هل يجوز الحج بالدين وما حكم حج المدين

هل يجوز الحج بالدين وما حكم حج المدين
هل يجوز الحج بالدين

هل يجوز الحج بالدين وما حكم حج المدين، الحج ركن من أركان الإسلام يجتمع من لاخله المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها في مكان واحد ويلبسون لباسًا واحدًا يستوي فيه فقيرهم وغنيهم، ويتوجهون لوجهة واحدة ويفعلون الأفعال ذاتها ويدعون إلهًا واحدًا يسألونهم فيعطيهم يستغفرونه فيغفر لهم، ويعودون من حجهم كيوم ولدتهم أمهاتهم يتركون في تلك البقاع آمالهم وأحلامهم وحاجاتهم ويعودون خاليي الوفاض من كل ذنب ودنس، وما أحوج المسلمين لمعرفة قول الشرع لزيارة بيته الحرام بالدَّين، هذا ما سيبينه لكم موقع تصفح فكونوا بالقرب.

تعريف الحج وحكمه

الحج لغة: هو القصد للشيء المعظم، الحج في الاصطلاح الشرعي: هو زيارة المشاعر المقدسة من بيت الله الحرام والطواف بالكعبة والوقوف بعرفة لأداء مناسك الحج في وقت معين تعبُّدًا لله عز وجل، والزمان المعين: هو شوال وذو القعدة وذو الحجة [1]، فرض الله الحج في السنة التاسعة للهجرة، وتبدأ مناسك الحج في الثامن من ذي الحجة بحيث يقوم الحاج بالإحرام من مواقيت الحج المحددة ثم يتوجه إلى مكة ليطوف طواف القدوم، ثم يتجه إلأى منى لقضاء يوم التروية هناك، ثم يتوجه إلى جبل عرفة لقضاء يوم عرفة عليه، ثم يذهب لرمي الجمرات في جمرة العقبة الأولى، ومن بعدها يعود إلى مكة ليطوف طواف الإفاضة، ومن ثم يعود إلى منى لقضاء أيام التشريق، ومن بعدها يعود إلى مكة ليطوف طواف الوداع ويغادر الأماكن المقدسة، وحُكم الحج: حكمه فريضة من فرائض الإسلام وهي الركن الخامس من أركان الإسلام وثبتت مشروعيته في القرآن والسنة والإجماع، وهي فرض عين على كل مسلم عاقل بالغ حر مستطيع عنده قدرة مادية وتجب عليه مرة واحدة في حياته فإن زاد كان تطوُّعًا [2]، ومما دل على مشروعية الحج قوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}.[3]

شاهد أيضًا:  هل يجوز رمي جمرة العقبة الكبرى قبل الفجر

هل يجوز الحج بالدين

نعم يجوز إذا كان المقترض قادر على السداد ولكن الأولى أن لا يقترض، لأن الحج ليس واجبًا إلا على المستطيع ماديًّا فإن كان يستطيع أن يؤدي دينه هذا فلا ضير، سواء تم السداد قبل الذهاب إلى الحج أو بعد الرجوع منه، وأما إن لم يكن يملك ما يجعله تحت بند الاستطاعة فلا يجب عليه الحج وقد أعطاه الله رخصة حتى يستطيع، والمستطيع هو الذي يملك مال الحج من غير دين أو قرض، أما إن كان يملك ما يوفي منه دينه من غلة عقار أو تجارة أو غير ذلك فلا ضير في الاستدانة أو الاقتراض للحج ويكون حجه صحيحًا ولكن يلزمه توثيق القرض برهن أو كفيل أو وصية بسداده إن مسه مكروه في حجه، فالاستطاعة شرط لوجوب الحج وليست شرطًا على صحته، فهي واجبة على من يملك المال وليست بواجبة على الفقير لانتفاء الشرط عنده، وبالتالي لا يلزم الاستدانة لأدائه، وقد ورد في حديث ابن أبي أوفى رضي الله عنه حينما سئل عن الرجل الذي يستقرض ليحج؟ قال: “يسترزق الله ولا يستقرض”، قال: “وكنا نقول: لا يستقرض إلا أن يكون له وفاء”، بالتالي فإنه لا يستقرض إن لم يكن واثقًا من قدرته على وفاء دينه في أمر يسره الله رأفه بالفقراء ولم يوجبه عليهم، ولا إثم عليه إن مات ولم يحج ولكن عليه إثم إن استدان أو اقترض من الناس للحج ولم يستطع تأدية ما عليه من دين قبل موته، فإن الله يسامح في حقه ولا يضره من لم يؤدي ولا يغنيه من أدى على عكس البشر الذين قد لا يسامحون بحقهم لكون المال ينفعهم وفواته يضرهم، وحجه بالدين يصح ويأخذ أجره وتبرأ منه ذمته ويبقى عليه سداد دينه. [4]

شاهد أيضًا: هل يجوز الإحرام من الفندق بمكة ومن أين يحرم المسلمون

حكم حج المدين الإسلام سؤال وجواب

إن حج المديون صحيح إن أتم شروط و أركان حجه ولا علاقة للدَّين أو المال بصحة الحج، ولكن ليس على المديون وجوب للحج لأنه ليس مستطيع ماديًّا وقد رخص له المولى عز وجل فالأولى أن يسد دَينه  بهذا المال الذي سيحج فيه، والأولى أن يؤدي حق العباد بحكم أن الحج ليس فرضًا عليه لكونه مديونًأ فإن أداه بالدَّين كان تطوُّعًا منه، ويسقط عنه فرض الحج الذي هو مرة واحدة على كل مسلم بالغ عاقل مستطيع، ولكن بشرط أن يرضى أصحاب الدين ويتسامحوا معه في تأخير دينهم حتى يؤدي حجه، ففي فتاوى اللجنة الدائمة: [5]

” من شروط وجوب الحج : الاستطاعة ، ومن الاستطاعة : الاستطاعة المالية ، ومن كان عليه دين مطالب به ، بحيث إن أهل الدين يمنعون الشخص عن الحج إلا بعد وفاء ديونهم : فإنه لا يحج ؛ لأنه غير مستطيع ، وإذا لم يطالبوه ويعلم منهم التسامح فإنه يجوز له ، وقد يكون حجه سبب خير لأداء ديونه “.

حكم حج من عليه دين ابن باز

يصح حج من عليه دين ولكن ينبغي أن يبدأ بسداد دينه أولًا قبل أن يذهب للحج، فحق المخلوق أهم من هذا لكونه غير مستطيع فليس الحج واجبًأ عليه إلا مع الاستطاعة، وبما أنه مديون وليس عنده ما يسد به دينه فإن الله عز وجل لم يوجب عليه الحج لقوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [3] ، وأما إن كان لديه ما يسدد به دينه فلا ضير من الاستدانة، وأما من لديه دين يستعجل أصحابه سداده له، فلا يحج حتى يؤدي دينه فالواجب والأولى أن يؤدي الواجب على التطوع فالحج لا يكون مفروضًا عليه ما لم يكن مستطيعًأ ماديًّا ولا يكون مستطيعًأ مالم يود دينه، فإن حج ولم يؤد دينه فحجه صحيح ولكنه يكون بذلك قد أدى التطوع وترك الواجب وهو حقوق الناس الدائنين له، فإن حج وعليه دين أجزأه الحج وحجه صحيح ولكنه ترك الأولى، [6] إلا إذ سمح أهل الدَّين وعفو عن تأخير دينهم فبذلك يكون قد أبرأ ذمته تجاههم، وإن كان لديه ما يسد به دينه وويرجى معه الوفاء من تجارة أو عقار فإن كانوا غائبين أو لم يعلموا بأمر حجه لسبب ما فإنه يحج ويؤدي دينهم حينما يجدهم وقدر على ذلك. والله تعالى أعلم. [7]

شاهد أيضًا: هل يجوز لبس النقاب في السعي وما بديل النقاب في العمرة

 هل يصح حج من عليه دين إسلام ويب

نعم يصح حج من عليه دين فلا علاقة لبراءة ذمة الشخص من الدين بصحة حجة سواء كان الدين حالًا أو مؤجلًا، وذلك مما ورد عن أهل العلم ومنهم ابن قدامة فيما قاله في كتابه المغني بعد ذكره للحقوق التي تمنع الحج كالدَّين والزكاة قال: “وَإِنْ حَجَّ مَنْ تَلْزَمُهُ هَذِهِ الْحُقُوقُ وَضَيَّعَهَا، صَحَّ حَجُّهُ ؛ لِأَنَّهَا مُتَعَلِّقَةٌ بِذِمَّتِهِ، فَلَا تَمْنَعُ صِحَّةَ فِعْلِهِ.”، وبالتالي يصح حج من عليه دين ولكنه يأثم لتضييع حق العباد ليؤدي الحج الذي ليس فرضًا عليه مالم يكن مستطيع ماديًأ وفيتطوع في الحج ويترك الواجب في قضاء الدين، فالله عز وجل رحيم بعباده لذلك اشترط لوجوب الحج الاستطاعة والأجدر بالذكر أن من عليه دين لا يستطيع أن يحج، ولا بد أن الدين المؤجل لا يمنع من الحج وكذلك الحال بعد مسامحة الدائن بحقه في تعجيل دينه فيؤخره إلى أجل مسمى، [8] وبالتالي فإن الدين الذي يمنع المدين من الحج هو الدين الحال العاجل وأما الدين المؤجل فلا يمنع من الحج ما لم يمنع المدين من سداد دينه في الوقت المحدد، وكذلك إن لم يأذن الدائن للمدين بحجه فلا يحج، وإن كان لا يملك ما يكفي لسداد دينه فلا ينبغي له أن يحج، وأن يكون الحج بماله الخاص أو أن يتكفل به شخص آخر فهذا يتيح له الحج وأما أن يستدين ليحج فهذا لا يتوجب عليه فعله ما لم يكن عنده ما يسد به دينه. [9]

شاهد أيضًا: دعاء الطواف والسعي في العمرة والحج بالأشواط مكتوب

حكم حج من عليه دين ابن عثيمين

حج من عليه دين صحيح ولكنه ليس بواجب عليه ما لم يؤد دينه ويدخل بالاستطاعة المادية التي ذكرها الله عز وجل في الآية الكريمة: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} [3] ، والدين لا يملك المال ولا يستطيع الوصول إلى البيت، فالأحرى به أن يبدأ بدنه فيقضيه ثم يذهب للحج، ولكن بعض الناس تذهب للحج والعمرة وعليهم من الدين الكثير وحجهم بذلك تطوع وليس بفريضة فيعللون ذلك بأن دينهم كثير، ولكن عليهم أن يدركوا أن القليل مع القليل كثير وأن تؤدي درهمًا من دينك أولى من أن تضعه في تطوع الحج الذي لا يجب عليك ما لم تكن مستطيع ماديًا لأن أداء الدين واجب والواجب أولى، ونصيحة لمن عليه دين ألا يأتِ تطوعًا يحج أو يعتمر ما لم يؤد دينه لأن قضاء الواجب أهم من فعل المستحب، بل لا يجب على المديون أن يؤدي فريضة الحج ما لم يقض دينه لأن الدَّين سابق لهما ولا يجب عليه الحج والعمرة إلا بعد أداء الدين. والله تعالى أعلم. [10]

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا هل يجوز الحج بالدين وما حكم حج المدين، تناولنا فيه إجابة وافية عن قول الشرع فيمن أراد أن يحج بالدين ومن أراد الحج وعليه دين وعرفنا لكم الحج وحكمه وتناولنا أقول العلماء في هذه المسألة رحمهم الله جميعًا ابن باز وابن عثيمين وقول إسلام ويب والإسلام سؤال وجواب وكلهم أفتوا بأولوية أداء الدين على فعل المستحب كون الحج لا يكون فرضًا إلا على المستطيع بإجمال الكتاب والسنة والإجماع، نسأل الله أن يغنيكم من فضله ويكرمكم بزيارة بيته الحرام ويتقبل منكم صالح الأعمال.

المراجع

  1. ^ dorar.net، تعريفُ الحجِّ والعُمْرَة وفَضْلُهما، 26/04/2023
  2. ^ wikiwand.com، الحج في الإسلام، 26/04/2023
  3. ^ سورة آل عمران، الآية: 97
  4. ^ ferkous.com، في حكم الاقتراض لأجل الحج، 27/04/2023
  5. ^ islamqa.info، هل يصح حج من لم يسدد دينه، 27/04/2023
  6. ^ binbaz.org.sa، حكم الحج على المديون، 27/04/2023
  7. ^ binbaz.org.sa، حكم الاقتراض لتأدية فريضة الحج، 27/04/2023
  8. ^ islamweb.net، حكم حج من عليه دين، 27/04/2023
  9. ^ islamweb.net، هل يصح حج من عليه دين، 27/04/2023
  10. ^ binothaimeen.net، حكم حج من عليه دين، 27/04/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *