لماذا سميت سورة المعارج بهذا الاسم

لماذا سميت سورة المعارج بهذا الاسم
لماذا سميت سورة المعارج بهذا الاسم

لماذا سميت سورة المعارج بهذا الاسم من الأسئلة الهامة التي تثير تساؤل العديد من المسلمين، وسورة المعارج أحد صور المفصل، وهي سورة مكية تتحدث عن أصول العقيدة الصحيحة، وفي قمّتها إثبات البعث والنشور، والجزاء والحساب، وأوصاف العذاب والنار، وتبين حال المسلمين المؤمنين بالله -تعالى-، والكافرين به -سبحانه-، وفي هذا المقال سنعرض نبذة مختصرة عن سورة المعارج، وسنوضح بشكل مفصل لماذا سميت سورة المعارج بهذا الاسم.

التعريف بسورة المعارج

سورة المعارج أحد السور المكية التي نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة أو نزلت قبل هجرته إلى المدينة المنورة سواء في مكة أو المدينة، وهي من المفصل، ويبلغ عدد آياتها أربع وأربعون آية، وترتيبها في المصحف سبعون، في الجزء التاسع والعشرين، وتقع بين سورة نوح وسورة الحاقة، ومن أهم مقاصد السورة التذكير بيوم القيامة وأهوالها الشديدة، وما فيها من حساب وجزاء، وثواب وعقاب للمؤمنين والكافرين.[1]

مناسبة سورة المعارج لما قبلها

سورة المعارج تقع بين سورة نوح وسورة الحاقة، ومناسبتها لسورة الحاقة أنها نزلت بعدها وهي كالتتمة لها، فسورة المعارج تحدثت عن يوم القيامة وأهوالها المرعبة والعظيمة، وبينت ثواب المسلم وعقاب الكافر في الآخرة جزاء أعمالهم في الحياة الدنيا، وسورة الحاقة تممت الحديث عن أوصاف هذا اليوم المهول والعظيم، كما تحدثت عن أوصاف النار المرعبة والمفزعة، وأحوال المؤمنين والكافرين في الحياة الآخرة من نعيم وجحيم، جزاءً عن أعمالهم الحسنة والسيئة في الدنيا.[1]

شاهد أيضاً: لماذا سميت سورة النساء بهذا الاسم

لماذا سميت سورة المعارج بهذا الاسم

إن سبب تسمية سورة المعارج بهذا الاسم؛ لافتتاحها بالحديث عن المعارج، فقد قال -تعالى-: { سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ * تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ }[2]، فالمعارج هي السماوات، وقد سميت  بالمعارج؛ لأن الملائكة يعرجون فيها، ومعنى تعرج الملائكة أن الملائكة تصعد السموات، والروح هو جبريل -عليه السلام-  فقد خصه الله  -تعالى- بنقل الوحي إلى الأنبياء والرسل عليهم السلام، وقد خص وحده بالذكر مع أن لفظ الملائكة يشمل جبريل -عليه السلام-؛ وذلك لشرفه وفضل منزلته.[1]

سبب نزول سورة المعارج

لم يبين أهل العلم سبب نزول سورة المعارج كاملة، ولكن بينوا أسباب نزول الآية الأولى والثانية، والآية الثامنة والثلاثون وفيما يأتي تفصيل هذه الأسباب:[3]

  • سبب نزول سأل سائل بعذاب واقع: أنزلت هذه الآية رداً على تحدي النضر بن الحارث لله -عز وجل-، فقد أخرج النسائي وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله تعالى: {سَأَلَ سائِلٌ}[4] قال: هو النضر بن الحارث، قال: {اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ}[5]، وكان عذاب النضر بن الحارث يوم بدر.
  • سبب نزول للكافرين ليس له دافع: نزلت هذه الآية رداً على الناس الذين سألوا على من يقع العذاب، فقد أخرج ابن المنذر عن الحسن قال: نزلت {سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ}[4] فقال الناس: على من يقع العذاب؟ فأنزل الله: {لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ}[6].
  • سبب نزول أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم: نزلت الآية رداً على استهزاء وتكذيب الكافرين بالقرآن الكريم، فكانوا يقولون بأنهم سيدخلون الجنة قبل صحابة الرسول -صلى الله عليه وسلم- فأنزل الله قوله -تعالى- {أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ}[7]، وروي عن ابن عباس إنه قال في تفسير الآية الكريمة: “أيطمع كل رجل منهم أن يدخل جنتي، كما يدخلها المسلمون، ويتنعم فيها، وقد كذب بنبيي”.[8]

شاهد أيضاً: لماذا سميت سورة العنكبوت بهذا الاسم

موضوعات سورة المعارج

اشتملت سورة المعارج على العديد من الموضوعات الهامة، فيما يأتي أبرزها:[9]

  • بينت السورة موقف الكافرين المستهزئين بدعوة الرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، واستعجالهم بوقع العذاب استهزاء وسخرية منهم بالقران الكريم : {سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ، لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ}.[4][5]
  • التأكيد على أن يوم القيامة حق، وأنه واقع، وقد وصفت السورة يوم القيامة وأهوالها، والنار وعذابها، وأحوال الكافرين في ذلك اليوم الرهيب: {يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ}.[10]
  • بيان طبيعة الإنسان وصفاته التي أوجبت له النار،  فهو شديد الجذع عند الشدة، و وشديد البطر عند النعمة، وذكرت السورة سبب استحقاق عذاب جهنم، ومقابلة ذلك بأعمال المؤمنين التي أدت بهم إلى الجنة.
  • بيان حال الكافرين المكذبين بآيات الله -تعالى- في الآخرة وقت البعث وهم في أشد الذل، وبيان عاقبتهم جراء تكذيبهم بهذا اليوم المهول.
  • تثبيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتسليته على ما يلقاه من المشركين.

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الليل بهذا الاسم

مقاصد سورة المعارج

لسورة المعارج العديد من المقاصد، فيما يأتي أبرزها:[]

  • إثبات عذاب الله -تعالى- الذي يقع على الكافرين.
  • إثبات وتقرير يوم القيامة وصفاتها، قال الله تعالى: {يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ * وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا}.[10]
  • التذكير بصفات الإنسان الطبيعية التي جبل عليها من جزع عند المصيبة، وعدم شكر الله تعالى على نعمه.
  • بيان موقف الكافرين المستهزئين بالقران الكريم، وبيان سوء عاقبتهم.

فضل سورة المعارج

لم يرد حديث عن النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلم- خاص في بيان فضل سورة المعارج، والذي ورد في ذلك أحاديث ضعيفة أو موضوعةٍ لا أصلَ لها، ولسورة المعارج فضل عام كبقية سور القران الكريم، ففي تلاوتها أجر ومثوبة من الله -عز وجل- كما ورد في الحديث الشريفِ الذي رواهُ عبد الله بن مسعود أنَّ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قالَ: “من قرَأ حَرفًا من كِتابِ اللهِ فلَه به حسَنةٌ، والحَسنةُ بعشْرِ أمثالِها، لا أقولُ {ألم} حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ”،[11] وفضلُها أيضًا في اتباع الأوامر والنواهي التي وردت عن الله -عز وجل- كالحرص على تزكية النفس، وتطبيق صفات المؤمنين.[12]

أجبنا في هذا المقال عن سؤال لماذا سميت سورة المعارج بهذا الاسم ، فقد سميت بهذا الاسم؛ لافتتاحها بالحديث عن المعارج، والمعارج هي السماوات التي تصعدها الملائكة، كما بينا سبب نزول سورة المعارج، وموضوعات سورة المعارج التي تحدثت عن أصول الدين، وأهوال يوم القيامة، وبينا أن أحاديث فضل سورة المعارج ضعيفة أو موضوعةٍ لا أصلَ لها، ولسورة المعارج فضل عام أن في تلاوتها أجر ومثوبة من الله -تعالى-.

المراجع

  1. ^ shamela.ws، كتاب التفسير المنير - الزحيلي، 01/01/2023
  2. ^ سورة المعارج ، الآية: 1-4.
  3. ^ shamela.ws، كتاب التفسير المنير - الزحيلي، 01/01/2023
  4. ^ سورة المعارج ، الآية: 1.
  5. ^ سورة الأنفال، الآية: 32.
  6. ^ سورة المعارج ، الآية: 2.
  7. ^ سورة المعارج ، الآية: 35.
  8. ^ shamela.ws، كتاب التفسير الوسيط للواحدي، 01/01/2023
  9. ^ shamela.ws، كتاب التفسير المنير - الزحيلي، 01/01/2023
  10. ^ سورة المعارج ، الآية: 8.
  11. ^ الترغيب والترهيب، عبدالله بن مسعود، المنذري،2/296، إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما
  12. ^ al-eman.com، الحاوي في تفسير القرآن الكريم، 01/01/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *