ما هو حكم من حج ولم يمكث في مزدلفة إلا قليلا

ما هو حكم من حج ولم يمكث في مزدلفة إلا قليلا، يبحث عنها كثير من الناس إذ تتوزع أعمال الحج على عدة أيام قبل عيد الأضحى المبارك وبعد العيد أيضًا، ويجب أن يتعرف المسلمون على مثل هذه المعلومات لتكون لديهم المعلومات الوافية حول فريضة الحج أعظم الفرائض في الإسلام، وسوف نقدم في هذا المقال معلومات عن حكم المبيت في مزدلفة ونتعرف على حكم من حج ولم يبق في مزدلفة إلا لوقت قصير، بالإضافة إلى وقت المبيت بمزدلفة وماذا يفعل الحاج في مزدلفة.

حكم المبيت بمزدلفة

إنَّ المبيت في مزدلفة من واجبات الحج، وإلى هذا ذهب جمهور الفقهاء من أهل العلم في الإسلام، كما ذهبت إلى هذا القول طائفة من السلف، وقد استدلَّ العلماء على ذلك من كتاب الله تعالى بقوله: “فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ”،^[1] كما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى أن يأخذ المسلمون عنه المناسك كلها في الحج، كما أنَّ الأحاديث الصحيحة دلَّت على أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم باتَ في مزدلفة وبقي فيها حتى الفجر، فعن جابر رضي الله عنه قال: “حتى أتى المُزْدَلِفة، فصلَّى بها المغرِبَ والعِشاءَ بأذانٍ واحدٍ وإقامَتينِ، ولم يُسَبِّحْ بينهما شيئًا، ثم اضطجَعَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى طَلَعَ الفجرُ، وصلَّى الفجرَ حين تبيَّنَ له الصُّبْحُ بأذانٍ وإقامةٍ، ثم ركِبَ القصواءَ حتى أتى المشعَرَ الحرامَ”،^[2] والله تعالى أعلم.^[3]

حكم من حج ولم يمكث في مزدلفة إلا قليلا

إنَّ حج من مكث في مزدلفة لوقت قليل صحيح وليس فيه حرج، فقد اختلف العلماء في حكم المبيت في مزدلفة، فقد ذهب بعضهم إلى أنه واجب كما سبق وهو قول الجمهور وذهب البعض إلى أنَّه سنة، وعلى جميع الأحوال حتى إذا ترك الحاج المبيت في مزدلفة فإنَّ حجه لا يبطل ولكن عليه دم، والواجب أن يمكث الحاج في مزدلفة إلى ما بعد منتصف الليل، أمَّا إذا خرج قبل منتصف الليل فلا يبطل حجه ولكن عليه دم حسب الراجح من أقوال العلماء، وقد ورد عن ابن قدامة قوله: “ومن بات بمزدلفة لم يجز له الدفع قبل نصف الليل فإن دفع بعده فلا شيء عليه. وبهذا قال الشافعي وقال مالك : إن مر بها ولم ينزل فعليه دم فإن نزل فلا دم عليه متى ما دفع”، والأفضل أن يبيت الحاج في مزدلفة حتى الفجر والله تعالى أعلم.^[4]

متى يكون المبيت بمزدلفة

يبدأ المبيت في مزدلفة بعد أن ينفر الحجيج من عرفات، وذلك بعد غروب شمس يوم التاسع من شهر ذي حجة وهو يوم وقفة عرفات، وتقع مزدلفة بين منطقة عرفات وبين منطقة منى في مكة المكرمة، إلى الشرق من مدينة مكة وإلى الجنوب قليلًا، وتمتد منطقة مزدلفة على حوالي 9.36 ألف كيلو متر مربع.^[5]

ماذا يفعل الحاج في مزدلفة

توجد بعض الأفعال التي يجب على الحاج أن يقوم بها في مزدلفة، كما توجد بعض الأحكام والتعليمات التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار مع توجه الحجاج إلى المزدلفة، وفيما يأتي سيتم إدراج أهم هذه الأحكام والأفعال:^[6]

• التوجه إلى المزدلفة بسكينة ووقار وعدم الإسراع في ذلك.
• النزول داخل حدود منطقة مزدلفة والتي تقع بين عرفات ومنى، ولا يجوز أن ينزل خارج حدود هذه المنطقة المعروفة.
• صلاة المغرب والعشاء جمعًا دون أن يفصل بينهما شيء، وذلك سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك أفضل من الصلاة في الطريق.
• لا يسنُّ للمسلم أن يقضي ليلته في مزدلفة في العبادة أو الصلاة، فقد نام رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الليلة وقضى الليلة في الراحة، وعلى الحاج أن يقتدي به وبفعله عليه الصلاة والسلام.
• الخروج من مزدلفة بعد صلاة الفجر حتى الإسفار، وتأخير الخروج إلى ما بعد ذلك مخالف للسنة النبوية.
• ذكر الله تعالى عند المشعر الحرام بعد الخروج من مزدلفة، والمشعر الحرام مسجد عند أول مزدلفة من جهة الشرق.
• لا يشترط للمسلم أن يلتزم دعاءً معينًا سواء في مزدلفة أو عند المشعر الحرام، بل يجوز للمسلم أن يدعو الله تعالى بما يشاء من الأدعية المأثورة والمشروعة.
• لا يجب التقاط حصى الجمرات من مزدلفة، بل يجوز أن يلتقطها الحاج من أي مكان، فلم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أمر بالتقاط الحصى من مزدلفة.

مقالات قد تهمك

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال ما هو حكم من حج ولم يمكث في مزدلفة إلا قليلا وقد تعرفنا على حكم المبيت في مزدلفة، وحكم عدم المبيت لوقت طويل في مزدلفة، كما تعرفنا على وقت المبيت في مزدلفة وعلى أعمال الحاج عند المبيت في مزدلفة حسب ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل المتعلقة.