ما هي شروط إرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى في الإسلام

ما هي شروط إرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى في الإسلام
شروط إرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى

ما هي شروط إرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى في الإسلام، هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، فقد يتعرض المرء إلى بعض المناوشات في حياته الزوجية قد تتفاقم لتصل إلى الطلاق، وقد وضع الدين الإسلامي الضوابط والشروط للمسلمين من أجل إرجاع الزوجة بعد أن يلقي عليها الزوج يمين الطلاق لأول مرّة ومن خلال هذا المقال سيتم توضيح بعض الأحكام الشرعية المتعلقة بإرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى.

شروط إرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى

أجازت شريعة الدين الإسلامي إرجاع الزوجة إلى عصمة زوجها إذا وقع الطلاق لأول مرة، وذلك ضمن ضوابط وشروط منها:[1]

  • التلفظ بأقوال الإرجاع: راجعت زوجتي، رددتكِ لعصمتي، راجعتكِ، أرجعتكِ، وغيرها من الألفاظ الصريحة أو الكناية.
  • عقد النية للإرجاع ، فالنيّة هي أساس جميع الأعمال في الدين الإسلامي الحنيف وأساس قبولها.
  • لا تلزم المسلم كفارة ليمين الطلاق.
  • يستحب أن يحضر شاهدين على الرجعة من غير وجوب.
  • أجاز الأحناف الرجعة بالفعل بالمس مطلقاً، فقد قال صاحب الدر المختار: “وبالفعل مع الكراهة بكل ما يوجب حرمة المصاهرة كمس ولو منها اختلاسا أو نائماً أو مكرها أو مجنوناً إن صدقها هو”.[2]
  • أجاز الحنابلة الرجعة بالوطأة دون المس، فقد قيل في كشاف القناع: “وتحصل الرجعة بوطئها بلا إشهاد، نوى الرجعة أو لم ينو به الرجعة”.[2]
  • أجاز المالكية إرجاع المرأة باللمس والجماع مع عقد النية الصحيحة لذلك.

شاهد أيضًاكيف أعرف أن الطلاق خير لي ، نصائح للزوجة التي تريد الطلاق

هل يجوز إرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى بدون شهود

ذكر أهل العلم والفقهاء أنّه يجوز للمرء أن يرجع زوجته بعد الطلقة الأولى من غير شهود ، وذلك بالقول وعقد النيّة، كأن يقول أرجعتك أو أمسكتك وغيرها من ألفاظ الإرجاع، ولكنّ الأفضل أن يشهد شاهدين على هذا الإرجاع، وعدم وجود الشاهدين يجزئ عن ذلك، وقد ذكر في ذلك الإمام ابن باز رحمه الله، بقوله:[3]

إذا راجع الرجل زوجته بالجماع أو بقوله لها: راجعتك أو أمسكتك صحت الرجعة، ولكن الأفضل أن يشهد شاهدين، هذا هو الأفضل وإن لم يشهد أجزأ ذلك على الصحيح، فإذا جامعها بنية الرجعة، أو قال لها: راجعتك. حصل المقصود بذلك إذا كان الطلاق طلقة واحدة أو طلقتين فقط، أما إذا طلقها الأخيرة الثالثة حرمت عليه حتى تنكح زوجاً غيره، لقوله الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ [البقرة:229].. إلى قوله سبحانه: فَإِنْ طَلَّقَهَا يعني: الثالثة فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنكِحََ زَوْجًا غَيْرَهُ [البقرة:230] وقال سبحانه: وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلاحًا [البقرة:228] يعني: أحق بردهن في ذلك في العدة، فما دامت في العدة فبعولتهن -وهم الأزواج- أحق بردهن، يعني: بالمراجعة، بقوله: راجعتك أو أمسكتك أو رددتك أو ما أشبهها من الألفاظ أو بجماعها بنية الرجعة كل هذا كافي، ولكن الأفضل أنه يشهد على ذلك شاهدين؛ لقوله سبحانه: وَأَشْهِدُوا ذَوَي عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ [الطلاق:2] فإن الآية فسرت بالطلاق وفسرت بالرجعة، وفسرت بهما، فإذا أشهد فهو أولى وأفضل. نعم.

هل يجوز إرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى بدون رضاها

إنّ إرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى بدون رضاها هو أمر مباح فقط في حال كان ذلك الإرجاع في عدة الطلقة الأولى، وذلك ما جاء في سورة البقرة في قوله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}،[4]والعدة في الطلاق والتي يمتلك فيها الزوج حق إرجاع الزوجة هي ثلاثة قروء أي ثلاث حيضات عند جمهور أهل العلم أو قبل وضع الحمل إن كانت حاملًا والله ورسوله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: نصيحة للزوجة التي تطلب الطلاق ، متى يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق

هل يجوز للمرأة الزواج من رجل آخر بعد الطلقة الأولى

يجوز للمرأة الزواج من رجل آخر بعد الطلقة الأولى في حالة واحدة فقط، وهي أن تنقضي عدتها بثلاث حيضات إذا كانت المرأة من اللواتي يحضن، فإذا اغتسلت الزوجة من حيضتها الثالثة تكون قد انقضت عدتها وأباح الدين الإسلامي لها بعد ذلك الزواج من أي رجل آخر، وأمّا إن لم تنقضي عدتها فلا يحلّ لها الزواج من أي رجل قبل ذلك، وقد اختلف أهل العلم في انقضاء العدة إذا طهرت المرأة من الحيضة الثالثة ولم تغتسل، فالأرجح في قولهم أنها لا تنقضي والله أعلم، وقد قال في ذلك الإمام ابن قدامة رحمه الله:[6]

إذا انقطع حيض المرأة في المرة الثالثة، ولما تغتسل، فهل تنقضي عدتها بطهرها؟ فيه روايتان، ذكرهما ابن حامد؛ إحداهما: لا تنقضي عدتها حتى تغتسل، ولزوجها رجعتها في ذلك. وهذا ظاهر كلام الخرقي، فإنه قال في العدة: فإذا اغتسلت من الحيضة الثالثة، أبيحت للأزواج. وهذا قول كثير من أصحابنا، وروي ذلك عن عمر، وعلي، وابن مسعود، وسعيد بن المسيب، والثوري، وأبي عبيد، وروي نحوه عن أبي بكر الصديق، وأبي موسى، وعبادة، وأبي الدرداء، وروي عن شريك: له الرجعة، وإن فرطت في الغسل عشرين سنة. ووجه هذا قول من سمينا من الصحابة، ولم يعرف لهم مخالف في عصرهم، فيكون إجماعًا، ولأن أكثر أحكام الحيض لا تزول إلا بالغسل، وكذلك هذا.

والرواية الثانية: أن العدة تنقضي بمجرد الطهر قبل الغسل. وهو قول طاووس، وسعيد بن جبير، والأوزاعي. واختاره أبو الخطاب.

إرجاع الزوجة بعد طلاق الغضب

إنّ الغضب الذي يصاحبه الطلاق لا يقع في حال كان صاحبه يوصله الغضب إلى الحد الذي لا يعي به شيئاً، ولا يمكنه التحكم بتصرفاته، وذلك قياسًا على المجنون والمكره، أما إن كان الغضب متوسطًا أو عاديًا فإنّ الطلاق واقعٌ لا ريب في ذلك، وإنّه يمكن للزوج مراجعة زوجته ما دام الطلاق هو الأول أو الثاني في حال لم تنتهي العدة، ويجب على الزوجين العمل على حل المشاكل الموجودة وإيجاد حلول جذرية لها، وتطوير مهارات الاتصال بينهما لضمان استمرار العلاقة بشكل جيد، كما يمكن اللجوء إلى الاستشارة الزواجية للحصول على المساعدة إذا لزم الأمر.[7]

شاهد أيضًا: أسباب تجعل المرأة تطلب الطلاق شرعاً

هل يجوز رد المطلقة عبر الهاتف

يجوز للمسلمين رد الطلاق عبر الهاتف بإرسال رسالة نصية أو إجراء مكالمة صوتية، ولكن بشرط وجود وعقد النية، والحكم في ذلك بناءً على ما بينه أهل العلم كحكم الطلاق، فكلاهما يقع بالرسائل أو الهاتف ما دامت النية موجودة، ولكن الأولى والمستحب عند الجمهور هو الإشهاد على الرجعة، وهي على وجه الاستحباب وليس الوجوب، وقد قال الإمام النووي رحمه الله: “لا يشترط الإشهاد على الرجعة على الأظهر، فعلى هذا، تصح بالكتابة مع القدرة على النطق، وإلا فلا”.[8]

صيغة إرجاع الزوجة بعد الطلاق

يتم إرجاع الزوجة لعصمة الرجل خلال فترة العدة الشرعية للطلاق، وتكون بصيغ مختلفة ما دامت الطلقة الأولى أو الثانية، ولا تلزمه الكفارة، ويقول فيها من بيده العصمة: “راجعت زوجي، أرجعتك إلى عصمتي، رددتك إلى عصمتي..” وغيرها من الألفاظ الصريحة أو عبارات الكناية مع وجوب وجود النية للرجعة، وقد بين أهل العلم أنه يستحب وجود شاهدين على الرجعة، والله ورسوله أعلم.[1]

شاهد أيضًاكفارة حلف الطلاق عند الغضب ، ما هو حكم يمين الطلاق بالثلاثة

ما حكم رفض الزوجة الرجوع الى زوجها بعد الطلقة الاولى

لا يجوز للمرأة أن ترفض الرجوع إلى زوجها بعد الطلقة الأولى، فالطلقة الأولى هي حق الزوج وله أن يرجعها إلى ذمته حتى لو لم ترضَ بذلك، وذلك لقول الله تعالى في سورة البقرة: {وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ}،[4]والأصل بالرجعة أن تكون بالقول مع وجود النية، ويستحب فيها وجود شاهدين والله ورسوله أعلم.

بذلك نصل لختام هذا المقال شروط إرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى  والذي بيّن الحكم الشرعي لإرجاع المرأة بعد طلاقها الأول مع الضوابط والأحكام التي وضعتها شريعة الدين الإسلامي الحنيف بهذا الخصوص.

المراجع

  1. ^ islamweb.net، كيفية إرجاع الزوجة بعد الطلقة الأولى، 25/04/2023
  2. ^ islamweb.net، هل تحصل الرجعة بالفعل، 25/04/2023
  3. ^ binbaz.org.sa، حكم إرجاع الزوجة المطلقة بدون شاهدين، 25/04/2023
  4. ^ سورة البقرة، الآية 228
  5. ^ islamqa.info، لا يشترط رضا الزوجة في إرجاعها بعد طلاقها، 25/04/2023
  6. ^ islamweb.net، متى يجوز للمرأة المطلقة رجعيًّا الزواج من غير زوجها الأول إذا كانت لا تريده؟، 25/04/2023
  7. ^ islamweb.net، هل ترجع الزوجة إذا طُلقت في حالة غضب، 25/04/2023
  8. ^ islamweb.net، الطلاق والرجعة عبر الهاتف، 25/04/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *