دعاء زيارة قبر الرسول وأبو بكر وعمر

دعاء زيارة قبر الرسول وأبو بكر وعمر
دعاء زيارة قبر الرسول وأبو بكر وعمر

ما هو دعاء زيارة قبر الرسول وأبو بكر وعمر، فقد ورد عن العلماء أنّ الذي يزور النبي -صلى الله عليه وسلم- في قبره فإنّه يُستحبّ له أن يسلّم على النبي -صلى الله عليه وسلّم- وعلى صاحبيه اللَّذَين دُفنا معه وهما أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، فما هو هذا الدعاء الذي ينبغي قوله، وهل هو مما أُثِرَ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أو صحابته أو عن أحد من العلماء، هذا ما سوف يبيّنه المقال الآتي.

دعاء زيارة قبر الرسول وأبو بكر وعمر

يستحب لزائر قبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وقبر أبي بكر وعمر أن يلقي السّلام على النبي محمد وصاحبيه، فقد ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنّه قال: “ما من أحدٌ يُسلِّمُ عليَّ إلا ردَّ اللهُ عليَّ روحي حتى أردَّ عليه السلامَ”،[1] فيمكن للمسلم أن يقول: السلام عليك يا نبي الله، ورحمة الله وبركاته، ويمكن له أن يدعو بما ورد عن بعض العلماء والمسلمين، ومن ذلك:

  • السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ الله، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيرَةَ الله مِنْ خَلْقِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدِ المُرْسَلِينَ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعلى آلِكَ وأصْحابِكَ وأهْلِ بَيْتِكَ وَعَلى النَّبيِّينَ وَسائِرِ الصَّالِحِينَ؛ أشْهَدُ أنَّكَ بَلَّغْتَ الرِّسالَةَ، وأدَّيْتَ الأمانَةَ، وَنَصَحْتَ الأُمَّةَ، فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنَّا أفْضَلَ مَا جَزَى رَسُولاً عَنْ أُمَّتِهِ.
  • ثم يتحرك الحاج قليلًا عن يمينه ويسلم على سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه قائلًا: السلام عليك يا أبا بكر الصديق ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وثانيه في الغار، جزاك الله عنا وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
  • ثم يتحرك بعد ذلك قليلًا عن يمينه ويسلم على سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قائلًا: السلام عليك يا عمر الفاروق ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا ثاني الخلفاء الراشدين، جزاك الله عنا وعن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
  • اللهم صلِّ على محمد كما حمل وحيك وبلّغ رسالتك، وصلّ على محمّد كما أحلّ حلالك وحرّم حرامك وعلّم كتابك، اللهم صلِّ على محمد كما أقام الصلاة وآتى الزكاة ودعا إلى دينك.
  • اللهم صلِّ على محمّد كما صدّق بوعدك وأشفق من وعيدك، اللهم صلّ على محمّد كما دفعت به الشقاء وكشفت به الغمّاء، اللهم صلّ عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
  • اللهم إنّي أشهدك وأشهد حملة عرشك أنّ النبي محمّد صلى الله عليه وسلم قد بلّغ الرسالة، وأدّى الأمانة، وهدى الأمّة، ونصر كلمة الله تعالى، اللهم اجزه عنا ما هو أهله، اللهم اجمعنا به في جنتك يارب العالمين، اللهم انصر من نصر دينك ودين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم انصر الإسلام والمسلمين.
  • السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا أبو بكر، السلام عليك يا عمر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام عليكم وعلى عباد الله الصالحين، اللهم إنّا نشهدك بأنّنا آمنا بما أنزل على سيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلم، اللهم إنّا نشهدك بأننا صدّقنا به، ربّنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وتب علينا وارحمنا إنّك أنت التوّاب الرحيم.

شاهد أيضًا: ماذا يقال عند زيارة قبر الرسول

ما هي آداب زيارة قبر الرسول وصاحبيه

إنّ زيارة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في قبره هي من أعظم القربات إلى الله تعالى ومن أفضل الطلبات وأربح المساعي، وينبغي لمن يزور قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن يلتزم مجموعة من الآداب والأمور التي ذكرها العلماء، ومن ذلك ما أورده الإمام النووي في كتابه الأذكار إذ قال:[2]

  • يُستحب أولًا لمن يتوجه إلى المدينة لزيارة النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يُكثر من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • ويُستحب له إذا ما وقعت عيناه على شجر المدينة المنورة أو حرمها أن يزيد من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن ينفعه الله تعالى بهذه الزيارة وأن يسعده بها في الدارين.
  • يُستحب له أن يقول حينها: “اللَّهُمَّ افْتَحْ لي أبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَارْزُقْنِي في زيارة قبر نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم ما رزقْتَهُ أوْلِياءَكَ وأهْلَ طَاعَتِكَ، واغْفِرْ لي وارْحمنِي يا خَيْرَ مسؤولٍ”.
  • يُستحب له إذا دخل المسجد أن يقول الذكر المخصوص بدخول المساجد في الإسلام في الحديث الصحيح، ثمّ يصلّي ركعتي تحية المسجد ويأتي القبر الشريف.
  • يُستحب له أن يستقبل القبر ويستدبر القبلة على نحو أذرع من جدار القبر، ثمّ يسلّم على النبي -صلى الله عليه وسلم- بصوت غير مرتفع بالسلام المذكور آنفًا.
  • يُستحب له إن أوصاه أحد بالسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يسلّم عليه ويقول له: “السلامُ عليكَ يا رسولَ الله من فلان بن فلانٍ”.
  • يُستحبّ له أيضًا أن يتأخرَ قدر ذراع إلى جهة يمينه، فيُسلِّم على أبي بكر، ثم يتأخرَ ذراعًا آخرَ للسلام على عُمر رضي الله عنهما، ثم يرجعُ إلى موقفه الأوّل قُبالة وجهِ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • يُستحبّ له كذلك أن يتوسّل بالنبي -صلى الله عليه وسلم- بحق نفسه، ويتشفّع به إلى ربه سبحانه وتعالى، ويدعو لنفسه ولوالديه وأصحابه وأحبابه ومَن أحسنَ إليه وسائر المسلمين.
  • يُستحبّ له أن يَجتهدَ في إكثار الدعاء، ويغتنم هذا الموقف الشريف، ويحمد الله سبحانه وتعالى ويُسبِّحه ويكبِّره ويُهلِّله ويُصلِّي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويكبر من كل ذلك.
  • ويستحبّ له كذلك أن يأتي الروضة فيُكثر من الدعاء فيها، وإذا أراد السفر فيُستحبّ له أن يأتي المسجد فيصلي ركعتين ثمّ يسلّم ويُعيد ما فعله وليقُل: “اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْ هَذَا آخِرَ العَهْدِ بِحَرَمِ رَسُولِكَ، وَيَسِّرْ لي العَوْدَ إِلى الحَرَمَيْنِ سَبِيلاً سَهْلَةً بِمَنِّكَ وَفَضْلِكَ، وَارْزقْنِي العَفْوَ والعَافِيةَ في الدين والدنيا والآخِرَةِ، وَرُدَّنا سالِمِينَ غانِمِينَ إلى أوْطانِنا آمِنِينَ”.

كيف نسلم على النبي

يستحب لمن زار قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن يلقي السلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقد ورد عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أنّه يرد السلام على كل من سلّم عليه، إذ يقول: “ما من أحدٌ يُسلِّمُ عليَّ إلا ردَّ اللهُ عليَّ روحي حتى أردَّ عليه السلامَ”،[1] ويكون السلام على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بإلقاء التّحيّة عليه وعلى صاحبيه، وإشهاد الله عزّ وجل بأنّ نبيّه الكريم -صلى الله عليه وسلم- أدّى أمانته وبلّغ رسالته.

دعاء زيارة قبر الرسول مفاتيح الجنان

كتاب مفاتيح الجنان من كتب الشيعة التي يتبعون ما جاء فيها، وهي ليست بكتب ذات قيمة عند أهل السنّة لأنّ كثيرًا مما جاء فيها مخالف لاعتقاد المسلمين من أهل السنة والجماعة، فمّما جاء في هذا الكتاب دُعاء يدعو به الشيعة عند القبر النبوي الشريف، وهذا الدعاء لا يقول به السنّة، والدعاء هو:

  • إذا وردت إن شاء الله تعالى مدينة النبي صلّى الله عليه وآله فاغتسل للزيارة فإذا أردت دخول مسجده صلّى الله عليه وآله فقف على الباب واستأذن بالاستئذان الأوّل ممّا ذكرناه وادخل من باب جبرائيل عليه السلام وقدم رجلك اليمنى عند الدخول ثمّ قل: الله أَكْبَرُ مائة مرّة، ثمّ صلّ ركعتين تحيّة المسجد ثمّ امض الى الحجرة الشريفة.

  • فإذا بلغتها فاستلمها بيدك وقبّلها وقل: السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبِيَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا خاتَمَ النَّبِيِّينَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ الرِّسالَةَ وَأَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَعَبَدْتَ الله مُخْلِصاً حَتّى أَتاكَ اليَّقِينُ فَصَلَواتُ الله عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّاهِرِينَ.

  • ثُمَّ قف عند الأسطوانة المقدّمة مِنْ جانب القبر الأيمن مستقبل ومنكبك الأيسر إِلى جانب القبر ومنكبك الأيمن ممّا يلي المنبر فإنّه موضع رأس النبي صلّى الله عليه وآله وَقل:

  • أَشْهَدُ أَنْ لا إِله‌َ إِلّا الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الله وَأَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ وَنَصَحْتَ لأمَّتِكَ وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ الله وَعَبَدْتَ الله حَتّى أَتاكَ اليَقِينُ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ.

  • وَأَدَّيْتَ الَّذِي عَلَيْكَ مِنَ الحَقِّ، وَأَنَّكَ قَدْ رَأفْتَ بِالمُؤْمِنِينَ وَغَلُظْتَ عَلى الكافِرِينَ فَبَلَّغَ الله بِكَ أَفْضَلَ شَرَفِ مَحَلِّ المُكَرَّمِينَ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي اسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنَ الشِّرْكِ وَالضَّلالَةِ.

  • اللّهُمَّ فَاجْعَلْ صَلَواتِكَ وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ المُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيائِكَ المُرْسَلِينَ وَعِبادِكَ الصَّالِحِينَ وَأَهْلِ السَّماواتِ وَالأَرضِينَ وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يا رَبَّ العالَمِينَ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَأَمِينِكَ وَنَجِيِّكَ وَحَبِيبِكَ وَصَفِيِّكَ وَخاصَّتِكَ وَصَفْوَتِكَ وَخِيرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ.

  • اللّهُمَّ أعْطِهِ الدَّرَجَةَ الرَّفِيعَةَ وَآتِهِ الوَسِيلَةَ مِنَ الجَنَّةِ وَابْعَثْهُ مَقاما مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الأوَّلُونَ وَالآخِرُونَ، اللّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا}؛ وَإِنِّي أَتَيْتُكَ مُسْتَغْفِراً تائِباً مِنْ ذُنُوبِي.

  • وَإِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلى الله ربي وربّك لِيَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي. فإن كانت لك حاجة فاجعل القبر الطاهر خلف كتفيك واستقبل القبلة وارفع يدك وسل حاجتك فإنه أحرى أن تقضى إن شاء الله تعالى.

  • وروى ابن قولويه بسند معتبر عن محمّد بن مسعود قال: رأيت الصادق عليه السلام انتهى إلى قبر النبي صلّى الله عليه وآله فوضع يده عليه وقال: أَسْأَلُ الله الَّذِي اجْتَباكَ واخْتارَكَ وَهَداكَ وَهَدى بِكَ أَنْ يُصَلِّي عَلَيْكَ، ثمّ قال: {إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.

  • وقال الشيخ في “المصباح” فإذا فرغت من الدعاء عند القبر فأتِ المنبر وامسحه بيدك وخذ برمانتيه وهما السفلاوان وامسح وجهك وعينيك به فإن فيه شفاء للعين، وقم عنده واحمد الله واثن عليه وسل حاجتك، فإنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنّة، ومنبري على ترعة من ترع الجنّة.

  • ثمّ تأتي مقام النبي صلّى الله عليه وآله فتصلّي فيه ما بدا لك وأكثر الصلاة في مسجد النبي صلّى الله عليه وآله فإن الصلاة فيه بألف صلاة، وإذا دخلت المسجد أو خرجت منه فصلّ على النبي صلّى الله عليه وآله، وصلّ في بيت فاطمة عليها السلام.

  • وأتِ مقام جبرائيل عليه السلام وهو تحت الميزاب فإنّه كان مقامه إذا استأذن على الرسول صلّى الله عليه وآله وقل: أَسْأَلُكَ أَيْ جَوادُ أَيْ كَرِيمُ أَيْ قَرِيبُ أَيْ بَعِيدُ أَنْ تَرُدَّ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ.

