ما هو الحج الأصغر والفرق بينه وبين الحج الأكبر

ما هو الحج الأصغر والفرق بينه وبين الحج الأكبر يجهله كثير من المسلمين، إذ أنَّ مصطلح الحج الأكبر والحج الأصغر من المفاهيم المعروفة بين الفقهاء في الشرع الإسلامي، ويجب على المسلم أن يتعرف على كل ما يحيط بأمور دينه، وسوف نتعرف في هذا المقال على الحج الأصغر وعلى الفرق بين الحج الأصغر والحج الأكبر، وعلى أقوال العلماء في معنى الحج الأكبر وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل المتعلقة بالحج الأصغر والأكبر.

ما هو الحج الأصغر والفرق بينه وبين الحج الأكبر

في السطور القادمة سنشرح لكم معنى الحج الأصغر وما الفرق بينه وبين الحج الأكبر:

ما هو الحج الأصغر

يشير مصطلح الحج الأصغر حسب ما ذهب إليه الفقهاء من أهل العلم إلى العمرة، وقد كانت العمرة قبل الإسلام تؤدى في شهر رجب فقط، وقد أشار الزهري رحمه الله تعالى إلى أنَّ العرب في الجاهلية كانوا يسمون العمرة بالحج الأصغر، وقد تناولت معاجم اللغة العربية أيضًا معنى الحج الأصغر، فأشارت إلى أنَّ هذا المصطلح يستخدم في الإشارة إلى الحج الذي لا يكون ضمن أركانه الوقوف في عرفة وهذا يدلُّ بالتأكيد على العمرة فقط، وأشار إلى هذا أيضًا جماعة من السلف منهم عبد الله بن عباس رضي الله عنه تعالى فقد قال: “إنّ الحجّ الأكبر هو يوم النَّحْر، والحجّ الأصغر هو العمرة”، وقد ورد عن عطاء رحمه الله قوله: “إنّ الحجّ الأكبر هو الحجّ، والحجّ الأصغر هو العمرة”، وقد استدل بعض الفقهاء الحديث الذي رواه عمرو بن حزام رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ أكبرَ الكبائرِ الشركُ باللهِ وقتلُ النَّفسِ المؤمنةِ بغيرِ حقٍ وتعليمُ السحرِ والفرارُ في سبيلِ اللهِ يومَ الزَّحفِ ورميُ المُحصنةِ وأكلُ الربا وأكلُ مالِ اليتيمِ وأنَّ العمرةَ الحجُّ الأصغرُ ، ولا يمسُّ القرآنَ إلَّا طاهرٌ”،^[1] وقد سميت العمرة بالحج الأصغر لأنها تشبه فريضة الحج ولكن أركانها ومناسها أقل من الحج، والله أعلم.^[2]

الفرق بين الحج الأصغر وبين الحج الأكبر

إنَّ العمرة تشبه الحج ولكنها أقل في الأعمال ولا يوجد فيها وقوف على جبل عرفات ولا رمي الجمرات، ولذلك فإنَّ العمرة والحج كلاهما يشترك في وجوب الإحرام وتبقى سنن الإحرام نفسها في كليهما، بالإضافة إلى الطواف والسعي والحلق أو التقصير، كلها من أركان الحج والعمرة، وبما أنَّ الحج يزيد على العمرة في رمي الجمرات والوقوف في عرفة فقد سمي الحج الأكبر.^[3]

حكم العمرة في الإسلام

اختلف الفقهاء من أهل العلم في الإسلام حول حكم العمرة، فمنهم من قال أنها سنة ومنهم من ذهب إلى أنها واجب، وفيما يأتي سيتم التفصيل في ذلك:^[4]

• الحنفية: ذهبوا إلى أنها سنة مؤكدة مرة فقط في العمر.
• المالكية: ذهبوا أيضًا إلى أنها سنة مؤكدة مرة واحدة في العمر.
• الشافعية: ذهبوا إلى أنها فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل قادر على أدائها.
• الحنابلة: ذهبوا إلى أنها واجبة على كل مكلف في الإسلام أيضًا.

وقت العمرة الصحيح

ذهب الفقهاء من أهل العلم إلى أنَّ العمرة تجوز في أي وقت من أوقات السنة حتى لو كان ذلك في أشهر الحج، لأنَّها ليست محددة بزمان أو وقت معين، ولم يرد في النصوص الشرعية ما يدل على تحديد العمرة في شهر أو يوم محدد، ولذلك تجوز في العمرة في جميع الأوقات، وهي في شهر رمضان أفضل مثل بقية الأعمال والعبادات.^[5]

أركان العمرة

إنَّ أركان العمرة كما سبق أقل من أركان الحج، ولذلك كانت أقل من الحج، فالحج أعظم أجرًا وهو من أركان الإسلام الخمسة التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيما يأتي سيتم إدراج أركان العمرة بشكل موجز:^[3]

• الإحرام.
• الطواف.
• السعي.
• الحلق أو التقصير.
• الترتيب على ذلك النحو.

أقوال العلماء في معنى الحج الأكبر

رغم أنَّ الجمهور يرى أنَّ الحج الأكبر هو الحج نفسه ولكن وردت أقوال أخرى عديدة حول ذلك، فقد رأى بعض الفقهاء أنَّ الحج الأصغر يوم عرفة والحج الأكبر أول أيام عيد الأضحى يوم النحر، وقد سمي بذلك بسبب كثرة أعمال الحج فيه، ولأن فيه تكتمل أعمال الحج، وقد أشار الإمام الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى إلى هذا الخلاف فأشار بقوله: “واختلف في المراد بالحج الأصغر، فالجمهور على أنه العمرة، وقيل الحج الأصغر يوم عرفة والحج الأكبر يوم النحر، لأن فيه تكتمل بقية المناسك”، وقد أورد الإمام النووي أيضًا هذا الخلاف في تسمية الحج الأكبر، ولكنه أشار أخيرًا إلى أنه الحج نفسه، وسمِّي بذلك من أجل تمييزه عن العمرة.^[2]

مقالات قد تهمك

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال ما هو الحج الأصغر والفرق بينه وبين الحج الأكبر وقد تعرفنا على مفهوم الحج الأصغر في الإسلام، وعرفنا الفريق بين الحج الأصغر والحج الأكبر، كما تعرفنا على أقوال العلماء في الحج الأكبر وعلى حكم العمرة في الإسلام بشكل مفصل وغيرها من التفاصيل.