معنى شر البلية ما يضحك ومن قائلها

من القائل شر البلية ما يضحك

يعتبر مثَل شر البلية ما يضحك بأنه من الأمثال العربية المنتتشرة عند جميع الشعوب على اختلاف أعرافها وتقاليدها وتنوعها الثقافي؛ حيث يتم استخدامه في مواقف مشابهة لقصة المثل أي الموقف الأصلي، ومن خلال البحث ظهر بأنّ لهذا المثل مقولتين معروفتين، وهما كالآتي:

• القول الأول: فقد تمّ اقتباس هذه العبارة أو المثل من قصيدة للشاعر جورج غوردون التي وصف فيها ساحة المصارعة الرومانية منذ القدم، التي كانت تتمثل بانهزام أحد المصارعين وسخرية الجمهور من جراح وآلام المصارع الفائز، فقد كانت هذه الرياضة القتالية تبدأ بهتاف المشجعين وتنتهي بموت أحد المصارعين أو بعدم قدرته على الوقوف، وهكذا تظهر سعادة الأشخاص المشجعين للطرف الأضعف استمتاعًا بالآلام التي يتعرض لها المصارع الفائز، مما جعل أحد المصارعين يقول عندما سقط على الأرض وهو متأثر بجروحه ويشاهد ضحكات الحضور وسعادتهم على الفائز ” شر البلية ما يضحك”.
• القول الثاني: فقد قيلت هذه العبارة لرجل كان يعمل في مصنع السكر، فقد كانت وظيفة هذا العامل تعبئة السكر داخل أكياس خاصة، وفي أحد الأيام عادل هذا العامل لمنزله وهو منهك من عمله، فقد عمل لساعات متواصلة، وعندما وصل لبيته طلب من زوجته أن تحضر له كأس من الشاي، وإذ بالزوجة تحضر الشاي وجدت علبة السكر فارغة فأخبرت زوجها، مما جعلهما هذا الأمر يضحكان، فهو الشخص الذي يشرف بشكل يومي على تفريغ السكر وتعبئته في أكياس لا يجد ملعقة سكر واحدة في بيته لتحلية كوب من الشاي، ثمّ قال “شر البلية ما يضحك” وانتشرت هذه العبارة وأصبحت مثل معروف.

شر البلية ما يضحك متى تقال

يقال هذا المثل عند المرور بمواقف مشابهة للموقف الأصلي الذي حدثت فيه القصة، فعندما يصيب الشخص مصيبة لا يمكن تحملها في وقت غير مناسب يجعله يضحك، ولكن لا يكون الضحك بسبب السعادة بل لأنه يعتقد أن هذه المصيبة جاءت في غير وقتها أو عند تراكم المصائب أو عندما تحصل المصيبة بسبب شيء سخيف، كما يُقال هذا المثل على الشخص الذي تألم وتعرض للعديد من الأزمات والصعوبات في حياته وكان شتى تركيزه على تفاصيل وأشياء ليست مهمة بهذا القدر، بينما قد يرى غيره ينظر لها بشكل إيجابي ويحاول مرة أخرى لإيجاد الحل المناسب، مما يجعله يضحك ويسخر من نفسه ويقول “شر البلية ما يضحك”.

حكم قول شر البلية ما يضحك

يجوز استخدام الإنسان المسلم المثل العربي “شر البلية ما يضحك” أو أحد الأمثال العربية الشَّعبية في المواقف المشابهة للمثل من أجل البيان والإيضاح، ولا حرج في ذلك على الإطلاق، فقد سئل الشيخ ابن باز- رحمه الله- عن حكم الشرع في التمثيل فأجاب: ^[]

“فالأمثلة التي يضربها الله أو يضربها رسوله ﷺ هذه فيها البيان والإيضاح للأمة؛ حتى تعرف الحق بالأدلة وبالتمثيل، وهكذا لو قال إنسان لجماعة يضرب لهم الأمثال: مثل الذي يفعل كذا، مثل كذا وكذا، والذي يفعل كذا مثله كذا؛ للتنفير من الأفعال السيئة، أو للترغيب في الأعمال الطيبة، هذا لا بأس به، هذا ضرب الأمثال للإيضاح والبيان، بخلاف التمثيل الذي هو تقمص إنسان، يقول: أنا فلان، أو أنا فلانة، وهو كذب ليس بفلان ولا فلانة، هذا كذب وتزوير لا يجوز..”.

مقالات قد تهمك