شرح قصيدة ابن خفاجة في وصف النهر والصور الفنية فيها

شرح قصيدة ابن خفاجة في وصف النهر والصور الفنية فيها
شرح قصيدة ابن خفاجة في وصف النهر

شرح قصيدة ابن خفاجة في وصف النهر والصور الفنية فيها، وهو موضوع هذا المقال، تُعتبر من القصائد الشعرية المميزة، والتي يبحث عنها كثير من عشاق الشعر العربي، وقد نظمها الشاعر على البحر الكامل وقافية الهمزة، وبلغ عدد أبيات القصيدة كاملة 6 أبيات، وقد تحدث فيها عن الشاعر عن جمال طبيعة الأندلس، وفي هذا المقال سوف نقوم بتسليط الضوء على القصيدة، وبيان معلومات عن كاتب القصيدة الشاعر خالد الفصيل، ثمّ بيان نص القصيدة وشرحها بالتفصيل، كما سوف نمر على معاني المفردات والأفكار العامة في القصيدة.

معلومات عن ابن خفاجة الأندلسي

يعتبر ابن خفاجة بأنه شاعر أندلسي شهير، فقد كتب قصيدة في “وصف نهر الأندلس”، ويكنى بأبي إسحاق، وقد ولد في جزيرة شقر عام 1058م في عائلة ثرية كانت تؤمن لها كل ما يحتاجه، واسمه هو إبراهيمُ بنُ أبي الفَتح بن عبد الله بن خَفاجةَ الأَندلسيّ، وقد نشأ أبو إسحاق في جزيرة شقر وعاش فيها، وقد كانت الملهم الأساسي لأشعاره الفريدة والمميزة، حيث ساهمت في تكوين شخصيته الشعرية بشكل كبير، كما يعود السبب في قوة أشعار ابن خفاجة إلى أنه اختلط  منذُ صغرِه بكبارِ العُلماءِ، وأخذَ منهم اللغةَ، والنحوَ، والفقهَ، وحفظَ القرآنَ الكريمَ، والحديثَ النبويَّ الشريفَ، بالإضافة إلى أنّه تلقى العلوم العربية بدقة، فقد درسَ النثرَ، والشِّعرَ، كما تأثَّر بشِعر العديد من الشعراء، كأبي الطيّب المُتنبّي، وعبدِ المحسن الصويريّ، والشريفِ الرضيّ، ومهيارِ الدُليميّ، حتى أصبحَ واحداً من أبرزِ شُعراءِ الأندلسِ.

ويجدر بالإشارة غلى أنّ أبا إسحاق عاش طيلة حياته في الأندلس وتأمل أجمل المناطق فيها، وقد وصفها مناطقها وصورها بأجمل وأعذب الكلمات في شعره، حيث إنّ جمالُ الطبيعة هو ما أثارَ مداركَه الشعريّةَ، وعندما أصبح في عمر الستّين أراد أن يبتعد عن مواطن الهوى والملذات، ويمشي على الطريق الصحيح، فقد تذكر وهو في هذه العمر أنّ الحياةَ فانيةٌ، وأنّه لا بُدَّ له من أن يُغيّرَ مجرى حياتِه؛ فقد أخذَ الشاعر أبو أذينة قدوةً له، وأصبح يمشي على طريقه، حيث إنه عكفَ على العبادةِ، وقد تُوفِّي أبو إسحاق في السادسِ والعشرين من شهرِ شوّال من عامِ 533 للهجرة، عن عُمرٍ يُناهزُ اثنين وثمانين عاماً.[1]

شرح قصيدة ابن خفاجة في وصف النهر

تعتبر قصيدة ابن خفاجة في وصف النهر واحدة من القصائد الشعرية الجميلة التي كتبها في القرن السادس للهجرة، حيث يصف الشاعر ابن خفاجة فيها النهر، وما يحيط به وصف بديع يحتوي على الكثير من الصور الجميلة، حيث يقول في مطلعها: لِلَّهِ نَهرٌ سالَ في بَطحاءِ أَشهى وُروداً مِن لِمى الحَسناءِ، وقد نظمَها الشاعر وفق بحر الكامل، وقافية الهمزة، وهي قصيدة قصيرة يبلغ عدد أبياتها كاملة 6 أبيات فقط، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شَرح القََصيدة:

  • لِلَّهِ نَهرٌ سالَ في بَطحاءِ       أَشهى وُروداً مِن لِمى الحَسناءِ
    مُتَعَطِّفٌ مِثلَ السِوارِ كَأَنَّهُ    وَالزَهرُ يَكنُفُهُ مَجَرُّ سَماءِ
    قَد رَقَّ حَتّى ظُنَّ قُرصاً مُفرَغاً   مِن فَضَّةٍ في بُردَةٍ خَضراءِ

يقول الشاعر إنّ هذا النهر في جريانه وانسيابه في هذه الأرض المنبسطة هو أروع وأجمل من هذه الفتاة الحسناء، ثمّ يتابع القول بأنّ النهر متعرج كالسوار الذي يلبس في اليد أو العنق، كما شبه الشاعر أنّ الزهر الذي يلتف حول حواف النهر بالنجوم التي تضيء السماء، كما يقول أنّ من شدة صفاء النهر كان كالقرص الدائري والمفرغ من الوسط بالفضة، حيث يدلّ هذا البيت على رقة النهر وسلالته، حيث وصف الشاعر في هذه الأبيات

  • وَغَدَت تَحُفُّ بِهِ الغُصونُ كَأَنَّها        هُدبٌ يَحُفُّ بِمُقلَةٍ زَرقاءِ
    والماء أسرع جريخ متحدرًا           متلويًا كالحية الرقطاء
    وَالريحُ تَعبَثُ بِالغُصونِ وَقَد جَرى    ذَهَبُ الأَصيلِ عَلى لُجَينِ الماءِ

يتحدث الشاعر عن النهر ويتابع وصفه بأجمل العبارات، فيقول إنّ هذا النهر قد أصبح وكأنه أحاط به الغصون كأهداف العين، حيث يدل على الخضرة الجميلة والرائعة التي تحيط بجانبي النهر، حيث شبه الشاعر النهر الذي يحيط به هذه الغصون بالأهداف التي تحيط بالعين، ثمّ يتابع الحديث عن ماء النهر، ويقول بأنّ ماء النهر قوية وسريعة وهو منسكب من الأعلى، حيث ينحدر هذا النهر من الأعلى إلى أسفل، وقد شبهه الشاعر بالحية المنقطة باللون الأسود، حيث إنّ الريح تعبث بالغصون الملتفة حول النهر، وقد جرى غروب الشمس على الفضة السائلة، حيث يبين الشاعر الإعجاب والانبهار بطبيعة الأندلس، وقد كان تركيز هذه الأبيات على النهر وجماله وسرعة تدفقه وجريانه.

معاني المفردات في قصيدة ابن خفاجة في وصف النهر 

يجد بعض من القراء صعوبة في فهم بعض من الكلمات الواردة في قصيدة ابن خفاجة التي وصف فيها النهر، وذلك لأنّ الكلمات العربية المستخدمة في القصيدة لا يتم استخدامها بين الناس في الأيام العادية، سواء كانت كلمات فصحى  أو كلمات عامية، وفيما يأتي سوف يتم إدراج معاني أهم المفردات في هذه القصيدة من أجل فهم المغزى الحقيقي من القصيدة بكل سهولة:

المفردة معنى المفردة
بطحاء أرض مسطحة.
تعبث تحرك.
متعطف متعرج.
سال جرى.
هدب أهداب العين.
رقَّ لطف.
متلويًا يلتف حول بعضه البعض.
الرقطاء المنقطة.
لجين الفضة السائلة.

الأفكار العامة في قصيدة ابن خفاجة في وصف النهر

اهتم الشاعر ابن خفاجة في قصيدته المشهورة التي تحدث فيها عن طبيعة الأندلس بيان مجموعة من الأفكار الرئيسية المهمة، حيث حرص ألا تقتصر قصيدته على فكرة واحدة، من أجل فهم كافة الأبيات والمغزى منها بكل سلاسة، ولذلك حرص على أن تسيطر هذه الأفكار على أجواء القصيدة  لتصل إلى جميع القراء، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الأفكار الرئيسية في القصيدة:

  • الفكرة الأولى: يتحدث الشاعر عن وصف نهر الأندلس بأجمل الكلمات.
  • الفكرة الثانية: يعبر الشاعر عن الإعجاب والانبهار بطبيعة الأندلس.
  • الفكرة الثالثة: تحدث الشاعر من الخضرة الجميلة حول النهر.
  • الفكرة الرابعة: يبين الشاعر شدة صفاء نهر الأندلس.

الصور الفنية في قصيدة ابن خفاجة في وصف النهر 

تحتوي القصيدة على بعض الصور الفنية والبلاغية، والتي تزيدها جمالًا وتضفي على المعاني لمسات رائعة، فهي تجمع الإبداع والرقي في مجموعة من الأبيات، كما تساهم في إيصال المعاني المقصودة إلى الناس بطرق خلابة محببة إلى القراء، وتتنوع أشكال الصور البلاغية سواء في الشعر الفصيح أو الشعر النبطي ما بين التشبيهات والطباق والكنايات والاستعارات وغيرها من الأساليب التي يكثر استخدامها في الشعر عمومًا، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الصور الفنية في تلك القصيدة:

  • استعارة مكنية: وردت الاستعارة المكنية في قول الشاعر: مُتَعَطِّفٌ مِثلَ السِوارِ كَأَنَّهُ وَالزَهرُ يَكنُفُهُ مَجَرُّ سَماءِ، فقد شبه الشاعر النهر كالسوار الذي يلبس بيد الإنسان، حيث ذكر المشبه وهو النهر وحذف المشبه به وهو الشخص الذي يلبس السوار وأبقى ما يدل عليه السوار، كما جاء في نفس البيت استعارة مكنية أخرى، فقد شبه الشاعر الزهر وهو على حافة النهر بالنجوم المتلألئة في السماء، حيث ذكر المشبه وهو الزهر، وحذف المشبه به وهو النجوم وأبقى ما يدل عليه وهو كلمة مجر.
  • أسلوب التشبيه: ورد أسلوب التشبيه في أكثر من موضع بالقصيدة، فقد جاء في قول الشاعر: “قَد رَقَّ حَتّى ظُنَّ قُرصاً مُفرَغاً مِن فَضَّةٍ في بُردَةٍ خَضراءِ”، حيث شبه الشاعر شدة لمعان النهر وصفائه بالقرص الدائري المفرغ المصنوع من الفضة، وقد أحاط به كساء أخضر، وذلك للدلالة على رقته وسلالته، كما حاء في قوله: “وَغَدَت تَحُفُّ بِهِ الغُصونُ كَأَنَّها هُدبٌ يَحُفُّ بِمُقلَةٍ زَرقاءِ”، فقد شبه الشاعر النهر وهو تحيط به الغصون عينًا تحيد بها الأهداب.

السمات الفنية في قصيدة ابن خفاجة في وصف النهر

اشتملت قصيدة ابن خفاجة في وصف النهر على عدد من السمات الفنية، والتي تتمثل بقوة الألفاظ ودقة الوصف، بالإضافة إلى استخدام المحسنات البديعية كالطباق والجناس، وأيضًا الرؤية الفردية من نوعها، حيث كل تك السمات أعطت القصيدة قيمة فنية وجمالية تختلف عن القصائد الشعرية الأخرى، مما ساهم في زيادة إقبال القراء عليها، ومن خلال السطور القادمة سوف يتم بيان مجموعة من أهم الخصائص الفنية التي تميزت بها القصيدة:

  • تزاحم الصور البيانية.
  • الفصاحة والبلاغة في العبارات.
  • توظيف المفردات اللغوية الصحيحة.
  • الإكثار من استخدام الصور الفنية.
  • استخدام الشاعر لأسلوب التوكيد والنداء.
  • إظهار الشاعر رؤية فنية جمالية فريدة.
  • صياغة صحيحة وواضحة للجمل والمفاهيم.
  • احتواء القصيدة على كلمات صعبة وغير واضحة.
  • استخدام الشاعر مجموعة من الألفاظ والتراكيب الجزيلة.

شرح قصيدة ابن خفاجة في وصف النهر PDF

تعتبر قصيدة ابن خفاجة التي وصف فيها طبيعة النهر في الأندلس من أشهر القصائد التي كتبها في العصر الأندلسي، وقد اشتملت على وصف دقيق لأحد الانهار الواقعة في الاندلس، حيث عبر عنه  بأجمل الكلمات وبيّن من خلال القصيدة الأشياء التي تحيط به، ومن أهمية هذه القصيدة يبحث العديد من الزوار عن شرحها بشكل مفصل، ومن أجل تقديم الفائدة العامَّة إلى كافة الزوار والقراء يمكن تحميل شرح مفصل لقصيدة ابن خفاجة في وصف النهر بصيغة ملف pdf “من هنـــــــــا“، حيثُ تعتبر من الصيغ المميزة والفريدة من نوعها، فهي تهتم بحفظ المواضيع والشروحات والملخصات، سواء كان على الجهاز المحمول مثل الموبايل والآيباد أو الحاسوب وغير ذلك، وبالتالي استعمالها في أوقات أخرى لاحقة،  كما توفر للبعض إمكانية الحصول على الملفات من أجل طباعتها واستخدامها بشكل ورقي في أمور عديدة.

مقالات قد تهمك

شرح قصيدة إذا جاريت في خلق دنيئا لأبو تمام شرح قصيدة الشاعر والفقر وبعض الصور الفنية فيها
شرح قصيدة صنت نفسي عما يدنس نفسي للبحتري والمفردات الصعبة فيها شرح قصيدة ما في المقام لذي عقلٍ وذي أدب وأفكارها الرئيسة
شرح قصيدة لا تعذليه لابن زريق البغدادي وما اهم الافكار فيها شرح قصيدة بطاقة هوية لمحمود درويش والصور الفنية فيها
شرح قصيدة قصة الأمس لأحمد إبراهيم فتحي وأهم الصور الفنية فيها

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال شرح قصيدة ابن خفاجة في وصف النهر والصور الفنية فيها، والذي سلّط الضّوء على كاتب القصيدة الشاعر ابن خفاجة الأندلسي، ثمّ بيّنا شرح وتحليل القصيدة بالتفصيل، كما تمّ بيان أهم المعاني والمفردات الجديد في القصيدة، وأدرجنا الأفكار الرئيسية في قصيدة ابن خفاجة في وصف النهر، وختمنا المقال في بيان الصور البيانية والبلاغية، بالإضافة إلى أهم السمات الفنية في القصيدة نرجو أن نكون قد وفقنا في كتابة هذا المقال وأن نكون حملنا لكم الفائدة والمتعة فيه.

المراجع

  1. ^ marefa.org، ابن خفاجة، 11/09/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *