عناصر المقال
لماذا سميت مزدلفة بهذا الاسم؟ لقد نوَّع الله -عزَّ وجلَّ- في العبادات التي فرضها على عباده، ومن هذه العبادات عبادة الحجِّ، والتي تعني أداء مناسك مخصوصة في مكانٍ مخصوص وفي وقت مخصوص، وقد جعل لهذه العبادة عددًا من المناسك، ومنها الوقوف في مزدلفة، وفي هذا المقال الذي يطرحه موقع تصفح، سيتم تخصيص الحديث عن مزدلفة، حيث سيجد القارئ السبب الذي من أجله سميت بذلك، كما سيجد أسماءها الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، كما سيجد تعريفًا بسيطًا عنها، بالإضافة إلى بعض الأحكام المتعلقة فيها، ثمَّ سيتمُّ التنبيه على الأخطاء المتعلقة بمزدلفة والتي تقع من بعض الحجاج، وفي ختام هذا المقال سيتمُّ الحديث عن الحكمة من مشروعية الوقوف في مزدلفة.
لماذا سميت مزدلفة بهذا الاسم
لقد تعددت الأسباب التي من أجلها سميت مزدلفة بهذا الاسم، وفي هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ ذكر هذه الأسباب بشيءٍ من التفصيل، وفيما يأتي ذلك:[1]
- القول الأول: أنَّ اسم مزدلفة هنا مأخوذٌ من الازدلاف، ويعني في لغة العرب التقرَّب، وبذلك يكون سبب تسمية مزدلفة بهذا الاسم؛ هو اقتراب الحجَّاج منها بعد إفاضتهم من عرفات.
- القول الثاني: أنَّ اسم مزدلفة مأخوذٌ من الاجتماع؛ وبناءً على ذلك يكون سبب تسميتها بهذا الاسم يرجع إلى اجتماع الحجَّاج فيها.
- القول الثالث: يرجع تسمية مزدلفة بهذا الاسم بسبب مجيء الناس إليها في زلفٍ من الليل، أي في ساعاتٍ من الليل.
شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة البروج بهذا الاسم
أسماء مزدلفة
لقد ذكرت مزدلفة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بغير هذا الاسمِ، وفي هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ ذكر هذه الأسماء مع ذكر الدليل الشرعي لكلِّ اسمٍ، وفيما يأتي ذلك:[2]
- المشعر الحرام: تسمَّى مزدلفة بالمشعر الحرام، وقد جاء هذا الاسم في قول الله تعالى: “فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ”،[3] ويعدُّ المشعر الحرام على وجه الخصوص هو جبلٍ في مزدلفة كان يُسمَّى سابقًا بقزح.
- جمع: وتُسمَّى مزدلفة أيضًا جمع، وقد جاءت هذه التسمية في السنة النبوية المطهرة في قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “وَوَقَفْتُ هَاهُنَا، وَجَمْعٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ”.[4]
ما هي مزدلفة
ذهب جمهور المفسرين إلى أنَّ مزدلفة إنَّما هي المشعر الحرام، مستدلين على ذلك بقول الله تعالى: “لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ ۚ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ”،[3] ووجه الدلالة من الآية الكريمة أنَّ الحجَّاج يتوجهون بعد عرفاتٍ إلى مزدلفة، وبذلك تكون جميع مزدلفة هي المشعر الحرام والله تعالى أعلى وأعلم، وقد خالف النووي جمهور المفسرين حيث ذهب إلى أنَّ المشعر الحرام هو جبل قزحٍ على وجه الخصوص، وبذلك يكون المشعر الحرام جزءٌ من مزدلفة،[5] وبناءً على ما سبق فإنَّ مزدلفة تعدُّ مشعرًا مقدسًا يتوجُّه إليه حجَّاج بيت الله بعد إفاضتهم من عرفات، ويفصلُ جغرافيًا بين مزدلفة وعرفات وادٍ اسمه عرنة.[6]
شاهد أيضاً: لماذا سميت سورة الحشر بهذا الاسم
الأحكام المتعلقة بمزدلفة
لقد شرع الله -عزَّ وجلَّ- الحج، وجعله ركنًا من أركان الإسلام الخمسة، وجعل لهذه العبادة العظيمة عددًا من المناسك التي تؤدى في أماكن مختلفة، وفي هذه الفقرة سيتم تحصيص الحديث عن الأحكام المتعلقة بمزدلفة، وفيما يأتي ذلك:
حكم مبيت الحجاج في مزدلفة
تباينت آراء أهل العلم في حكم مبيت الحجاج في مزدلفة، وفي هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ التفصيل في آرائهم، وفيما يأتي ذلك:[7]
- الرأي الأول: إنَّ المبيت في مزدلفة سنةً من السنن المؤكدة في الحجِّ، وإلى هذا القول ذهب فقهاء الحنفية.
