ما هي أسباب هجرة الشباب إلى الخارج وآثارها على الشعوب

ما هي أسباب هجرة الشباب إلى الخارج وآثارها على الشعوب
أسباب هجرة الشباب إلى الخارج

أسباب هجرة الشباب إلى الخارج، يبقى قلب الإنسان متعلقًا بوطنه، ولا يرغب الناس عادةً بالهجرة من أوطانهم إلى الخارج؛ ولكن ما يُرغم الإنسان على الهجرة بلا شك هي أسبابٌ قاهرةٌ وتحدياتٌ، وعقبات تواجه فئة الشباب في المجتمع التي يكون لها أهدافها وطموحاتها المتوقدة، والتي قد تختلف من شخص لآخر، وسنقدم لكم في هذا المقال عبر موقع تصفح الأسباب والعوامل التي تؤدّي إلى هجرة الشباب خارج وطنهم الأم.

هجرة الشباب

الهجرة، أولًا وقبل كل شيء، نشاط بشري عادي، لطالما انتقل البشر من بلد ومن منطقة ومكان إقامة ليستقروا في بلد آخر، فقد هاجر الناس واستمروا في الهجرة لمجموعة من الأسباب، لكن الدافع الأكثر شيوعًا للانتقال كان منذ فترة طويلة الرغبة في حياة أفضل،و قد تكون هذه الرغبة مدفوعة بظروف غير قابلة للعيش في بلد الأم- كما هو الحال بالنسبة للاجئين وغيرهم من المنفيين؛ قد ينبع من الشعور بالمغامرة والرغبة في رؤية شكل الحياة في بلاد أخرى؛ قد يكون نتيجة انتقال الشريك، أو الأسرة، ورغم أن الهجرة ظاهرة قديمة قدم الوجود الإنساني، فإنها شهدت ازدهاراً في العصر الحديث؛ لما تُتيحه من فرص أمام المهاجرين، ولسهولة التنقل بين الدول أكثر مما كان ممكناً من قبل، خاصة بعد ثورة المواصلات التي انعكست على تقليص المسافات وانخفاض تكاليف السفر، وسهّلت هجرة الناس إلى دول أخرى، لعوامل متعددة تتعلق بالدراسة والازدهار الاقتصادي وعدم المساواة والديموجرافيا والعنف والنزاع والتغير البيئي.[1]

أسباب هجرة الشباب إلى الخارج

الشباب هم أكبر مجموعة من الأفراد الذين يهاجرون كل عام، وهم يفعلون ذلك بشكل أساسي بحثًا عن عمل لائق وظروف معيشية أفضل، والتعليم، ولم شمل الأسرة ولأسباب إنسانية، ففي عام 2010، التحق حوالي 3.6 مليون شاب بالتعليم العالي في الخارج، وقد تضاعف العدد في السنوات الأخيرة:[2]

الأسباب الاقتصادية

وفقاً للعديد من الدراسات، تُعدّ العوامل الاقتصادية الناتجة عن: انخفاض الدخل، والبطالة، والفقر أهمّ الأسباب التي تدفع الشباب -وخاصة في الدول النامية- إلى الهجرة إلى مناطق مزدهرة بحثاً عن فرص اقتصادية أفضل، سواءً أكانت الهجرة داخلية أم خارجية، ويمكن أن تشمل العوامل الاقتصادية ما يأتي:
  • انخفاض الإنتاجية في البلد الأم.
  • الفقر وانتشار البطالة الناتج عن الانفجار السكاني.
  • وجود الظروف الاقتصادية السيئة.
  • نقص فرص التقدُّم والعمل.
  • إدخال الآلات الزراعية للعمل بدلاً من العنصر البشري، وعدم توفير مصادر دخل بديلة عن الأنشطة الزراعية ما يؤدي إلى تقليل العمالة في المناطق الريفية.
  • استنفاد الموارد الطبيعية في البلد الأم.
  • حدوث الكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين وتسونامي.
  • وجود بعض التقاليد الاجتماعية التي لا تسمح بتقسيم الملكية، ممّا يُجبر بعض الشباب على الهجرة بهدف البحث عن وظائف.
  • عدم وجود مصدر لإعالة الأسرة.

الأسباب الديموغرافية

يُعدّ الاختلاف في معدلات الزيادة السكانية بين المناطق المختلفة في الدولة نفسها من العوامل المهمة التي تدفع الشباب إلى الهجرة، ففي حال كان معدّل الخصوبة في المنطقة أكبر من المعدّل الطبيعي، وكانت الزيادة في عدد سكانها مرتفعة، فإنّ ذلك يدفع الشباب إلى الهجرة إلى الخارج، ومن العوامل الديموغرافية المهمة الأخرى ما يأتي:
  • ندرة العمالة المنزلية، مما يجعل الأشخاص يهاجرون للعمل في المنازل.
  • الزواج، حيث تنتقل الفتاة إلى منطقة أخرى للاستقرار فيها بعد زواجها من شخص يعيش في تلك المنطقة.
  • عودة النساء إلى منطقة والديها للإنجاب.

الأسباب الاجتماعية والثقافية

يوجد العديد من العوامل الاجتماعية والثقافية التي تلعب دوراً مهماً في الهجرة، ومنها ما يأتي:
  • وجود صراعات عائلية تدفع بالأشخاص للانتقال إلى مكان آخر.
  • التطوّر الذي تشهده المدن الحضرية كوسائل الاتصال الحديثة، مثل، النقل.
  • تأثير وسائل الإعلام، كالتلفاز والسينما التي تساهم في تغيير المواقف والقيم للأشخاص، وتعزز من فكرة الهجرة لديهم إلى دولة أخرى.
  • توفر تعليم جيد في الدول المُراد الهجرة إليها.

الأسباب الاجتماعية السياسية

يوجد العديد من العوامل الاجتماعية السياسية التي تلعب دوراً مهماً في هجرة الشباب إلى الخارج، ويُمكن تقسيمها إلى:

  • الحرب والنزاع المسلّح.
  • الاضطهاد العرقي.
  • الاضطهاد الديني.
  • التمييز العنصري.
  • الاضطهاد الثقافي.
  • التهديد بالنزاع.
  • العبودية.
  • عدم الاستقرار السياسي الناتج عن التنوع الثقافي.
  • الاضطهاد الناتج عن جنسيّة الأشخاص، أو عضويتهم في مجموعة اجتماعية، أو بسبب آرائهم السياسية.

الهجرة لطلب العلم

يلجأ الكثير من الشباب للهجرة إلى الخارج لتحصيل العلم، إذ يطمح العديد منهم لدراسة التخصصات العلمية التي لا تكون متوفرة في بلدهم الأم، أو قد لا تلبي نوعية التعليم، وجودته تطلعاتهم العلمية وروح الإبداع والبحث لديهم، وبالتالي يكون في الهجرة إلى الخارج، وخصوصاً إلى الدول المتقدمة فرصةً للشباب لإثبات تفوقهم العلمي، وإخراج مخزونهم الفكري، وإشباع رغباتهم في البحث والتحري.

الهجرة للحصول على العمل المناسب

غالبًا ما يكون هدف هجرة الشباب إلى الخارج الظفر بوظيفةٍ مناسبة تتلاءم مع مؤهلاتهم العلمية، وتوفر لهم دخلاً مناسباً يؤمن لهم الحياة الكريمة، فكثيرٌ من البلدان العربية تواجه مشكلاتٍ وتحدياتٍ اقتصاديةً على رأسها البطالة، سواء الظاهرة منها أو المقنعة، وما يسببه ذلك من يأسٍ في نفوس الشباب ورغبة عارمةٍ في الهجرة والبحث عن فرصٍ وآفاق جديدة.

بسبب العولمة

أدت العولمة إلى تحول العالم لقرية صغيرة، مما يسهل التبادل الثقافي بين الأشخاص فيها، وتعد وسائل التواصل الاجتماعي نافذة يتعرف من خلالها الشباب العربي على ثقافات الدول المتقدمة، فيسعى بعضهم للهجرة إلى هناك طمعًا بالتنوع الثقافي وتجريب العادات الجديدة.

أسباب متعلقة بالدول المتقدمة

هناك أسباب وعوامل تكون متعلقة بالدول التي تجذب الشباب للهجرة إليها، والتي تتضمّن الآتي:
  • توفر فرص عمل جيدة.
  • توفّر دخل مرتفع.
  • توفر ظروف عمل مناسبة.
  • توفر مرافق وخدمات جيدة.
  • النمو السريع للصناعة والتجارة الذي ينتج عنه توفير فرص عمل.
  • التقدم التكنولوجي والتغيّرات الثقافية التي تساهم في تطوير المجتمع.
  • تركُّز نسبة كبيرة من الاستثمارات في المراكز الحضرية ممّا يساهم في توفير فرص عمل ذات أجور أعلى.
  • البحث عن أنشطة ثقافية وترفيهية أفضل.
  • يُمكن أن تكون العوامل السياسية عوامل تجذب الأشخاص إلى الهجرة في حال تميّزت الدولة المُراد الهجرة إليها بالديمقراطية، وكانت تتمتع بالعديد من الحريات؛ كالحرية في التعليم، أو حرية العمل، أو حرية اختيار مكان الإقامة.

عوامل أخرى لهجرة الشباب إلى الخارج

يوجد العديد من العوامل الأخرى التي تُساهم في هجرة الشباب إلى الخارج، وفيما يأتي بعضها:
  • وجود الأقارب والأصدقاء في المناطق الحضرية المُراد الهجرة إليها، والذين هم على استعداد تامّ لتقديم المساعدة للشخص المُهاجر.
  • الرغبة في الحصول على التعليم الموجود في بعض الأحيان فقط في المناطق الحضرية.
  • التنوع الثقافي.
  • السمات الشخصية، والمواقف الفردية، كالتأكيد على القدرة على الاعتماد على الذات، وتمتع الشخص بنشاط وحيوية كبيرة ممّا يدفعه للهجرة، وغيرها من الصفات التي ترتبط بوجود ميل الفرد للهجرة.

آثار هجرة الشباب إلى الخارج

يمكن أن تؤثر هجرة الشباب إلى الخارج على البلد المرسل والبلد المضيف، وتتضمن آثار الهجرة ما يأتي:[3]

الآثار الاقتصادية

تنعكس آثار الهجرة الاقتصادية على كلّ من البلد المُضيف والبلد المُرسِل كما سيتمّ ذكره فيما يأتي:
  • البلد المُضيف: تلعب الهجرة دوراً مهماً في تحسين الوضع الاقتصادي للدولة المُضيفة، وتوفّر أسواق عمل مرنة، وعلى الرغم من ذلك يُمكن أن يؤدي ارتفاع أعداد المهاجرين فيها إلى زيادة الضغط على الخدمات العامة كالتعليم، والمرافق، والتأثير على الناتج المحلي الإجمالي للفرد بشكل سلبي، وانخفاض في الأجور، خاصة أجور عمال البلد الأصليين ذوي الخبرة المنخفضة.
  • البلد المُرسِل: قد تؤدي الهجرة إلى تقليل تكلفة العمالة في البلد المُرسِل.

الآثار الصحية

تنعكس آثار الهجرة الصحية على كلّ من البلد المُضيف والبلد المُرسِل كما يأتي:

  • البلد المُضيف: قد تؤدي الهجرة إلى انتقال بعض الأمراض المُعدية من المهاجرين إلى مواطني البلد المُضيف، لذا تقوم بعض الدول بفحص المهاجرين الداخلين إليها، ويُمكن أن يُعاني بعض المهاجرين من أمراض تحتاج إلى رعاية صحية، ممّا يزيد الضغط على الخدمات الصحية في البلد، علماً بأنّ بعض المهاجرين قد يتمتعون بحالة صحية جيدة ممّا ينعكس إيجابياً على البلد.
  • البلد المُرسِل: يُمكن أن تؤثر الهجرة في البلد الذي غادره المهاجرون، ويُعدّ القطاع الصحي أكثر القطاعات تأثراً بذلك؛ لأنّهم يسعون لتحسين وضعهم الاقتصادي، ممّا يؤثر سلباً في البلد المُرسِل لهم؛ بسبب استنفاد البنية التحتية المحلية؛ ولأنّ الحوافز الاقتصادية في البلدان المُضيفة غالباً ما تجذب متخصصي الرعاية الصحية.

آثار أخرى

فيما يأتي ذكر لبعض الآثار الأخرى التي تنتج عن هجرة الشباب إلى الخارج:

  • ملء الوظائف الشاغرة، وخاصة الوظائف التي لا تحظى بشعبية كبيرة.
  • توفير أيدي العمل الماهرة وذوي الخبرات كالممرضات، والمعلمين.
  • الاستفادة من العمال الشباب ممّا يُساهم في تحقيق الأرباح لميزانية الدولة.
  • حل مشكلة شيخوخة السكان في بعض الدول من خلال هجرة الشباب إليها.
  • زيادة التنوّع الثقافي.
  • ارتفاع تكاليف السكن والإيجار بسبب زيادة عدد السكان في منطقة ما.
  • وجود التنافر الاجتماعي الذي قد يحدث بسبب الهجرة السريعة.
  • تهديد الهوية الوطنية، وتهديد الأمن القومي الناتج عن الهجرة غير الشرعية أو الإرهاب.
  • هجرة الأدمغة وذوي المهارات التقنية أو المعرفية.

مقالات قد تهمك

إلى هنا أعزاءنا رواد موقع تصفح، نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان أسباب هجرة الشباب إلى الخارج، وقد تعرفنا فيه على مفهوم هجرة الشباب إلى الخارج، والأسباب والعوامل التي تؤدي إلى هجرتهم، وتحفزهم على ترك وطنهم الأم والذهاب للإقامة في بلد غريب، ومنا الأسباب الاقتصادية والديموغرافية والسياسية والثقافية وغيرها من العوامل، وتعرفنا أيضًا على آثار هجرة الشباب إلى الخارج.

المراجع

  1. ^ ourmigrationstory.org.uk، What is migration?، 20/06/2023
  2. ^ khanacademy.org، Causes and effects of human migration، 20/06/2023
  3. ^ healthknowledge.org.uk، Health and Social Effects of Migration، 20/06/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *