عناصر المقال
لماذا سميت سورة الشمس بهذا الاسم، إنَّ القرآن الكريم هو كتاب الله -عزَّ وجلَّ- الخالد، الذي أنزله على نبيِّه محمد -صلى الله عليه وسلم- ليدلَّ على صدق رسالته، وقد اشتمل هذا الكتاب على مائةٍ وأربعة عشر سورة، وقد اختُصَّت كلَّ سورةٍ منهنَّ باسمٍ يتناسب مع موضوعها العام أو مضمونها أو بدايتها أو غير ذلك، وفي هذا المقال الذي يطرحه موقع تصفح، سيتمُّ تخصيص هذا المقال عن سورة الشمس، حيث سيتمُّ بيان سبب تسميتها بهذا الاسم، بالإضافة إلى بيان بعض المعلومات المتعلقة بها.
لماذا سميت سورة الشمس بهذا الاسم
سُميت سورة الشمس بهذا الاسم؛ لأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- أقسم في بدايتها بالشمس، حيث قال الله تعالى في كتابه المجيد: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}،[1] وبناءً على ذلك يُمكن القول بأنَّ سورة الشمس سُميت باعتبار ما افتُتحت به، ولم يذكر أهل العلم اسمًا آخر لهذه السورة،[2] ولا بأس في هذا المقام من ذكر نبذة مختصرة عن هذه السورة الكريمة، وفيما يأتي ذلك:
نبذة عن سورة الشمس
اتفق أهل العلم على أنَّ سورة الشمس تعدُّ من سور القرآن الكريم المكية، وهي السورة السادسة والعشرون في عدد نزول سورة القرآن الكريم، حيث أنَّها نزلت قبل سورة القدر وبعد سورة البروج، أمَّا عدد آياتها فقد تباينت فيه أقوال أهل العلم، حيث ذهب جمهور الأمصار إلى أنَّ ععدها خمسة عشر آية، بينما أهل مكة قالوا أنَّ عدد آياتها ستة عشر آية، []وبعد البحث في كتب أسباب النزول، تبيَّن أن هذه السورة من السور التي لم تنزل لسببٍ معين، ولا لحادثةٍ وقعت، ولا إجابةً على سؤالٍ ما، بل هي من السور التي أنزلها الله -عزَّ وجلَّ- على نبيِّه محمد -صلى الله عليه وسلم- لأخذ العظة والعبرة، والله تعالى أعلى وأعلم.[2]
شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الأحقاف بهذا الاسم
الموضوع العام لسورة الشمس
إنَّ المحور الرئيسي لسورة الشمس يدور حول موضوعين اثنين، وفيما يأتي بيانهما:[2]
- الموضوع الأول: النفس البشرية، وما جُبلت عليه من خيرٍ وشرٍ وهدىً وضلال، وكان ذلك من الآية الأولى إلى الآية العاشرة من سورة الشمس.
- الموضوع الثاني: الطغيان الذي يقع من بعض الخلق، وقد ضرب الله -عزَّ وجلَّ- قوم ثمود مثلًا في هذه السورة، حيث أنَّهم كذَّبوا نبيَّهم، وعقروا الناقة فكان عاقبتهم الهلاك، وكان ذلك من الآية الحادية عشر حتى الآية الرابعة عشر من سورة الشمس.
شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة العنكبوت بهذا الاسم
مضمون سورة الشمس
في هذه الفقرة من مقال لماذا سميت سورة الشمس بهذا الاسم، سيتمُّ بيان مضمون سورة الشمس بشيءٍ من التفصيل، حيث سيتمُّ تقسيم هذه الفقرة إلى فقراتٍ مستقلة، تتحدث كلُّ فقرةٍ منهنَّ عن مضمونٍ من مضامين هذه السورة الكريمة، وفيما يأتي ذلك:[3]
القسم في المخلوقات الكونية
لقد أقسم الله -عزَّ جلَّ- في سرة الشمس بعددٍ من مخلوقاته، وذلك في قوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا* وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا* وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا* وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا* وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا* وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا}،[4] على أنَّ التحلي بالأخلاق الحميدة وسيلة من وسائل تطهير النفس، والذي يعدُّ سبيلًا من سبل الفلاح في الآخرة، أمَّا الشقاء فهو من نصيب من سار في طريق الضلال وهوى النفس.[5]
وفي القسم بمخلوقات الله مسألة فقهية يكثر البحث والاستفسار عنها، وهي أنَّ لله -عزَّ وجلَّ- أن يقسم بما شاء من مخلوقاته، أمَّا المسلم فلا يجوز له أن يُقسم إلَّا بالله -عزَّ وجلَّ- ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مَن كانَ حَالِفًا، فَلْيَحْلِفْ باللَّهِ أوْ لِيَصْمُتْ”.[6]
شاهد أيضًا: لماذا سميت تكبيرة الاحرام بهذا الاسم
القسم بالنفس
أقسم الله -عزَّ وجلَّ- في سورة الشمس بالنفس، على أنَّ النفس إمَّا أن تكون سببًا في هلاك صاحبها، وإمَّا أن تكون سببًا في نجاحه وفلاحه، وإنَّ السبيل إلى النجاح والفلاح هو تعويد النفس على تقوى الله، وتهذيبها، وقد جاء ذلك في قول الله تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا*قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا* وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}.[7]
ذكر قصة ثمود
ثمَّ ذكر الله -عزَّ وجلَّ- قصة ثمود قوم صالح -عليه السلام- كمثالٍ لقبيلة قريش، مخبرًا إيَّاهم أنَّ من سار على نهجهم ستكون عاقبته مثل عاقبتهم، وتتلخص قصة ثمود الذين كذَّبوا نبيهم صالح، بالرغمن من أنَّه جاءهم بمعجزة الناقة، والتي قُتلت على يدِ أحدهم، فأنزل الله -عزَّ وجلَّ- بهم العذاب، وقد جاءت هذه القصة في قوله تعالى من سورة الشمس: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا* إِذِ انبَعَثَ أَشْقَاهَا* فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّـهِ نَاقَةَ اللَّـهِ وَسُقْيَاهَا* فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا* وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا}.[8]
شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الطلاق بهذا الاسم
فضل سورة الشمس
لم يرد حديث صيح في فضل سورة الشمس على وجه الخصوص، وإنَّ الحديث الوارد عن سلمان الفارسي والذي قال فيه: “مَن صَلَّى يَومَ الفِطرِ بعدَ ما يصلِّي عِيدَه أَربعَ رَكعاتٍ، يقرأ فِي أوَّل رَكعةٍ بفَاتحةِ الكتابِ و{سبِّحِ اسمَ ربِّكَ الأَعْلَى}، وفي الثانيةِ: بـ{والشَّمسِ وضُحَاهَا} وفي الثَّالثةِ {والضُّحَى} وفي الرَّابعةِ {قُل هوَ اللهُ أحَدٌ}، فكأنَّمَا قرَأ كلَّ كِتابٍ أنزَله اللهُ على أنبيائِه، وكَأنَّما أشبعَ جَميعَ اليَتامَى، ودهَنهم، ونظَّفَهم، وكانَ لهُ من الأجرٍ مثلُ ما طلعَت عَليه الشمسُ، ويُغفَرُ لَه ذنوبُ خَمسينَ سَنةً”،[9] فهو حديث باطل موضوع لا صحة له في السنة النبوية الشريفة، لكن لا شكَّ أن فضل كقراءتها كفضل قراءة عموم سور القرآن الكريم.
وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان لماذا سميت سورة الشمس بهذا الاسم، وفيه تمَّت الإجابة على هذا السؤال المطروح، كما تمَّ ذكر نبذة مختصرة عن سورة الشمس، كما تمَّ بيان سبب نزولها على رسول الله، ثمَّ تمَّ التطرق لموضعها العام، ومضمونها بشيءٍ من التفصيل، وفي الختام تمَّ بيان ما إن كان لها فضلٌ مخصوص أم لا.
المراجع
- ^ سورة الشمس، آية 1
- ^ islamweb.net، سورة الشمس، 08/01/2023
- ^ e-quran.com، مضمون سورة الشمس، 08/01/2023
- ^ سورة الشمس، آية 1-6
- ^ shamela.ws، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور، جعفر شرف الدين، (280/11)، بتصرف، 08/01/2023
- ^ صحيح البخاري، البخاري، عبدالله بن عمر، 2679، صحيح
- ^ سورة الشمس، آية 7-10
- ^ سورة الشمس، آية 11-15
- ^ موضوعات ابن الجوزي، سلمان الفارسي، ابن الجوزي، 447/2، موضوع
التعليقات