شاهد أيضًا: فضل الصلاة في الروضة الشريفة

دعاء زيارة قبر الرسول عند الشيعة

من الأدعية التي وردت عن الشيعة هي الدعاء التالي، ولكن ينبغي الانتباه إلى أنّ أهل السنّة لا يعتقدون بهذا الدعاء ولا يدعون به، وهو دعاء وارد في كتب الشيعة الإمامية، ونصّ الدعاء هو:

  • اَلسَّلامُ عَلَيكَ يارَسُولَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يامُحَمَّدَ بْنَ عَبدِ اللهِ، اَلسَّلامُ ياخاتَمَ النَّبِييّنَ، أَشهَدُ أنَّكَ قَد بَلّغتَ الرّسالَةَ، وَأقمَتَ الصَّلاةَ، وآتَيتَ الزَّكاةَ، وَأَمَرتَ بِالمَعروُفِ، وَنَهَيَتَ عَنِ المُنكَرِ، وَعَبَدتَ اللهَ مُخلِصاً حَتّى أَتاكَ اليَقينُ، فَصَلَواتُ اللهِ عَلَيكَ وَرَحمَتُهُ وَعَلى أَهلِ بَيتِكَ الطّاهِرينَ.

  • ثم تقول: اَلسَّلامُ عَلَيكَ يارَسُولَ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياخَليلَ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يا نَبىَّ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياصَفِيَّ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يارَحمَةَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياخِيَرةَ الله، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياحَبيبَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يانَجيبَ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياخَاتَمَ النَبِييّنَ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياسَيّدَ المُرسَلينَ.

  • اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياقائِماً بِالقِسطِ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يافاتِحَ الخِيرِ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يامَعدِنَ الوَحيِ وَالتَّنزيِل، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يامُبَلِّغاً عَنِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ أيُّها السِّراجُ المُنيرُ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يامُبشّرُ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يا نَذيرُ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يامُنذِرُ.

  • اَلسَّلامُ عَلَيكَ يانُورَ اللهِ الَّذي يُستَضاءُ بِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ وَعَلى أهلِ بَيتِكَ الطَّيبِينَ الطّاهِرينَ الْهادينَ المَهديّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ وَعَلى جَدِّكَ عَبدِ المطَّلِبِ وعَلى أبيكَ عَبدِ اللهِ، اَلسَّلامُ عَلى أُمِّكَ آمِنَةَ بِنتَ وَهَب، اَلسَّلامُ عَلَى عَمِّكَ حَمْزَةَ سَيِّدِ الشُهداءِ، اَلسَّلامُ عَلَى عَمِّكَ العَباسِ ابنِ عَبدِ المُطَّلِب ، اَلسَّلامُ عَلَى عَمِّكَ وَكَفيلِكَ أبي طالِب ، اَلسَّلامُ عَلَى اِبنِ عَمِّكَ جَعفَر الطَّيارِ في جِنانِ الخُلْدِ.

  • اَلسَّلامُ عَلَيكَ يا مُحَمَّدُ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يا أحمَدُ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياحُجَّةَ اللهِ عَلَى الاوَّلينَ والآخِرينَ والسابِقَ إلى طاعَةِ رَبِّ العالَمينَ، والمُهَيمِنَ عَلى رُسُلِهِ وَالخاتِمَ لانبِيائِهِ، وَالشّاهِدَ عَلَى خَلْقِهِ والشَّفِيعَ اِلَيهِ والمَكينَ لَدَيهِ والمُطاعَ في مَلَكُوتِهِ.

  • الأحمَدَ مِنَ الاوصافِ، المحَمَّدَ لِسائِرِ الاَشرافِ، الكَريمَ عِندَ الرَّبِ، وَالمُكَلَّمَ مِنْ وَراءِ الحُجُبِ، الفائِزَ بِالسِّباقِ، وَالفائِتَ عَنِ اللِّحاقِ، تَسليمَ عارِف بِحَقّكَ مُعتَرِف بِالتَّقصيِر في قِيامِهِ بِواجِبِكَ غَيرِ مُنكِر ما انْتَهى اِلَيهِ مِنْ فَضلِكَ مُوقن بالمَزيداتِ مِنْ رَبِّكَ مُؤمِن بِالكِتابِ المُنزَلِ عَلَيكَ، مُحَلِّل حَلالَكَ مُحِّرِم حَرامَكَ.

  • أشْهَدُ يارَسُولَ اللهِ مَعَ كُلِّ شاهِد وَأتَحَمَّلُها عَنْ كُلِّ جاحِد أَنَّكَ قَدْ بَلَّغتَ رِسالاتِ رَبِّكَ ونَصَحْتَ لأمَّتِك وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ رَبِّك وَصَدَعْتَ بِأمْرِهِ، وَاحتَمَلتَ الأذى في جَنْبِهِ، وَدَعَوتَ اِلى سَبِيلِهِ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ الجَميلَةِ، وَأَدّيتَ الحَقَّ الَّذي كانَ عَلَيكَ، وَأَنَّكَ قَدْ رَأفْتَ بِالمؤُمِنينَ، وَغَلُظتَ عَلى الكافِرينَ، وَعَبَدتَ اللهَ مُخلِصاً حَتّى أَتاكَ اليَقينُ.

  • فَبَلَغَ اللهُ بِكَ أشرَفَ مَحَلِّ المُكَرَّمِينَ وَأَعلى مَنازِلِ المُقَّرَبينَ وَأرفَعَ دَرَجاتِ المُرسَلينَ، حَيثُ لايَلحَقُكَ لاحِقٌ ولا يَفُوقُكَ فائِقٌ ولا يَسبِقُكَ سابِقٌ وَلا يَطمَعُ في إِدراكِكَ طامِعٌ، والحَمدُ للهِ الَّذي استَنقذَنا بِكَ مِنَ الهَلَكَةِ وَهَدانا بِكَ مِنَ الضَّلالَةِ وَنَوَّرَنا بِكَ مِنَ الظُّلمَةِ.

  • فَجَزاكَ اللهُ يارَسُولَ اللهِ مِن مَبعُوث أَفضَلَ ماجازى نَبِيّاً عَنْ أُمَّتِهِ وَرَسُولاً عَمَّن أُرسِلَ اِليهِ، بِأَبي أَنتَ وأُمّي يا رَسُولَ اللهِ، زُرتُكَ عارِفاً بِحَقِّكَ مُقِّراً بِفَضلِكَ مُستَبصِراً بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكَ وَخالَفَ أَهلَ بَيتِكَ عارِفاً بِالهُدى الَّذي أَنتَ عَلَيهِ.

  • بِأَبي أنتَ وَنَفسي وَاَهلي وَمالي وَوَلَدي وَمالي، أَنا أُصَلّي عَلَيكَ كَما صَلَّى اللهُ عَلَيكَ وَصَلّى عَلَيكَ مَلائِكَتُهُ وأَنبِياؤهُ وَرُسُلُهُ صَلاةً مُتَتابِعَةً وافِرَةً مُتَواصِلَةً لا انقِطاعَ لَها وَلا أَمَدَ وَلا أجَلَ، صَلَّى اللهُ عَلَيكَ وَعَلى أَهلِ بَيتِكَ الطَّيبينَ الطاهرِينَ، كَما أَنتُم أَهلُهُ.

  • ثم ابسط كفيك وقل: اَللّهُمَّ اجعَلْ جَوامِعَ صَلَواتِكَ وَنَوامِيَ بَرَكاتِكَ وَفَواضِلَ خَيراتِكَ وَشَرائِفَ تَحِّياتِكَ وَتَسليماتِكَ وَكَراماتِكَ وَرَحَماتِكَ وَصَلَواتِكَ وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ المُقَّرَبينَ وَأَنبِيائِكَ المُرسَلينَ وأئِمَتِكَ المُنتَجَبينَ وَعِبادِكَ الصَّالِحينَ وَاَهلِ السَّماواتِ وَالأرَضينَ.

  • وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يارَبَّ العالَمينَ مِنَ الأوّلِينَ وَالآخِرينَ، عَلى مُحَمَّد عَبدِكَ وَرَسُولِكَ وَشاهِدِكَ وَنَبيِّكَ وَنَذيرِكَ وَأَمِينِكَ وَمَكينِكَ وَنَجِّيِكَ وَنَجيبِكَ وَحَبيبِكَ وَخَليلِكَ وَصَفيِّكَ وَصَفوتِكَ وَخاصَّتِكَ وَخالِصَتِكَ وَرَحمَتِكَ وَخَيرِ خِيرَتِكَ مِنْ خَلقِكَ.

  • نَبيِّ الرَّحْمَةِ وَخازِنِ المَغفِرَةِ وَقائِدِ الخَير وَالبَرَكَةِ وَمُنقِذِ العِبادِ مِنَ الهَلَكَةِ بِاِذنِكَ، وَداعيهِم اِلى دينِكَ، القَيِّمِ بِأَمرِكَ، أَوَّلِ النَبيّينَ ميثاقاً وَآخِرِهِم مَبْعَثاً، الِّذي غَمَسْتَهُ في بَحرِ الفَضيلَةِ وَالمَنزِلَةِ الجَليلَةِ وَالدَّرَجَةِ الرَّفيعَةِ وَالمَرتَبَةِ الخَطيرَةِ.

  • وَأَودَعْتَهُ الاَصلابَ الطّاهِرَةَ، وَنَقَلتَهُ مِنها إلى الأرحامِ المُطَهَّرَةِ، لُطفاً مِنكَ لَهُ وَتَحَنُّناً مِنكَ عَلَيهِ، إِذ وَكّلتَ لِصَونِهِ وَحِراسَتِهِ وَحِفْظِهِ وَحِياطَتِهِ مِنْ قُدرَتِكَ عَيناً، عاصِمَةً حَجَبْتَ بِها عَنهُ مَدانِسَ العَهْرِ وَمَعائِبَ السِّفاحِ، حَتّى رَفَعْتَ بِهِ نَواظِرَ العِبادِ، وَأَحَييتَ بِهِ مَيتَ البِلادِ بِأن كَشَفتَ عَن نُورِ وِلاَدتِهِ ظُلَمَ الاستارِ، وَأَلبَستَ حَرَمَكَ بِهِ حُلَلَ الأنوارِ.

  • أَللّهُمَّ فَكَما خَصَصتَهُ بِشَرَفِ هذِهِ المَرتَبَةِ الكَريمَةِ، وَذُخْرِ هذِهِ المَنقَبَةِ العَظِيمَةِ، صَلِّ عَلَيهِ كَما وَفى بِعَهدِكَ، وَبَلَّغَ رِسالاتِكَ، وَقاتَلَ أَهلَ الجُحُودِ عَلى تَوحيدِكَ، وَقَطَعَ رَحِمَ الكُفْرِ في إعزازِ دِينِكَ.

  • وَلَبِسَ ثَوبَ البَلوى في مُجاهَدَةِ أَعدائِكَ، وَأَوجَبْتَ لَهُ بِكُّلِ أذىً مَسَّهُ أو كَيد أحَسَّ بِهِ مِنَ الفِئَةِ التي حاوَلَتْ قَتْلَهُ فَضيلَةً تَفُوقُ الفَضائِلَ وَيَملِكُ بِها الجِزيلَ مِنْ نَوالِكَ، فَلَقَد أَسَّرَ الحَسْرَةَ وَأَخفى الزَّفرَةَ وَتَجَّرَعَ الغُصَّةَ وَلَم يَتَخَطَّ مامُثِّلَ مِن وَحيِكَ.

  • أللّهُمَّ صَلِّ عَلَيهِ وَعَلى أَهلِ بَيتِهِ صَلاةً تَرضْى لَهُم، وَبَلِّغهُمْ مِنّا تَحِيَّةً كَثيرَةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِن لَدُنْكَ في مُوالاتِهِم فَضلاً وإحساناً، وَرَحمةً وَغُفراناً، اِنَّكَ ذُو الفَضلِ العَظيمِ.

  • ويستحب أيضاً أن تتوجه إلى القبلة الشريفة وأنت واقف فوق الرأس، وتقول: اَلسَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها النَبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يا أَبا القاسِمِ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياسَيِّدَ الأوَّليِنَ والآخِرينَ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يا زَيْنَ القِيامَةِ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياشَفيعَ القِيامَةِ.

  • أَشْهَدُ أنْ لا إِلهَ اِلاّ اللهُ وَحْدَهُ لاشَريِكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّكَ عَبْدُهُ وَرَسْولُهُ، بَلَّغتَ الرِّسالَةَ، وَأَدَّيتَ الاَمانَةَ، وَنَصَحتَ أُمَّتَكَ، وَجاهَدْتَ فِي سَبيلِ رَبِّكَ حَتى اَتاكَ اليَقينُ، صَلَّى الله عَلَيكَ وَعَلى أهلِ بَيتِكَ، طِبتَ حَيَّاً وَطِبتَ مَيِّتاً.

  • صَلَّى اللهُ عَلَيكَ وَعَلى أَخِيكَ وَوَصِيِّكَ وَابْنِ عَمِّكَ اَميرِ المُؤمِنينَ، وَعَلى اِبنَتِكَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ، وَعَلى وَلَدَيكَ الحَسَنِ وَالحُسَينِ، أَفضَلَ السَّلامِ وَأَطيَبَ التَّحِيَّةِ وَاَطهَرَ الصَّلاةِ، وَعَلينا مِنكُمُ السَّلامُ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ. وتدعو لنفسك واجتهد في الدعاء للمؤمنين ولوالديك.

  • ثمّ الوقوف عند الاسطوانة الأمامية من جهة القبر الشريف من الجانب الأيمن، مستقبلاً بوجهك القبلة، جاعلاً القبر الشريف عن يسارك، ومنكبك الأيمن مقابلاً للمنبر الشريف، فإن ذلك الموقع هو موضع رأس الرسول الأعظم -صلى الله عليه وآله وسلم- فتقول:

  • أَشْهَدُ أَنْ لا إِله‌َ إِلّا الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الله وَأَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ وَنَصَحْتَ لاِمَّتِكَ وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ الله وَعَبَدْتَ الله حَتّى أَتاكَ اليَقِينُ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ.

  • وَأَدَّيْتَ الَّذِي عَلَيْكَ مِنَ الحَقِّ، وَأَنَّكَ قَدْ رَأفْتَ بِالمُؤْمِنِينَ وَغَلُظْتَ عَلى الكافِرِينَ فَبَلَّغَ الله بِكَ أَفْضَلَ شَرَفِ مَحَلِّ المُكَرَّمِينَ. الحَمْدُ للهِ الَّذِي اسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنَ الشِّرْكِ وَالضَّلالَةِ.

  • اللّهُمَّ فَاجْعَلْ صَلَواتِكَ وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ المُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيائِكَ المُرْسَلِينَ وَعِبادِكَ الصَّالِحِينَ وَأَهْلِ السَّماواتِ وَالأَرضِينَ وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يا رَبَّ العالَمِينَ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَأَمِينِكَ وَنَجِيِّكَ وَحَبِيبِكَ وَصَفِيِّكَ وَخاصَّتِكَ وَصَفْوَتِكَ وَخِيرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ.

  • اللّهُمَّ أعْطِهِ الدَّرَجَةَ الرَّفِيعَةَ وَآتِهِ الوَسِيلَةَ مِنَ الجَنَّةِ وَابْعَثْهُ مَقاما مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الأوَّلُونَ وَالآخِرُونَ، اللّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا}؛ وَإِنِّي أَتَيْتُكَ مُسْتَغْفِراً تائِباً مِنْ ذُنُوبِي.

  • وَإِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلى الله ربي وربّك لِيَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي. فإن كانت لك حاجة فاجعل القبر الطاهر خلف كتفيك واستقبل القبلة وارفع يدك وسل حاجتك فإنه أحرى أن تقضى إن شاء الله تعالى.

  • ويستحب أيضاً الالتفات بعد ذلك الى القبر الشريف، وأن تضع يديك عليه -إن أمكن- وتقول: أسْأَلُ اللهَ الَّذي اِجْتَباكَ وَاْختارَكَ وَهَداكَ وَهَدى بِكَ أنْ يُصَلّيَ عَلَيكَ وَعَلى أَهْلِ بيتِكَ الطاهِرين.

  • ثم تقول وأنت ملصق كفك بحائط الحجرة إن أمكن: أتَيتُكَ يارَسُولَ اللهِ مُهاجِراً اِلَيكَ، قاضِياً لِما أَوْجَبَهُ اللهُ عَلى مَنْ قَصَدَكَ، وَإذ لَمْ أُلْحِقكَ حَيّاً، فَقَد قَصَدتُكَ بَعدَ مَوتِكَ عَالِماً اَنَّ حُرمَتَكَ مَيِّتاً كَحُرمَتِكَ حَيّاً، فَكُنْ لي بذلِكَ عِندَ اللهِ شاهِداً.

  • ويستحب أيضاً أن تمسح كفك على وجهك وتقول: اَللّهُمَّ اجْعَلْ ذلِكَ بَيعَةً مَرضِيَّةً لَدَيكَ، وَعَهْداً مُؤَكَّداً عِنْدَكَ، تُحْيِيَني ما أحْيَيْتَني عَلَيهِ، وَعَلَى الْوَفاءِ بِشَرائِطِهِ وَحُدودِهِ وَحُقُوقِهِ وَأَحْكامِهِ، وَتُميتَني إذا أَمَتَّني عَلَيهِ، وَتَبْعَثُني إذا بَعَثْتَني عَلَيهِ.

  • ويستحب أن تبلغ النبي السلام والتحية عن أبويك وعمن تحبه من أهلك وأصدقائك، فتقول وأنت واقف عند الرأس الشريف: اَلسَّلامُ عَلَيكَ يانَبيَّ اللهِ، مِنْ أبي وَأُمِّي وَوُلدي وَخاصَّتي وَجَميعِ أهْلِ بَلَدي، حُرِّهِم وَعَبدِهِم وَأَبيَضِهِم وَاَسوَدِهِم وَمِن (فلان وفلان) وتسمي من تريد.

  • ويستحب التوجه الى جهة القبلة، واستقبال القبر الشريف جاعلاً القبلة بين كتفيك، وزر النبي بهذه الزيارة: اَلسَّلامُ عَلَيكَ يا نَبيَّ اللهِ وَرَسُولَه، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياصَفْوَةَ اللهِ وَخِيرَتَه مِنْ خَلقِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ يا أَمينَ أللهِ وَحُجَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ ياخاتَمَ النَبيّينَ وَسَّيدَ المُرسَلينَ.

  • اَلسَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها البَشيرُ النَّذيرُ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها الّداعي اِلى اللهِ وَالسِّراجُ المُنيرُ، اَلسَّلامُ عَلَيكَ وَعَلى أَهلِ بَيتِكَ الَّذينَ أَذهَبَ اللهُ عَنْهُمُ الرِجسَ وَطَهَّرَهُم تَطهيراً، أَشهَدُ اَنَّكَ يارَسُولَ اللهِ اَتَيتَ بِالحَقِّ وَقُلْتَ بِالصِّدقِ.

  • اَلحَمدُ للهِ الَّذي وَفَّقَني لِلايمانِ وَالتَّصدِيقِ، وَمَنَّ عَليّ بِطاعَتِكَ وَاتِّباعِ سَبيلِكَ، وَجَعَلني مِنْ أُمَّتِكَ وَالمجيبينَ لِدَعْوَتِكَ، وَهَداني إلى مَعرِفَتِكَ وَمَعرِفَةِ الأئِمَةِ مِنْ ذُرِّيتِكَ، أَتَقرَّبُ اِلى اللهِ بِما يُرضِيكَ، وأَبرَأُ إلى اللهِ مِمّا يُسخِطُكَ، مُوالياً لاَوليائِكَ، مُعادِياً لاَعدائِكَ.

  • جِئتُكَ يارَسُولَ اللهِ زائِراً، وَقَصَدْتُكَ راغِباً مُتَوَسِّلاً اِلى اللهِ سُبحانَهُ، وَأَنْتَ صاحِبُ الوَسيلَةِ وَالمَنْزِلَةِ الجَليلَةِ وَالشَفاعَةِ المَقبولَةِ، وَالدَعْوَةِ المَسمُوعَةِ، فَاشْفَعْ لي إلى اللهِ تَعالى بِالغُفرانِ وَالرَّحمَةِ وَالتَّوفيقِ وَالعِصمَةِ.

  • فَقَدْ غَمَرَتِ الذُّنوبُ وَشَمِلَتِ العُيوبُ وَاَثقلَ الظَهْرُ وَتَضاعَفَ الوِزرُ، وَقَدْ أَخبرتَنا وَخَبَرُكَ الصِّدْقُ أنَّهُ تعالى قالَ وَقَولُهُ الحَقُّ: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا}.

  • وَقَدْ جِئتُكَ يارَسُولَ اللهِ مُسْتَغْفِراً مِنْ ذُنُوبي، تائِباً مِنْ مَعاصيَّ وَسَيِّئاتي، وَإنّي أَتَوَجَّهُ إلى اللهِ رَبّي وَرَبِّكَ لِيَغفِرَ لي ذُنوبي، فَاشفَع لي ياشَفيعَ الاُمَّةِ، وَأَجِرني يا نَبيَّ الرَحْمَةِ، صَلَّىَ اللهُ عَلَيكَ وَعلى آلِكَ الطّاهرينَ.

دعاء السلام علي الرسول في الروضة

لقد نصّ النبي في سنّته الشريفة عن فضل الروضة الشريفة، فقد قال عليه الصلاة والسلام: “ما بيْنَ بَيْتي ومِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِن رِيَاضِ الجَنَّةِ، ومِنْبَرِي علَى حَوْضِي”،[3] وفي بعض الروايات “ما بين قبري”، لذا كان للروضة مكانة مهمة عند المسلمين، فيستحب أن يصلي المسلم بها ويدعو ربه بما يشاء، ومما يمكن الدعاء به:

  • اللهم نسألك بأسمائك الحُسنى وصفاتك العُلا أن تغفر لي وترحمني وأهل بيتي وإخوتي ووالديّ ولكلّ من له حقّ عليّ، اللهم اجعل لي من لدنك سلطانًا نصيرًا.
  • اللهم أسألك أن نكون من عبادك الصالحين المصلحين، اللهم ابعث من ذرياتنا من يجدد دينك وينصر ملّة نبيّك ويبعث في هذا الدين العزّة من جديد كما كان في عهد نبيّك صلى الله عليه وسلم.
  • اللهم ألهمنا رشدنا ودبّر لنا أمورنا فإنّا لا نُحسن التدبير، اللهم اختر لنا ولا تخيّرنا، اللهم اجعل الجنّة هي دار المستقرّ لنا، وأدخلنا إليها وأنت راضٍ عنّا، اللهم ارزقنا لذّة النظر إلى وجهك الكريم يا الله.
  • اللهم أسألك بجاه نبيّك الكريم أن تجعلنا رفاقه في الآخرة، اللهم احشرنا معه وارزقنا شربة من يديه الشريفتين شربة لا نظمأ بعدها يا رب العالمين، اللهم أغننا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمّن هو سواك.
  • اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همّنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلّط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا يا رب العالمين، اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرِج المؤمنين من بينهم سالمين يا رب العالمين.

أدعية في الروضة الشريفة

من الأدعية التي يمكن الدعاء بها في الروضة الشريفة ما يأتي:

  • بسم الله الرحمن الرحيم، سبحانك يا الله، أجرنا من النار يا مجير، سبحانك يا ملك، أجرنا من النار يا مجير، سبحانك يا مؤمن، تعاليت يا مهيمن، أجرنا من النار يا مجير، سبحانك يا خالق، تعاليت يا بارئ، أجرنا من النار يا مجير، سبحانك لا إله إلا أنت إني كنت من الظالمين.
  • بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلّ على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أناجيك يا الله إن كنت رحمت مثلي فارحمني، وإن كنت هديت مثلي فاهدِني، فعفوك عفوك يا مولاي قبل جهنم والنيران، عفوك عفوك يا مولاي قبل أن تغل الأيدي إلى الأعناق.
  • يا إلهي يا مستجيب الدعاء، ويا مغيث الملهوف، ويا قاضي الحاجات، اقض لي حاجتي، ويسّر أمري واشرح صدري يا أرحم الراحمين، اللهمّ لك الحمد على نعمك حتّى ترضى، ولك الشكر على ما قضيت، سبحانك لا إله إلا أنت.
  • اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولّوا فيمن تولّيت، وبارك لنا فينا أعطيت، واصرف عنا شر ما قدّرت وقضيت، فإنّك تقضي بالحق ولا يقضى عليك، وإنّنا راجعون إليك، سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.
  • سبحان من يعلم جوارح القلوب، سبحان من يحصي عدد الذنوب، سبحان من لا يخفى عليه خافية في السماوات والأرضين، سبحان الرب الودود، سبحان العظيم الأعظم، لا إله إلا أنت سبحانك اللهم وبحمدك.

دعاء زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم

بعد أن يدخل الرجل إلى المسجد النبوي المبارك فإنّه من السنّة أن يقدّم رجله اليمنى ويدعو بدعاء دخول المسجد المشهور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثمّ يصلي ركعتي سنة دخول المسجد، ثمّ يدعو الله بما شاء فإنّ ذلك المكان من مواطن الاستجابة بإذن الله، ومما يمكن الدعاء به:

  • اللهم يا من هديتنا لهذا الدين من غير حول منا ولا قوة وبكرمك وفضلك يا الله، نسألك أن تتمّ نعمتك علينا وأن تدخلنا الجنة نحن وأهلنا وإخواننا في الدين في مشارق الأرض ومغاربها، من سبقنا إلى الدار الآخرة ومن لم يولد منهم بعد يا رب العالمين.
  • اللهم نسألك علمًا نافعًا ورزقًا طيبًا وعملًا مُتقبّلًا، اللهم اقضِ الدين عنا وعن جميع المدينين، اللهم اجعلنا عبادًا هداة مهديين لا ضالّين ولا مُضلّين.
  • اللهم اجعلنا ممن يستمون القول فيتبعون أحسنه، اللهم اجعلنا وأبناءنا جندًا تقاتل في سبيلك الشرك والكفر والأهواء على كلّ صعيد بسيف ومن غير سيف، اللهم اجعلنا على ثغور دينك ولا تجعلنا من الذين يولّون الأدبار عند هجوم المشركين على أركان الدين وأصوله.
  • اللهم نسألك بأن نكون من الذين تعزّ بهم الدين، اللهم لا تجعلنا مطيّة للفاسقين والذين كفروا، واجعلنا يا مولانا من الصامدين الصابرين الذين لا يضرهم من خذلهم حتى يأتيهم نصر الله تعالى.

شاهد أيضاً: دعاء زيارة الروضة الشريفة مكتوب

الدعاء في الروضة في المسجد النبوي

إنّ الدعاء في الروضة المشرّفة هو دعاء مستجاب بإذن الله تعالى وذلك لما ذكره النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أهمية هذا المكان الطاهر، فإذا ما دخلها الإنسان دعا الله بما يريد وبما يتمنى، ومن ذلك:

  • اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا، وجلاء صدورنا، وكاشف همنا وأحزاننا، اللهم عاملنا بما أنت أهله، ولا تعاملنا بما نحن نستحق، اللهم اغفر لنا وارحمنا، أنت مولانا انصرنا على القوم الكافرين.
  • اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله، ونعوذ بكرمن الشر كله عاجله وآجله، اللهمَّ اهدنا الصِّراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم من النَّبيِّين والصِّديقين والشُّهداء والصَّالحين، للهمَّ أرنا الحقَّ حقًّا وارزقنا اتِّباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه، وامنُن علينا بهداك ورضاك.
  • اللهمَّ أعنِّي على نفسي وارزق نفسي هُداها وتقواها وزكِّها أنت خير من زكَّاها، اللهمَّ اكتب لي الهدى في جميع أمري واجعلني رحيمًا كريمًا هيّنًا ليّنًا، اللهمَّ أنت الذي خلقتني وأنت أعلم بي من نفسي، أسألك يا إلهي أن تهدني سواء السَّبيل، وأن تُلهمني رشدي.
  • اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، وأبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

أدعية مستحبة عند زيارة قبر النبي صل الله عليه وسلم وصاحبيه

نصّ علماء الإسلام على أنّ الدعاء عند قبور الأولياء والصالحين والأنبياء من الأدعية المُستجابة بإذن الله، فكيف بقبر سيد البشر وصاحبيه رضي الله عنهما، فيمكن للمسلم أن يدعو الله -تعالى- بما يأتي:

  • اللهم بك آمنت، ولك أسلمت، وعليك توكّلت، اللهم اغفر لي ما قدّمت وما أخّرت، وما أسررتُ وما أعلنت، فإنّك تقضي بالحقّ ولا يقضى عليك، اللهم إنّي أسألك عيش السعداء، ونزل الشهداء، ومرافقة الأنبياء، والنصر على الأعداء.
  • اللهم إنّي أسألك رضاك والجنة، وأعوذ بك من سخطك والنّار، اللهم إنّي مددتُ لك يدي تائبًا، فاقبل توبتي ولا تردّني خائبًا، واغفر خطيئتي وارحم ضعفي يا أرحم الراحمين.
  • بسم الله الرحمن الرحيم وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم يا رحمن يا رحيم، يا ملك يا قدّوس، يامن وسعت رحمته السماوات والأرض، نسألك في يومنا هذا ألّا تغرب شمسه إلّا وقد فرّجت همومنا وغمومنا، وقضيت أمرنا وحوائجنا، وفرّجت كرباتنا، سبحانك اللهم أنت الكريم لا إله إلا أنت.
  • اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين، وغلبة العدو، وشماتة الأعداء، اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء، ومن درك الشقاء، ومن سوء القضاء، ومن شماتة الأعداء، اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجذام، والجبن والبخل، ومن المأثم والمغرم، ومن غلبة الدين وقهر الرجال.
  • ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربّنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملته على الذين من قبلنا، ربّنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به، واعفُ عنّا واغفر لنا وارحمنا، أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.
  • لا إله إلّا أنت سبحانك إنّي كنّت من الظالمين، ربّنا ظلمنا أنفسنا، وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونّن من الظالمين، اللهم اغفر لنا وارحمنا، وتقبّل منّا وتب علينا، إنّك أنت التوّاب الرحيم.
  • اللهم إنّا نعوذ بك من الهمّ والحزن، ونعوذ بك من العجز والكسل، ونعوذ بك من الجبن والبخل، ونعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، ونعوذ بكلمات الله التامات كلها من شر ما خلق.

زيارة النبي وائمة البقيع مفاتيح الجنان

مرّ آنفًا أنّ كتاب مفاتيح الجنان هو من كتب الشيعة الإمامية، التي يحتوي على كثير مما يعتقدون به، وهذه الكتب هي كتب لا تتفق مع اعتقاد أهل السنة والجماعة، فلا يجوز ترديد ما جاء فيها، ومما جاء في هذا الكتاب دعاء يقوله الشيعة عند زيارة النبي -عليه الصلاة والسلام- والمدفونين في مقبرة البقيع، وهذا الدعاء لا يعترف عليه أهل السنة، ونصّ الدعاء كما يأتي:

  • إذا أردت زيارتهم فاعمل بما سبق من آداب الزيارة من الغسل والكون على الطهارة ولبس الثّياب الطّاهرة النظيفة والتطيّب والإستئذان للدخول ونحو ذلك وقل أيضاً:

  • الله أَكْبَرُ كَبِيراً وَالحَمْدُ للهِ كَثِيراً وَسُبْحانَ الله بُكْرَةً وَأَصِيلاً وَالحَمْدُ للهِ الفَرْدِ الصَّمَدِ الماجِدِ الأحَدِ المُتَفَضِّلِ المَنَّانِ المُتَطَوِّلِ الحَنَّانِ الَّذِي مَنَّ بِطَوْلِهِ وَسَهَّلَ زِيارَةَ ساداتِي بِإِحْسانِهِ وَلَمْ يَجْعَلْنِي عَنْ زِيارَتِهِمْ مَمْنُوعاً بَلْ تَطَوَّلَ وَمَنَحَ.

