الفرق بين الطلاق والخلع والفسخ

الفرق بين الطلاق والخلع والفسخ
الفرق بين الطلاق والخلع والفسخ

الفرق بين الطلاق والخلع والفسخ من المعلومات التي يجهلها كثير من المسلمين ويخلطون بينها وخصوصًا بين الخلع والفسخ، رغم أنَّهما يختلفان عن بعضهما كثيرًا، سواء في الأسباب أو الأحكام المتعلقة به، ومن الضروري التعرف على مثل هذه المعلومات حول الطلاق للتعرف عليها وعدم الوقوع في الأخطاء خلالها، وسوف نتعرف في هذا المقال على مفهوم الطلاق في الإسلام ومشروعيته، ونتعرف على الفرق بين الطلاق والخلع والفسخ حسب الفقهاء في الإسلام، إضافة إلى الفرق بين الفسخ بعوض والفسخ من دون عوض وغيرها من الأحكام.

مفهوم الطلاق ومشروعيته في الإسلام

عادةً ما يعرف الطلاق بأنه انفصال أحد الزوجين عن الطرف الآخر، ويشير أئمة المسلمين إلى أنَّ الطلاق في الإسلام هو حلُّ عقد النكاح أو عقد الزواج سواء بلفظ صريح لا يحتمل إلا معنى الطلاق مثل استخدام الكلمات: الطلاق والسراح والفراق، أو عن طريق كناية بوجود نية الطلاق مثل استخدام: ما بيننا انتهى، ارجعي إلى بيت والدك أو أهلك وغير ذلك من العبارات التي تحتمل عير معنى الطلاق، ويشرع الطلاق في الإسلام كوسيلة أخيرة للتخلص من المشاكل بين الزوجين إذا لم تنفع أية حلول أخرى في علاجها، ويمكن للزوج أن يطلِّق زوجته ثلاث طلقات متفرقة لا أكثر، وتوجد لكل طلقة أحكام مخصصة، وقد وردت مشروعية الطلاق في القرآن الكريم وفي السنة النبوية، فقد قال تعالى: “الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”،[1] وفي الحديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما أَحَلَّ اللهُ شيئًا أَبغضَ إليه مِن الطَّلاقِ”،[2] كما أجمع الفقهاء في الإسلام على مشروعية الطلاق، رغم أنه قد يكون محرمًا أو مكروهًا أو مستحبًا أو مباحًا أو واجبًا، وذلك حسب ظروف وطبيعة كل طلاق وكل حالة.[3]

شاهد أيضًا: كفارة حلف الطلاق عند الغضب ، ما هو حكم يمين الطلاق بالثلاثة

الفرق بين الطلاق والخلع والفسخ

يعتقد كثير من الناس أن الخلع والفسخ هما نفس الشيء وهما من أنواع الطلاق، غير أنَّ لكل واحد منهما تعريفه الخاص به ميزاته وأحكامه، ولا بدَّ من توضيح كل منها من أجل معرفة الفرق بين الخلع والفسخ والطلاق في الإسلام، وفيما يأتي سيتم إدراج تعريف الطلاق والخلع والفسخ بشكل مفصل:[4]

تعريف الطلاق

عرفنا أنَّ الطلاق هو حل عقد النكاح أو الزواج، ويتميز الطلاق بأنه لا يتمُّ إلا من خلال لفظ الزوج ورضاه واختياره، أي إنَّ الطلاق مرتبط بالزوج، فعندما يطلِّق الزوج زوجته ويتلفظ بأحد ألفاظ الزواج وينوي ذلك، يقع الطلاق، وهذا ما يميز الطلاق عن الفسخ والخلع، إذ أنهما غير مرتبطين بلفظ الزوج مثل الطلاق، ولا يشترط في الفسخ والخلع رضى الزوج أصلًا، ويقول الإمام الشافعي في كتاب الأم حول ذلك: “كل ما حُكِمَ فيه بالفرقة، ولم ينطق بها الزوج، ولم يردها، فهذه فرقة لا تُسمَى طلاقًا”، وتوجد أسباب عديدة للطلاق منها حدوث مشاكل بين الزوجين أو بسبب رغبة الزوج أن يفارق زوجته وينفصل عنها.

تعريف الخلع

يختلف الخلع عن الطلاق بأنَّ الزوجة هي التي تطلب به الانفصال عن زوجها وتطلب فراقه والطلاق منه، وذلك نتيجة وجود أسباب عديدة وكثيرة تضطرها إلى ذلك، وقد وردت عدة أسباب تبيح للزوجة طلب الطلاق من زوجها، ولكن قد تنفر الزوجة من الزوج رغم عدم وجود عيب فيه، ورغم أنَّه لا يؤذيها، عند ذلك يمكن أن تطلب الخلع وتتنازل عن حقوقها، وترد له المهر، وقد ورد في الحديث عن الصحابي عبد الله بن عباس رضي الله عنه: “أنَّ امْرَأَةَ ثَابِتِ بنِ قَيْسٍ أتَتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، ثَابِتُ بنُ قَيْسٍ، ما أعْتِبُ عليه في خُلُقٍ ولَا دِينٍ، ولَكِنِّي أكْرَهُ الكُفْرَ في الإسْلَامِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أتَرُدِّينَ عليه حَدِيقَتَهُ؟ قالَتْ: نَعَمْ، قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اقْبَلِ الحَدِيقَةَ وطَلِّقْهَا تَطْلِيقَةً”.[5]

تعريف الفسخ

يختلف الفسخ عن الطلاق والخلع بأنه لا يكون بلفظ الزوج ولا بطلب الزوجة، ولا بدَّ من وجود سبب معتبر يبيحه عند القاضي أو الحاكم، وقد حدد الفقهاء من أهل العلم أسباب الفسخ، وإنَّ الفسخ لا يتم ولا يقع إلا من جهة القاضي أو الحاكم، ولا يحتاج إلى رضا الزوج ولا إلى لفظ منه، بخلاف الطلاق الذي هو من حقوق الزوج ولا يحتاج إلى أمر القاضي ولا إلى حكمه ولا إلى رضاه، كما أنَّ الفسخ لا يحسب من عدد الطلقات الثلاث المحددة بين الزوجين والتي يملكها الرجل، وقد قال الإمام الشافعي في كتاب الأم أيضًا: “وكل فسخٍ كان بين الزوجين فلا يقع به طلاق، لا واحدة ولا ما بعدها”، ويقول ابن عبد البر أيضًا: “والفرق بين الفسخ والطلاق وإن كان كل واحد منهما فراقاً بين الزوجين: أنَّ الفسخ إذا عاد الزوجان بعده إلى النكاح فهما على العصمة الأولى، وتكون المرأة عند زوجها ذلك على ثلاث تطليقات، ولو كان طلاقاً ثم راجعها كانت عنده على طلقتين”، ويتميز الفسخ عن الطلاق أنَّه إذا وقع قبل الدخول لا تحصل المرأة على شيء منه، أمَّا في الطلاق فإنَّها تحصل على نصف المهر.

شاهد أيضًا: مستحقات الزوجة بعد الطلاق ، حقوق المرأة بعد الطلاق في الإسلام

حالات فسخ عقد الزواج في الإسلام

توجد عدة حالات يتم فيها فسخ عقد الزواج بين الزوجين، وكما سبق فإنَّ فسخ الزواج يتم عن طريق القاضي وذلك لأسباب حددها الفقهاء المسلمون وبينوها، ويصبح خلالها عقد الزواج فاسدًا ولذلك يجب فسخه من قبل القاضي دون رضىا الزوجين ولا رضىا أحدهما، وفيما يأتي سيتم ذكر أهم الحالات التي يجب فيها فسخ الزواج بين الزوجين في الإسلام:[4]

  • يقوم القاضي بفسخ عقد الزواج بين الزوجين إذا ارتدَّ أحدهما عن الإسلام ولم يعد إليه، لأنَّ لا يجوز الجميع بينهما.
  • إذا كان الزوجان مشركين، ودخل الزوج في الإسلام ورفضت زوجته الدخول، يفسخ القاضي العقد بينهما، لكن شرط أن تكون الزوجة مشركة غير كتابية.
  • إذا كان من شروط عقد النكاح الكفاءة بين الزوجين، وظهر عدم الكفاءة بينهما لاحقًا، يفسخ القاضي العقد أيضًا ويفرق بين الزوجين.
  • وجود عيب في الزوج أو الزوجة يمنع أحدهما من الاستمتاع بالآخر، ويؤدي إلى النفور بينهما، لأنه عند ذلك لن تتحقق غايات النكاح التي يحرص الإسلام على تحقيقها.
  • وقوع اللعان بين الزوجين يوجب فسخ عقد الزواج بينهما، وهو أن يتهم الزوج زوجته بالزنا ويتلاعنان على ذلك، وهي ترد عن نفسه التهمة أيضًا من خلال الملاعنة، عند ذلك يفرق القاضي بينهما.
  • إذا عجز الزوج عن تقديم النفقة لزوجته يمكن فسخ العقد من قبل القاضي، خصوصًا إذا طلبت الزوجة الطلاق.

شاهد أيضًا: حقوق الزوجة بعد الطلاق الغيابي وحكمه في الإسلام

الفرق بين الفسخ بعوض والفسخ بغير عوض

قد يكون الفسخ بين الزوجين أحيانًا من دون عوض أو بعوض، وهذا حسب حالة الفسخ نفسه والطلاق الواقع بين الزوجين، وفيما يأتي سيتم إدراج تعريف كل منهما مع ذكر أهم التفاصيل المتعلقة به:[6]

الفسخ بغير عوض

يشير مصطلح الفسخ من دون عوض إلى حالة الفسخ التي تقع من قبل القاضي قبل دخول الزوج على الزوجة وقبل الخلوة الشرعية التي توجب المهر، عند ذلك يجري الفسخ من دون عوض للزوجة ولا تحصل على المهر ولا على نصف المهر، بخلاف الطلاق الذي يتلفظ به الزوج، حيث أنَّه في الطلاق تحصل المرأة على نصف المهر إذا وقع الطلاق قبل الدخول، بينما هنا الفسخ قبل الدخول يكون بغير عوض، وقد قيست هذه الحالة على فسخ العامل عقد عمله قبل بدء العمل، ولذلك لا يأخذ تعويضًا، وكذلك الزوجة.

الفسخ بعوض

يكون الفسخ بعوض إذا وقع بعد الدخول وتحقيق الخلوة الشرعية الصحيحة بين الزوجين، عند ذلك إذا أصدر القاضي حكم فسخ عقد الزواج بعد الدخول لسبب من الأسباب التي حددها الفقهاء يفرض المهر عوضًا للزوجة، وهذا لأنَّ المهر يكون مقابل تحقيق المنفعة أو الاستمتاع بالزوجة، وهنا يكون الفسخ بعوض، وتختلف قيمة العوض حسب أسباب الفسخ والمتسبب به.

حكم المهر في حال الفسخ

أشار الفقهاء إلى أنَّ المهر يسقط إذا كان الفسخ من قبل القاضي قبل الدخول وقبل تحقق الخلوة الشرعية بين الزوج والزوجة، أمَّأ إذا تمَّ الدخول بالزوجة وتحققت الخلوة الشرعية، فتوجد حالات عدة للمهر، وفيما يأتي سيتم توضيح حكم المهر في حالة فسخ عقد الزواج بين الزوجين:[6]

  • إذا كان سبب الفسخ هو الردة فإنَّ الزوجة يجب أن تأخذ نصف المهر المسمى، وقد أجمع على ذلك فقهاء المذاهب الأربعة في الإسلام، وهذا إذا كان السبب من جهة الزوج، أمَّا إذا كان السبب من جهة الزوجة وهي التي ارتدت عن الإسلام فإنَّ المهر يسقط ولا تحصل على شيء منه.
  • إذا كان سبب فسخ عقد الزواج هو دخول أحد الزوجين في الإسلام، فإنَّ الزوجة تأخذ نصف المهر فقط وهذا إذا كان الزوج هو سبب الفسخ، أمَّا إذا كان سبب الفسخ من جهة الزوجة وهي التي لم تسلم لا تستحق شيئًا من المهر وهذا عند جمهور الفقهاء أيضًا، لكن يرى المالكية أنَّ الزوجة هنا لا تستحق شيئًا من المهر سواء بإسلام الزوج أو بإسلامها.
  • إذا كان سبب الفسخ هو الملاعنة قبل الدخول فإنَّ الزوجة تستحق نصف المهر حسب جمهور الفقهاء.
  • إذا كان السبب هو أحد العيوب، تأخذ الزوجة نصف المهر فقط، حسب ما ذهب إليه المذهب الحنفي، أمَّا عند الجمهور فلا تأخذ شيئًا، لأنَّه إذا كان العيب فيها فهي مدلسة لا تستحق شيئًا من المهر، أمَّا إذا كان العيب في الزوج فهي التي اختارت الفراق والفسخ.
  • إذا كان سبب الفسخ شروط صحيحة في الزواج لم يتم الوفاء بها، فإنَّ المهر يسقط إذا طلبت المرأة الطلاق، ويسقط حقها كاملًا.

شاهد أيضًاكيف أعرف أن الطلاق خير لي ، نصائح للزوجة التي تريد الطلاق

حقوق الزوجة في الطلاق

إذا حصل الطلاق بين الزوجين وطلَّق الرجل زوجته متلفظًا بذلك، يحق للزوجة المطلقة أن تحصل على حقوقها كاملة من دون نقصان، ويجوز للزوجة أن تتنازل عن جزء من المهر أو النفقة أو غيرها من الحقوق المفروضة لها ولا حرج في ذلك، وقد ورد ذلك في كتاب الله تعالى، إذ قال في سورة النساء: “وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا”،[7] إذ يمكن أن تتنازل المرأة المطلقة عن حقوقها أو بعضها ولا يمنعها أحد من ذلك، وفيما يأتي سيتم إدراج حقوق الزوجة بعد الطلاق إذا طلقها زوجها:[8]

  • إنَّ المرأة المطلقة إذا طلقها زوجها تحصل على المهر الكامل، المقدم منه والمؤخر، فإذا كانت الزوجة قد أخذت المقدم عند عقد الزواج، يتمُّ دفع المؤخر لها من قبل الزوج، وإذا لم تأخذ شيئًا يدفع لها المهر كاملًا.
  • يحق للزوجة أن تحصل على النفقة والسكن خلال فترة العدة إذا كان الطلاق رجعيًا، كما يحق لها أن تبقى في منزل الزوج، ولا يجوز له ولا لأحد غيره أن يخرجها من المنزل،  وإذا كانت الزوجة المطلقة حاملًا يحق لها الحصول على النفقة والسكن على حساب الزوج أيضًا حتى تضع حملها.
  • تحصل الزوجة على جميع ممتلكاتها الشخصية الخاصة بها والتي تعود إليها إضافة إلى الذهب الخاص بها، حيث يعدُّ ملك لها وإذا أخذ الزوج منه شيئًا يجب عليه أن يعيده إليها، إلا إذا كان له.
  • تحصل أيضًا في حال وجود أولاد على نفقة الأولاد كاملة، والتي تشمل نفقة التعليم والعلاج والملابس والطعام والشراب وغيرها من النفقات إضافة إلى نفقات السكن.
  • تحصل على أجر حضانة الأولاد، وأجر بدل إرضاع إذا كانت لديها طفل رضيع.

حقوق الزوجة في الخلع

عرفنا أنَّ الخلع أحد أنواع الطلاق التي تطلب فيها المرأة الانفصال عن الرجل في الشرع الإسلامي لأي سبب من الأسباب التي تبيح للمرأة طلب الطلاق من زوجها مثل الخيانة أو مشاكل النفقة أو الضرر وغيرها، ولا بدَّ أن تتنازل الزوجة عن جميع حقوقها وعن نفقتها بشكل كامل حتى تحصل على طلاق الخلع، وحتى يوافق الزوج على الطلاق وحتى تحصل على حريتها، وقد ثبتت صحة ذلك في قصة تشبه طلاق الخلع في السنة النبوية، وهي قصة زوجة الصحابي ثابت بن قيس رضي الله عنهما عندما جاءت وأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّ زوجها ثابت بن قيس رجل جيد وليس فيه أي عيب لا في دينه ولا في خلقه، ولكنها لم تعد تطيقه ولا تريد الحياة معه بعد اليوم، وتخشى بسبب هذا النفور أن لا تستطيع تأدية حقه وأن تكفر العشير بسبب ذلك، ولذلك أباح النبي صلى الله عليه وسلم لها أن تتطلق منه وتردُّ عليه الحديقة التي كان قد قدمها لها مهرًا، ويشير ذلك إلى أنَّ المرأة إذا طلب الخلع وتنازل عن كل حقوقها مقابل ذلك، ومن أهم الحقوق التي تتنازل عنها المرأة التي تطلب الخلع: مؤخر المهر ومقدمه ونفقة العدة والمتعة كاملة، ويحق لها الحصول على حضانة الأولاد وعلى نفقة الأطفال كاملة من طعام وتعليم وعلاج ولباس ومسكن وغير ذلك، بالإضافة إلى أجر لها لحضانة الأطفال.[8]

شاهد أيضًا: طلب الطلاق لعدم الراحة النفسية

هل يجوز إرجاع الزوجة بعد الفسخ

إنَّ الفسخ لا يعدُّ من ضمن الطلقات الثلاث المباحة للرجل في الإسلام، بل هي إنهاء عقد الزواج وكأنه لم يكن وإلغاؤه من قبل القاضي، لذلك يمكن للزوجين أن يرجعا إلى بعضهما البعض، ويجوز للرجل أن يرجع زوجته إليه بعد الفسخ إذا رضيت بذلك، ولكن يتم ذلك بعقد جديد ومهر جديد ويحتاج إلى إذن الولي وشهادة الشهود ويحتاج هذا أيضًا إلى رضا الزوجة، وقد ورد في كتاب تحفة المحتاج: “فيجوز تجديد النكاح بعد تكرره من غير حصر، واختاره كثيرون من أصحابنا المتقدمين والمتأخرين”، والمقصود أنَّه إذا تكرر فسخ العقد لأي سبب من الأسباب، وزال السبب بعد ذلك يمكن تجديد النكاح كل مرة ولا حرج في ذلك.[9]

في ختام مقال الفرق بين الطلاق والخلع والفسخ تعرفنا على مفهوم الطلاق، وعلى الفرق بين الخلع والطلاق والفسخ بشكل مفصل، من خلال إدراج تعريف كل منها، والتعرف على خصائص كل من هذه الحالات، كما تعرفنا على حكم إرجاع الزوجة بعد الفسخ من قبل القاضي وغيرها من الأحكام والتفاصيل المتعلقة.

أسئلة شائعة

أسئلة شائعة
كم عدة فسخ العقد؟
اختلف الفقهاء عدة طلاق المرأة عند فسخ عقد الزواج، حيث أنَّه إذا كان فساد العقد بسبب أمر فيه خلاف مثل نكاح بلا ولي وما شابه ذلك، تكون عدة المرأة ثلاث حيضات، أمَّا إذا العقد المجمع على فساده ووقع فسخه فليس هناك عدة على المرأة فيه، وقد ورد في كتاب كشف القناع للبهوتي الحنبلي قوله: "وإن مات عن امرأة نكاحها فاسد كالنكاح المختلف فيه، كبلا ولي، فعليها عدة وفاة، لأنه نكاح يلحق فيه النسب، فوجبت به العدة كالصحيح، وإن فارقها في الحياة بعد الإصابة أو الخلوة، اعتدت بثلاثة قروء أو أشهر، والنكاح المجمع على بطلانه وجوده كعدمه".
هل يجوز فسخ الخطبة بدون سبب؟
الأولى والأفضل في الشرع عدم فسخ الخطبة دون سبب، ولكن إذا أراد أحد الطرفين الرجل أو المرأة فسخ عقد النكاح والخطبة فلا حرج في ذلك، وقد ورد في فتح العلي المالك: "ويكره للرجل ترك من ركنت إليه بعد خطبته لأنه من إخلاف الوعد، قال بعض: ولا يحرم على المرأة أو وليها بعد الركون أن يرجعا عن ذلك الخاطب إلى غيره"، لأنَّ الخطبة وعد بالزواج والأفضل بناء عليه عدم إخلاف الوعد وإنجازه في الإسلام.

المراجع

  1. ^ سورة البقرة، الآية 229
  2. ^ المستدرك على الصحيحين، عبد الله بن عمر، الحاكم، 2833، صحيح
  3. ^ dorar.net، حكم الطلاق، 26/02/2023
  4. ^ islamqa.info، الفرق بين الخلع والطلاق والفسخ، 26/02/2023
  5. ^ صحيح البخاري، ابن عباس، البخاري، 5273، صحيح
  6. ^ bitstream، أحكام فسخ عقود الزواج في الفقه، 26/02/2023
  7. ^ سورة النساء، الآية 4
  8. ^ alukah.net، حقوق المرأة المطلقة في الشريعة الإسلامية، 26/02/2023
  9. ^ islamweb.net، هل يجوز رجوع الزوجين لبعضهما بعد الفسخ، 26/02/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *