أجمل مقدمة عن الزكاة في الإسلام مكتوبة وجاهزة للطباعة

أجمل مقدمة عن الزكاة في الإسلام مكتوبة وجاهزة للطباعة
مقدمة عن الزكاة في الإسلام

أجمل مقدمة عن الزكاة في الإسلام مكتوبة وجاهزة للطباعة، فقد قدّر الله -سبحانه وتعالى- بحكمته وعدله أقدارًا متفاوتة للعباد، فكان لهم الاختلاف في الأرزاق والمعيشة، وجعل للأقل رزقًا نصيبًا وحقًا في مال المسلمين والعبادة الأكثر رزقًا، فكانت الزكاة والصدقة وزكاة الفطر، فكانت الزكاة نظام اجتماعي واقتصادي وتكافلي عظيم بين أفراد المسلمين والذي يقوم بتقريب الفروقات المالية بين الطبقات المجتمعية في مجتمع الإسلام، ومن خلال هذا المقال سيتم تقديم مقدمة عن الزكاة في الشريعة الإسلامية وتقديم كافة المعلومات الهامة حولها.

الزكاة في الإسلام

إن الزكاة في الشريعة الإسلامية لغويًا تعرف بأنها النمو والزيادة فمن زكا الشيء زاده ونمّاه أو طهره، والزكاة طهارة للمال وللعبد من الذنوب، فهي تطهر صاحبها وماله من الذنوب والآفات، وتعرف في الاصطلاح الشرعي أنها حق معين ومحدد واجب في أنواع من الأموال المخصوصة بشروط مخصوصة ولأصناف معينة ومخصوصة وفي أوقات مخصوصة، وقد بيّن أهل العلم أن الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة والتي جاء قبلها الشهادتين والصلاة، وقد جاءت الأدلة الصحيحة في الكتاب والسنة تبيّن وجوبها وفرضها على المسلمين، وأجمع علماء الأمة على ذلك، وقد خصّ الله مانع الزكاة بالعقوبة في الدنيا والآخرة، فكانت لهم النار والعذاب الأليم في الآخرة، ولا تكون الزكاة واجبة على الأنبياء والمرسلين، لأنّ الله فرضها على العباد لتطهيرهم من الدنس والذنوب ولأن أموالهم التي بين أيديهم ودائع من الله لهم.[1]

شاهد أيضًا: متى تكون زكاة الفطر وما الحكمة من وجوب زكاة الفطر

مقدمة عن الزكاة في الإسلام

إن الزكاة من أعظم أركان الإسلام شرعة الحق والتكافل الاجتماعي الذي يقوم على حفظ مجتمع المسلمين وتنظيم توازنه، وذلك بالعطف والمودة والإيثار ونقاء السريرة ونبذ السموم والأحقاد والحسد، فهذه هي المنزلة والأثر الذي جعلها الإسلام لأجله، فلو أعطى كل غني زكاة ماله للفقراء لن يبقى على وجه الأرض فقير واحد، ولم يبقى على وجه الأرض مسكينًا واحدًا ولاختفى الجوع والجهل، فإن أغنياء المسلمين في هذه الأرض كثر لا يمكن إحصاؤهم لكثرتهم، وبالمقابل الذين يفارقون الحياة بسبب الجوع كثر، فلو قام المسلمون بترك هذا الركن العظيم من أركان الإسلام فإن إسلامهم وإيمانهم في خطر، وذلك لأنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ، شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ”.[2] فالزكاة بركة مال الغني وسد حاجة الفقير يعيش معها الطرفان في ود وحب وتخلو بها مشاعر الحسد والبغض والضيق من قلب الفقير، وينمو معها مال الغني ويتطهر.

مقدمة بحث عن أهمية الزكاة

إن الإسلام لا يحوي في شرائعه إلا على ما فيه بركة وخير للمسلمين، ومن أجمل ما يحتويه ويفرضه على المسلمين هي زكاة المال الركن الثالث من أركان الإسلام، والتي لها فضائل وآثار اجتماعية مهمة ومنافع دينية فهي تلخص هدف الإسلام في إرساء قواعد البر والحب والتآخي بين المسلمين، وقد كانت الزكاة من أهم وصايا النبي -صلى الله عليه وسلم-  لأصحابه حين أرسلهم لإبلاغ المسلمين، فقد ورد عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنه قال: “أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بعَثَ معاذًا إلى اليمَنِ فقالَ لَه : إنَّكَ تأتي قومًا أهْلَ كتابٍ فادعُهُم إلى : شَهادةِ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنِّي رسولُ اللَّهِ فإِن هُم أطاعوا لِذلِكَ ، فأعلِمهُم أنَّ اللَّهَ افتَرضَ عليهم خمسَ صلواتٍ في اليومِ واللَّيلةِ فإن هُم أطاعوا لذلِكَ ، فأعلِمهُم أنَّ اللَّهَ افترضَ عليهِم صدَقةَ في أموالِهِم تؤخَذُ من أغنيائِهِم وتُردُّ علَى فُقرائِهِم ، فإن هُم أطاعوا لذلِكَ فإيَّاكَ وَكَرائمَ أموالِهِم واتَّقِ دَعوةَ المظلومِ ، فإنَّها ليسَ بينَها وبينَ اللَّهِ حجابٌ”.[3] فكانت الزكاة طهرة للمال عند الغني وإبهاجًا لنفس الفقير، وطهرة لنفس الغني من الكبر والبطر، وتمنع حقد الفقراء على مالكي الأموال بسبب الفاقة والحرمان، وقد جعل الإسلام للزكاة شروطًا وأحكامًا نظمها بها وجعلها ذو نفعٍ كبير على كل الأطراف.

شاهد أيضًا: طريقة احتساب الزكاة في الشركات والفرق بين زكاة المال وزكاة التجارة

مكانة الزكاة والمقاصد الشرعية منها

إن للزكاة في الإسلام مكانة عظيمة وعالية ورفيعة، فهي إحدى ركائز الإسلام، وشعارًا للدخول فيها، ومن أسباب التمكين في الأرض وكان لها فضائل عظيمة ومقاصد كبيرة، ومن أبرز فضائلها ومقاصدها ما يأتي:[4]

  • اقترنت زكاة المال بالصلاة في القرآن الكريم فأين جاء أمر الصلاة اقترن به الأمر بالزكاة، فقد قال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ}.[5]
  • الزكاة ثالث ركنٍ من أركان الإسلام الخمسة وذلك ثابتٌ في الحديث الصحيح الذي ورد عن عمر بن الخطاب وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
  • إن زكاة المال وتأديتها من علامات تقوى القلوب وهي من أسباب دخول العبد الجنة، فعن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “خمسٌ مَن جاءَ بهن مع إيمانٍ دَخَلَ الجنةَ : مَن حافَظَ على الصلواتِ الخمسِ على وضوئِهن، وركوعِهن، وسجودِهن، ومواقيتِهن ؛ وصامَ رمضانَ ، وحجَّ البيتَ إن استطاع إليه سبيلًا ، وأعطى الزكاةَ طيِّبَةً بها نفسُه ، وأدَّى الأمانةَ . قالوا : يا أبا الدرداءِ ، وما أداءُ الأمانةِ ؟ قال : الغُسْلُ مِن الجَنابَةِ”.[6]
  • إن المحافظة على الزكاة سبب في بلوغ العباد منزلة الصديقين والشهداء كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.
  • من أدى الزكاة بنفسٍ طيبة ذاق حلاوة الإيمان وانشرح صدره واطمأن.
  • في زكاة المال تحقيق للعبودية لله وطاعة أمره وشكرٌ له على رزقه ونعمه.
  • في زكاة المال تطهير للمزكي من الذنوب والبخل وتطهير مال الزكاة وتطهير قلوب الفقراء من الحقد.

ما هي شروط وجوب الزكاة

إن الزكاة فريضة على المسلمين، لكن أوجدت الشريعة الإسلامية عددًا من الشروط لتكون واجبة على المسلم في حق ماله، ومن شروط وجوبها ما يأتي:[7]

  • الحرية: فالعبد تسقط عنه الزكاة لأنه مملوك ولا يملك، وقال بعض أهل العلم أنها تجب على سيده.
  • الإسلام: فالعبادات لا تجب على غير المسلمين باتفاق أهل العلم، ولا تجب العبادات إلا على المسلم، وعلى الرغم من ذلك يحاسبون عليها.
  • البلوغ والعقل: فالصبي الذي لم يبلغ الحلم لا تكليف له في العبادات، والمجنون الذي فقد عقله لا تكليف له، ولا زكاة عليهما لأنّ الزكاة عبادة وتحتاج لنية وهذه لا توجد عند الطفل والمجنون، وقيل عند بعض أهل العلم بل تجب عليهما ولكن يشرف وليهما على إخراجها.
  • النصاب: وهو ما حددته الشريعة من مقدار المال الذي إن بلغه المال وجبت فيه الزكاة وهو قيمة 85 جرامًا من الذهب تقريبًا.
  • حولان الحول: فالمال الذي بلغ النصاب لا بدّ أن يحول عليه الحول وهو في نصابه.
  • الملكية التامة: فلا زكاة على مالٍ لا يملكه المسلم.

شاهد أيضًا: الاصناف التي تجب فيها الزكاة ، شروط استحقاق الزكاة

الزكاة في الشرائع السابقة

قد فرض الله سبحانه وتعالى على العباد الزكاة، وجعلها ركنًا من الأركان الخمسة التي يقوم عليها هذا الدّين الحنيف، ولقد فُرضت الزكاة على المسلمين كما فُرضت من قبلهم على جميع الأمم السابقة، قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ}.[8] فجميع الشرائع السابقة فرض الله تعالى فيها على المسلم إخراج الصدقات من الأموال ودفعها للمحتاجين والفقراء والمساكين، فنبيّ الله إسماعيل عليه السلام كان بأمر أهله بالصلاة والزكاة، كذلك نبيّ الله عيسى عليه السلام أوصاه الله تعالى بالصلاة والزكاة ما دام حيًا، لكنّ أشكال الزكاة ومقاديرها تختلف عن زكاة المسلمين، لكنّ الزكاة فرضٌ فرضه الله تعالى على الخلق جميعًا الأولين منهم والآخرين، ليولد بين الناس تكافلٌ وتراحمٌ وتعاون، فيكون المؤمنون كأنهم فردًا واحدًا، والله أعلم.[9]

عقوبة تارك الزكاة

جعل الله تعالى الزكاة ركنًا من الأركان الخمسة التي يقوم عليها هذا الدّين العظيم، وأمر بها المسلمين الصّغار منهم والكبار أصحاب الأموال الكثيرة والوفيرة والتي قد بلغت النصاب، ومن واجب المسلم إن بلغت أمواله أو بهائمه أو زروعه أو غيرها النصاب وحال عليها الحول أن يُخرج زكاتها، يدفعها للمستحقين لها، وقد بيّنت  الآيات القرآنية والأحاديث النبويّة المباركة فضل دفع زكاة وأجرها العظيم إلى جانب بيانها العقوبة العظيمة والعذاب الأليم الذي يناله من ترك الزكاة فلم يدفعها ولم يخرج صدقة أمواله، قال الله تعالى في محكم تنزيله: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ}.[10] كذلك قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ” مَن آتاه اللهُ مالًا، فلم يؤَدِّ زكاتَه، مُثِّلَ له ماله شُجاعًا أقرَعَ، له زبيبتانِ، يُطوِّقه يومَ القيامة، يأخُذُ بلِهْزِمَتَيهِ- يعني شِدْقَيه، ثم يقول: أنا مالُكَ، أنا كَنْزُك. ثم تلا: وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [آل عمران: 180]”.[11] والله أعلم.[12]

شاهد أيضًاخمسة لا يجوز دفع الزكاة إليهم من هم وما حكم إعطاء الزكاة لمن له راتب

نصاب الزكاة وقدر الإخراج

نصاب الزكاة هو القدر الذي يجب أن يبلغه المال بأنواعه لتجب عليه الزكاة، ولقد حدّد الشرع نصابًا للأموال والبهائم والكنوز التي يجب أن يمتلكه المسلم من أجل دع الزكاة، فإن امتلك هذا القدر من المال صار من الأغنياء الذين تجب عليه الصدقات وتزكية الأموال ودفع هذه الزكاة للمستحقيّن الذي خصّهم الشرّع الحنيف، ونصاب الزكاة لكلّ نوعٍ وقدر الإخراج منها سيتمّ عرضه في الآتي:[13]

  • نصاب الأموال ويكون بقيمة خمسٍ وثمانين غرامًا من الذهب، ويُخرج منه بقدر ربع العشر.
  • نصاب الذهب يكون بلوغه خمسًا وثمانين غرامًا كاملة، ويُخرج منه بقدر 2,5% أي ربع العشر.
  • نصاب الفضة أن تكون دراهم الفضة قد بلغت 594 غرامًا من الذهب تقريبًا، ويخرج منه مقدار 2,5%.
  • نصاب الإبل يكون خمسًا الإبل حيث يُخرج عنها صاحبها شاةً عمرها سنةً واحدة.
  • نصاب الغنم يكون أربعين من الغنم ويُخرج صاحبها زكاتها شاةً واحدةً عمرها سنة فقط.
  • نصاب البقر هو ثلاثون من البقر، ويُخرج صاحبها زكاتها ذكرُ من البقر عمره سنةٌ واحدة.

في ختام أجمل مقدمة عن الزكاة في الإسلام مكتوبة وجاهزة للطباعة، تمّ التعرف على الزكاة في الشريعة الإسلامية وبيان حكمها ومشروعيتها، كما تم تسليط الضوء على شروط وجوبها ومكانتها ومقاصدها وفضائلها، وبيان عقوبة تاركها والمصارف الشرعية المحددة لها.

المراجع

  1. ^ islamweb.net، زكاة المال، 17/04/2023
  2. ^ صحيح مسلم، عبد الله بن عمر، مسلم، 16، صحيح
  3. ^ صحيح الترمذي، عبد الله بن عباس، الألباني، 625، صحيح
  4. ^ dorar.net، المطلب الثاني: فضائلُ الزَّكاة، 17/04/2023
  5. ^ سورة البقرة ، الآية 110
  6. ^ صحيح أبي داود، أبو الدرداء، الألباني، 429، حسن
  7. ^ alukah.net، شروط وجوب الزكاة وحكم مانعها، 17/04/2023
  8. ^ سورة الأنبياء، الآية 73
  9. ^ alukah.net، الزكاة في الأمم السابقة، 17/04/2023
  10. ^ سورة التوبة ، الآية 34-35
  11. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 1403، صحيح
  12. ^ dorar.net، المطلب الثالث: عُقوبةُ مانِعِ الزَّكاة، 17/04/2023
  13. ^ marefa.org، زكاة، 17/04/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *