أسباب ارتفاع وانخفاض سعر العملة

أسباب ارتفاع وانخفاض سعر العملة
أسباب ارتفاع وانخفاض سعر العملة

أسباب ارتفاع وانخفاض سعر العملة، هو ما سنقدمه لكم في هذا المقال إذ أن أسعار العملات تتأثر بالعديد من العوامل التي تؤدي إلى ارتفاعها وانخفاضها وأسعار العملات من الأمور التي تشغل بال الناس وتثير اهتمامهم إذ أن استقرارها دليل على قوة الاقتصاد في الدول، وفي هذا المقال سنتعرف على أسباب ارتفاع وانخفاض سعر العملة وما هي العوامل التي تؤدي إلى تحديد أسعار العملات وتسبب ارتفاع وانخفاض قيمتها.

نظرة على العملات

النقد أو العملة هي وحدة التبادل التجاري التي يستخدمها الناس بدلاً من الطرق القديمة التي تعتمد على المقايضة، وهي تختلف من دولة إلى أخرى، وتقسم العملات إلى عملات ورقية وعملات معدنية والتي تكون كل منها تحمل نفس الاسم وتتبع لدولة أو مجموعة دول وظهرت في السنوات الأخيرة العملات الرقمية التي ليس لها وجود مادي ولا تتبع إلى دولة أو قومية محددة.
قبل أن نخوض في تفاصيل أسباب ارتفاع وانخفاض سعر العملة لا بدّ لنا أن نبين دور العملة وأسعار الصرف في التجارة الدولية والمكانة الاقتصادية للدولة، فالعملة ذات القيمة الأعلى تجعل واردات الدولة أقل تكلفة وصادراتها أكثر تكلفة في الأسواق الخارجية والعملة ذات القيمة المنخفضة تجعل واردات الدولة أكثر تكلفة وصادراتها أقل تكلفة في الأسواق الخارجية، وبالتالي يمكن أن يؤدي ارتفاع سعر الصرف إلى تدهور الميزان التجاري لبلد ما ، في حين أن انخفاض سعر الصرف يمكن أن يؤدي إلى تحسينه.

أسباب ارتفاع وانخفاض سعر العملة

تعد قوة العملة واستقرارها مؤشراً على القوة الاقتصادية لبلد ما، وتلعب أسعار الصرف دورًا حيويًا في المجال التجاري في أي بلد، وهو أمر بالغ الأهمية لمعظم الاقتصادات حول العالم. لهذا السبب، تعد أسعار الصرف من بين الإجراءات الاقتصادية الأكثر مراقبةً وتحليلًا وتلاعبًا من قبل الحكومات، وتتأثر أسعار العملات بالعديد من العوامل الداخلية والخارجية التي قد تؤدي إلى ارتفاع أو انخفاض قيمتها، وسندرج لكم في هذه الفقرة العوامل التي تحدد وتؤثر على أسعار العملات ثمّ سننتقل في الفقرات التالية للحديث بشيء من التفصيل عن كل عامل من هذه العوامل، وفيما يأتي أسباب ارتفاع وانخفاض سعر العملة:

  • حركة العرض والطلب
  • معدلات التضخم
  • اسعار الفائدة
  • الركود الاقتصادي
  • الحساب الجاري وميزان المدفوعات
  • شروط التعامل التجاري
  • الدين العام الحكومي
  • الاستقرار السياسي

شاهد أيضًا: اوقات التداول في السوق الامريكي وهل يحدث تداول خارج أوقات العمل

حركة العرض والطلب

يمكن اعتبار العملة المحلية لبلد ما على أنها سلعة من السلع وبالتالي ستتأثر هذه العملة بحركة العرض والطلب، فإذا زاد الطلب على العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية سيؤدي ذلك إلى ارتفاع قيمة العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية، وعلى العكس تماماً إذا زاد الطلب على العملات الأجنبية تزامناً مع ازياد المعروض من العملة المحلية فإنّ ذلك سيؤدي إلى انخفاض قيمة العملة المحلية.

معدلات التضخم

ترتبط معدلات التضخم بشكل وثيق مع أسعار الصرف وتسبب التغيرات في التضخم تغيرات في أسعار صرف العملات ارتفاعاً وانخفاضاً، فالدول ذات معدل التضخم المنخفض نسبيًا ستشهد ارتفاعًا في قيمة عملتها وبالمقابل انخفاض في قيمة السلع المحلية والعالمية في أسواقها، ويكون ارتفاع أسعار السلع والخدمات في معدل منخفض جداً، في حين أنّ الدول ذات التضخم المرتفع تعاني عادة من انخفاض قيمة عملتها وهذا عادة ما يكون مصحوبًا بمعدلات أسعار للسلع والخدمات أعلى.

اسعار الفائدة

ترتبط أسعار الفائدة والتضخم وأسعار الصرف ببعضها البعض، يمكن للبنوك المركزية التأثير على كل من التضخم وأسعار الصرف من خلال التلاعب بأسعار الفائدة، حيث توفر معدلات الفائدة المرتفعة للمقرضين عائدًا أعلى مقارنة بالدول الأخرى وتؤدي أي زيادة في سعر الفائدة لبلد ما إلى زيادة قيمة عملتها لأن أسعار الفائدة المرتفعة تعني معدلات أعلى للمقرضين، وبالتالي جذب المزيد من رأس المال الأجنبي، مما يؤدي بدوره إلى زيادة أسعار الصرف.

شاهد أيضًاشركات التداول المرخصة من مؤسسة النقد ونصائح مهمة لاختيار الأفضل

الركود الاقتصادي

تتعلق أسعار صرف العملات أيضاً بالحالة الاقتصادية للبلاد، حيث ترتفع قيمة العملات في حال النشاط الاقتصادي وتنخفض في حالة الركود، ففي حالة دخول اقتصاد أي دولة في حالة ركود، سيتم خفض أسعار الفائدة، مما يعيق فرصها في الحصول على رأس مال أجنبي، والنتيجة هي أن عملتها تضعف بالمقارنة مع عملتها في البلدان الأخرى، مما يؤدي إلى انخفاض سعر الصرف.

الحساب الجاري وميزان المدفوعات

يعكس الحساب الجاري للدولة ميزانها التجاري وأرباح الاستثمار الأجنبي فيها، ويتألف الحساب التجاري لدولة ما من إجمالي عدد المعاملات بما في ذلك الصادرات والواردات والديون التي لها والتي عليها، ويظهر العجز في الحساب الجاري نتيجة إنفاق الدولة عملتها على استيراد المنتجات أكثر من إنفاقها من خلال الصادرات، وعندما يكون الحساب الجاري قوياً سيؤدي ذلك إلى خفض سعر الصرف في الدولة إلى النقطة التي تصبح فيها السلع والخدمات المحلية أرخص من الواردات ، مما يولد مبيعات وصادرات محلية حيث تصبح السلع أرخص في الأسواق الدولية.

شاهد أيضًا: هل منصة بينانس معتمدة في السعودية وما هي عيوبها ومميزاتها

شروط التعامل التجاري

تتعلق شروط التجارة بنسبة مقارنة أسعار التصدير بأسعار الاستيراد، فإذا زاد سعر صادرات بلد ما بمعدل أعلى من وارداته ، فستتحسن شروط التبادل التجاري فيه، تشير زيادة معدلات التبادل التجاري إلى زيادة الطلب على صادرات الدولة وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة في الإيرادات من الصادرات مما يؤدي إلى زيادة الطلب على عملة البلاد وزيادة قيمتها، وفي حالة ارتفاع سعر الصادرات لدولة ما بمعدل أقل من وارداتها ، فإن قيمة العملة ستنخفض مقارنةً بشركائها التجاريين.

الدين العام الحكومي

تضطر البلدان إلى الاستدانة من أجل تمويل العجز ودفع تكاليف مشاريع القطاع العام والتمويل الحكومي، وبالرغم من أن مثل هذا النشاط يحفز الاقتصاد المحلي، إلا أن الدول التي لديها عجز عام وديون كبيرة تكون أقل جاذبية للمستثمرين الأجانب، لأنّ الدين الكبير قد يؤدي إلى التضخم، وإذا ازدادت نسبة التضخم إلى حد كبير سيصبح البلد أقل جاذبية للمستثمرين الأجانب وبالتالي فهي أقل عرضة للحصول على رأس مال أجنبي.
في أسوأ السيناريوهات، قد تطبع الحكومة نقودًا لسداد جزء من الديون المترتبة عليها، ولكن زيادة المعروض النقدي من العملة المحلية سيؤدي حتماً إلى التضخم، وإذا كانت الحكومة غير قادرة على تعديل عجزها من خلال الوسائل المحلية (بيع السندات المحلية، وزيادة المعروض النقدي)، فيجب عليها زيادة المعروض من الأوراق المالية للبيع للأجانب، وبالتالي خفض أسعار عملتها.
كما أن الديون الكبيرة ستشكل عامل قلق للأجانب إذا اعتقدوا أن الدولة تخاطر بالتخلف عن الوفاء بالتزاماتها، وسيكون الأجانب أقل استعدادًا لامتلاك الأوراق المالية المقومة بتلك العملة إذا كانت مخاطر التخلف عن السداد كبيرة، لهذا السبب، فإن تصنيف الديون هو عامل حاسم في تحديد سعر الصرف.

شاهد أيضًا: أفضل محفظة للعملات الرقمية وطريقة اختيار الأفضل لعام 2023

الاستقرار السياسي

يمكن أن تؤثر الحالة السياسية والأداء الاقتصادي لبلد ما على قوة عملتها، فالدول التي تتمتع بالاستقرار السياسي وتنخفض فيها توقعات الاضطرابات السياسية تكون أكثر جاذبية للمستثمرين الأجانب، فهي تجذب الاستثمار على عكس البلدان الأخرى التي يُعتقد أنها تنطوي على مخاطر سياسية واقتصادية أكبر، وبالتالي تؤدي الزيادة في رأس المال الأجنبي إلى ارتفاع قيمة عملة البلاد، لكن البلدان المعرضة للتوترات السياسية من المرجح أن تشهد انخفاضًا في سعر عملتها.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية رحلتنا في مقالنا الذي قدمناه لكم بعنوان أسباب ارتفاع وانخفاض سعر العملة والذي تحدثنا فيه عن العملات وتأثيرها على الوضع الاقتصادي للبلاد، ثمّ قمنا بذكر الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع وانخفاض سعر العملة في بلد ما، وقمنا بالحديث عن كل عامل من هذه العوامل بشيء من التفصيل.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *