في حالة رفض الزوج الطلاق ، لماذا يرفض الزوج تطليق زوجته

في حالة رفض الزوج الطلاق ، لماذا يرفض الزوج تطليق زوجته
في حالة رفض الزوج الطلاق

في حالة رفض الزوج الطلاق ، لماذا يرفض الزوج تطليق زوجته؟ من المعلومات التي تهمُّ كثيرات من النساء في العالم العربي والإسلامي، إذ تقع كثير من الخلافات بين الأزواج ولا تجدي الحلول نفعًا فيها لتلافي هذه المشاكل وتجاوزها، ولذلك تلجأ بعض النساء إلى طلب الطلاق وقد يرفض كثير من الأزواج الطلاق لأسباب عديدة، وسوف نقدم في هذا المقال معلومات عن الطلاق في الإسلام، ونتعرف على ماذا تفعل الزوجة في حالة رفض الزوج الطلاق من المرأة، وعرفنا لماذا يرفض الزوج الطلاق وحقوق الزوجة في حالة طلاق الضرر وغيرها من المعلومات والتفاصيل.

مفهوم الطلاق ومشروعيته في الإسلام

يعرف الطلاق بشكل عام بأنَّه انفصال أحد الزوجين عن الآخر، ويشير العلماء المسلمون إلى أنَّ الطلاق بالتعريف هو حلُّ عقد الزواج أو النكاح بلفظ صريح لا يحتمل غير معنى الطلاق مثل: طلاق، سراح، فراق، أو عبر كناية مع وجود نية الطلاق مثل: انتهى ما بيننا، ارجعي إلى بيت والدك وغير ذلك من العبارات، ويشرع الطلاق في الدين الإسلامي كوسيلة لمعالجة المشاكل التي تقع بين الزوجين عندما لا تنفع معها أية حلول أخرى، ويحقُّ للزوج أن يطلِّق زوجته فقط ثلاث طلقات متفرقة لا أكثر، ولكل طلقة توجد أحكام مخصصة، وردت مشروعية الطلاق في الإسلام في النصوص الشرعية المخلتفة في القرآن الكريم والسنة النبوية، إذ قال تعالى: “الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”،[1] ووورد في الحديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما أَحَلَّ اللهُ شيئًا أَبغضَ إليه مِن الطَّلاقِ”،[2] كما أجمع الفقهاء على مشروعية الطلاق مع وجود بعض الأحكام حوله، حيث يكون الطلاق محرمًا أو مكروهًا أو مستحبًا أو مباحًا أو واجبًا، وهذا حسب ظروف كل طلاق وطبيعة كل علاقة زوجية.[3]

شاهد أيضًا: مستحقات الزوجة بعد الطلاق ، حقوق المرأة بعد الطلاق في الإسلام

في حالة رفض الزوج الطلاق

إذا طلبت الزوجة الطلاق ورفض هو ذلك، فإنَّها تستطيع أن تطلب طلاق الخلع عن طريق المحكمة، وهذا حق لها، ويمكن لها أن تحصل على الطلاق حتى لو رفض الزوج ذلك، وقد ثبت في الحديث عن الصحابي عبد الله بن عباس رضي الله عنه: “أنَّ امْرَأَةَ ثَابِتِ بنِ قَيْسٍ أتَتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، ثَابِتُ بنُ قَيْسٍ، ما أعْتِبُ عليه في خُلُقٍ ولَا دِينٍ، ولَكِنِّي أكْرَهُ الكُفْرَ في الإسْلَامِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أتَرُدِّينَ عليه حَدِيقَتَهُ؟ قالَتْ: نَعَمْ، قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اقْبَلِ الحَدِيقَةَ وطَلِّقْهَا تَطْلِيقَةً”،[4] ولكن إذا كان طلب المرأة للطلاق هو طلاق خلع فإنها تتنازل عن جميع حقوقها بما فيها المهر والنفقات الأخرى، وأمَّا إذا أثبتت في المحكمة الضرر أمام القاضي فإنَّها تحصل على جميع حقوقها دون نقصان.[5]

لماذا يرفض الزوج تطليق زوجته

في كثير من الأحيان تصل العلاقة الزوجية بين الطرفين إلى نهايتها، ولا يكون هناك مجال للتفاهم بين الزوجين، ولكن رغم ذلك يرفض الزوج الطلاق، خصوصًا إذا لم يكن في يد المرأة ما يثبت أنَّه قد سبب لها الضرر، رغم أنَّه لا يريد استمرار العلاقة الزوجية، وفيما يأتي أسباب رفض الزوج الطلاق إذا طلبت المرأة الطلاق:[5]

  • تشكيل وسيلة ضغط على المرأة حتى تتنازل عن المهر وعن جميع حقوقها، ويرتاح الزوج من دفع التكاليف المفروضة عليه في الشرع والقانون.
  • جعل الزوجة مرتبطة به ومعلقة به شكليًا وعدم السماح لها بالحصول على حريتها من خلال الطلاق، وتظل لأطول فترة ممكنة لا معلقة ولا مطلقة.
  • تعذيب المرأة نفسيًا من خلال دفعها للذهاب إلى المحاكم وخوض صراعات كثيرة وإجبارها على دفع خسائر أكثر في قضايا المحاكم والتي تمتد أحيانًا لفترات طويلة.

شاهد أيضًا: حقوق الزوجة بعد الطلاق الغيابي وحكمه في الإسلام

ماذا تفعل الزوجة إذا رفض الزوج الطلاق

إذا رفض الزوج الطلاق فإنَّ الزوجة يمكنها أن تتوجَّه إلى المحكمة وأن تطلب الطلاق مباشرة، مع أخذ جميع الأوراق المطلوبة من أجل ذلك، وقد يكون أمامها خيارات عديدة، وذلك حسب العلاقة الزوجية وحسب ظروف العلاقة ونوعية الطلاق الذي يمكن أن تطلبه، وفيما يأتي بيان ذلك:[6]

  • إذا تعرضت المرأة للضرر من الزوج واستطاعت أن تثبت ذلك في المحكمة يمكنها أن تطلب طلاق الضرر وتحصل على حقوقها كاملة دون نقصان.
  • إذا لم تستطع الزوجة أن تطلب طلاق الضرر ولا إثبات ذلك في حال وجوده، ليس أمامها إلا أن تطلب طلاق الخلع، وأن تتنازل عن المهر وبقية حقوقها من أجل الحصول على حريتها وفسخ عقد الزواج من قبَل القاضي حتى في حال رفض الزوج أو عدم حضوره.
  • إذا كان هناك سبب يمكِّن القاضي من فسخ عقد الزواج، يمكن أن ترفع الزوجة ذلك وتثبته، ويقوم القاضي بفسخ عقد الزواج كأنه لم يكن، وقد تحصل الزوجة في هذه الحالة على تعويض كون الزوج هو المتسبب في فسخ العقد: مثل كفره وارتداده عن الدين وغير ذلك.

شاهد أيضًا: طلب الطلاق لعدم الراحة النفسية

حقوق الزوجة في طلاق الضرر

قد تطلب الزوجة الطلاق في كثير من الأحيان نتيجة تعرضها للضرر والأذى من الزوج، ويحق لها ذلك وتحصل على حقوقها كاملة كون الزوج هو المتسبب في هذا الطلاق، وفيما يأتي سيتم إدراج حقوق الزوجة إذا طلبت الطلاق للضرر والأذى:[7]

  • إنَّ المرأة المطلقة إذا طلبت طلاق الضرر وأثبتت ذلك عند القاضي تحصل على كامل المهر، المقدم منه والمؤخر، وإذا كانت الزوجة قد أخذت المقدم عند عقد النكاح، يدفع لها الزوج المؤخر، وإذا لم تأخذ شيئًا يدفع لها المهر كاملًا دون نقصان.
  • تحصل الزوجة على النفقة ونفقة السكن بالكامل إذا كانت حاملًا على حساب الزوج حتى تضع حملها، لأنَّ الحمل والولد للزوج ولا تتعلق حقوقه بطلب الطلاق من قبل المرأة.
  • تحصل الزوجة على ممتلكاتها الشخصية الخاصة بها جميعها بالإضافة إلى الذهب الذي يعود إليها، لأنَّ كل شيء لها لا يجوز لأحد أن يأخذه منها.
  • تحصل الزوجة في حال وجود أبناء على نفقة كاملة للأبناء، وتشمل النفقة التعليم والعلاج والدواء والملابس والطعام والشراب وغير ذلك من النفقات الضرورية لهم إلى جانب نفقة السكن.
  • تحصل الزوجة التي تطلب طلاق الضرر على أجر حضانة الأولاد وهذا عدا نفقة الأولاد، وأجر بدل إرضاع إذا كانت لديها طفل رضيع أيضًا.

في ختام مقال في حالة رفض الزوج الطلاق تعرفنا على مفهوم الطلاق ومشروعيته في الإسلام، كما تعرفنا على سبب رفض الزوج الطلاق إذا طلبت منه زوجته ذلك، وعرفنا ماذا يمكن أن تفعل المرأة إذا رفض زوجها الطلاق، بالإضافة إلى حقوق الزوجة في حالة طلاق الضرر وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل والأحكام.

أسئلة شائعة

أسئلة شائعة
هل ممكن زوجة ترفض الطلاق؟
لا يمكن للزوجة أن ترفض الطلاق لأنَّ الطلاق حق للزوج، ويمكنه أن يطلق الزوجة دون علمها ودون رضاها أيضًا، كما أن هناك ما يسمى الطلاق الغيابي، ويمكن أن يطلق الرجل زوجته دون علم القاضي ولا موافقته، لأنَّه حق من حقوقه الشرعية.
ما هي الحالات التي تطلب فيها المراة الطلاق؟
يحرم على المرأة أن تطلب الطلاق في الإسلام إلا لأسباب حددها الفقهاء وهي: فسوق الزوج والإضرار بالزوجة وإهانتها وغياب الزوج فترة طويلة، وإعسار الزوج وعدم الإنفاق، ومنع الزوجة من رؤية والديها، ووجود عيب في الزوج، وكره الزوجة ونفورها من زوجها أيضًا.

المراجع

  1. ^ سورة البقرة، الآية 229
  2. ^ المستدرك على الصحيحين، عبد الله بن عمر، الحاكم، 2833، صحيح
  3. ^ dorar.net، حكم الطلاق، 08/03/2023
  4. ^ صحيح البخاري، ابن عباس، البخاري، 5273، صحيح
  5. ^ islamqa.info، رفض زوجها الطلاق أو الخلع فهل تكون ناشزا إذا بقيت معه ولم تعطه حقه ؟، 08/03/2023
  6. ^ islamweb.net، الأحوال التي يباح فيها للمرأة طلب الطلاق، 08/03/2023
  7. ^ islamweb.net، طلب الطلاق للضرر هل يستلزم رد المهر أو بعضه، 08/03/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *