حكم من بدأ حجه بالوقوف بعرفة وشروط الوقوف بعرفة

حكم من بدأ حجه بالوقوف بعرفة وشروط الوقوف بعرفة، فهو من الأحكام الشرعية المهمة والتي ينبغي على كل مسلم أن يعرفها وأن يكون على دراية بها، وذلك لأنّ التفقه بالدين من الأمور الواجبة على المسلمين، ويعتبر الوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم ولا يتم الحج إلا به، ومن خلال هذا المقال سوف نقوم بيان بعض من المعلومات عن يوم عرفة، ثمّ سنبين حكم من بدأ حجه بالوقوف بعرفة.

معنى الوقوف بعرفة

يعتبر عرفة بأنه الجبل الذي يقف عليه الحجاج حتى غروب شمس اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويعتبر الوقوف بعرفة هو ركن من أركان الحج، ولا يتم الحج إلا به وذلك بإجماع الأمة، وما دلّ على ذلك من من القرآن الكريم قوله تعالى: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ}^[1]، والدليل على ذلك من السنة ما ورد عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “الحجُّ عرفةُ”^[2]، فمن فاته الوقوف بعرفة فقد فاته الحج، حيث إنّ يوم عرفة من أعظم الأيام التي تمر على المسلمين، وهو يوم العبادات والطاعات التي تقربهم من الله -سبحانه وتعالى- حيث تغتفر فيه الزلات، وتجاب فيه الدعوات.^[3]

حكم من بدأ حجه بالوقوف بعرفة

ذكر أهل العلم أنّ من بدأ حجه بالوقوف بعرفة يعتبر حجه صحيحًا ولكنه خالف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فمن السنة أن يقوم الحاج بالذهاب إلى منى لأداء الصلوات المفروضة على المسلم منفردة دون جمع، والمبيت فيها حتى طلوع الشمس ثمّ التوجه إلى عرفة، والأولى لمن أراد أن يقتدي بسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يأتي بكافة مناسك الحج السنن والفرائض على الترتيب، حتى يكون حجه حجاً كاملاً ويجازى عليه بالجنة بإذن الله، فقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”^[4]، ويقصد بالحج المبرور هو الحج الذي قام به الحاج على أكمل وجه.^[5]

حكم من ترك الوقوف بعرفة

من ترك الوقوف بعرفة فقدْ فاته الحج بإجماع العلماء؛ لأن الوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم، بدليل ما ورد عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي -رضي الله عنه -أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “الْحَجُّ عَرَفَةُ ، فَمَنْ أَدْرَكَ لَيْلَةَ عَرَفَةَ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ مِنْ لَيْلَةِ جَمْعٍ فَقَدْ تَمَّ حَجُّهُ”^[2]، وبناءً على ذلك من ترك الوقوف بعرفة يلزمه قضاء الحج العام القادم، وذبح هدي مع القضاء، كما تلزمه التوبة إن كان قد تأخر بغير عذرٍ، أما إن كان قد اشترط في بداية الإحرام ثم ترك الوقوف بعرفة أو فاته فإنه يحل ويخلع ثياب الإحرام بمجرد طلوع فجر يوم النحر، ولا شيء عليه، لأن الشرط له تأثير في العبادات، لقوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث: “فإن لك على ربك ما استثنيت”^[6]، والله أعلم.^[7]

شروط الوقوف بعرفة

بيّن أهل العلم بأنّ هناك مجموعة من الشروط التي ينبغي على الحاج الإتيان بها من أجل إتمام الوقوف بعرفة بشكل صحيح، وتتمثل هذه الشروط على النحو الآتي:^[8]

• أن يكون الوقوف في أرض عرفات لا في غيرها، وعرفة كلّها موقف، وله أربعة حدود، وهي الحد الشمالي والحد الغربي والجنوبي والشرقي.
• ألا يكون الوقوف في وادي عرنة أو في مسجد عرنة  فهو لا يجزئ لأنه خارج عرفات.
• ألا يكون الوقوف في نمرة لأنها لا تعتبر من عرفة، ولكن يستحب النزول بها بعد طلوع الشمس إلى الزوال قبل النزول بعرفة.
• أن يكون الوقوف بعرفة في زمان الوقوف فلا يجزئ الوقوف قبل زوال الشمس في اليوم التاسع من ذي الحجة، أو بعد طلوع الفجر يوم النحر.

فضل يوم عرفة

إن ليوم عرفة أجرًأ عظيمًا وفضلًا كبيرًا، فهو أحد الأيام العشر التي أقسم بها المولى -عزّ وجلّ- في سورة الفجر، وهو يوم إتمام النعمة، وإكمال الدين على المسلمين من الله عز وجل، وأيضًا هو يوم غفران للذنوب، ومن صام يوم عرفة غفرت له ذنوب سنتين، سنة من قبل وسنة من بعد، فعن أبي قتادة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “سُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَرَفَةَ؟ فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ”^[9]، كما يعتبر يوم عرفة هو يوم العتق من النيران، ومباهاة الله -سبحانه وتعالى- ملائكة السماء بأهل عرفات، قال -عليه الصلاة والسلام-: “ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟”^[10]، والله أعلم.^[11]