- الرأي الثاني: إنَّ المبيت في مزدلفة للحاجِّ يعدُّ مندوبًا، وهذا مذهب المالكية، ولا بدَّ من التنبيه إلى أنَّ ترك المبيت في مزدلفة من غير عذرٍ عندهم يُوجب الدم، أمَّا تركه بعذرٍ لا يُوجب على الحاجِّ شيئًا.
- الرأي الثالث: إنَّ المبيت في مزدلفة يعدُّ ركنًا من أركان الحجِّ ولا يصحُّ الحجُّ إلَّا فيه، وهذا مذهب بعض الشافعية، مستدلين على ذلك بالحديث المرويِّ عن النبيِّ، والذي قال فيه: “مَنْ فَاتَهُ الْمَبِيتُ بِالْمُزْدَلِفَةِ فَقَدْ فَاتَهُ الْحَجُّ”.[8]
- الرأي الرابع: إنَّ المبيت في مزدلفة يعدُّ واجبًا من واجبات الحجِّ وليس ركنًا من أركانه، ومن تركه فإنَّ حجَّه صحيح ولكن يلزمه الدم، وهذا مذهب الحنابلة والصحيح من مذهب الشافعية، وقد استدلَّ هذا الفريق بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الحجُّ عرفةُ، مَن جاء ليلةَ جَمْعٍ قَبلَ طُلوعِ الفجرِ فقدْ أدرَكَ الحجَّ”.[9]
شاهد أيضاً: لماذا سميت سورة الطلاق بهذا الاسم
حكم الجمع والقصر في مزدلفة
اتفق أهل العلم على مشروعية الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء في مزدلفة، إلَّا أنَّهم اختلفوا في بعض التفاصيل، وفي هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ بيان ذلك، وفيما يأتي ذلك:[10]
- الأحناف: ذهب فقهاء الحنفية إلى مشروعية الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء في مزدلفة، وقد اشترطوا لذلك ثلاث شروطٍ، وفيما يأتي بيانها:
- أن يكون المسلم محرمًا بالحجِّ.
- أن يكون قد قدَّم الوقوف بعرفة على الجمع بين الصلاتين.
- أن يكون هذا الجمع في وقت العشاء من ليلة النحر، وأن يكون المسلم في مزدلفة.
- المالكية: ذهب المالكية إلى مشروعية جمع صلاتي المغرب والعشاء مع قصر العشاء لغير أهل مزدلفة، وعدم القصر لأهلها، حيث أنَّ المشروع في حقِّ أهل مزدلفة الجمع فقط من غير القصر، وقد اشترط المالكية لجواز الجمع والقصر في مزدلفة أن يقف الحاجُّ مع الإمام، أما من وقف وحده فلا يجمع ولا يقصر، أما من عجز عن السير مع الإمام لضعفه أو ضعف دابته فإنَّه يجمع بين الصلاتين بعد غياب الشفق الأحمر في مزدلفة أو قبلها.
- الشافعية: ذهب فقهاء الشافعية إلى سنية تأخير صلاة المغرب وجمعها مع صلاة العشاء في مزدلفة، شريطة أن لا يخشى الحاجَّ فوات وقت الاختيار لصلاة العشاء، ولا بدَّ من التنبيه غلى أنَّ الجمع عندهم لا يكون إلَّا للحاجِّ المسافر دون غيره؛ إذ أنَّ سبب الجمع هو السفر لا النسك.
- الحنابلة: ذهب فقهاء الحنابلة إلى سنية تأخير صلاة المغرب حتى وصول الحاجِّ إلى مزدلفة، فيصليها جمعًا مع العشاء.
شاهد أيضًا: لماذا سميت تكبيرة الاحرام بهذا الاسم
مكان الوقوف في مزدلفة
قال الله تعالى في كتابه المجيد: “لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ ۚ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ”،[3] ويعدُّ المشعر الحرام عبارة عن جبلٍ صغيرٍ في مزدلفة، وقد كان وقوف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عنده، لكن ذهب أهل العلم إلى أنَّه يجوز للحاجِّ الوقوف في أيِّ موضعٍ من مزدلفة، ودليل ذلك قول رسول الله: “”وَوَقَفْتُ هَاهُنَا، وَجَمْعٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ”.[4]
الدعاء في مزدلفة
يستحبُّ للحاجِّ أن يذكر الله -عزَّ وجلَّ- في مزدلفة وأن يكثر من الدعاء فيها،[11] ودليل ذلك الحديث الذي رواه جابر بن عبدالله والذي بيَّن فيه صفة حجِّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: “حتَّى أَتَى المُزْدَلِفَةَ، فَصَلَّى بهَا المَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بأَذَانٍ وَاحِدٍ وإقَامَتَيْنِ، وَلَمْ يُسَبِّحْ بيْنَهُما شيئًا، ثُمَّ اضْطَجَعَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ حتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، وَصَلَّى الفَجْرَ حِينَ تَبَيَّنَ له الصُّبْحُ بأَذَانٍ وإقَامَةٍ. ثُمَّ رَكِبَ القَصْوَاءَ حتَّى أَتَى المَشْعَرَ الحَرَامَ، فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، فَدَعَاهُ وَكَبَّرَهُ وَهَلَّلَهُ وَوَحَّدَهُ، فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفًا حتَّى أَسْفَرَ جِدًّا”.[12]
شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الجن بهذا الاسم
الدفع من مزدلفة
يُستحبُّ للحجاج الدفع من مزدلفة قبل طلوع الشمس،[13] ودليل ذلك الحديث الذي رواه جابر بن عبدالله، المذكور في الفقرة السابقة، بالإضافة إلى الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه عن أحد صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: “شَهِدْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه صَلَّى بجَمْعٍ الصُّبْحَ، ثُمَّ وقَفَ فَقالَ: إنَّ المُشْرِكِينَ كَانُوا لا يُفِيضُونَ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ويقولونَ: أشْرِقْ ثَبِيرُ، وأنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَالَفَهُمْ ثُمَّ أفَاضَ قَبْلَ أنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ”.[14]
وقت ومقدار المبيت بمزدلفة
تباينت آراء أهل العلم في الوقت الذي يجب على الحاجِّ أن يقف فيه بمزدلفة والذي يحصل معه المبيت، وفيما يأتي بيان أقوالهم في ذلك:[15]
- القول الأول: ذهب الحنفية إلى أنَّ من الوقوف في مزدلفة ما بين طلوع فجر يوم النحر وطلوع الشمس، فقد أدرك الوقوف، سواء بات فيها أم لم يبت.
- القول الثاني: ذهب المالكية والشافعية والحنابلة إلى وجوب مكث الحاج بمزدلفة في الليل، لكن أقوالهم قد تباينت في مقدار الوقوف، وفيما يأتي التفصيل في ذلك:
- المالكية: أنَّ مجرد الوقوف بمزدلفة مقدار حطِّ الرحالِ في ليلة النحر يجزئ الحاجّ.
- الشافعية والحنابلة: أنَّ الواجب على الحاجِّ المكوث لساعةٍ واحدةٍ يجزئ الحاج، شريطة أن يكون هذا الوقوف بعد منتصف الليل.
حكم من فاته المبيت في مزدلفة لعذر
لقد تمَّ فيما سبق الحديث عن المبيت في مزدلفة ووجوب الدم فيمن تركه لغير عذر، أمَّا من تركه لعذرٍ فلا يلزمه الدم، ودليل ذلك الحديث الذي رواه عاصم بن عدي رضي الله عنه: “رَخَّصَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِرِعاءِ الإبل في البَيتوتَةِ، أنْ يَرْمُوا يومَ النَّحْرِ، ثُمَّ يَجمعُوا رَمْيَ يَومَيْنِ بعدَ يَومِ النَّحْرِ، فيَرْمُونَهُ في أحَدِهِما. قال مالِكٌ ظَنَنْتُ أنَّهُ قال : في الأَوَّلِ مِنْهُما، ثُمَّ يَرمُونَ يومَ النَّفْرِ”،[16] ووجه الدلاة من ذلك أنَّ ليلة مزدلفة ليلةً يُرمى في غدها، فكان للحجاج ترك المبيت فيها مثل ليالي منىً، والله تعالى أعلى وأعلم.[17]
حكم إحياء ليلة مزدلفة
لم يرد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قام بإحياء ليلة مزدلفة بالذكر والقيام وقراءة القرآن، بل قام النبيُّ بالاضطجاع في تلك الليلة بعد أدائه لصلاة العشاء، ودليل ذلك الحديث الذي روى جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- حيث قال: “حتَّى أَتَى المُزْدَلِفَةَ، فَصَلَّى بهَا المَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بأَذَانٍ وَاحِدٍ وإقَامَتَيْنِ، وَلَمْ يُسَبِّحْ بيْنَهُما شيئًا، ثُمَّ اضْطَجَعَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ حتَّى طَلَعَ الفَجْرُ”،[12] وبناءً على ذلك فإنَّ إحياء تلك الليلة مخالفٌ لسنة رسول الله.[18]
شاهد أيضًا: لماذا سميت ليلة البراءة بهذا الاسم
حد مزدلفة
إنَّ حدَّ مزدلفة ما بين وادي محسر ومأزمي عرفة، وبناءً على ذلك فإنَّ كلَّ ما دخل بين هذين الحدين فإنَّه يصدق عليه اسم مزدلفة، أمَّا الحدين ذاتهما وما خرج عنهما فليس من مزدلفة، ولا بدَّ من التنبيه إلى أنَّ المأزم في اللغة يعرَّف على أنَّ الطريق الضيق الواقع بين جبلين، أمَّا المأزمان المقصودان هنا، فهما: مضيق بين جمع وعرفة، والثاني بين مكة ومنىً.[19]
أخطاء متعلقة بمزدلفة والتي يقع بها بعض الحجاج
في هذه الفقرة من مقال لماذا سميت مزدلفة بهذا الاسم، سيتمُّ ذكر الأخطاء التي تقع من بعض الحجاج في مزدلفة، وفيما يأتي ذلك:[18]
- أنَّ بعض الحجاج يسرعون في المشي عند دفعهم من عرفة إلى مزدلفة، مما يسبب بعض المضايقات، وتصادم المركبات بعضها ببعض، وهذا يخالف هدي النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- حيث أنَّه دفع من عرفة إلى مزدلفة بسكينةٍ.
- أنَّ بعض الحجاج ينزلون قبل وصولهم إلى مزدلفة، فيمكثون خارج حدودها، وينصرفون من هذا المكان إلى منىً، وهذا الأمر خطيرٌ جدًا، على الحجِّ أن ينتبه إليه جيدًا، ولا سيما عند من عدَّ المبيت في مزدلفة ركنًا من أركان الحجِّ.
- أنَّ بعض الحاج لا يصلُّون المغرب والعشاء إلَّا عند وصولهم إلى مزدلفة، غير آبهين إلى خروج وقت العشاء،وهذا حرامٌ، حيث يجب على من خشي فوات وقت الصلاة أن يصلي قبل وصوله إلى مزدلفة.
- أنَّ بعض الحجاج يؤدون فريضة الفجر قبل دخول وقتها، ثمَّ ينصرفون، وهذا أيضًا مما لا يجوز؛ إذ أنَّ ذلك يعدُّ اعتداءً على حدود الله تعالى.
- أنَّ بعض الحجاج يدفعون من مزدلفة قبل مكوثهم فيها أدنى مكث.
شاهد أيضًا: لماذا سميت حجة الوداع بهذا الاسم
الحكمة من المكوث في مزدلفة
لقد أخبر الله -عزَّ وجلَّ- في كتابه المجيد أنَّ الغاية من خلق الإنس والجنِّ هي العبادة، حيث قال: “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ”، وقد شرع الله لخلقه عددًا من العبادت، وقد جعل لكلِّ عبادة مناسك مخصوصة، ومن هذه العبادات عبادة الحجِّ، ومن مناسكها المكوث في مزدلفة، وبناءً على ذلك يُمكن القول بأنَّ الحكمة من المكوث في مزدلفة ابتداءً هي عبادة الله -عزَّ وجلَّ- وفق ما شرع، وطاعته فيما أمر وإن لم تظهر له الحكم الأخرى من مشروعية هذه العبادة العظيمة، والله تعالى أعلى وأعلم.
وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّت فيه الإجابة على سؤال لماذا سميت مزدلفة بهذا الاسم، كما تمَّ فيه بيان الأسماء الأخرى لمزدلفة الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، كما تمَّ التعريف بمزدلفة، ثمَّ تمَّ بيان بعض الأحكام المتعلقة بمزدلفة بشيءٍ من التفصيل، ثمَّ تمَّ التنبيه على الأخطاء المتعلقة بمزدلفة والتي تقع من بعض الحجاج، وفي ختام هذا المقال تمَّ بيان الحكمة من مكوث الحاج في مزدلفة.
المراجع
- ^ shamela.ws، كتاب شرح النووي على مسلم، النووي، (187/8)، بتصرف، 24/12/2022
- ^ shamela.ws، كتاب أعلام القرآن، صالح المغامسي، (16/2)، بتصرف، 24/12/2022
- ^ سورة البقرة، آية 198
- ^ صحيح مسلم، مسلم، جابر بن عبدالله، 1218، صحيح
- ^ shamela.ws، كتاب موسوعة مسائل الجمهور في الفقه الإسلامي، محمد نعيم ساعي، (387/1)، بتصرف، 24/12/2022
- ^ shamela.ws، أرشيف ملتقى أهل الحديث، ملتقى أهل الحديث، (231/87)، بتصرف
- ^ shamela.ws، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، مجموعة من المؤلفين، (94/37-96)، بتصرف، 24/12/2022
- ^ المجموع، النووي، (8/150)، ليس بثابت
- ^ صحيح الترمذي، الألباني، عبد الرحمن الديلي، 889، صحيح
- ^ shamela.ws، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، مجموعة من المؤلفين، (96-98/37)، بتصرف، 24/12/2022
- ^ alukah.net، المبيت بمزدلفة ورمي الجمرة الكبرى، 24/12/2022
- ^ صحيح مسلم، مسلم، جابر بن عبدالله، 1218، صحيح
- ^ dorar.net، الدَّفْعُ من مُزْدَلِفةَ، 24/12/2022
- ^ صحيح البخاري، البخاري، عمر بن الخطاب، 1684، صحيح
- ^ shamela.ws، شرح كتاب الجامع لأحكام العمرة والحج والزيارة، أحمد حطيبة، (9/19)، بتصرف، 24/12/2022
- ^ سنن الترمذي، الترمذي، عاصم بن عدي، 955، حسن صحيح
- ^ dorar.net، حُكْمُ مَن فاتَه المبيتُ الواجِبُ في مُزْدَلِفةَ، 24/12/2022
- ^ islamqa.info، أخطاء تقع في الطريق إلى مزدلفة وفي مزدلفة، 24/12/2022
- ^ dorar.net، حدُّ المُزدلِفةِ، 12/12/2022
- ^ سورة الذاريات، آية 56
التعليقات