  • ثمّ اقترب من قبورهم المقدَّسة واستقبلها واستدبر القبلة وقل: السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةَ الهُدى، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ التَّقْوى، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّها الحُجَجُ عَلى أَهْلِ الدُّنْيا، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّها القُوَّامُ فِي البَرِيَّةِ بِالقِسْطِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الصَّفْوَةِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ آلَ رَسُولِ اللهِ.

  • السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ النَّجْوى، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ وَنَصَحْتُمْ وَصَبَرْتُمْ فِي ذاتِ الله وَكُذِّبْتُمْ وَأُسِيَ إِلَيْكُمْ فَغَفَرْتُمْ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ الأَئِمَّةِ الرَّاشِدُونَ المُهْتَدُونَ وَأَنَّ طاعَتَكُمْ مَفْرُوضَةٌ وَأَنَّ قَوْلَكُمْ الصِّدْقُ وَأَنَّكُمْ دَعَوْتُمْ فَلَمْ تُجابُوا وَأَمَرْتُمْ فَلَمْ تُطاعُوا.

  • وَأَنَّكُمْ دَعائِمُ الدِّينِ وَأَرْكانُ الأَرضِ لَمْ تَزالُوا بِعَيْنِ الله يَنْسَخُكُمْ مِنْ أَصْلابِ كُلِّ مُطَهّر وَيَنْقُلُكُمْ مِنْ أَرْحامِ المُطَهَّراتِ، لَمْ تُدَنِّسْكُمْ الجاهِلِيَّةُ الجَهْلاء وَلَمْ تُشْرِكْ فِيكُمْ فِتَنُ الاَهْواءِ.

  • طِبْتُمْ وَطابَ مَنْبَتُكُمْ مَنَّ بِكُمْ عَلَيْنا دَيّانُ الدِّينِ فَجَعَلَكُمْ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ الله أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيها اسْمُهُ، وَجَعَلَ صَلاتَنا عَلَيْكُمْ رَحْمَةً لَنا وَكُفَّارَةً لِذُنُوبِنا إِذْ اخْتارَكُمْ الله لَنا وَطَيَّبَ خَلْقَنا بِما مَنَّ عَلَيْنا مِنْ وِلايَتِكُمْ وَكُنَّا عِنْدَهُ مُسَمِّينَ بِعِلْمِكُمْ مُعْتَرِفِينَ بِتَصْديقِنا إِيَّاكُم.

  • وَهذا مَقامُ مَنْ أَسْرَفَ وَأَخْطَأَ وَاسْتَكانَ وَأَقَرَّ بِما جَنى وَرَجا بِمَقامِهِ الخَلاصَ وَأَنْ يَسْتَنْقِذَهُ بِكُمْ مُسْتَنْقِذُ الهَلْكى مِنَ الرَّدى، فَكُونُوا لِي شُفَعاء فَقَدْ وَفَدْتُ إِلَيْكُمْ إِذْ رَغِبَ عَنْكُمْ أَهْلُ الدُّنْيا وَاتَّخَذُوا آياتِ الله هُزُوا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها.

  • ثمّ ارفع هنا رأسك إلى السماء وقل: يا مَنْ هُوَ قائِمٌ لايَسْهُو وَدائِمٌ لايَلْهُو وَمُحِيطٌ بِكُلِّ شَيٍْ لَكَ المَنُّ بِما وَفَّقْتَنِي وَعَرَّفْنَيِ بِما أَقَمْتَنِي عَلَيْهِ إِذْ صَدَّ عَنْهُ عِبادُكَ وَجَهِلُوا مَعْرِفَتَهُ وَاسْتَخَفُوا بِحَقِّهِ وَمالُوا إِلى سِواهُ.

  • فَكانَتْ المِنَّةُ مِنْكَ عَلَيَّ مَعَ أَقْوامٍ خَصَصْتَهُمْ بِما خَصَصْتَنِي بِهِ فَلَكَ الحَمْدُ إِذْ كُنْتُ عِنْدَكَ فِي مَقامِي هذا مَذْكُوراً مَكْتُوباً فَلا تَحْرِمْنِي ما رَجَوْتُ وَلاتُخَيِّبْنِي فِيما دَعَوْتُ بِحُرْمَةِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَصَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ. ثمّ ادع لنفسك بما تريد.

شاهد أيضًا: أجمل الدعاء في الروضة الشريفة مستجاب

هل زيارة قبر النبي واجبة

إنّ زيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأمور المستحبة في الدين وليست من الواجبات، وقال القاضي عياض -رحمه الله- إنّ زيارة القبر النبوي هي زيارة للمسجد النبوي لمجاورته القبر الشريف، وقصد الزائر الحلول فيه لتعظيم من حلَّ بتلك البقعة، كما لو كان حيًّا، وليس القصد تعظيم بقعَة القبر لعَيْنِها بل من حلَّ فيها، وتجوز زيارة قبور الأنبياء والصالحين بقصد التبرّك بها، وهي من الأمور المستحبة كما نقل الإمام الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين، على ألّا يكون في ذلك إظهار لما لا يوافق الدين كالطواف حول القبر ونحوه.[4]

فضل زيارة قبر النبي

ورد في فضل زيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أحاديث كثيرة وقد اختلف فيها العلماء، ولكن أشهرها ما ورد من رواية عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وفيها يقول صلى الله عليه وسلم: “منْ زارَ قَبري وَجَبَتْ له شَفاعتي”،[5] وهذا الحديث قد صححه وحسّنه عدد من علماء الحديث مثل ابن الملقن وعبد الحق الإشبيلي والزرقاني وغيرهم، والله أعلم.

وإلى هنا يكون قد تم مقال دعاء زيارة قبر الرسول وأبو بكر وعمر بعد الوقوف على ما يمكن للمسلم أن يقوله عندما يزور قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وصاحبيه رضي الله عنهما.

المراجع

  1. ^ الأذكار، أبو هريرة، النووي، 154، حديث إسناده صحيح.
  2. ^ shamela.ws، الأذكار للنووي ص349 - 351، 12/09/2022
  3. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 1888، حديث صحيح.
  4. ^ islamonline.net، زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم، 12/09/2022
  5. ^ الأحكام الشرعية الصغرى، عبد الله بن عمر، عبد الحق الإشبيلي، 467، أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *