عناصر المقال
بحث عن ضوابط التفسير، ذلك العلم الذي منه مبتدأ الحياة وإليه انتهاؤها، علم تفسير القرآن الكريم الذي بدأ في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذلك كان لا بدّ من الحديث عن هذا العلم ونشأته وما هي ضوابطه وكيف تعامل علماء أئمة أهل العلم مع هذا العلم، وسيكون تفصيل ذلك كاملًا في هذا المقال.
نشأة علم التفسير
أرسل الله الرسل إلى مختلف الأقوام والشعوب لهداية الناس، وكان كل رسولٍ منهم يتحدث بلسان القوم المبعوث إليه، غير أن الله سبحانه وتعالى قد خصَّ كل رسولٍ منهم بكتابٍ متحدثٍ بلغة قومه، ودالٍ على صدق نبوته، ومن ذلك فإن نشأة علم التفسير ارتبطت ببداية نزول القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد أنزل القرآن الكريم عربياً على رسولٍ عربيٍّ مبين، يفقه العربية ويفهم القرآن جملةً وتفصيلاً.[1]
فكان النبي الكريم يفسر ويبين القرآن لأصحابه رضوان الله تعالى عليهم، ولم يعتمد تفسيره على القول فقط، بل على الفعل أيضاً أي أن تفسيره قائم على السنة النبوية الشريفة الجامعة.[1]
وكان العرب حينها يفهمون القرآن فهماً جيداً، إذ عرف العرب بطلاقته وفصاحته، إلا أن ذلك الفهم قد كان متفاوتاً، ولا سيما فيما يخص بعض دقائق القرآن، يقول ابن خلدون في ذلك: “إن القرآن نزل بلغة العرب، فكانوا كلهم يفهمونه، ويعلمون معانيه ومفرداته وتراكيبه، ولكنهم مع هذا كانوا يتفاوتون في الفهم للقرآن الكريم، فقد يغيب عن الواحد منهم ما لا يغيب عن الآخر”.[1]
بحث عن ضوابط التفسير
التفسير علمٌ من العلوم القرآنية الهامة، إذ أنه يحمل في طياته تعاليم الدين الإسلامي، لذلك كان لا بد من توافر مجموعة من الشروط والضوابط التي تحمي القرآن وآياته من أي تفسيرٍ خاطئ، وهي:
ضوابط التفسير المتعلقة بالمفسر
يبين أهل العلم مجموعةً من الآداب والشروط التي يجب أن تتوفر بالمفسر، للتأكد من صحة وسلامة تفسيره:
الشروط المتعلقة بالمفسر
من الشروط المتعلقة بالمفسر:[2]
- العقيدة الصحيحة: إذ أن العقيدة الخاطئة تحمل صاحبها على تفسير وتأويل آيات الله بما يتناسب مع مذهبه، فيضحي الباطل حقاً ويمسي الحق باطلاً.
- التجرد عن الهوى: لما للأهواء الشخصية من دورٍ في نشر الباطل، إذ تميل النفس الإنسانية لنصرة اعتقادها، ومن ذلك طوائف المعتزلة والرافضة وغيرهم.
- العلم بمختلف العلوم القرآنية: كعلم أصول التفسير وأبوابه من أسباب النزول، والناسخ والمنسوخ والخ، وعلم القراءات، وعلم التوحيد.
- الفهم الدقيق والموهبة الطبيعية: لما لها من دورٍ في تسهيل استنباط المعاني المتفقة مع النصوص الشرعية، وترجيح معنى دون الآخر.
- العلم باللغة العربية وآدابها: فقد أنزل الله كتابه الكريم باللغة العربية، لذلك لا بد من معرفة المفسر بعلوم العربية كعلم النحو والعروض والبلاغة وغيرها، وقد أشار العديد إلى ذلك ومنهم مجاهد، إذ قال: “لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله إذا لم يكن عالماً بلغات العرب”.
- مراعاة التسلسل في التفسير: أي ابتداء المفسر في تفسيره من المصدر الأول ومن ثم الثاني حتى الأخير، فيبدأ أولاً بتفسير القرآن من خلال القرآن، إذ يحتوي على آياتٍ مجملةٍ وأخرى مفصلةٍ لما جاء مجملاً.
ثمّ من خلال السنة النبوية الشريفة، فقد أوحى الله لنبيه الكريم ببيان معاني القرآن ثم من خلال أقوال الصحابة، فقد عاصروا النبي الكريم وشهدوا الأحوال التي نزل فيها القرآن، غير أنّهم قد اتصفوا بالعلم الكثير والعمل الصالح، ثم من أقوال التابعين، فقد تلقوا التفاسير من الصحابة الكرام، واعتمدوا في ذلك على النقل الصحيح القائم على الاستدلال والاستنباط، ومن التابعين: سعيد بن جبير، مجاهد بن جبر.
شاهد أيضًا: بحث عن نشأة علم التفسير وتطوره
الآداب المتعلقة بالمفسر
وأمّا الآداب التي يجب توافرها في المفسر، فهي:[2]
- عزة النفس.
- الجهر بالحق.
- اللباقة والتمتع بآداب الحديث: فيكون حسن السمت، لما للمظهر العام الذي يمتلكه المفسر من هيبةٍ ووقارٍ في نفوس الناس، وأما حديثه فيجب أن يتسم بالتأني والروية.
- حسن الإعداد وطريقة الأداء: إذ يجب على المفسر ترتيب طريقة عرضه للتفسير، كأن يبدأ بتبيان سبب النزول، ومن ثم شرح المفردات فالتراكيب، وربط المعنى الخاص بالمعنى العام الكلي وتطبيقه عملياً على الحياة العملية.
- الامتثال والعمل: فيجب على المفسر أن يطابق علمه فعله، لما في ذلك من عظيم التأثير في نفوس الناس، ولا سيما أن معظم الناس تصد عن طلب العلم لعدم امتثال العالم بما يعلمه.
- التواضع المرافق للين: إذ أن القسوة والغرور تحول بين العالم والانتفاع بعلمه.
- الخُلق الحسن: لا بد من امتلاك المفسر لجميل الخلق، فهو المثل الأعلى الذي يحتذى به.
- تحري الصدق في النقل: تقع على عاتق المفسر مسؤولية ما يقول وما يكتب، لذلك وجب عليه تحري الصدق بأتم الحرص حتى لا يقع ضحية للحن.
- النية الحسنة: فإنما الأعمال بالنيات، ويجب على المفسر أن يضمر الخير والعطاء لعقيدته كي يسمو بها ويساهم في رفعتها.
ضوابط التفسير المتعلقة بطريقة التفسير
يبين أهل العلم مجموعةً من الضوابط التي يجب اتباعها في التفسير، بحسب طريقة التفسير، وهي:
التفسير اللغوي
أي تفسير القرآن الكريم بالاعتماد على اللغة العربية، وفي السنة النبوية الشريفة أمثلة كثيرة تدل على استعماله، غير أن الصحابة الكرام والتابعين قد اعتمدوا على التفسير اللغوي، إذ استشهدوا بأشعار العربي لبيان الكثير من المعاني القرآنية.
وأما ضوابطه فنذكر منها:[3]
- إذا كان اللفظ يحتمل أكثر من معنى من دون تعارضٍ أو تناقضٍ في أحدها، يجوز حمل الآية عليها جميعها، ومن ذلك:
تفسير إلاًّ في قوله تعالى: {لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ}،[4] فبعضهم رأى معنى إلاًّ العهد، والآخر القرابة، وأيضاً قال بعضهم أنها تحمل معنى الله سبحانه.
- إذا كان اللفظ يحتمل معنىً واحداً، فيجب توافر مجموعة من الضوابط التي تدل على رجحان هذا المعنى عن غيره، وهي:
- صحة اللفظة المفسرة لغوياً، إذ لا يجوز تفسير القرآن بغير لغة العرب، ومثال ذلك تفسير كلمة حلٌّ في قوله تعالى: {وَأَنتَ حِلٌّ بِهَٰذَا الْبَلَدِ}،[5]فقد فسرها البعض بمعنى الساكن والمقيم، غير أنها لم ترد بمعنى المقيم أو الساكن في كتب اللغة، الأمر الذي جعل صاحب كتاب الكشاف يهمل معناها إذ لم يثق بصحة استعمال المعنى.
- الاعتماد على الشائع والمعروف لغوياً دون الشاذ أو القليل، ومثاله تفسير كلمة برداً في قوله تعالى: {لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرۡدٗا وَلَا شَرَابًا}،[6]فقد فُسرت بمعنى النوم، وهو معنى قليل شاذ، إذ يعرف البرد بمعنى ما يبرد حر الجسد.
- مراعاة السياق، فيجب أن يتناسب معنى اللفظ مع السياق المذكور فيه، ومن أحسن من راعى ذلك صاحب كتاب المفردات، الذي أشار الزركشي إليه في حسن مراعاته للسياق.
- معرفة ملابسات النزول، فقد يحتاجها المفسر عند تفسير لفظةٍ ما لفهم المراد من الآية، ومن ذلك تفسير كلمة النسيء في قوله تعالى: {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ}،[7]فمعناها اللغوي التأخير، ولكن فهم المقصود من التأخير في الآية يتطلب فهم ملابسات النزول، فقد نزلت الآية بسبب تأخير الأشهر الحُرم واستحلالها في الجاهلية.
- تقديم المعنى الشرعي على المعنى اللغوي، إلا إذا دل الدليل على إرادة المعنى اللغوي، ومن ذلك تفسير كلمة تصل في قوله تعالى: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ}،[8]فكلمة تصل تحمل معنى صلاة الجنازة شرعاً، ومعنى الدعاء لغوياً، والمقدم هو المعنى الشرعي أي صلاة الجنازة.
التفسير بالرأي
أي تفسير القرآن الكريم بالاجتهاد عن طريق معرفة المفسر بالألفاظ العربية، والعلوم القرآنية والأصول الفقهية، وغير ذلك من الأمور والأدوات التي يحتاجها التفسير.
وأما ضوابطه، فهي:[9]
- الالتزام بما تدل عليه الألفاظ من جهة استعمالها في اللغة العربية وملاءمتها للسياق.
- اجتناب التكلف، وعدم إساءة الفهم.
- الحذر من اتباع الهوى.
- الحذر من الاحتيال في التأويل لموافقة المذهب، وذلك عبر جعل المذهب الفاسد أصلاً، والتفسير تابعاً له.
شاهد أيضًا: لماذا نقرأ سورة الكهف يوم الجمعة
التفاسير المعاصرة
وللتفاسير المعاصرة مجموعة من الضوابط، وهي:[10]
- صحة القول المفسر به: أي أن تدل عليه لغة العرب، فلا يصح تفسير القرآن بمصطلحاتٍ علميةٍ سابقةٍ أو لاحقةٍ له، ومثال ذلك تفسير كلمة الأقطار في قوله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا ۚ لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ}.[11]
- احتمال الآية للقول الحادث: وذلك من خلال دلالة الآية على الحدث بأي وجه من وجوه الدلالة سواءً تضمناً أو لزوماً، إذ من الممكن أن يصح القول من جهة وقوع الحدث في الخارج، لكن يقع الخلل في صحة ربطه بالآية.
فضل التفسير
علم التفسير من العلوم القرآنية البالغة الأهمية، إذ أنه العلم الذي يختص ببيان اللفظ والمعنى في القرآن الكريم، وقد أمرنا الله تعالى بتدبر القرآن الكريم لذلك فإن لعلم التفسير فضائل عدة، نذكر منها:[12]
- يفتح لطالب العالم أبواب المعرفة المختلفة، من خلال سعيه الدؤوب لدراسة القرآن، ومنه ما قاله عكرمة ابن عباس: “إني لأخرج إلى السوق، فاسمع الرجل يتكلم بالكلمة، فيفتح لي خمسون باباً من العلم”.
- علم التفسير يرفع مكانة صاحبه، فقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن خيركم من تعلم القرآن وعلمه.
- يدل صاحبه على ما يعتصم به من الضلال وقد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم أنّ مَن يعتصم بالقرآن فالله سيدله على صراطه المستقيم.
- يعتبر المفسرون ورثة الأنبياء، إذ أن المفسر مبلغ ومبين لمفردات الدعوة، وقد اختص الرسل بالبلاغ المبين.
- العلم الواسع والمعرفة الكبيرة، إذ ان القرآن الكريم يضم بين جانبيه جميع العلوم المختلفة من علوم اجتماعية وشرعية وأخلاقية وغيرها الكثير.
شاهد أيضًا: فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها
أنواع علم التفسير
يبين أهل العلم أن للتفسير عدة أنواع، وهي:[13]
- التفسير بالمأثور: أي التفسير الذي يعتمد على المصادر التفسيرية الأربعة، وهي القرآن ومن ثم السنة النبوية ومن ثم أقوال الصحابة، وأخرها أقوال التابعين، ومثاله: كتاب الدر المنثور في التفسير بالمأثور لصاحبه السيوطي.
- التفسير بالرأي: أي التفسير الذي يعتمد على اجتهاد المفسرين ومعرفتهم بعلوم اللغة والشريعة، ومثاله: كتاب الكشاف لصاحبه الزمخشري.
- التفسير الإشاري: أي تفسير القرآن بمعان صحيحة في نفسها، غير أن القرآن لا يدل عليها، فهو تأويل القرآن بغير معناه الظاهر، ومثاله: تفسير كثير من الصوفية.
- التفسير الفقهي لآيات الأحكام: عُرف هذا اللون من التفسير حين سادت العصبية المذهبية، فذهب أصحاب المذاهب يؤلفون الكتب التفسيرية المختلفة المختصة بآيات الأحكام، ومثاله: أحكام القرآن للجصاص.
رواد التفسير
ولعلم التفسير رواده، ومن المشهورين منهم:
رواد التفسير بالمأثور
من رواد التفسير بالمأثور:[13]
- الطبري: هو أبو جعفر محمد بن جرير، اعتمد في تفسيره على معالجة الأحكام الفقهية، والاعتناء بالأسانيد، وتقدير الإجماع.
- ابن عطية الأندلسي: هو القاضي عبد الحق بن عطية الأندلسي، واعتمد في تفسيره على الجمع بين التفسير بالمأثور والرأي، والاهتمام بالقراءات واللغة.
رواد التفسير بالرأي
من رواد التفسير بالرأي:[13]
- الزمخشري: هو أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد عمر الخوارزمي، واعتمد في تفسيره على الاهتمام بالبلاغة واللغة.
- الرازي: وهو فخر الدين محمد بن عمر بن الخطيب الرازي، واعتمد في تفسيره على الإسهاب، كما أن معرفته الرياضية والفلكية ظهرت بوضوح في تفسيره.
رواد التفسير الإشاري
الألوسي، هو العلامة شهاب الدين محمد الألوسي البغدادي، وجمع في تفسيره ما بين التفسير بالمأثور والتفسير بالمعقول والتفسير الإشاري.[13]
رواد التفسير الفقهي لآيات الأحكام
القرطبي، هو أبو عبد الله محمد بن أحمد القرطبي، وقد بين منهجه في مقدمة كتابه في التفسير –جامع لأحكام القرآن- ذاكراً دوافع تفسيره للقرآن، وطريقته.[13]
كتب التفسير
ألف أهل العلم العديد من الكتب التفسيرية، نذكر أشهرها:
- جامع البيان في تفسير القرآن للطبري، وهو من كتب التفسير بالمأثور ويشتهر بكثرة القصص الإسرائيلية أو ما يعرف بالإسرائيليات.
- الدر المنثور في التفسير بالمأثور، لجلال الدين السيوطي، ويعد موسوعة تفسيرية ضخمة، وقد تم تحقيقه في 17 مجلداً.
- البحر المحيط، لأبي حيان الغرناطي، والذي ركز فيه على المسائل النحوية في القرآن الكريم، والمعاني اللغوية للمفردات.
- تفسير القرآن العظيم المعروف بتفسير ابن كثير، للإمام عماد الدين ابي الفداء بن كثير، ويشتهر بخلوه من الإسرائيليات.
- تفسير الجلالين، لجلال الدين المحلى، وأكمله جلال الدين السيوطي، وهو مختصر في تفسير القرآن.
- أحكام القرآن للجصاص، لأبي بكر الرازي، وامتاز الكتاب باستنباط لغة من آيات الأحكام.
وبذلك نكون قد وصلنا إلى خاتمة مقال بحث عن ضوابط التفسير وذكرنا ما هي أبرز تلك الضوابط وكيف صنفها علماء التفسير واللغة، وما هي أبرز الكتب التي أتت على تفسير القرآن الكريم وما المنهج الذي اتخذه كل كتاب في تفسير القرآن الكريم.
المراجع
- ^ al-maktaba.org، كتاب نفحات من علوم القرآن، 23/11/2021
- ^ al-maktaba.org، كتاب مباحث في علوم القرآن لمناع القطان، 23/11/2021
- ^ al-maktaba.org، كتاب فصول في أصول التفسير، 23/11/2021
- ^ التوبة، 10
- ^ البلد، 2
- ^ النبا، 24
- ^ التوبة، 37
- ^ التوبة، 84
- ^ al-maktaba.org، كتاب التيسير في أصول واتجاهات التفسير، 23/11/2021
- ^ al-maktaba.org، كتاب الإعجاز العلمي إلى أين، 23/11/2021
- ^ سورة الرحمن، 33
- ^ ar.islamway.net، فضل علم التفسير وحاجة الأمة إليه، 23/11/2021
- ^ al-maktaba.org، كتاب المنار في علوم القرآن مع مدخل في أصول التفسير ومصادره، 23/11/2021
التعليقات