هل القرآن نزل في النصف من شعبان أم في ليلة القدر

هل القرآن نزل في النصف من شعبان أم في ليلة القدر
هل القرآن نزل في النصف من شعبان أم في ليلة القدر

هل القرآن نزل في النصف من شعبان أم في ليلة القدر هو سؤال من الأسئلة الشرعية المهمة التي ينبغي معرفتها حتّى يتم التفريق بين الصواب والخطأ فيما يتعلق بنزول القرآن الكريم على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فكثير من المسلمين يخطؤون في مسألة نزول القرآن الكريم ومتى نزل، وفي هذا المقال سوف نقوم بتسليط الضوء على تعريف ليلة النصف من شعبان وتعريف ليلة القدر وسنتحدث عن هل نزل القرآن في ليلة النصف من شعبان أو في ليلة القدر، وسنتحدث أيضًا عن لماذا لم ينزل القرآن دفعة واحدة.

ما هي ليلة النصف من شعبان

إنّ ليلة النصف من شعبان هي ليلة مباركة من الليالي التي ينتظرها المسلمون في كل عام لكسب ما فيها من فضل وثواب وأجر عظيم من الله رب العالمين، وهي الليلة التي تبدأ مع غروب شمس يوم الرابع عشر من شهر شعبان من كل عام هجري وتنتهي عند طلوع فجر يوم الخامس عشر من شهر شعبان من كل عام هجري، وتُعدُّ هذه الليلة من الليالي المباركة وذات المكانة الخاصة عند المسلمين بسبب ما ورد في حقها من أحاديث نبوية ضعيفة وحسنة ومنها ما ترقى إلى درجة الصحيح، ولا بدّ من القول إنّه في هذه الليلة تم تغيير قبلة المسلمين من المسجد الأقصى في فلسطين إلى المسجد الحرام في مكة المكرمة، قال عبد الله بن عمر رضي الله عنه: “بيْنَا النَّاسُ بقُبَاءٍ في صَلَاةِ الصُّبْحِ، إذْ جَاءَهُمْ آتٍ، فَقالَ: إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ أُنْزِلَ عليه اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ، وقدْ أُمِرَ أنْ يَسْتَقْبِلَ الكَعْبَةَ فَاسْتَقْبِلُوهَا، وكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إلى الشَّأْمِ، فَاسْتَدَارُوا إلى الكَعْبَةِ” [1]والله تعالى أعلم. [2]

شاهد أيضًا: قصص عن ليلة النصف من شعبان

ما هي ليلة القدر

تُعرّف ليلة القدر على أنّها ليلة من الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وهي ليلة مباركة نزل فيها القرآن الكريمعلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهي ليلة مليئة بالسلام حتّى مطلع الفجر، قال تعالى في سورة القدر: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [3]وجدير بالقول إنّ هذه الليلة هي ليلة عظيمة، فالعمل فيها يخير من العمل في ألف شهر في غيرها كما ورد في آيات السورة الكريمة، وقد ثبت في السنة النبوية الشريفة أنّ هذه الليلة يتم تحريها في الليالي الفردية من العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك من كل عام هجري. [4]

شاهد أيضًاحكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان

هل القرآن نزل في النصف من شعبان أم في ليلة القدر

نزل القرآن الكريم في ليلة القدر وليس في ليلة النصف من شعبان، وهذا ما ثبت بالنص الصريح في القرآن الكريم في سورة القدر، حيث قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [5]فالذي أنزل في هذه الليلة هو القرآن الكريم، الذي أنزله الله تعالى على رسوله الكريم محمد صلّى الله عليه وسلّم، كما أن القرآن الكريم يثبت في مواضع أخرى أنّ القرآن الكريم نزل في شهر رمضان وليس في شهر شعبان، قال تعالى في سورة البقرة: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [6]فمن قال إن القرآن الكريم نزل في ليلة النصف من شعبان فقد أخطأ كما ذكر علماء المسلمين، والله تعالى أعلم. [7]

شاهد أيضًا: أحاديث صحيحة عن ليلة النصف من شعبان

لماذا لم ينزل القرآن دفعة واحدة

لم ينزل القرآن الكريم على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- دفعة واحدة، وهذا ما ثبت في صريح القرآن الكريم، قال تعالى في سورة الفرقان: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} [8]والسبب هو أنّ نزول الآيات والسور القرآنية كان مرتبطًا بالأحداث التي تحصل مع الصحابة ومع النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، فالآيات القرآنية لها أسباب نزول واضحة وصريحة، قال الشيخ عبد الرحمن السعدي: “لأنه كلما نزل عليه شيء من القرآن ازداد طمأنينةً وثباتاً، وخصوصاً عند ورود أسباب القلق؛ فإن نزول القرآن عند حدوث السبب، يكون له موقع عظيم، وتثبيت كثير، أبلغ مما لو كان نازلاً قبل ذلك ثم تذكره عند حلول سببه، {وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا} أي: مهلناه ودرجناك فيه تدريجاً، وهذا كله يدل على اعتناء الله بكتابه القرآن، وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم، حيث جعل إنزال كتابه جارياً على أحوال الرسول ومصالحه الدينية”، والله تعالى أعلم. [9]

إلى هنا نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي عرفنا فيه ليلة النصف من شهر شعبان وعرفنا فيه ليلة القدر، ثم مررنا فيه على هل القرآن نزل في النصف من شعبان أم في ليلة القدر وتحدثنا فيه بالتفصيل عن لماذا لم ينزل القرآن دفعة واحدة.

أسئلة شائعة

أسئلة شائعة
هل نزل القرآن كله مرة واحدة في ليلة القدر؟
لقد نزل القرآن الكريم في ليلة القدر إلى السماء الدنيا، ثم صار ينزل متفرقًا على النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم طبقًا للوقائع والأحداث التي صارت فيما بعد أسبابًا لنزول الآيات والسور القرآنية.
هل نزل القرآن في ليلة النصف من شعبان؟
لم ينزل القرآن الكريم في ليلة النصف من شعبان وهو قول خاطئ، بل نزل في ليلة القدر وهذا ما ثبت في صريح القرآن الكريم في سورة القدر.

المراجع

  1. ^ التمهيد، عبدالله بن عمر ، ابن عبد البر، 45، صحيح
  2. ^ wikiwand.com، ليلة منتصف شعبان، 03/03/2023
  3. ^ سورة القدر، الآية 1 - 5.
  4. ^ wikiwand.com، ليلة القدر، 03/03/2023
  5. ^ سورة القدر، الآية 1.
  6. ^ سورة البقرة، الآية 185.
  7. ^ ar.islamway.net، من قال بأن نزول القرآن كان في ليلة النصف من شعبان فقد أخطأ، 03/03/2023
  8. ^ سورة الفرقان، الآية 32.
  9. ^ islamqa.info، هل نزل القرآن جملة واحدة أم مفرَّقاً ؟، 03/03/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *