عناصر المقال
لماذا سميت السنة الميلادية بهذا الاسم، هو السؤال الذي سنجيب عليه في مقالنا هذا، فقد اعتاد الإنسان منذ قديم الأزمان أن يؤرخ لسنين عمره، وتطوّر بعد ذلك ليحسب عمر الكون، وهناك العديد من أنواع التقويم في العالم، ليس فقد التقويمين الميلادي والهجري، كما يمكن أن يتبادر إلى أذهان بعض الناس، فأمر ربط الزمن بحدث مهم وبداية التأريخ من هذا الحدث أمر ارتبط بالأديان والثقافات حول العالم منذ القدم، ولكن حديثنا في هذا المقال سيقتصر على التأريخ الأكثر شهرة في العالم وهو التأريخ الميلادي، وسوف نعرف من هو الذي وضع التاريخ الميلادي، وسوف نعرف من أين جاء التاريخ الميلادي وما إلى هنالك من معلومات أخرى.
السنة الميلادية
السنة الميلادية سنة شمسيّة، أي انّها تمثّل دوران كوكب الأرض حول الشمس لدورة كاملة، ومقدار هذه الدورة 365 يومًا، وهناك سنين ميلادية تسمى بالسنين الكبيسة وتمتد ليصبح عدد أيامها 366 يومًا، وتقسّم السنة الشمسية أو الميلادية إلى اثني عشر شهرًا، والسنة الميلادية الكبيسة سنةُ كالسنة العادية فيها أيضًا اثني عشر شهرًا و365 يومًا، لكن لأنّ الأرض تستغرق حتى تكمل دورة كاملة حول الشمس 365 يوماً وربع اليوم، وهذا الربع يزيد في كلّ سنة عادية في وقت دوران الأرض حول الشمس، لذلك فقد قرر أهل الاختصاص أن يجمعوا هذه الأرباع لتصبح يومًا كاملًا في كلّ أربع سنوات وتكون السنة الذي يُضاف عليها هذا اليوم سنة كبيسة، حيث يُضاف هذا اليوم على أيام شهر شباط فبراير، ليكون عدد أيامه 29 يومًا مرّة كل أربع سنوات.
نشأة التاريخ الميلادي
إنّ نشأة التاريخ الميلادي تعود إلى زمن الرومان الذين كانوا يستخدمون التقويم القمري، وظلّوا يستخدمونه حتّى عام 45 قبل الميلاد، وكان بداية السنة في شهر آذار، كما كانت أيام السنة 354 يومًا، وكان الرومان يضيفون شهرًا كلّ سنتين لتتفق مع الفصول الأربعة، ولكنّ هذا النظام كان سببًا في حدوث الاضطرابات والنزاعات السياسية، وفي عام 46 قبل الميلاد قام يوليوس قيصر بتطبيق نصيحة الفلكي المصري سوسيجينس، وكان اقتراحه أن تتكون السنة من 365 يومًا وذلك لثلاث سنوات وهو التقويم اليوناني، ثم تليها سنة رابعة يكون طولها 366 يومًا وهي السنة الكبيسة، ليكون متوسط طول السنة 365 وربع.[1]
تاريخ تطوير التقويم الميلادي
قبل أن نجيب على السؤال لماذا سميت السنة الميلادية بهذا الاسم سنتعرف على تاريخ تطوير التقويم الميلادي، حيث لم تكن بداية التأريخ الميلادي كما هو اليوم، بل مرّ بمراحل عدة سنذكرها فيما يأتي:[2]
التقويم الروماني القديم
وهو التقويم الذي استخدمته الدولة الرومانية القديمة، وقد كان يتألف من عشرة أشهر، ومن هذا التقويم سميت معظم شهور السنة التي نعرفها اليوم، بعد ذلك استخدم الرومان تقويمًا قمريًا شمسيًا كان عدد أيام السنة فيه 355 يومًا، والأشهر 12 شهرًا، ويتراوح عدد أيام كل شهر بين ال29 و30 يومًا، وكان الفضل في وضع هذا التقويم للامبراطور الروماني نوما، وبعد زمن تلاعب القياصرة والكهنة بهذا التقويم فجعلوا أسماء بعض الشهور فيه على أسماء القياصرة، وكانت بداية عدّ السنين في هذا التقويم من تاريخ تأسيس مدينة روما عاصمة إمبراطوية الرومان.
التقويم اليوناني
قام حاكم الإمبراطورية الرومانية بالاستعانة بواحد من الفلكيين المصريين ويسمى سوسيجنيو، في سبيل أن يقوم بالتعديل على التقويم الروماني القديم، فجعل الفلكي المصريّ السنة العادية 365 يومًا، وجعل السنة الكبيسة 366 يومًا، وهي السنة التي تكون كل أربع سنين، كما قام الفلكي بجعل عدد أيام الأشهر الزوجية ثلاثين يومًا، وعدد أيام الشهور الفردية واحدًا وثلاثين يومًا، باستثناء شهر شباط الذي يكون عدد أيامه 29 يومًا، وتمّ بالفعل تنفيذ كل ذلك في العام 709 من إنشاء إمبراطورية الرومان، أي ما يقارب 45 قبل ميلاد المسيح، وجعل اسم هذا التقويم على اسم يوليوس قيصر الذي كان له حكم روما مدةً من الزمن.
التقويم الميلادي
في منتصف القرن السادس قام الراهب الأرمني ديونيسيوس اكسيجونوس بالدعوة إلى ضرورة أن تصبح بداية التأريخ والتقويم مقرونة بتاريخ ميلاد السيد المسيح، وليس بتاريخ إنشاء الإمبراطورية الرومانية، وفعلًا تحقق للراهب هذا الأمر، وأصبح التأريخ يُسمى التأريخ الميلاديّ كما هو معروف اليوم.
لماذا سميت السنة الميلادية بهذا الاسم
سميت السنة الميلادية بهذا الاسم نسبة إلى ميلاد السيد المسيح عليه السلام، حيث بدأ التأريخ من تاريخ ميلاد المسيح، وقد قام واحد من رهبان النصارى باستخدام هذا التأريخ الذي يتم الاعتقاد أنّه ميلاد النبي عيسى عليه السلام، واسمه التقويم الغريغوري بالإنجليزية: “Gregorian”، كما يسمى التقويم الجديد، أمّا في الاستخدامات العامة فيسمى بالتقويم الشمسي، وقد تمّ الإعلان الرسمي عن هذا التقويم في عام 1582م بوساطة البابا غريغوريوس الثالث عشر.[2]
أشهر السنة الميلادية
في السنة الميلادية اثنا عشر شهرًا، بعضها عدد أيامه 30 يومًا وبعضها الآخر 31 يومًا، كما يبلغ عدد أيام شهر واحد فقط 28 يومًأ، وفيما يأتي سنذكر أسماء الشهور الميلادية وسنعرّف عدد أيام كلّ منها بعد أن أجبنا على السؤال لماذا سميت السنة الميلادية بهذا الاسم:
- شهر يناير ويطلق عليه اسم شهر كانون الثاني وعدد أيامه 31 يوم.
- شهر فبراير ويسمى أيضًا بشهر شباط وعدد أيام شهر فبراير 28 يوم في الشهر، وفي بعض السنوات وهي السنوات الكبيسة تبلغ عدد أيام الشهر 29 يوم، وذلك يكون مرة في كل أربع سنوات.
- شهر مارس ويطلق عليه اسم شهر آذار وعدد أيامه 31 يوم.
- شهر أبريل ويطلق عليه كذلك شهر نيسان وعدد أيامه 31 يوم.
- شهر مايو ويطلق عليه كذلك شهر أيار وعدد أيامه 31 يوم.
- شهر يونيو ويطلق عليه كذلك شهر حزيران ويبلغ 30 يوم.
- شهر يوليو ويطلق عليه كذلك بشهر تموز ويتكون من 31 يوم.
- شهر أغسطس يطلق عليه كذلك شهر آب وعدد أيامه 31 يوم.
- شهر سبتمبر ويطلق عليه كذلك شهر أيلول وعدد أيامه 30 يوم.
- شهر أكتوبر ويطلق عليه كذلك تشرين الأول وعدد أيامه 30 يوم.
- شهر نوفمبر ويطلق عليه كذلك شهر تشرين الثاني وله من الأيام 30 يوم فقط.
- شهر ديسمبر ويطلق عليه كذلك شهر كانون الأول ويتكون من 31 يوم.
سبب تسمية شهور السنة الميلادية
يجهل كثير من الناس سبب تسمية أشهر السنة الميلادية، وهي تسميات قديمة جدًّا، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أسباب تسمية الشهور الميلادية:
- شهر يناير: سمي على اسم حارس السماء عند الرومان والذي كان يطلق عليه اسم يانوس.
- شهر فبراير: سمي بهذا الاسم نسبة إلى كلمة فيبرا والتي كانت تعني التطهير، وكان الرومان ينظمون فيها مهرجان فيبراليا للتطهر من الذنوب.
- شهر مارس: سمي بذلك نسبة إلى اسم آريس، وهو إله الحرب والزراعة في الأساطير الرومانية.
- شهر إبريل: يعتقد البعض أنه مأخوذ من اسم أفروديت وهي آلهة الحب عن الرومان، بينما يعتقد البعض أن الاسم مأخوذ من الكلمة اللاتينية آبيري ومعناها التفتح، والذي يدل على تفتح الأزهار في الربيع.
- شهر مايو: كان يسمى شهر مايوس، وذلك نسبة إلى إله النضج والمهابة والتبجيل والخصب عن الرومان.
- شهر يونيو: سمي بهذا الاسم نسبة إلى جونو وهو الإله الكبير لدى الرومان، وهناك من ينسب سبب التسمية إلى جونو زوجة الإله جوبيتر.
- شهر يوليو: كان يسمى كوينتيليس وهو الرقم 5 باللاتينية، ويشير إلى أنه الشهر الخامس من التقويم القديم، ثم أطلق عليه اسم يوليو لأنه الشهر الذي ولد فيه يوليوس قيصر.
- شهر أغسطس: كان يسمى سيكستيليس وهو الرقم 6 باللاتينية، فقد كان ترتيبه الشهر السادس بين الأشهر الاثني عشر في التقويم القديم، ولكن أطلق عليه اسم أغسطس تكريمًا للإمبراطور الروماني أغسطس قيصر.
- شهر سبتمبر: مأخوذ هذا الاسم من اسم سيبتم، وهي كلمة لاتينية معناها رقم سبعة، فقد كان هذا الشهر ترتيبه السابع بين الشهور قديمًا وحافظ على هذه التسمية رغم أنه أصبح الشهر التاسع لاحقًا.
- شهر أكتوبر: سمي بذلك نسبة إلى كلمة أوكتو والتي تعني الرقم ثمانية باللاتينية، وقد كان ترتيبه الثامن بين الشهور، وحافظ على هذه التسمية رغم تغير ترتيبه.
- شهر نوفمبر: سمي بذلك نسبة إلى كلمة نوفم باللاتينية والتي تعني الرقم تسعة، فقد كان الشهر التاسع في التقويم القديم.
- شهر ديسمبر: نسبة إلى كلمة ديسم وهي الرقم عشرة باللاتينية، فقد كان ترتيبه العاشر بين الشهور، وحافظ على هذه التسمية رغم أنه أصبح الشهر الثاني عشر في الترتيب القديم.
مقالات قد تهمك
وبهذا نكون قد أجبنا في مقالنا على السؤال لماذا سميت السنة الميلادية بهذا الاسم، كما تعرفنا على تطور التقويم الميلادي منذ القدم حتّى وصل إلى ما هو عليه اليوم ، وأخيرًا ذكرنا أسماء الشهور الميلادية وعدد أيام كلّ شهر منها، وعرفنا سبب تسمية السنة الميلادية بهذا الاسم، كما عرفنا ما هي قصة السنة الميلادية بشكل موجز، كما عرفنا سبب تسمية أشهر السنة الميلادية وما إلى هنالك.
التعليقات