عناصر المقال
لماذا سميت سورة الفرقان بهذا الاسم من الأسئلة التي يتمُ طرحها من قبل كثير من المسلمين، حيث تختلف تسميات سور القرآن الكريم وأسبابها، فقد سُمِّيت بعض السور بسبب كلمة وردت في أولها أو في بعض آياتها، وبعض السور سمِّيت بسبب قصة مميزة وردت فيها وغير ذلك من الأسباب، وسوف نتعرف في هذا المقال على معلومات عن سورة الفرقان، وعلى سبب تسمية سورة الفرقان بهذا الاسم، وعلى أسباب نزول سورة الفرقان وغير ذلك.
تعريف سورة الفرقان
تعدُّ سورة الفرقان من السور المكية في كتاب الله تعالى، وهي السور التي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة قبل الهجرة المباركة إلى المدينة المنورة، باستثناء الآيات 68 – 70 فهي من الآيات المدنية حسب العديد من العلماء، وقد نزلت بعد سورة يس، وهي من السور المثاني، وقد بدأت بتمجيد الله تعالى بكلمة “تبارك”، وتشترك بذلك مع سورة الملك في الجزء 29 من القرآن الكريم.[1]
شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الطلاق بهذا الاسم
لماذا سميت سورة الفرقان بهذا الاسم
يرجع سبب تسمية سورة الفرقان بهذا الاسم إلى مجيء كلمة الفرقان في أول آية من آيات السورة، فقد قال تعالى: “تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا “،[2] وكلمة الفرقان تشير إلى كتاب الله تعالى وهي أحد أسماء القرآن الكريم، وهو الكتاب الذي أنزله سبحانه وتعالى على رسول الله صلى الله عليه وسلم هدايةً للناس أجمعين، وهو الكتاب الذي فرق بين الحق والباطل وبين الكفر والإيمان وبين النور والظلام، وقد ورد اسمها في حديث صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: “سَمِعْتُ هِشَامَ بنَ حَكِيمِ بنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الفُرْقَانِ في حَيَاةِ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فَاسْتَمَعْتُ لِقِرَاءَتِهِ، فَإِذَا هو يَقْرَأُ علَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيهَا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ في الصَّلَاةِ، فَتَصَبَّرْتُ حتَّى سَلَّمَ”،[3] إلى آخر الحديث.[1]
شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة العنكبوت بهذا الاسم
عدد آيات سورة الفرقان
يبلغ عدد آيات سورة الفرقان 77 آية كريمة، وعدد كلماتها 896 كلمة، وتقع في الجزء التاسع عشر من كتاب الله تعالى، ورقم ترتيبها في المصحف الشريف 25، بعد سورة النور وقبل سورة الشعراء، وسورة الفرقان تحتوي على سجدة تلاوة في الآية رقم 60 منها، وتنتهي السورة بقوله تعالى: “قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ۖ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا”.[4]
مضمون سورة الفرقان
تعدُّ سورة الفرقان من السور الطويلة والتي تحتوي على العديد من الموضوعات، وقد دارت السورة بشكل أساسي حول إثبات صدق رسالة الإسلام التي أتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحول صدق القرآن الكريم وآياته الكريمة التي أنزلها الله تعالى، بالإضافة إلى مواضيع العقيدة التي اهتمت بها السور المكية، وفيما يأتي أهم مواضيع سورة الفرقان:[1]
- تمجيد الله سبحانه وتعالى والثناء عليه بما هو أهل له، فهو الذي أنزل القرآن الكريم هدى للناس، على فترات وحسب ما تقتضيه أحوال المسلمين.
- التأكيد على أنَّ رسالة الإسلام هي رسالة عامة لجميع الناس، وأنَّ الله تعالى أرسل نبيه محمد صلى الله عليه وسلم للبشر أجمعين.
- الحديث عن المكذبين بكتاب الله تعالى وصدق رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، كما وصفت السورة أحوالهم عندما يشاهدون الملائكة يوم القيامة مثل بقية الأمم السابقة التي كذبت برسالات الله تعالى.
- الحديث عن إبداع الله تعالى في خلق الكون وبقية المخلوقات، وقد ذكر الله تعالى العديد من الأمثلة مثل الحياة والموت وتعاقب الليل والنهار والظل والرياح التي تحمل المطر والأجنة في أرحامها وغير ذلك.
- سردُ صفات عباد الله تعالى، وفي ذلك إشارة إلى اقتفاء آثارهم، كما بينت طريقة الدعوة الصحيحة إلى الله تعالى في التحلي بالحكمة والصبر، ووجوب الدعوة بالحسنى.
شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الليل بهذا الاسم
أسباب نزول سورة الفرقان
وردت أسباب نزول بعض آيات سورة الفرقان في كتاب أسباب النزول للواحدي، ومن هذه الأقوال سبب نزول قوله تعالى: “وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا”،[5] وقد أشار إلى أنَّها نزلت في عقبة بن أبي معيط وفي أبي بن خلف، فقد كانا متحالفين متحابين دائمًا، وكان عقبة يجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرًا، وكانت من عاداته أن يصنع طعامًا إذا رجع من السفر، وفي إحدى المرات رجع وأعدَ وليمة ودعا إليها أشراف قريش، وعندما قدم إليه رسول الله رفض أن يأكل إلا بعد أن ينطق عقبة الشهادة، فنطق عقبة الشهادة وأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم.[1]
ولم يكن أمية بن خلف حاضرًا وقتها، ولما علم بذلك قال لعقبة: صبأت؟، ونفى عقبة ذلك وأخبره أنه نطق الشهادة لأنه استحى من رسول الله ولم يكن يريده أن يخرج من عنده دون أن يأكل، فقال له أبي بن خلف: “ما أنا بالذي أرضى عنك أبداً إلا أن تأتيه فتبصق في وجهه وتطأ عنقه”، فأخذ عقبة بقايا جيفة وألقاها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوعده رسول الله بأن السيف سوف يعلو رأسه إن ظفر به خارج مكة، وقد وقع في الأسر يوم بدر وقتل صبرًا، ونزلت الآيات فيه.[1]
شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الفيل بهذا الاسم
مقاصد سورة الفرقان
حسب ما ذكر العلماء والفقهاء من أهل التفسير أنَّ سورة الفرقان تتضمَّن ثلاثة مقاصد رئيسية، وفيما يأتي سيتم إدراج أهم المقاصد بشكل مفصل:[1]
- إثبات أنَّ القرآن الكريم هو كتاب منزلٌ من عند الله تعالى، وأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صادق في دعوته وفي أنَّ القرآن أنزل عليه، وأنه يسير على طريقة من سبقه من الرسل.
- إثبات مسألة البعث والحساب والجزاء، وإنذار الناس باقتراب اليوم الآخر، كما بشرت الصالحين بالعفو والمغفرة والرحمة، وأنذرت الكافرين بالعذاب والعقاب.
- تقديم الأدلة على وحدانية الله تعالى وعلى تفرده بالخلق، بالإضافة إلى تنزيهه عن الولد والشريك.
شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الجن بهذا الاسم
فضل سورة الفرقان
لم يرد في فضل سورة الفرقان أي حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن وردت بعض الأحاديث الموضوعة والتي لا أصل لها، وورد فيها حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، والذي بيَّن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّ القرآن نزل على سبعة حروف أي سبعة قراءات، ويكمن فضل السورة في كونها واحدة من السور في كتاب الله تعالى، وفي قراءتها أجر كبير لا يعلمه إلا الله تعالى، وفي جميع القرآن الكريم بركة وشفاء للصدور.[1]
في ختام مقال لماذا سميت سورة الفرقان بهذا الاسم تمَّ إدراج معلومات عن سورة الفرقان كما تمَّ التعرف على سبب تسمية سورة الفرقان بهذا الاسم، وتعرفنا على أسباب نزول آيات سورة الفرقان وعلى عدد آيات السورة، وعلى فضل سورة الفرقان وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل المتعلقة.
التعليقات