ما هو حكم من حج ولم يضح عن نفسه عند العلماء

ما هو حكم من حج ولم يضح عن نفسه عند العلماء
حكم من حج ولم يضح عن نفسه

ما هو حكم من حج ولم يضح عن نفسه عند العلماء، حيث إنّ الأضحية هي واحدة من الأمور المشروعة في الإسلام والتي فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوقف العلماء معها في التفصيل عن أحكامها، وفي هذ المقال سيكون تفصيل الكلام عن الأضحية في الإسلام بالنسبة للحاج، وما هو حكم الإنسان المسلم الذي لا يضحي في العيد، وما الأدلة على الأضحية كما تكلم العلماء.

ذبح الأضحية

إنّ تعريف الأضحية هي ما يُذبح من بهائم الأنعام في الوقت المحدد الذي هو أول أيام عيد الأضحى إلى آخر يومٍ من أيام التشريق، وذلك بقصد ونية التقرب من الله سبحانه وتعالى، وقد أجمع علماء أهل السنة والجماعة على مشروعية الأضحية ونقل جمع من العلماء ذلك الإجماع من بينهم ابن قدامة وابن المنذر، وقد روي عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنّها قالت: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَمَرَ بكَبْشٍ أَقْرَنَ يَطَأُ في سَوَادٍ، وَيَبْرُكُ في سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ في سَوَادٍ، فَأُتِيَ به لِيُضَحِّيَ به، فَقالَ لَهَا: يا عَائِشَةُ، هَلُمِّي المُدْيَةَ، ثُمَّ قالَ: اشْحَذِيهَا بحَجَرٍ، فَفَعَلَتْ: ثُمَّ أَخَذَهَا، وَأَخَذَ الكَبْشَ فأضْجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ، ثُمَّ قالَ: باسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِن مُحَمَّدٍ، وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ ضَحَّى بهِ”،[1] والله أعلم.[2]

ما هو حكم من حج ولم يضح عن نفسه عند العلماء

اختلف علماء أهل السنة والجماعة في حكم الأضحية بالنسبة للحاج إلى عدة أقوال بيانها فيما يلي:[3]

  • الحنفية: ذهب علماء الحنفية إلى أنّ الأضحية لا تجب على المسافر الحاج وذلك لأنّه في غير أهله وأرضه وأمّا بالسبة للمقيم من أهل مكة ولو كان حاجًا فإنّ عليه أن يُصحي، فقالوا في الجوهرة النيرة: “لَا تجب عَلى الحَاجِّ الْمُسافر ، فأَمَّا أَهلُ مكَّةَ فإِنَّهَا تَجِبُ عَلَيهِم وإِنْ حَجُّوا”.
  • المالكية: ذهب أصحاب المذهب المالكي إلى أنّ الحاج ليس عليه أضحية لكون حاجًا وليس لكونه مسافرًا كما قال العلماء، وقد ورد في المدونة: “قَالَ لِي مَالِكٌ : لَيس عَلَى الحَاجِّ أُضحِيةٌ وَإِن كَان مِن سَاكني مِنًى بَعدَ أَن يَكُون حاجًّا ، قُلتُ : فالناسُ كلهُم عَلَيهِم الأَضَاحِي فِي قَولِ مَالِكٍ إلَّا الحَاجَّ ؟ قَالَ : نَعَم”.
  • الشافعية: ذهب أصحاب المذهب الشافعي إلى استحباب الأضحية بالنسبة للحاج أو لغير الحاج لا فرق في ذلك، قال الافعي في الأم: “الحاج المكي والمنتوي [أي المنتقل المتحول من بلد إلى بلد] والمسافر والمقيم والذكر والأنثى ممن يجد ضحية: سواء كلهم، لا فرق بينهم، إن وجبت على كل واحد منهم وجبت عليهم كلهم، وإن سقطت عن واحد منهم: سقطت عنهم كلهم، ولو كانت واجبة على بعضهم دون بعض: كان الحاج أولى أن تكون عليه واجبة لأنها نسك وعليه نسك”.
  • الحنابلة: ذهب أصحاب المذهب الحنبلي إلى جواز الضحية على الحاج لما ورد عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنّها قالت أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى عن نسائه بمنى في حجة الوداع.

هل على المرأة هدي في الحج

إنّ حجت المرأة وتمتعت بالعمرة إلى الحج فإنّه يجب عليها هدي مثلها مثل الرجل في هذه المسألة، ولو كانت المرأة مع زوجها وتمتع كل منهما بالعمرة إلى الحج فإنّه يجب على كل واحد منهما هدي ولا فرق في ذلك، قال تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۖ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ۚ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۚ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ ۗ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ۗ ذَٰلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}،[4] والله أعلم.[5]

حكم من حج ولم يذبح الهدي

إن الحاج المُتمتع أو القارن يجب عليه الدم أي إنّ عليه أن يذبح شاة فإن لم يجد دمًا ولم يقدر على ذبح الشاة فإنّ عليه صيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله، فإن لم يقدر على الصيام في الحج فإنّه يصوم عشرة أيام حال عودته إلى أهله، ولا يصومها تباعًا بل إنّه يصوم أولًا ثلاثة أيام ثم فرق ما بين الأيام الثلاثة والسبعة بمقدار أربعة أيام.[6]

هل يجوز التضحية عن الغير

لا يجوز التضحية عن الآخرين الأحياء من غير إذنهم إلا في حال كانوا من أهل بيته أو كانوا من الولي على المولى عليهم، أو في حال كان الإمام أي ولي الأمر يُضحى عن الناس المتولي عليهم، فهنا لا بأس في هذا الأمر.[7]

مقالات قد تهمك

من المقالات الهامة في هذا المقام:

الحكمة من أنساك الحج الثلاثة وما هي أنواع الحج الثلاثة بالتفصيل  هل يجوز الإحرام من الفندق بمكة ومن أين يحرم المسلمون
هل يجوز رمي جمرة العقبة الكبرى قبل الفجر طريقة الحج الصحيحة والشروط الموجبة للحج

إلى هنا يكون مقال ما هو حكم من حج ولم يضح عن نفسه عند العلماء قد وصل إلى نهايته، ونكون قد تكلمنا عن أهمّ المعلومات التي يجب على المسلم معرفتها والإحاطة بها، وما حكم الأضحية بالنسبة للمتمتع والقارن.

المراجع

  1. ^ صحيح مسلم، مسلم، عائشة أم المؤمنين، 1967، صحيح
  2. ^ dorar.net، المبحث الثَّاني: ذَبحُ الأضْحِيَّةِ، 22/05/2023
  3. ^ islamqa.info، هل الأضحية واجبة على الحاج؟، 22/05/2023
  4. ^ سورة البقرة، 196
  5. ^ islamweb.net، من وجب عليه الهدي فلا يجزئه إلا عن نفسه، 22/05/2023
  6. ^ aliftaa.jo، حكم من لم يستطع ذبح الهدي أيام التشريق، 22/05/2023
  7. ^ aliftaa.jo، من أحكام الأضحية، 22/05/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *