طريقة توثيق الطلاق في المحكمة وما عقوبة عدم توثيق الطلاق في المحكمة

طريقة توثيق الطلاق في المحكمة وما عقوبة عدم توثيق الطلاق في المحكمة من المعلومات التي يجهل تفاصيلها كثير من الناس، ولا بدَّ من التعرف عليها خصوصًا من الأشخاص الذي يتعرضون إلى حادثة الطلاق، ويلجأون إلى المحاكم من أجل توثيق الطلاق بشكل أو بآخر، وسوف نتعرف في هذا المقال على تعريف الطلاق ومشروعيته في الإسلام بالأدلة، وسوف نتعرف على توثيق الطلاق في المحكمة وعلى حكم الطلاق الشفوي وطريقة إثبات دعوى الطلاق الشفوي في المحكمة وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل.

الطلاق ومشروعيته في الإسلام

يشير الفقهاء في الإسلام إلى أنَّ تعريف الطلاق هو حلُّ عقد النكاح  والنكاح هو الزواج في الإسلام، ويمكن أن يكون ذلك عن طريق استخدام لفظ صريح أو عن طريق استخدام ألفاظ الكناية التي ترافقها نية الطلاق، ومن ألفاظ الطلاق الصريحة: فارقتك، طلقتك وهكذا، ومن ألفاظ طلاق الكناية: لا شأن لي بك بعد الآن، عودي إلى بيت والدك وغيرها من عبارات قريبة، وقد شرع الله سبحانه الطلاق كحل أخير لعلاج المشاكل التي تحدث بين الزوجين ولا تجدي معها أية حلول أخرى، ويسمح للرجل في الإسلام أن يطلق زوجته ثلاث طلقات متفرقة لا أكثر بعد ذلك لا تحل له حتى تتزوج من رجل آخر، كما توجد لكل طلقة عدة وأحكام مخصصة حول إرجاع الزوجة وحقوقها، وقد وردت مشروعية الطلاق في القرآن وفي السنة، حيث قال سبحانه وتعالى: “الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”،^[1] وفي حديث صحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما أَحَلَّ اللهُ شيئًا أَبغضَ إليه مِن الطَّلاقِ”،^[2] وأجمع فقهاء المسلمون على أنَّ الطلاق مشروع ولكن قد يختلف حكمه حسب ظروف كل علاقة وحالة فقد يكون الطلاق مباحًا أو مستحبًا أو مكروهًا أو محرمًا وغير ذلك.^[3]

توثيق الطلاق في المحكمة

إنَّ الطلاق مسألة مهمة في العلاقات الزوجية والأسرية، وقد اعتمدت الدول في العصر الحديث على توثيق الطلاق كما يتم توثيق الزواج من أجل المحافظة على حقوق كل من الزوجين، وحتى لا تضيع الحقوق بين الأزواج، ولذلك من الضروري أن يتم توثيق الطلاق الشفوي في المحكمة، حيث أن الطلاق الشفوي في الإسلام يقع من قبل الزوج حتى لو كان دون شهود ودون إخبار القاضي، لأنَّه حق له ويجوز له أن يوقعه في أي لحظة ومن دون موافقة الزوجة أيضًا، ولكن من الضروري أن يتوجه الزوج إلى المأذون ليستفسر عن هذا الطلاق إذا ما كان قد وقع أم لا، من ثمَّ يتوجه إلى المحكمة من أجل توثيق الطلاق حتى يكون كل شيء قانونيًا حسب الأصول، وفي بعض الأحيان يرفض الزوج إثبات الطلاق في المحكمة حتى يلحق الضرر بالزوجة، وحتى لا يسمح لها بممارسة حياتها كما تشاء بعد الطلاق، وفي هذه الحالة يجوز لها أن ترفع دعوى إثبات الطلاق في المحكمة.

طريقة توثيق الطلاق في المحكمة

يبحث بعض الأشخاص عن طريقة توثيق الطلاق في المحكمة إلكترونيًا، إذ يمكن لأي شخص أن يتقدم بطلب من أجل توثيق الطلاق في المحكمة، وذلك من خلال الموقع الرسمي في وزارة العدل، وقد أتيحت هذه الخدمة من أجل تسهيل الحصول على هذه الخدمات للمواطنين وتوفير الوقت والجهد، وفيما يأتي سيتم إدراج خطوات توثيق الطلاق في المحكمة:

• يجب أولًا التوجه إلى الموقع الرسمي لوزارة العدل من خلال الضغط على الرابط التالي “من هنا“.
• الدخول إلى تبويب الخدمات الإلكترونية والذي يوفر كثير من الخدمات للمواطنين.
• يتم بعد ذلك اختيار إثبات الطلاق من خلال صفحة الخيارات والخدمات الإلكترونية المتاحة وتبويب الحالات الاجتماعية.
• سوف يظهر للمستخدم نموذج من أجل إثبات الطلاق ويجب على المستخدم إدخال جميع البيانات المطلوبة بالكامل، وتشمل هذه البيانات معلومات عن الزوج والزوجة وجميع البيانات المتعلقة بعقد الزواج.
• يتم اختيار المحكمة القريبة من الشخص، وليس ضروريًا أن تكون المحكمة نفسها التي جرى فيها عقد الزواج.
• بعد تقديم طلب إثبات الطلاق وتوثيق الطلاق في المحكمة إلكترونيًا يجب الانتظار من قبل المستخدم حتى يتم النظر في الطلب من قبَل المحكمة، وسوف يصل الرد بعد فترة تبلغ المستخدم بالتفاصيل.
• في كثير من الأحيان يتم تحويل القضية إلى مجلس الصلح من أجل محاولة التوفيق والإصلاح بين الزوجين قبل إصدار حكم الطلاق النهائي، في محاولة لثني الزوجين عن هذا القرار والمحافظة على الأسرة.
• وإذا ما تمّ البت في الطلاق وإثباته تتم دعوة الزوج والزوجة من أجل الاتفاق على حضانة الأولاد والنفقة وجميع الأمور الأخرى المتعلقة، وبعد أن ذلك وعند الانتهاء من الاتفاق على جميع الأمور يتم إصدار صك الطلاق وتثبيته بشكل رسمي في المحكمة.

شاهد أيضًا: ما هو الطلاق البائن ، أنواع الطلاق البائن في الإسلام

حكم الطلاق الشفوي

إنَّ الطلاق الشفوي يقع في الإسلام دون شك، وهذا ما ذهب إليه جميع الفقهاء من أهل العلم في الإسلام، لأنَّ الطلاق حق من حقوق الزوج، ويستطيع الزوج أن يطلق الزوجة دون علمها ودون إرادتها ودون إشهاد الشهود على الطلاق، ويقع هذا الطلاق على أن يكون الرجل عاقلًا واعيًا غير ذاهل ولا مجنون ولا مكره، ولكن يجب أن يتم توثيق الطلاق الشفوي في المحكمة المختصة للمحافظة على حقوق كل من الزوجين.

طريقة توثيق الطلاق الشفوي في المحكمة

في معظم الأحيان يحدث الطلاق الشفوي من قبل الزوج ويلقيه على زوجته عندما يكونان وحدهما دون وجود شهود، ولكن في كثير من الأحيان يرفض الزوج تثبيت الطلاق في المحكمة المختصة في علاقات الأسرة، ويرفض الزوج أيضًا إخبار المأذون عن ذلك الطلاق، وليس في وسع المرأة في هذه الحالة إلا أن تبحث عن طريقة لتثبيت ذلك الطلاق حتى تحافظ على حقوقها كاملة، ولكن يجب عليها القيام بعدة أمور لإكمال الدعوى، من تلك الأمور أن تجد طريقة للحصول على دليل قوي جدًّا على حدوث الطلاق من قبل الزوج لأنه إذا لم يكن هناك دليل على وقوع الطلاق سوف يكون الأمر متعلقًا بالزوج نفسه واعترافه، ومن أجل إثبات الطلاق الشفوي لا بد من بعض الخطوات وسيتم إدراجها فيها يأتي:

• يجب رفع دعوى “إثبات واقعة طلاق”، وخلال طلب الدعوى يتم ذكر التفاصيل المتعلقة بواقعة الطلاق جميعها بالإضافة إلى عنوان الزوج وعنوان الزوجة.
• من الضروري حضور الشهود على واقعة الطلاق لتتمكن الزوجة من الحصول على حكم تثبيت الطلاق في المحكمة.
• إذا لم يكن هناك شهود يتم الضغط على الزوج ليقرََّ بالطلاق من تلقاء نفسه، ولكن إذا رفض الزوج الإقرار بالطلاق والاعتراف به أمام القاضي، يتم الضغط عليه وتطلب منه الزوجة أن يقسم اليمين الحاسمة من أجل إثبات الطلاق الشفوي، فإذا رفض ذلك يتم تثبيت الطلاق من قبَل القاضي.

شاهد أيضًا: حقوق الزوج عند طلب الزوجة الطلاق ، آثار الطلاق على الزوج

عقوبة عدم توثيق الطلاق في المحكمة

أشارت العديد من المصادر إلى أنَّ قوانين الطلاق الشفوية الجديدة سوف تفرض عقوبات قوية على الأزواج الذين لا يقومون بتوثيق الطلاق الشفوي بشكل رسمي في المحاكم والجهات المختصة، ولذلك قد تكون عقوبة جريمة عدم توثيق الطلاق الشفوي تشابه عقوبة جريمة تزوير الأوراق وما شابه ذلك، ومن المتوقع أن تصل عقوبة عدم توثيق الطلاق في المحكمة إلى السجن، لأنَّ تلك القوانين تهدف إلى تنظيم العلاقات الأسرية والعلاقة بين الزوجين والحد من الطلاق وتنظيم حالات الطلاق الشفوي التي تقع بشكل فوضوي وعشوائي وتؤثر على الأسر واستقرارها واستقرار المجتمع.

آثار الطلاق السلبية في المجتمع

يعدُّ الطلاق في المجتمعات الإسلامية وفي جميع المجتمعات من المشاكل الخطيرة، إذ يبدأ تأثير الطلاق السلبي في البداية في طرفي العلاقة الأساسيين وهما الزوج والزوجة، ثم تنتقل هذه التأثيرات السلبية إلى جميع أفراد الأسرة ثمَّ على المجتمع بأكمله، وفيما يأتي سوف يتم إدراج الآثار السلبية للطلاق على المجتمع:

• ازدياد عدد الأطفال المشردين والذين يعدون ضحية لهذا الطلاق ولذلك يضطرون إلى اللجوء لدروب الرذيلة والضياع وتعاطي المسكرات والانحدار أكثر إلى المخدرات وغيرها.
• ازدياد الجرائم بشكل كبير وارتفاع نسبة وقوعها في المجتمعات، وهذا بسبب ارتفاع نسبة المشردين والفاسدين، بسبب عدم وجود أسرة حاضنة وموجِّهة ومربية للأطفال الذين يخسرون حاضرهم ومستقبلهم.
• ارتفاع عدد النساء المطلقات، وانخفاض فرصة حصول المرأة المطلقة في الحصول على علاقة زوجية ثانية، بسبب نظرة المجتمع السلبية تجاه المطلقات بشكل خاص في المجتمعات العربية.
• تراجع المستويات التعليمية في المجتمع، وهذا لأنَّ الأطفال يفقدون أسرهم والبيئة الداعمة لهم وسوف ينخفض مستواهم التعليمي بشكل كبير في كثير من الأحيان، وهذا يؤدي بشكل مباشر إلى تناقص عدد الأفراد المتعلمين وبالتالي تدني المستويات التعليمية في المجتمع.
• ازدياد عدد الإصابات بالأمراض النفسية، حيث يؤدي وقوع الطلاق إلى زيادة عدد الأشخاص الذين يعانون من الإصابة بالأمراض النفسية مثل الاكتئاب والإحباط والضيق وغير ذلك.
• تدني الانتاجية في المجتمع عمومًا وذلك بسبب توجه كثير من أبناء المجتمع إلى طرق الرذيلة والمسكرات والمضي في طرق الضياع والتشرد، وعدم التركيز على العلم والعمل بسبب فقدان الأسرة والأهمية في المجتمع.

في ختام مقال طريقة توثيق الطلاق في المحكمة وما عقوبة عدم توثيق الطلاق في المحكمة تعرفنا على تعريف الطلاق ومشروعيته في الإسلام حسب ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية، وتعرفنا على معلومات عن توثيق الطلاق في المحكمة، وعلى طريقة توثيق الطلاق في المحكمة، وطريقة إثبات الطلاق في المحكمة من قبَل الزوجة وغير ذلك  من تفاصيل متعلقة.