لماذا سميت سورة العاديات بهذا الاسم

لماذا سميت سورة العاديات بهذا الاسم من المعلومات الدينية التي يبحث عنها كثير من المسلمين، فقد اختلف أسماء السور في كتاب الله تعالى وتعدَّدت أسباب تسميتها، وقد سمِّيَت سور القرآن الكريم منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت معروفة بهذه الأسماء في ذلك الوقت، وسوف نقدم في هذا المقال معلومات عن سورة العاديات، ونتعرف على سبب تسمية سورة العاديات بهذا الاسم، وعلى شرح سورة العاديات وفضلها وغير ذلك من المعلومات المتعلقة.

معلومات عن سورة العاديات

تعدُّ سورة العاديات من السور القصيرة في القرآن الكريم وعدد آياتها 11 آية، وهي من سور المفصل في كتاب الله، رقم ترتيبها في المصحف الشريف 100 بعد سورة الزلزلة وقبل سورة القارعة، وتقع في الجزء الثلاثين والأخير والذي يسمى جزء عمَّ نسبةً إلى أول آية في سورة النبأ أول سورة في الجزء 30، وهي من السور التي لم يذكَر فيها لفظ الجلالة سبحانه وتعالى.^[1]

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الفيل بهذا الاسم

لماذا سميت سورة العاديات بهذا الاسم

تختلف أسباب تسميات السور في القرآن الكريم، حيث سمِّيت بعضها بسبب مفتتحها والكلمات الأولى منها، كما سميت بعض السور بسبب قصة معينة فيها أو كلمة أو اسم معين وغير ذلك، ويرجع سبب تسمية سورة العاديات بهذا الاسم لأنَّ الله أقسم في بدايتها بالعاديات وهي الخيول التي تعدو بسرعة فقال تعالى: “وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا”،^[2] وكثير من السور سميت بسبب مفتتحها منها: سورة طه، سورة يس، سورة الضحى، سورة الليل وغيرها، وقد أطلق على سورة العاديات اسم والعاديات بإضافة واو القسم الموجود في الآية الكريمة.^[3]

أين نزلت سورة العاديات

اختلف الفقهاء من أهل العلم في المكان الذي نزلت فيه سورة العاديات، فقد ذهب بعض العلماء إلى أنَّها نزلت في مكة المكرمة ولذلك عدُّوها من السور المكية، ومن الذين ذهبوا إلى هذا الرأي عبد الله بن مسعود وجابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وذهب البعض إلى أنها من السور المدنية ونزلت في المدينة المنورة، وهو أرجح الأقوال عند الإمام ابن عاشور رحمه الله، وإلى هذا ذهب الصحابي أنس بن مالك وعبد الله بن عباس وقتادة رضي الله عنهم، ورأى جابر بن زيد أن سورة العاديات نزلت في مكة المكرمة لأنها نزلت بعد سورة العصر وقبل سورة الكوثر، وكل من السورتين قد نزلت في مكة المكرمة.^[4]

شاهد أيضًا: لماذا سميت تكبيرة الاحرام بهذا الاسم

سبب نزول سورة العاديات

ورد في أسباب نزول سورة العاديات أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد أرسل سرية إلى بعض الأقوام من قبيلة كنانة، وقد جعل على السرية الصحابي المنذر بن عمرو الأنصاري أميرًا، فتوجَّهت السرية في هذه الغزوة وانقطعت أخبارها عن المسلمين وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فترة من الزمن، وخشي رسول الله أن يكون قد أصاب السرية والمسلمين أذى، خصوصًا أنَّ بعض المنافقين أشاعوا أنَّ السرية أصيب بأذى كبير، فأرسل الله تعالى جبريل عليه السلام حتى يطمئن رسول الله ويخبره حول مسيرة السرية وأنَّها أدت المهمة وهي بخير، وقد استدلَّ العلماء بالحديث الذي ورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه، وهو حديث فيه ضعف في السند إذ يقول فيه: “بعَثَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- خيلًا، فلَبِثَ شهرًا لا يأتيهِ خَبَرُها؛ فنَزَلَتْ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا}”،^[5] ثمَّ قرأ ابن عباس السورة حتى نهايتها، والله أعلم.^[4]

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الليل بهذا الاسم

تفسير سورة العاديات

بدأت سورة العاديات بقسَم عظيم من الله تعالى للتأكيد على سلامة السرية التي أرسلها رسول الله صلى الله عليه وسلم حسب ما أشار المفسرون، وفي الآيات الأولى من السورة في قوله تعالى: “وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا”،^[6] يقسم الله تعالى بالخيل التي تجري بسرعة كبيرة والتي يمكن للناس سماع أصوات أنفاسها من سرعة العدو، كما أقسم بقوتها وهي تضرب بحوافرها الأرض كأنها تقدح النار، ثم بالغارات التي تشنها في الصباحات، وأقسم بالأمور التي تحدثها الخيول في المعارك مثل إثارة الغبار والوقوف في وسط جموع الأعداء.^[7]

ثم في القسم الثاني من السورة في قوله تعالى: “إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ * أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ * إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ”،^[8] يؤكد الله تعالى أن الإنسان يجحد دائمًا بنعم الله تعالى عليه وهو يشهد ويقر بذلك، كما أنه يحب المال كثيرًا وأشار إليه بالخير جل وعلا، وفي النهاية يذكِّر الله تعالى الإنسان باليوم الذي يخرج فيه الناس من القبور ويُحصي الله تعالى أعمالهم جميعًا، ولا يعلم ما في صدورهم إلا الله تعالى العلم الخبير.^[7]

شاهد أيضًا: تفسير سورة الليل للاطفال

فضل سورة العاديات

لم يرد حديث مخصوص في فضل سورة العاديات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنَّ كل سورة في القرآن الكريم فيها فضل عظيم وأجر كبير لا يعلمه إلا الله تعالى، ففي قراءة كل حرف منها حسنة والحسنة بعشرة أمثالها والله يضاعف لمن يشاء كما ورد في الحديث الصحيح، كما أنَّ السورة تحتوي على توجيهات وعبَر إلهية للمسلمين، وقد وردت بعض الأحاديث الضعيفة والمرسلة والتي لا أصل لها مثل حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال عن سورة العاديات: “يا علي من قرأها فكأنما كسا كل يتيم فى أمتي، وأعطاه الله بكل آية قرأها حديقة في الجنة”، وغيره من الأحاديث الموضوعة والباطلة.^[9]

العبر المستفادة من سورة العاديات

إنَّ كل سورة من سور القرآن الكريم تحمل إلى المسلمين الكثير من العبر والحكَم والأحكام التي يستفيدون منها، والتي من شأنها أن ترشدهم إلى طريق الهداية والصلاح والفلاح في الدنيا والآخرة، وفيما يأتي سيتم ذكر أهم العبر المستفادة من سورة العاديات:^[10]

• تعظيم شأن الغزو والجهاد في سبيل الله تعالى، فقد أقسم الله تعالى بالخيل التي تعدو في سبيل الله، وأقسم بالأمور التي تحدثها خلال المعارك وما إلى هنالك، وعندما يقسم الله تعالى بشيء فإنه يعظِّمه ويُعلي من شأنه.
• الإشارة إلى طبيعة الإنسان الذي يجحد نعم الله تعالى عليه وهو يقرُّ ويشهد على ذلك، وفي هذا تذكير بنعم الله تعالى وضرورة شكره عليها.
• عدم الوقوع في الغفلة وضرورة استذكار اليوم الآخر، يوم الحساب والعقاب، الذي يبعث الناس فيه من قبورهم، ويحاسبهم الله تعالى على أعمالهم التي أخفَوها عن الناس والتي لا يعلمها إلا الله تعالى.

في نهاية مقال لماذا سميت سورة العاديات بهذا الاسم تمَّ إدراج نبذة عن سورة العاديات، كما تمَّ التعرف على سبب تسمية سورة العاديات بهذا الاسم، بالإضافة إلى إدراج شرح سورة العاديات وفضلها، ومعرفة ما إذا كانت مكية أو مدنية وغير ذلك من التفاصيل.