لماذا سميت سورة الفاتحة بهذا الاسم

لماذا سميت سورة الفاتحة بهذا الاسم
لماذا سميت سورة الفاتحة بهذا الاسم

لماذا سميت سورة الفاتحة بهذا الاسم هو من الأسئلة التي ينبغي على كل مسلم أن يعرفها إجابة الصحيحة، فسورة الفاتحة هي فاتحة كتاب الله رب العالمين، فهي السورة في ترتيب سور المصحف الشريف، وهي السور التي تُقرأ في كل ركعة من كل صلاة يصليها المسلم سنة أو فرضًا، وفي هذا المقال سوف نقوم بالحديث عن سورة الفاتحة وسنذكر نص هذه السورة، ثمّ سوف نتحدث عن سبب تسمية سورة الفاتحة بهذا الاسم وعن أسماء سورة الفاتحة وعن سبب نزول هذه السورة المباركة.

سورة الفاتحة

يمكن القول في تعريف سورة الفاتحة بأنها أعظم سورة في القرآن الكريم وهي السورة التي افتُتِحَ فيها كتاب الله رب العالمين، وهي السورة التي يفتتح بها المسلم الصلاة، فهي تُقرأ في كل ركعة من أيّة صلاة نافلة أو واجبة، وهي تتألف من سبع آيات، تبدأ بالبسملة والحمد، قال تعالى في مطلعها: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [1]ولا بدّ من القول إنّ هذه السورة نزلت في مكة المكرمة قبل الهجرة النبوية الشريفة من مكة إلى المدينة المنورة، وهذا يعني أنّها من السور المكية، وكانت خامس سور القرآن الكريم نزولًا بعد سورة العلق وسورة القلم وسورة المزمل وسورة المدثر، والله تعالى أعلم. [2]

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الجاثية بهذا الاسم

نص سورة الفاتحة

بعد التعريف بسورة الفاتحة، نقدم فيما يأتي نص هذه السورة المباركة كاملًا، وهي سورة تتألف من سبع آيات، هي تُعدُّ البسملة في بدايتها آية من آياتها بإجماع علماء المسلمين، ونص هذه السورة هو: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}. [3]

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الجن بهذا الاسم

لماذا سميت سورة الفاتحة بهذا الاسم

لقد وردت عن أهل العلم الكثير من التفسيرات والأسباب لتسمية سورة الفاتحة بهذا الاسم، وفي الجدول الآتي سوف نقوم بالحديث عن هذه الأسباب جميعها: [4]

السبب الأول لتسمية سورة الفاتحة بهذا الاسم لأنّها السورة التي يُفتَتَحُ كتاب الله رب العالمين بها، فهي السورة الأولى في ترتيب سور المصحف الشريف.
السبب الثاني لتسمية سورة الفاتحة بهذا الاسم لأنّها السورة الأولى التي نزلت على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كاملة دفعة واحدة.
السبب الثالث لتسمية سورة الفاتحة بهذا الاسم لأنّها السورة التي تفتتح بها الصلاة ولأنّها تبدأ بالآية التي يُستحب للمسلم أن يفتتح بها كل أموره في هذه الحياة، وهي البسملة: (بسم الله الرحمن الرحيم).

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الفيل بهذا الاسم

لماذا سميت سورة الفاتحة بالسبع المثاني

سُمِّيت سورة الفاتحة بالسبع المثاني لأنّ هذا الاسم ورد في السنة النبوية الصحيحة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولأنّها تألف من سبع آيات مباركات، وقد ورد اسم السبع المثاني في قول الله تعالى في سورة الحجر في خطاب للنبي محمد عليه الصلاة والسلام: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} [5]وقد ورد ذكر اسم سورة الفاتحة باسم السبع المثاني في صحيح الإمام البخاري في الحديث الذي رواه أبو سعيد بن المعلى -رضي الله عنه- حين قال: “كُنْتُ أُصَلِّي في المَسْجِدِ، فَدَعانِي رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، فقالَ: ألَمْ يَقُلِ اللَّهُ: {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ}؟ ثُمَّ قالَ لِي: لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هي أعْظَمُ السُّوَرِ في القُرْآنِ قَبْلَ أنْ تَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ، ثُمَّ أخَذَ بيَدِي، فَلَمَّا أرادَ أنْ يَخْرُجَ، قُلتُ له: ألَمْ تَقُلْ: لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هي أعْظَمُ سُورَةٍ في القُرْآنِ؟ قالَ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) هي السَّبْعُ المَثانِي، والقُرْآنُ العَظِيمُ الذي أُوتِيتُهُ” [6]

وقد ذكر علماء المسلمين أنّ سبب تسمية سورة الفاتحة بالسبع المثاني هو أنّ المسلم يقرأها في كل ركعة من الصلاة، أي يثني بها في كل ركعة من الصلاة النافلة أو الواجبة، ومعنى الثناء بها أي الثناء على الله رب العالمين بحمده وشكره، قال الحافظ في كتابه فتح الباري: “واختلف في تسميتها مثاني، فقيل لأنها تثنى في كل ركعة أي تعاد، وقيل لأنها يثنى بها على الله تعالى، وقيل لأنها استثنيت لهذه الأمة لم تنزل على من قبلها”، والله تعالى أعلم. [7]

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الليل بهذا الاسم

أسماء سورة الفاتحة

إنّ لسورة الفاتحة في الإسلام الكثير من الأسماء التي ذُكرت في القرآن الكريم أو في السنة النبوية الشريفة، وفي هذه النقاط سوف نقوم بذكر كل اسم من هذه الأسماء ومكان وروده في نصوص الشريعة الإسلامية المباركة: [2]

  • فاتحة الكتاب: تُسمّى سورة الفاتحة بفاتحة الكتاب، لأنّ أول سورة من سور القرآن الكريم، ورد ع جابر بن عبد الله ما يأتي: “عن جابرِ بنِ عبدِ اللَّهِ، سَمِعْتُهُ يَقولُ: يقرأُ في الرَّكعتينِ الأولَيينِ بفاتِحةِ الكِتابِ، وَسورةٍ وفي الأُخريينِ بفاتحةِ الكِتابِ قالَ: وَكُنَّـا نتَحـدَّثُ أنَّـهُ لا  صَـلاةَ إلَّا بِـقراءةِ فاتِحةِ الكِتابِ فَما فوقَ ذلِكَ، أو فما أَكْثرُ مِن ذلِكَ”. [8]
  • السبع المثاني: وردت تسمية سورة الفاتحة بالسبع المثاني في كثير من النصوص الشرعية، حيث ورد في القرآن الكريم وفي السنة النبوية، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال في الحديث: “أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: وقرَأَ عليه أُبَيٌّ أُمَّ القُرآنِ، فقالَ: والذي نفْسي بيَدِه، ما أُنزِلَ في التوراةِ، ولا في الإنجيلِ، ولا في الزَّبورِ، ولا في الفُرقانِ مِثلُها، إنَّها السبْعُ المَثاني، والقُرآنُ العظيمُ الذي أُعطِيتُ”. [9]
  • أم القرآن وأم الكتاب: وهو من الأسماء المشهورة لسورة الفاتحة أيضًا، قال الماوردي في هذه التسمية: “سميت بذلك لتقدمها وتأخر ما سواها تبعًا لها، صارت أمًا لأنها أَمَّتْهُ أي تقدمته، وكذلك قيل لراية الحرب أُم لتقدمها واتباع الجيش له، ويقال لما مضى على الإنسان من سِنِي عمره أُم لتقدمها، ولمكة أم القرى لتقدمها على سائر القرى، ولأن الأرض منها دحيت وعنها حدثت، فصارت أُمًا لها لحدوثها عنها كحدوث الولد عن أمه”.
  • القرآن العظيم: سُمّيت سورة الفاتحة بهذا الاسم في السنة النبوية الشريفة، وتحديدًا في قول النبي محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: “والذي نفْسي بيَدِه، ما أُنزِلَ في التوراةِ، ولا في الإنجيلِ، ولا في الزَّبورِ، ولا في الفُرقانِ مِثلُها، إنَّها السبْعُ المَثاني، والقُرآنُ العظيمُ الذي أُعطِيتُ”. [9]

سبب نزول سورة الفاتحة

كثيرة هي الأقوال التي وردت في سبب نزول سورة الفاتحة، وأصدقها وأكثرها صحّة هو ما ورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حيث ذكر أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- سمع أحد يناديه، قال له: يا محمد، فلما سمع الصوت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أوجس منه خيفة وهرب منه، وذهب إلى ورقة بن نوفل فقص عليه نبأ الصوت الذي حصل معه، فأخبره ورقة بن نوفل أنْ إذا سمع الصوت فليثبت، قال ورقة: “إذا سمعتَ النِّداءَ فاثبُتْ حتَّى تسمعَ ما يقولُ لكَ”، فلمّا سمعه مرة أخرى ثبت النبي عليه الصلاة والسلام وقال: ” لبَّيكَ، قال: قُلْ أَشهدُ أَن لا إلهَ إلَّا اللَّه وأشهدُ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللَّهِ، ثُمَّ قُلْ الحمدُ للَّه ربّ العالمينَ الرَّحمنِ الرَّحيمِ حتَّى فرغَ من فاتحةِ الكتابِ”، فإذا هو جبريل نزل عليه وأنزل عليه سورة الفاتحة دفعة واحدة، فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في هذه الحادثة: “نزلت فاتحة الكتاب بمكة من كنز تحت العرش”، والله تعالى أعلم. [10]

فضل سورة الفاتحة

إنّ لسورة الفاتحة أهمية كبيرة في الشرع الإسلامي، فهي السورة التي تُعدُّ ركنًا أساسيًا من أركان الصلاة، فلا تصح صلاة المسلم إلّا بقراءة سورة الفاتحة، قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: “فِيهِ وُجُوب قِرَاءَة الْفَاتِحَة وَأَنَّهَا مُتَعَيِّنَة لَا يُجْزِي غَيْرهَا إِلَّا لِعَاجِزٍ عَنْهَا، وَهَذَا مَذْهَب مَالِك وَالشَّافِعِيّ وَجُمْهُور الْعُلَمَاء مِنْ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ فَمَنْ بَعْدهمْ”، وهي السورة الأفضل من بين كل سور القرآن الكريم، قال عليه الصلاة والسلام: “والذي نفْسي بيَدِه، ما أُنزِلَ في التوراةِ، ولا في الإنجيلِ، ولا في الزَّبورِ، ولا في الفُرقانِ مِثلُها، إنَّها السبْعُ المَثاني، والقُرآنُ العظيمُ الذي أُعطِيتُ”. [9]

ويتجلّى فضل سورة الفاتحة في أنّها السورة التي تُعدُّ شفاءً للقلوب والأبدان، قال ابن القيم رحمه الله تعالى رحمة واسعة: “فأما اشتمالها على شفاء القلوب: فإنها اشتملت عليه أتم اشتمال، فإن مدار اعتلال القلوب وأسقامها على أصلين: فساد العلم، وفساد القصد، ويترتب عليهما داءان قاتلان وهما الضلال والغضب، فالضلال نتيجة فساد العلم، والغضب نتيجة فساد القصد، وهذان المرضان هما ملاك أمراض القلوب جميعها، فهداية الصراط المستقيم تتضمن الشفاء من مرض الضلال، ولذلك كان سؤال هذه الهداية أفرض دعاء على كل عبد وأوجبه عليه كل يوم وليلة في كل صلاة، لشدة ضرورته وفاقته إلى الهداية المطلوبة، ولا يقوم غير هذا السؤال مقامه”، والله تعالى أعلم. [11]

إلى هنا نصل نهاية وختام هذا المقال الذي مررنا فيه بالتفصيل على تعريف سورة الفاتحة وتحدثنا فيه عن لماذا سميت سورة الفاتحة بهذا الاسم ثمّ ألقينا فيه الضوء على مجموعة من المعلومات المهمة عن سورة الفاتحة، مثل سبب نزول هذه السورة وفضل هذه السورة وأسمائها الواردة في الشريعة الإسلامية أيضًا.

المراجع

  1. ^ سورة الفاتحة، الآية 1، 2.
  2. ^ wikiwand.com، سورة الفاتحة، 04/01/2023
  3. ^ سورة الفاتحة، الآية 1 - 7.
  4. ^ shamela.ws، كتاب الموسوعة القرآنية خصائص السور، 04/01/2023
  5. ^ سورة الحجر، الآية 87.
  6. ^ صحيح البخاري، أبو سعيد بن المعلى، البخاري، 4474، صحيح.
  7. ^ islamweb.net، سر تسمية الفاتحة بالسبع المثاني، 04/01/2023
  8. ^ نخب الافكار ، يزيد الفقير، المعيني، 4/40، طريقه صحيح.
  9. ^ تخريج المسند لشعيب، أبو هريرة، شعيب الأرناؤوط، 8682، إسناده صحيح.
  10. ^ islamweb.net، القول في سورة الفاتحة، 04/01/2023
  11. ^ islamqa.info، فضل سورة الفاتحة وأهميتها، وذكر بعض فضائلها، 04/01/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *