي يجب أن تتوفر من أجل قبول دعوى الخلع في المحكمة، وفيما يأتي سيتم إدراج أهم الشروط التي يجب توفرها حتى يقبل القاضي دعوه الخلع في المحكمة والتي تبين أسباب رفض دعوى الخلع أيضًا:^[12]

• أولًا: يجب أن تعيد المرأة إلى الرجل كامل المهر الذي أعطاه لها عند كتابه عقد الزواج والمثبت في العقد وبشهادة الشهود.
• ثانيًا: يجب على المرأة أن تتنازل بشكل رسمي عن كل الحقوق المادية المفروضة على الزوج.
• ثالثًا: على الزوجة أن تحضر بنفسها أمام هيئة المحكمة، ويجب عليها أن تعلن عن عدم قبولها للحياه الزوجية بشكل كامل بنفسها.
• رابعًا: على المرأة أن تقول بشكل واضح أنها لم تعد تتحمل الحياه الزوجية مع زوجها أو أنها تبغض الحياة الزوجية معه.
• خامسًا: يجب على الزوجة أن توضح أمام المحكمة وتؤكد أنها لم تعد تستطيع أن تقيم حدود الله مع هذا الزوج.
• سادسًا: يجب أن يحضر الزوج بنفسه أمام المحكمة عند إقامة دعوى الخلع من قبل الزوجة.

في ختام مقال حقوق الزوج إذا طلبت الزوجة الخلع تعرفنا على الفرق بين الطلاق والخلع، كما تعرفنا على حقوق الزوج إذا طلبت زوجته طلاق الخلع، وحقوق الزوجة في حالة طلاق الخلع، كما تعرفنا على مصير الذهب والعفش بعد طلاق الخلع ومن حق أي من الزوجين يكون، وما أحكامه كاملة، كما تعرفنا على أسباب رفض دعوى الطلاق وغير ذلك من المعلومات والأحكام.