كيفية التخلص من الخوف في الليل

كيفية التخلص من الخوف في الليل
كيفية التخلص من الخوف في الليل

كيفية التخلص من الخوف في الليل ، لكل منا مخاوفه التي يحاول التخلص منها في حياته فهناك من يخاف الارتفاعات وهناك من يخاف من الظلام وهناك من يخاف من الفراق وغير ذلك من المخاوف وإن الليل هو من الأمور التي يمكن الخوف منها وتبلور ذلك الشعور نتيجة مواقف حصلت مع الشخص في صغره أو حتى في مرحلة شبابه ولم يجد البيئة التي تتعامل مع هذا الشعور بطريقة صحيحة لدحرها وقد يكون الإيمان بالله أيضًا من أهم الأسباب لدحر أي خوف يسكن في قلب الإنسان فبقدر يقينه بربه يصغر مخاوفه من اي شيء في حياته، ولذلك سيقدم لكم موقع تصفح المشكلة والحل في هذا الجانب ويفسر لكم الموضوع بطريقة مستفيضة وشرح وافٍ.

ما هو رهاب الظلام أو الخوف في الليل

إن رهاب الظلام أو ما يتمثل بالخوف في الليل من الظلمة وهو ما يعرف بمصطلح Noctiphobia وهو عبارة عن اضطراب نفسي يسبب مجموعة أوهام يعيشها الشخص المصاب بمثل هذا النوع من الرهاب وهو قلق مبالغ فيه وغير طبيعي وليس له تبرير يسبب الذعر الشديد من الليل والظلمة والوحدة والصمت، وإن هذه الفوبيا تنشأ في الشخص نتيجة أسباب محددة يعرفها الشخص دون غيره ويحاول إخفاءها عمن حوله وتصل إلى حالة مرضية عندهمرتبطة بالليل وبالظلام وكل التهيؤات التي من شأنها أن تكبر وتتعظم في خيال المريض من أشباح ووحوش ولصوص ومجرمين وغير ذلك من الأوهام التي لا رابط لها بالحياة الواقعية، وقد ينشأ هذا الرهاب عند الأطفال ويتبدد مع الكبر إن وجد محيطًا مساعدًا له على التخلص من مثل هذه الأوهام، ويكون هذا الرهاب عند الأطفال طبيعيًا ما لم يؤثر على حياتهم اليومية وما لم يتجاوز حدًا معينًا، بأن يمنعهم من النوم أو التأثير السلبي على تحصيلهم العلمي نتيجة قلة النوم، وكما أسلف وذكرنا فإن الخوف من الظلام يكون طبيعيًا عند الأطفال ما لم يتجاوز حدًّا معينًا فهو بالنهاية تكيفًا طبيعيًا مع المحيط الخارجي. [1]

كيفية التخلص من الخوف في الليل

يمكن التخلص من الخوف في الليل باستخدام العديد من الوسائل التي لها دور في تحسين الحالة النفسية للشخص وتوجيهه للتعرف إلى المشكلة وحلها في كيفية التخلص من الخوف في الليل وفيما يأتي أغلب هذه الوسائل وأكثرها تأثيرًا: [2]

معرفة السبب الحقيقي للخوف ومواجهته بتحكيم العقل والمنطق

يجب على الإنسان أن يتقصى السبب الذي أدى به للوصول إلى هذه المرحلة من رهاب الظلام إن كان بسبب تعرضه لمواقف سابقة عند الصغر رسخت له شعورًا سلبيًا تجاه الظلام، وأن يناقش هذا الموضوع بجدية بينه وبين نفسه أو مع شخص يثق به مواجهًا هذا الامر غير هاربًا منه معترفًا بوجود مشكلة وتحتاج لحل وأن لديه الاستعداد التام لحلها وعدم الهرب منها، وغن النوم بمفردك هي من أول الأمور في مواجهة فوبيا الظلام وإن لم تتمكن من ذلك في البداية فقم به تدريجيًا بمساعدة من حولك، وكما أن التفكير بمدى إمكانية حدوث هذا الأمر الذي يخشاه على أرض الواقع فليس كل صوت في الليل سببه حدوث ما تخشاه، وأخذ التدابير اللازمة لحماية نفسه إن وقع هذا الأمر لترسيخ الأمان داخله والنوم قرير العين هادئ النفس.

الابتعاد عن القيلولة وسط اليوم

إن قيلولة النهار من شأنها أن تمنعك من النوم في الليل بشكل طبيعي فتجعلك تسهر الليل وتتفاقم هواجسك عن الليل وما فيه من رعب في داخلك، وإن سهرك في الليل سيجعلك تستيقظ متعبًا غير قادر على إتمام يومك بحيوية ونشاط فتضطر للقيلولة خلال النهار، ولذلك اجبر نفسك على عدم النوم خلال النهار لتتمكن من نوم الليل مجبرًا من التعب وفيتغلب عليك النعاس فلا يجعل لك الطاقة و القدرة على التفكير بأي شيء سوى النوم، وبذلك تتخلص من التفكير بهذه الأوهام والهواجس السلبية التي تمنعك منه.

اشغل نفسك بالتفكير بأمور أخرى

إن شغل الوقت بأمور مفيدة تجعلك تتخلص من الفراغ الذي تعيش فيه وبالتالي تتخلص من خوفك حيال أي شيء وخاصة الظلام، فالفراغ مفسدة كما يُقال، وهو سبب لكل ضر في حياة الشخص، فمن لم يشغل نفسه بالحق شغلته بالباطل وهذا أمر لا مفر منه، فاصنع لنفسك حياة مليئة بالانجازات ولا تترك لها الفرصة للتفكير بأي شيء حتى ينتهي اليوم وليس لديك القدرة على التفكير بأي شيء لا أهمية له، وهنا تأتي المفارقة الخطيرة، اقرأ كثيرًا ولكن تجنب ما يثير مخاوفك فيما تقرأ، نمِّ مواهبك اصنع لنفسك أثرًا حسنًا وقم بعمارة أرضك لتحب نفسك وتثق بها وتؤمن بقدرتك على تخطي كل صعاب الحياة، ومن ضمنها مخاوفك.

الاسترخاء وأخذ نفس عميق وممارسة التأمل

محاولة الاسترخاء قبل النوم يساعد في التقليل من التوتر والقلق ودحر المخاوف ويعين على نوم عميق، فمن المهم جدًا أن يقوم الشخص بالاسترخاء قبل خلوده للنوم للتخلص من ضغوطات الحياة والدخول في حالة من السلام النفسي التي تجعله يواجه مخاوفه مهما كانت ويتخلص منها، وعليه أن يهيئ الجو للاسترخاء بأن يغلق جميع الاجهزة الالكترونية قبل النوم بساعة أو أقل أو أكثر بقليل قبل ذهابه للنوم، والابتعاد عن المشروبات الحاوية على الكافيين، والقيام بتمارين التنفس العميق التي تجعل الشخص يركز على أنفاسه من شهيق وزفير فتوصله لمرحلة الاسترخاء مما يجعل الأوكسجين يصل إلى الدماغ فينعشه وإلى جميع خلايا الجسم فتقوم بعملية الاستقلاب الحيوية فيضبط من معدل نبضات القلب ويعيد الاستقرار لضغط الدم،  وممارسة التأمل التي تفصل الانسان عن واقعه وتدخله في حالة من السلام الداخلي وتدخل شعور الاسترخاء إلى جميع أجهزة جسمه وهذا الأمر مفيد في نهاية اليوم بعد يوم شاق فيعيد لهم التركيز ويدخل العقل في مرحلة الراحة بعد ضغط اليوم الطريل مارسه ساعة قبل النوم اختر مكانًا هادئًا وابدأ رحلتك إلى الداخل وترتيب الشتات فيك مركزًا على أنفاسك واحضر مع نفسك وصفِّ عقلك من المشاعر السلبية والأفكار الخاطئة ومنها أوهامك وخوفك من الظلام ولا ننسى الصلاة والدعاء الذي من شأنه أن يربط الشخص بأعظم قوة في هذا العالم من بيده أن يحفظه ويغير حاله الله رب العالمين.

شاهد أيضًا: سبب الاستيقاظ من النوم مفزوع

اكتب مخاوفك في مفكرة لتتخلص منها

إن كل أفكارنا حينما نفرغها على الورق تصبح أقرب للاستيعاب والمناقشة مع النفس وكل مشكلة تكتب لا بد أن تجد السبيل إلى حلّها، لأنها تصبح أمام عينيك ملموسة، مما يساعد على فهم مشاعرك والتعايش مع مخاوفك ووضعها في نطاق المناقشة بالعقل والمنطق، فإن الكتابة في اليوم ل 10 أو 15 دقيقة كفيلة بأن تجعلك أمام المشكلة وجهًا لوجه، اسأل نفسك وجاوبها وضع الحلول المناسبة لها تعرف على نفسك عن قرب اعرف نقاط ضعفك وقوتك وناقشها، وستجد الحل وضع الحلول وألزم نفسك بها وثق بقدرتك على التخلص من هذا الخوف وهذه أهم نقطة.

انتبه لطعامك وشرابك قبل النوم

الابتعاد عن الوجبات الدسمة الثقيلة قبل النوم واستبدالها بوجبات خفيفة قبل النوم بساعتين تقريبًا والابتعاد عن المنبهات وكل ما يحوي على الكافئين من قهوة وتبغ وكحول وسكر لأنها تنشط الدماغ وتصعب عملية النوم وتزيد من الشعور بالقلق خلال الليل.

التخفيف من إضاءة الغرفة تدريجيًا والاستماع إلى الضوضاء البيضاء

يجب الانتباه إلى أن النوم في الظلام أكثر راحة وعمقًا للنوم ففي الظلام تقوم الغدة الكظرية بعملها على أتم وجه، ويجب أن تأخذ هذا الأمر سببًا مهمًا لمعرفة مدى أهمية النوم في الظلام ولكن قم بتخفيف الضوء تدريجيًا حتى تتأقلم مع النوم في الظلمة التامة، بأن تستخدم لمبة سفاري أو تترك الإضاءة خارج الغرفة حتى يدخل بعضها إلى غرفتك بحيث لا تؤثر على نومك فالضوء في أغلب الأحيان يمنع الإنسان من النوم بسهولة، وكما أن الاستماع إلى الضوضاء البيضاء يعمل على زيادة الشعور بالأمان بسبب تغطية الأصوات المسببة للخوف ومن هذه الضوضاء البيضاء أي صوت استاتيكي أو صوت مروحة أو صوت أمواج البحر الخفيفة أو أي موسيقا هادئة تبعث الاسترخاء وتشعرك بوجود الأمان وتبث الراحة في جنباتك، وهناك بعض التطبيقات للهواتف الذكية تساعد على النوم بإصدار مثل هذه الأصوات.

الابتعاد عما يُثير المخاوف من الظلام وتغيير الفكرة عنه

ينبغي على المصاب برهاب الظلام أن يبتعد عن كل ما يثير خوفه وينبه هواجسه لتطفو وتتبلور كالابتعاد عن مشاهدة أفلام الرعب ونشرات الأخبار الحاوية على أخبار الحروب وما شابه، أو القيام بالواجبات بشكل متأخر مما يثير الاضطراب والقلق أو القيام بمكالمات جادة في آخر اليوم، ومحاولة الاسترخاء بأقصى درجة قبل النوم، وعليه أن يغير أفكاره السلبية عن الظلام بأفكار إيجابية كأن يبدل فكرة أن الليل موحش وغامض ومخيف بأنه سبيل لنيل الراحة والاسترخاء وأن الله جعل لنا الليل سكنًا حتى نأخذ منه حقنا من الراحة لنتابع غدنا بقوة وطاقة ونشاط، وعليه مواجهة مخاوفه وتحديها وأن يقتحم الموقف بأن يغامر ليرى هل ما يخاف منه موجودًا حقًا أم أنها مجرد أوهام فليتحل بالشجاعة فلا ضار ولا نافع سوى الله فإن عظم الله في قلوبنا صغر كل شيء آخر وإن كبرت خشيته فينا صغرت كل خشية لسواه، وعلينا التيقن بأن الله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.

رتب غرفتك

فإن الترتيب الخارجي كثيرًا ما يكون له أثر إيجابي في النفس والخراب الخارجي لا بد له أن ينعكس على الداخل، فاجعل من غرفتك مكانًا مرتبًا واختر ألوانها بعناية، واختر من الألوان ما يجعلك تشعر براحة وسكون واسترخاء بعيدًا عن الصخب والقوة، وعدم جعل الغرفة مزدحمة بالأثاث ما يجعل هذا يخلق جوًّا مريحًا مساعدًا على الشعور بالأمان ويسهل النوم العميق.

لا تخجل من مخاوفك وابحث عن مساعدة

لا تخجل من كونك تخاف من الظلام اعترف بذلك أمام الآخرين فلكل منا مخاوفه التي يحاول التخلص منها، بل عليك أن تكون صادقًا مع نفسك معترفًا بمخاوفها مواجهًا لها، فكلما كنت أكثر وضوحًا في التعبير عن مخاوفك زادت فرصة تغلبك عليها، وإن مشاركة الآخرين بمشكلتك قد يكون سببًا في مشاركة التجارب وإيجاد الحلول والحصول على نصائح مفيدة، ولا تخجل من طلب المساعدة من شخص تثق به إن كان قريبًا أو صديقًا والأفضل اللجوء إلى اختصاصي نفسي إن كنت لا تستطيع السيطرة على مخاوفك بمفردك، وشعرت أنها تتفاقم لدرجة لا يمكنك تحملها أو استيعابها وسببت لك الكثير من المتاعب.

اللجوء إلى الأدوية

وهذا الحل هو آخر الحلول في هذه المشكلة بعد أن تكون قد استنزفت جميع الطاقات بشتى أنواع العلاجات النفسية لما له من أضرار إن استخدم بطريقة غير واعية ومن غير استشارة الطيبي، ولا يستحب زيادة الجرعة من غير إذن الطبيب المشرف على الحالة.

شاهد أيضًا: كيفية التخلص من التوتر أثناء الكلام

أسباب رهاب الظلام أو الخوف في الليل

إن من الأسباب الرئيسية لرهاب الظلام قد تعود لمرحلة الطفولة فهي من السمات الطبيعية للطفولة وتتفاقم بالتعامل الخاطئ من الأهل معها حتى تصل لمرحلة فوبيا الظلام، وكذلك قد يؤثر التعرض لصدمة في الماضي تتعلق بالظلام تولد عند الشخص أيضًا شعورًا بالرهاب من الظلام في العقل الباطن وربط هذا صدمة بالظلام وجعله منبهًا للشعور بالخوف ورابطًا له، وكما أن الظلام يزيد من شعور الإنسان بمحيطه ويزيد من قدرته الحسية بما حوله من شم ولمس وصوت مما يجعله حساسًا لأي صوت أو ملمس غير مألوف، وكما أن مشاهدة أفلام الرعب والاساطير المخيفة والقصص الخيالية التي تربط الجرائم بالظلام من شأنها أن تؤثر على الخوف من الظلام، وقد تكون نتيجة لأدوية الاكتئاب أو لانخفاض معدل السكر في الدم. [1]

أعراض رهاب الظلام

هناك العديد من الأعراض النفسية والجسدية لرهاب الظلام نتيجة الرسائل السلبية التي يرسلها الدماغ للأعصاب فيؤدي إلى إتلافها في أغلب الأحيان لجعلها مستثارة دائمًا مما يؤدي لظهور ردات فعل من الجسم، فمن الأعراض النفسية لهذا النوع من الفوبيا هو إفراز هرمونات التوتر كالأدرينالين مما يؤدي لشعور غامر بالقلق والخوف والانفصال عن الجسد والعيش في الخيال والأوهام الموحشة وعدم القدرة على السيطرة على النفس والأفكار الموحشة، والشعور بالفزع وضرورة الهروب من المكان والوحدة والشعور بالعجز أمام الظلام وما يتولد عن الخوف منه من عصبية وتوتر، والشعور بالغضب ممن يحاول تهوين الأمر عليه وإعانته على مواجهة الظلام، ونوبات الهلع في الليل، وكذلك كما اسلفنا فإن له أعراضًا نفسية تتخلص بالتعرق الشديد نتيجة إفراز الأدرينالين وجفاف الفم وزيادة معدل نبضات القلب نتيجة الخوف الشديد وصعوبة في التنفس والرعشة بالأطراف والشعور بالغثيان وانقباض في المعدة و الشعور بانكماشها وضيق في الصدر وتناوب موجات السخونة والبرودة على الجسد وإن أهم عارض له هو اضطراب النوم فهناك علاقة وثيقة بين الفوبيا من الظلام والأرق. [1]

إلى هنا نكون قد وصلنا معكم أعزاءنا إلى نهاية مقالنا كيفية التخلص من الخوف في الليل ، نرجو أن نكون قد وفقنا في تناول جميع النقاط المهمة المتعلقة في هذا الباب من توضيح لماهية هذا الخوف وأسبابه وأعراضه وكيفية التخلص منه، وندعوكم للتحلي بالشجاعة لمواجهة كل خوف يسكنكم فأنت أكبر من مخاوفكم وقادرين على مواجهتها ودحرها بإيمانكم بأنفسكم ويقينكم برب خلقكم ولن ينساكم ومحال أن يضيعكم فهو الأقدر على حفظكم فلا داع للخوف من أي شيء، فالله أكبر من كل شيء.

المراجع

  1. ^ priorygroup.com، What are panic attacks?، 14/01/2023
  2. ^ ar.wikihow.com، كيفية التغلب على الخوف في الليل، 14/01/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *