ما فضل صيام العشر من ذي الحجة وأهم الأعمال فيها

ما فضل صيام العشر من ذي الحجة وأهم الأعمال فيها
فضل صيام العشر من ذي الحجة

فضل صيام العشر من ذي الحجة، وهو ما سيتم بيانه في سطور وفقرات هذا المقال، حيثً إن الأيام العشر الأولى من ذي الحجة تعتبر من أفضل الأيام في العام، ففيها يوم عرفة وفيها يوم عيد الأضحى، كما أنّ الله وعد عباده فيها بالأجر والثواب الكبير، كما أنّ في صيام هذه الأيام فضائل عديدة للمسلم، ومن هذا المنطلق وعبر موقع تصفح سوف يتم بيان ما هي العشر من ذي الحجة، وفضل صيامها بالاستناد إلى آيات من القرآن الكريم وأحاديث من السنة النبوية، بالإضافة إلى حكم صيام العشر من ذي الحجة.

العشر من ذي الحجة

العشر من ذي الحجة هي الأيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة من كل عام هجري، وهي تعتبر أفضل أيام السنة كلها عند المسلمين،وهي أيام مُباركة يُستحب فيها العمل والعبادة لما فيها من الأجر والثواب الكبير من الله، فقد ورد عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: {ما من أيَّامٍ أعظمُ عندَ اللهِ ولا أحبُّ إليهِ العملُ فيهنَّ من هذِه الأيَّامِ العشرِ}[1]، فعلى المسلم أن يغتنم هذه الأيام بالعمل الصالح والعبادة والصيام والقيام وغير ذلك من العبادات، ويجدر بالإشارة إلى أنّ أهمية هذه الأيام تكمن في تأدية المسلمين لمناسك الحج فيها، كما فيها يوم عرفة وهو اليوم التاسع من ذي الحجة، وفيها يوم عيد الأضحى وهو اليوم العاشر من ذي الحجة، وهذه الأيام الفضيلة جعلت من العشر الأوائل من ذي الحجة من أفضل أيام العام في العبادة، والله تعالى أعلم.[2]

فضل صيام العشر من ذي الحجة

تعتبر العشر من ذي الحجة بأنها من أعظم أيّام الدنيا، ومن أحب الأيام إلى الله، فقد أوصى سيّد الخلق رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- المسلمين في هذه الأيام الإكثار من الأعمال الصالحة، ومن هذه الأعمال الصيام، حيث إنّ لصيام العشر الأوائل من ذي الحجة فضلًا عظيمًا وأجرًا كريمًا من رب العالمين، وفيما يأتي سيتم بيان فضل صيام هذه الأيام المباركة:[3]

  • إنَّ صيام العشر الأوائل من ذي الحجة أفضل من الصيام في بقية الأيام لأنه من العمل الصالح الذي أخبر عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث، فقد قال: “مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ؟ قَالُوا: وَلاَ الجِهَادُ؟ قَالَ: وَلاَ الجِهَادُ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ”[4].
  • إن أجر الصيام عظيم جدًّا ولا يعلم أجره إلا الله تعالى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نقلًا عن الخالق -تبارك وتعالى- في الصيام: ” الصِّيَامُ جُنَّةٌ فلا يَرْفُثْ ولَا يَجْهلْ، وإنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِن رِيحِ المِسْكِ. يَتْرُكُ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ وشَهْوَتَهُ مِن أجْلِي الصِّيَامُ لِي، وأَنَا أجْزِي به والحَسَنَةُ بعَشْرِ أمْثَالِهَا”[5].
  • إنَّ الصيام أحب إلى الله في هذه الأيام لأنه من الأعمال الصالحة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من أيامٍ العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، قالوا: يا رسول الله! ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء”[6].
  • إنّ صيام هذه الأيام من الأمور المستحبة في الإسلام، وفي صيامها ينال المسلم أجر اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ورد في الحديث عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَتْ: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ”[7].
  • إنَّ في صيامها صيام يوم عرفة، وصيام هذا اليوم يُكفِّر للمسلم ذنوب السنة السابقة والسنة اللاحقة، فقد جاء عن أبي قتادة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ”[8].

فضل عشر ذي الحجة في القرآن

تعتبر الأيام العشر بأنها أحد مواسم الطاعات والخيرات التي تمرّ على المسلمين مرة كل عام، وهذه الأيام المباركة لها منزلة عظيمة عند الله تعالى، ولذلك ذكرها الله -عزّ وجل- في كتابه الكريم في العديد من الآيات القرآنية، ومنها ما يأتي:

  • قوله تعالى: { وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ}[9]، فقد أقسم الله تعالى بليالي العشر الأوائل من ذي الحجة وذلك لعظيم فضلها.
  • قوله تعالى: { وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}[10]، فقد قال أهل العلم إن المقصود بقوله “أيام معلومات”، هي أيام العشر من ذي الحجة.

حديث فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة

تعتبر العشر الأوائل من ذي الحجة بأنها أيام مباركة وعظيمة ومليئة بالخيرات والثواب، والصيام في هذه الأيام من الأعمال التي حثَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليها، وفيما يأتي سنذكر لكم بعضًا من الأحاديث التي تبين فضل الصيام في العشر الاوائل من ذي الحجة:

  • الحديث الأول: روى أبو داود عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها قالت: “كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يصومُ تِسعَ ذي الحِجَّةِ، ويومَ عاشوراءَ، وثلاثةَ أيَّامٍ مِن كلِّ شَهرٍ: أوَّلُ اثنين من الشَّهرِ، والخميس”[7].
  • الحديث الثاني: عن حفصة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: “أربعٌ لم يكُنْ يدَعُهنَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : صيامَ يومِ عاشوراءَ والعَشْرَ وثلاثةَ أيَّامٍ مِن كلِّ شهرٍ والرَّكعتَيْنِ قبْلَ الغَداةِ”[11].
  • الحديث الثالث: عن أبي قتادة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ”[8].
  • الحديث الرابع: عن جابر -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ما من أيامٍ أفضل عند الله من أيامَ عشر ذي الحجة ” قال : فقال رجلٌ : يا رسول الله هن أفضل أم عِدتهن جهاداً في سبيل الله ؟ قال : ” هن أفضل من عدتهن جهاداً في سبيل الله “[12].

حكم صيام العشر من ذي الحجة

بيّنت الشريعة الإسلامية أنّ صيام عشر ذو الحجة مُستحبٌّ، أي أنه سُنَّة عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وليس فرض على المسلمين، فإن استطاع المسلم صيام هذه الأيام له الأجر بإذن الله ومن لم يستطع لا حرج في ذلك على الإطلاق، ويجدر بالقول إلى أنَّ الصيام يكون في التسع الأوائل من ذي الحجة فقط، أما اليوم العاشر فهو يوم العيد وهو يوم مُحرَّم صيامه، كما أنّ في صيام الأيام التسع من ذي الحجة اقتداءٌ برسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الذي ثبت عنه أنَّه صام هذه الأيام [13]، فقد ورد عن هُنَيْدَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنِ امْرَأَتِهِ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، أَوَّلَ اثْنَيْنِ مِنَ الشَّهْرِ وَالْخَمِيسَ”[11]، والله تعالى أعلم.

ماذا تفعل في أيام العشر من ذي الحجة

تعتبر العشر من ذي الحجة بأنها من أعظم الأيام عند الله تعالى وأحبها إليه، ويستحب الإكثار من العبادات المحببة إلى الله تعالى، لنيل الأجر والثواب، ويجدر بالقول إنّ الأجر والثواب في أيام العشر يتضاعف عن غيرها، وفيما يأتي سيتم بيان أبرز العبادات التي يمكن فعلها في هذه الأيام الفضيلة:[14]

  • أداء صلاة العيد.
  • الإقلاع عن الذنوب والخطايا.
  • ذبح الأضاحي بيوم عيد الأضحى.
  • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
  • الاستغفار والتوبة والرجوع إلى الله تعالى.
  • الإكثار من إخراج الصّدقات للفقراء والمحتاجين.
  • المحافظة على الصلوات في وقتها مع الصلاة في جماعة.
  • الإكثار من ذكر الله تعالى، وشكره على النعم العظيمة التي لا تعد ولا تحصى.
  • الإكثار من الدعاء، فهو من أعظم العبادات التي تقرِّب العبد المسلم من ربِّه سبحانه وتعالى.
  • الإكثار من أداء النوافل لأنها من أحسن القربات، فقد قال صلى الله عليه وسلم: “وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه”[15]
  • أداء مناسك الحج والعمرة على أكمل وجه دون رياء أو فسوق فله الأجر والجزاء العظيم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”.[16]
  • الإكثار من التكبير والتهليل، فقد ورد عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنّ صلى الله عليه وسلم قال: “ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد”[1].

إلى هنا نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي كان بعنوان فضل صيام العشر من ذي الحجة، فقد قمنا من خلاله ببيان ما المقصود بالعشر من ذي الحجة، ثم قمنا بإدراج الإجابة الصحيحة حول السؤال المطروح، كما تحدثنا عن فضل عشر ذي الحجة في القرآن، ثمّ بيّنا حديث فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة، وختمنا المقال ببيان ماذا تفعل في أيام العشر من ذي الحجة، نرجو أن تكونوا قد استمتعتم بمطالعة هذا المقال ونلتم الفائدة التي تبحثون عنها.

المراجع

  1. ^ تخريج المسند لشاكر، عبدالله بن عمر ، أحمد شاكر ، 7/224 ،صحيح.
  2. ^ islamweb.net، فضل العشر من ذي الحجة، 23/05/2023
  3. ^ saaid.org، عشر ذو الحجــة أحكـــام ودروس، 23/05/2023
  4. ^ صحيح البخاري، عبد الله بن عباس، البخاري، 969، صحيح
  5. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 1894، صحيح
  6. ^ عارضة الأحوذي، عبد الله بن عباس، ابن العربي، 215، صحيح
  7. ^ سنن أبي داود ، بعض أزواج النبي، الألباني، 2106، صحيح
  8. ^ صحيح مسلم ، أبو قتادة، مسلم، 1162، صحيح
  9. ^ سورة الفجر، الآية 1-2 
  10. ^ سورة الحج، الآية27-28
  11. ^ سنن أبي داود ، بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، أبو داود، 2437، سكت عنه وقال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح.
  12. ^ ضعيف الترغيب، جابر بن عبدالله ،الألباني ، 738، ضعيف.
  13. ^ aliftaa.jo، صيام عشر ذي الحجة، 23/05/2023
  14. ^ saaid.org، عشر ذي الحجة فضائلها والأعمال المستحبة فيها، 23/05/2023
  15. ^ صحيح البخاري ، أبو هريرة، البخاري، 6502، صحيح.
  16. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 1773، صحيح.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *