شرح قصيدة النابغة الذبياني يا دار مية والصور الفنية فيها

شرح قصيدة النابغة الذبياني يا دار مية والصور الفنية فيها
شرح قصيدة النابغة الذبياني يا دار مية

شرح قصيدة النابغة الذبياني يا دار مية والصور الفنية فيها هذه القصيدة التي تُعدّ من المعلقات الجاهلية المشهورة والشائعة في العصر الجاهلي وفي عصور الأدب العربي جميعها، فهي من القصائد الأعظم في تاريخ الشعراء العرب، ولذلك سوف نقوم بتخصيص هذا المقال من أجل الحديث عن الشاعر النابغة الذبياني وسوف نقدم شرح قصيدته يا دار مية والأفكار الرئيسية فيها والمفردات الصعبة فيها والصور الفنية، كما سوف نقوم بتسليط الضوء على رابط تحميل ملف بي دي إف يتضمن شرح هذه القصيدة.

من هو الشاعر النابغة الذبياني

النابغة الذبياني هو زياد بن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان، أبو أمامة، ويرجع أصل بني مرة بن عوف قوم النابغة إلى مرة بن عوف بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة وهو من قبيلة قريش الكنانية، بيد أنّ عوف بن لؤي خرج من هذه القبيلة والتحق ببني ذبيان الغطفانيين فرجع نسبه إلى سعد بن ذبيان، والنابغة الذبياني هو شاعر جاهلي من الطبقة الأولى بحسب تصنيف طبقات الشعراء لابن سلام، وهو من شعراء الجاهلية الفحول، وأحد كتاب المعلقات الأعظم في أدب الجاهليين، لم يُعرف وقت ميلاده ولكن المعروف أنّه توفي سنة 18 قبل الهجرة النبوية وهي السنة التي وافقت سنة 605 ميلادية، اتصّل النابغة بالمناذرة والغساسنة، فكان يمدح الملوك وينال على ذلك العطايا والمكاسب، واشتهر في أنّه كان حكمًا من حكام الشعر في سوق عكاظ في الجاهلية. [1]

شرح قصيدة النابغة الذبياني يا دار مية

تُعدّ قصيدة يا دار مية بالعلياء فالسند من بين أشهر القصائد الجاهلية في تاريخ الأدب الجاهلي، وهي قصيدة للشاعر الجاهلي النابغة الذبياني، وهي قصيدة دالية كتبها على البحر البسيط ويبلغ عدد أبياتها خمسين بيتًا، نذكر منها أشهر أبياتها مع شرحها:

  • يا دارَ مَيَّةَ بِالعَلياءِ فَالسَنَدِ / / / أَقوَت وَطالَ عَلَيها سالِفُ الأَبَدِ

في هذا البيت الأول من هذه القصيدة ينادي الشاعر النابغة الذبياني دار معشوقته مية في منطقة العلياء فالسند في شبه الجزيرة العربية، والعلياء في اللغة العربية هي المكان المرتفع، والسند هي اسم وادي، ثم يقول أقوت أي لم يبق فيها أهلها، ومر عليها الماضي والدهر وهي فارغة خاوية على عروشها تصفر في جنباتها الريح.

  • وَقَفتُ فيها أُصَيلاناً أُسائِلُها / / / عَيَّت جَواباً وَما بِالرَبعِ مِن أَحَدِ

يقول الشاعر في هذا البيت إنه وقف بديار المحبوبة في وقت العشاء يسائلها عنهم وعن أخبارهم، ولكنّها عجزت أن تعطيه جوابًا واضحًا لأسئلته عن محبوبته، فما في الربع من أحد وما في الديار من أحد من أهلها إلّا ذكرياتهم وصورهم في كل مكان.

  • إِلّا الأَوارِيَّ لَأياً ما أُبَيِّنُها / / / وَالنُؤيَ كَالحَوضِ بِالمَظلومَةِ الجَلَدِ

يقول الشاعر في هذا البيت إنه لم يجد في ديار المحبوبة إلّا الأواري وهي الأماكن التي تربط أو تُحبس فيها الخيول، ويقول إنه لا يميز هذه الأماكن إلّا بعد جهد وتعب لأن آثارها انطمست بسبب تقادم الدهر ومرور السنوات، وصار النؤي وهو الحاجز من التراب والطين يوضح حول الخيمة، يقول إن هذا الحاجز الذي كان يحيط بالخيمة صار كالحوض، والمظلومة الجلد هي الأرض التي كانت تُحفر وتوضع فيها الخيمة عند الجاهليين.

  • رَدَّت عَلَيهِ أَقاصيهِ وَلَبَّدَهُ / / / ضَربُ الوَليدَةِ بِالمِسحاةِ في الثَأَدِ

يقول الشاعر النابغة الذبياني في هذا البيت إنّ الأمة ردت على النؤي وهو التراب الذي يكون على حافة الخيمة لمنع دخول الماء إليها، ردت عليه ما شذ منه وابتعد وسكنه بأداة من حديد وهي المسحاة، وهي أداة يمكنها أن تحفر في التراب الندي، فالتراب الندي أو الرطب يثبت في مكانه ولا يتطاير في الرياح.

  • خَلَّت سَبيلَ أَتِيٍّ كانَ يَحبِسُهُ / / / وَرَفَّعَتهُ إِلى السَجفَينِ فَالنَضَدِ

في هذا البيت الشعري يقول الشاعر إنّ هذه الأمة التي كانت تضبط التراب حول الخيمة، قامت بترك طريق للماء في النهر الصغير بعد أن كان الحاجز الترابي يحبسه، فقامت بتقديم النؤي إلى مقدم البيت.

  • أَمسَت خَلاءً وَأَمسى أَهلُها اِحتَمَلوا / / / أَخنى عَلَيها الَّذي أَخنى عَلى لُبَدِ

يقول النابغة الذبياني في هذا البيت إن ديار مية وهو اسم محبوبته الذي ذكره في مطلع القصيدة، قد أمست خالية من أهلها، فقد غادر أهلها هذا المكان، فلما هجروا هذا المكان هلكَ كما هلك لبد، وفي هذا معنى قريب للشاعر بشر بن أبي خازم، والذي يقول:

أَضحَت خَلاءً قِفاراً لا أَنيسَ بِها * * * إِلّا الجَوازِئَ وَالظِلمانَ تَختَلِفُ
وَقَفتُ فيها قَلوصي كَي تُجاوِبَني * * * أَو يُخبِرَ الرَسمُ عَنهُم أَيَّةً صَرَفوا

  • فَعَدِّ عَمّا تَرى إِذ لا اِرتِجاعَ لَهُ / / / وَاِنمِ القُتودَ عَلى عَيرانَةٍ أُجُدِ

يقول الشاعر في هذا البيت: ابتعد وانصرف عن كل ما تراه من الخراب في هذه الديار؛ لأنّه لا يمكن أن ترجع الأحوال كما كانت، وارفع متاع السفر على ظهر ناقة عظيمة وأعرض عن هذه الديار وسافر وابتعد عنها فلا أمل فيها بعد هذا الزمن.

  • مَقذوفَةٍ بِدَخيسِ النَحضِ بازِلُها / / / لَهُ صَريفٌ صَريفُ القَعوِ بِالمَسَدِ

يتابع الشاعر فيه هذا البيت وصف الناقة التي ذكرها في البيت السابق، فيقول: إنّ الناقة سمية بسبب تراكم اللحم على جسدها، ولها ناب كبير صوته كالصوت الموجود فوق البئر عندما يمر الحبل من خلاله.

  • كَأَنَّ رَحلي وَقَد زالَ النَهارُ بِنا / / / يَومَ الجَليلِ عَلى مُستَأنِسٍ وَحِدِ

في هذا البيت الشعري يشبه الشاعر الناقة التي يسير عليها بالثور الوحشي السريع في الجري، فهو يريد أنّه قطع مسافة طويلة في وقت قصير هو راكب على هذه الناقة راحل ومبتعد عن ديار الأحبة.

  • مِن وَحشِ وَجرَةَ مَوشِيٍّ أَكارِعُهُ / / / طاوي المُصَيرِ كَسَيفِ الصَيقَلِ الفَرَدِ

يقول الشاعر في هذا البيت واصفًا الوحش الذي شبه فيه ناقتَهُ في البيت السابق، فيقول إنّه ضامر البطن له ألوان مختلفة، ويشبه لونه بلون السيف الذي يلمع.

  • سَرَت عَلَيهِ مِنَ الجَوزاءِ سارِيَةٌ / / / تُزجي الشَمالُ عَلَيهِ جامِدَ البَرَدِ

يقول إنّ الوحش المستأنس الذي يسير عليه هطلب عليها سحابة جاءته من برج الجوزاء بسبب أنّ الرياح شمالية، وهذه الرياح عند العرب معروفة بأنها رياح تأتي بالبرد الصلب على أهل الجزيرة.

الأفكار الرئيسية في قصيدة النابغة الذبياني يا دار مية

وردت في قصيدة النابغة الذبياني يا دار مية بالعلياء فالسند الكثير من الأفكار التي  أراد الشاعر عرضها في هذا النص، وأبرزها ما سيأتي:

  • تحدث الشاعر في مطلع هذه القصيدة كغيره من الشعراء الجاهليين عن الأطلال وكيف أنّه مر على ديار المحبوبة فرأى آثار الديار هناك وقد خلت من أهلها.
  • وصف الشاعر في هذا النص ديار المحبوبة وكيف أصبحت بعد أن تركها أهلها ومرت عليها السنوات والأيام.
  • تحدث الشاعر عن الناقة التي سافر فيها بعد أن حث نفسه على الرحيل من ديار الأحبة الفارغة، عندما أقنع نفسه بأنه لا جدوى من البقاء في ذلك المكان، ولا أمل من أن تعود ديار المحبوبة كما كانت.
  • مدح الشاعر النعمان بن المنذر في هذه القصيدة ووصفه بمجموعة من الصفات المميزة، وهذا هو من الأغراض الرئيسية في هذا النص، ومن الأبيات التي مدح فيها النابغة ما سيأتي:
    فتلك تبلغني النَّعمانَ، إنّ لهُ / / / فضلًا على النّاس في الأدنَى وفي البَعَدِ
    ولا أرى فاعلًا في النَّاس يشبهُهُ / / / ولا أُحاشي من الأقوام من أحَدِ
    إلاّ سليمانَ إذ قالَ الإلهُ لهُ: / / / قم في البريةِ، فاحددْها عنِ الفندِ
    وخيّسِ الجِنّ! إنّي قد أَذِنْتُ لهمْ / / / يَبْنُونَ تَدْمُرَ بالصُّفّاحِ والعَمَدِ

الصور الفنية في قصيدة النابغة الذبياني يا دار مية

كوردت في هذه القصيدة الكثير من الصور الفنية الرائعة، وهذا ما كان عليه الجاهليون في كتابة الشعر، فهم قادرون على صياغة أجمل الصور بأبلغ العبارات، ومن الصور الفنية الرائعة في هذه القصيدة ما سيأتي:

  • في قول الشاعر وَقَفتُ فيها أُصَيلاناً أُسائِلُها: شبه الشاعر ديار محبوبته بالإنسان الذي يُسأل ويعرف كيف يُجيب، فحذف المشبه به وهو الإنسان وكنّى عنه بشيء من صفاته على سبيل الاستعارة المكنية.
  • في قول الشاعر طاوي المُصَيرِ كَسَيفِ الصَيقَلِ الفَرَدِ يشبه الشاعر لون الوحش الذي يركبه بالسيف الصيقل الذي يلمع في الشمس، فحذف وجه الشبه وذكر المشبه به والمشبه والكاف هي أداء الشبه، وهو تشبيل مجمل.

معاني المفردات في قصيدة النابغة الذبياني يا دار مية

تتضمن قصيدة الشاعر الجاهلي النابغة الذبياني يا دار مية بالعلياء فالسند الكثير من المفردات الصعبة التي تتطلب شرحًا وتفسيرًا لكي تُفهم في هذا العصر، ومن هذه المفردات ما سيأتي:

  • أقوت: أي خلت من سكانها ومن أهلها ومن ربعها.
  • عيت جوابًا: أي لم تستطع أن تجيب عن أسئلتي.
  • الأواري: هو المكان الذي كانت تُحبس فيه الدابة عند الجاهليين وهو جمع آري.
  • المسحاة: هي مجرفة من جديد.
  • الثأد: المكان الذي فيه تراب ندي أو رطب.
  • الأتي: هو النهر الصغير.
  • القتود: هو الخشب الذي كان الجاهليون يرتحلون عليه.
  • مقذوفة: أي كثيرة اللحم.

شرح قصيدة النابغة الذبياني يا دار مية pdf

يهتم الكثير من الأشخاص بالحصول على شرح قصيدة النابغة الذبياني أو معلقته المشهورة التي مطلعها يا دار مية بالعلياء فالسند بصيغة ملف بي دي إف، وذلك من أجل سهولة الاطلاع عليها، كما يمكن القيام من خلال هذا الملف بطباعة ما فيه على ورق خارجي بسهولة كبيرة، لذا فإلى كل من يرغب بالحصول على شرح هذه القصيدة بصيغة بي دي إف يمكن ذلك بشكل مباشر “من هنا“.

مقالات قد تهمك

شرح قصيدة المتجردة للنابغة الذبياني والصور الفنية فيها شرح قصيدة إن الذي سمك السماء بنى لنا والصور الفنية فيها
 شرح قصيدة اراك عصي الدمع لأبي فراس الحمداني وأهم الصور الفنية فيها شرح قصيدة عرس المجد لعمر أبو ريشة وشرح المفردات الصعبة فيها
شرح قصيدة غذوتك مولودا وعلتك يافعا للشاعر أمية بن أبي الصلت وأهم الصور الفنية فيها شرح قصيدة امرؤ القيس فهي هي وَهِي وأهم الصور الفنية فيها
 شرح قصيدة يا مدور الهين للأمير خالد الفيصل وأهم الصور الفنية فيها شرح قصيدة لا تعذليه لابن زريق البغدادي وما اهم الافكار فيها

إلى هنا نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي مررنا فيه بالتفصيل على النابغة الذبياني، ومررنا على شرح قصيدة النابغة الذبياني يا دار مية والصور الفنية فيها وتحدثنا فيه عن الأفكار الرئيسية الواردة في هذه القصيدة ومررنا على الصور الفنية ومعاني المفردات الواردة في هذه القصيدة العظيمة، ثم مررنا في الختام على رابط تحميل ملف بي دي إف يتضمن الشرح المفصل لهذا النص.

المراجع

  1. ^ wikiwand.com، النابغة الذبياني، 03/09/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *