هل السكن من حق الزوجة بعد الطلاق

هل السكن من حق الزوجة بعد الطلاق
هل السكن من حق الزوجة بعد الطلاق

هل السكن من حق الزوجة بعد الطلاق ، وما هي حقوق المطلقة بعد انفصالها عن زوجها شرعًا وقانونًا، فالكثير من السيدات يبحثن عن الحقوق التي ضمنها الشرع الإسلامي لها في حال طلاقها، وذلك بعد أن تستحيل عليها العشرة الزوجية بينه وبين زوجها، فالإسلام ضمن الحقوق للأطراف جميعها في حال وقوع الطلاق، وتختلف الحقوق مع وجود الأطفال أو بغير وجودهم، ولذلك فإن هذا المقال يهتم ببيان حقوق الزوجة بعد الطلاق وهل للزوجة حق في البيت بعد طلاقها.

مفهوم الطلاق ومشروعيته

يعرف الطلاق في اللغة العربية أنه الحل ورفع القيد، وله في الاصطلاح الشرعي العديد من التعريفات التي تتشابه في المعنى، فهو شرعًا حل قيد النكاح ورابطته وإنهاء العلاقة الزوجية، وقد اتفق أهل العلم في الإسلام على مشروعية الطلاق في الإسلام مستندين على الأدلة الصحيحة من القرآن والسنة، فقد قال تعالى في محكم تنزيله: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ}.[1] وكذلك من الأدلة على مشروعية الطلاق في السنة النبوية الشريفة ما ورد عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- حيث قيل: “أنه طلق امرأته وهي حائض على عهد رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم فسأل عمر بن الخطاب رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم مره فليراجعها ثم ليمسكها حتى تطهر ثم تحيض ثم تطهر ثم إن شاء أمسك بعد ذلك وإن شاء طلق قبل أن يمس فتلك العدة التي أمر الله سبحانه أن تطلق لها النساء”.[2] وقد قال بعض أهل العلم أنه بالرغم من مشروعيته وجوازه إلا أنه مكروه شرعًا والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: حكم طلب الطلاق بسبب مشاهدة الأفلام الإباحية

هل السكن من حق الزوجة بعد الطلاق

إن الصحيح والثابت الوارد عن أهل العلم أن المسكن حقٌ للمطلقة طلاقًا رجعيًا مع النفقة بالمعروف، أما بانتهاء العدة فلا مسكن ولا نفقة للزوجة على زوجها، وذلك لقوله تعالى في محكم تنزيله: {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ۚ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۖ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ ۖ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَىٰ}.[4] كذلك لو كانت الحضانة مع المرأة لأطفالها فإن لها مسكنًا يُجبر به الزوج، فعلى الرجل أن يؤمن المسكن اللائق لأطفاله وطليقته، وينتهي إلزام الأب بالمسكن للحضانة حتى يبلغ الأطفال سن السابعة، ذلك لأن الحق بالحضانة يسقط عن الأم ويكون الطفل مخير بين بقائه مع أمه أو التحاقه بأبيه، واجب المسلمين عدم التعجل بالطلاق، لأنه مهما كان الرجل وطليقته مصلحين بعد الطلاق فالآثار السلبية لن تقل أبدًا عن الأطفال، بل ستتشكل لديهم الكثير من العوائق والآثار النفسية والله أعلم.[5]

هل السكن من حق الزوجة بعد الطلاق في السعودية

إن القانون في المملكة العربية السعودية يستمد أحكامه وضوابطه من الشريعة الإسلامية، وقد قامت المملكة العربية السعودية بتأمين حقوق الزوجين وإلزامهما بواجباتهما كل واحدٍ منهما تجاه الآخر في حال الطلاق وحتى تجاه الأطفال، وقد حدد القانون السعودي عددًا من الشروط التي يكون معها السكن حق للزوجة المطلقة، وتلك الشروط هي كما يأتي:

  • في حال كانت المرأة المطلقة لا تمتلك مصدر دخلٍ كافٍ يمنحها القدرة على تأمين مسكن خاص بها ولأطفالها بعد الزواج.
  • في حال تم منحها مبلغًا ماليًا مقابل إسقاط حقها في المسكن يسقط حقها فيه.
  • بعد طلاقها مباشرةً على الرجل أن يؤمن طليقته في بيت ومسكن ولو كان بيت الزوجية ذاته أو حتى استأجر لها بيتًا آخر حتى تنقضي عدتها.
  • من حق الزوجة الحصول على مسكن كريم في حال حضانتها لأطفالها حتى يبلغ الأطفال السن القانوني وهو الخامسة عشرة في القانون السعودي ومعه تسقط الحضانة ويسقط حق المرأة بالمسكن.
  • في حال الحمل للمطلقة يحق لها الحصول على مسكن كريم ولائق حتى تضع حملها لتحصل على مسكن حتى تنتهي فترة الحضانة.

هل البيت من حق الزوجة بعد الطلاق في حال الخلع في السعودية

فصّلت الشريعة الإسلامية في حقوق المرأة عند الخلع، وهو أن تقوم الزوجة بالانفصال عن الزوج مقابل عوض مادي، حيث تشترط المرأة فيه على زوجها بالانفصال مقابل مبلغ مادي تفتدي نفسها به، وفي الخلع لا نفقة لعدتها بل تسقط نفقة المختلعة، وتعطي مهرها كله أو بعضه للرجل، أما لو كانت حاملًا فلا تسقط نفقة عدة الحامل، وكذلك لو كانت حاضنة، فلا تسقط نفقة الحضانة، إلا أن يكون شرط الأب أن تنفق هي على الأبناء بعد خلعها، والحضانة لا خلاف فيها أنها من حقها إلا أن تخل بشرط من شروط أحقية الحضانة أو أن تتفق في الخلع على التنازل عن حق الحضانة للأب، وفي حال أخذها للحضانة وحقها فإن الزوج ملزم أن يؤمن مسكنًا كريمًا لها ولأطفالها حتى تنتهي فترة الحضانة ما لم يكن بينهما اتفاق على غير ذلك، فالخلع يحصل بالافتداء وللزوجين الاتفاق على ما يريدان فيه والله أعلم.

شاهد أيضًا: حكم الطلاق قبل الدخول ، هل يجوز إرجاع المطلقة قبل الدخول بها

متى يسقط حق المطلقة في السكن

أوجدت الشريعة الإسلامية مجموعة من الضوابط والأحكام التي تبيّن حقوق الزوجة بعد طلاقها من الرجل، ومن بين تلك الحقوق حصول المطلقة على المسكن الكريم لها ولأطفالها في عدتها، وفي فترة حملها، وفي فترة حضانتها، وهذا واجب على الأب في الحال الطبيعي أن يقوم بتأمينه، وقد تحصل بعض الأمور أو يتم الخلل ببعض الشروط التي تجعل أحقية المرأة بالحصول على المسكن تختفي، والتي منها:

  • في حال بلغ الطفل الأصغر عند المرأة سن الخامسة عشرة من العمر، وهو السن الذي تم تحديده قانونًا لانتهاء فترة الحضانة، فإن الحق بالمسكن مع هذا الأمر يسقط للمرأة.
  • يسقط حق المسكن عن المطلقة في حال سقط حق الحضانة عنها بحكم القضاء وتحول الحضانة إلى الأب، فلا حق للمطلقة بالسكن.
  • في حال تم اختيار الحصول على مبلغ مالي مقابل حق السكن للمطلقة، فإنه يسقط بذلك حقها في السكن مطلقًا مقابل ذلك المال.
  • لا يحق للزوجة اخيتار السكن الذي تريده بل الزوج يسكنها حيث شاء على أن يراعي الكرامة وصلاحية المسكن.
  • في حال كان للزوجة مسكنًا خاصًا بها تملكه غير مسكن زوجها فلا حق لها بالمسكن على الزوج أبدًا.

هل العفش من حق الزوجة بعد الطلاق

جاءت الشريعة الإسلامية بأن صاحب العفش ومالكه هو أحق به، فلو حصل طلاق بين الرجل وزوجته، وكان أثاث بيته وعفشه ملكًا له وليس جزءًا من المهر أو توابعه فلا حق للطليقة فيه، فالمطلقة لها مهرها كله مقدمه ومؤخره، ولها نفقة العدة في الطلاق الرجعي، ولها نفقة أولادها في حضانتهم، أما العفش فلا حق لها فيه إلا إن كان قد تم كتابته في قائمة المنقولات، ويمكن القول أن حق الزوجة أو المطلقة في العفش يكون كما يأتي:[6]

  • إن قامت الزوجة بشراء عفش البيت وأثاثه كله أو بعضه فلها الحق في أخذ ما قامت بشرائه، والفواتير تكون دليل لها على ذلك.
  • للزوجة الحق في استعمال العفش والأثاث في المسكن الذي يحكم لها القضاء فيه ويؤمنه الزوج ولو كان ملكًا للزوج، لكن لا حق لها في تملكه أو التصرف به كبيعه، وينتهي حقها فيه بانتهاء الحضانة.
  • لا حق لها في العفش أبدًا إذا لم تكن تملكه ولا أطفال لديها.
  • يحق لها العفش من المنزل لو سمح لها الزوج بأخذه وأعطاها إياه عن طيب خاطر.

شاهد أيضًا: بحث جاهز كامل عن الطلاق ، ملخص بحث عن الطلاق

حقوق الزوجة بعد الطلاق مع وجود الأطفال

جاء الدين الإسلامي حافظًا للحقوق ومبيّنًا للواجبات، فكرّم الإنسان وأعلى من شأنه، وللمطلقة مع أطفالها وضع الدين الإسلامي العديد من الحقوق التي تصلح شأنها وحالها وأحوال أبنائها معها، وجاءت القوانين في الدول موافقة لهذه الشريعة الإسلامية، ومن حقوق الزوجة المطلقة مع وجود أبنائها معها ما يأتي:

  • للمرأة المطلقة الحق في المهر والصداق كاملًا.
  • إن للمرأة المطلقة بعد الطلاق نفقة المتعة يقدرها القاضي الشرعي لها.
  • للمرأة المطلقة الحق في النفقة والمسكن في العدة لمدة ثلاثة أشهر.
  • للمرأة الحامل الحق بالنفقة والمسكن طوال فترة حملها.
  • للمرأة المرضع المطلقة أجرة الرضاعة لعامين كاملين.
  • يحق للمرأة أن تسكن في مسكن الزوجية في العدة أو أن يتم استئجار مسكنٍ كريمٍ خاصٍ بها.
  • إن من حق المطلقة الحصول على نفقة الأطفال من تعليمٍ وطعامٍ وشرابٍ وملبسٍ وطبابة وكل ما يحتاجونه طوال فترة الحضانة.
  • يتم تأمين مسكن ملائم للمرأة المطلقة مع أطفالها طوال الحضانة.

حقوق الزوجة بعد الطلاق بدون وجود الأطفال

تختلف الحقوق للمطلقة بعدم وجود أطفالٍ معها عن الحال الذي يكون فيه معها أولادها وأطفالها، حيث كتب الإسلام لها مؤخر مهرها كاملًا لا يُنقص الزوج منه شيئًا أبدًا، ولها نفقتها وكسوتها ومسكنها كاملين طوال فترة العدة في حال الطلاق الرجعي، وليس لها ذلك في الطلاق البائن، ولها الحق في المتعة والتي هي المال الذي يدفعه الرجل لطليقته في كل أحوال الطلاق بائنًا أو رجعيًا، ومن حقوقها عدم إفشاء أسرارها وهدر كرامتها أمام الناس بل صونها وعدم ذكرها إلا بالخير، فالإسلام يأمر الناس بالعدل والإحسان حتى في أوقات الخصومة والنزاع والله أعلم.[7]

حق الزوجة بالنفقة بعد الطلاق

تحصل الزوجة بحسب الشريعة الإسلامية على العديد من الحقوق الواجب على الزوج تلبيتها، ومن بين تلك الحقوق النفقة، ونفقة المطلقة تأتي على عديد الأمور، فمنها نفقة العدة، وتشمل السكن والطعام والشراب والمسكن، ولها فيها ما كان لها في حياتها الزوجية تمامًا، وتكون هذه النفقة طوال فترة العدة في الطلاق الرجعي، كما أن الإسلام وضع للمرأة المطلقة نفقة تسمى نفقة المتعة، وهي المال الذي يدفعه الرجل لطليقته مقابل ما سببه لها من الوحشة بفراقها، ويرجع تقدير المتعة إلى أحوال الزوج المالية والمتعارف عليه في المجتمع، ويمكن التراضي بين الرجل والمرأة عليها أو يقدرها القاضي، كما أن النفقة للمطلقة تمتد لتشمل نفقة الحمل طوال مدة حملها حتى تضع، ثم أجرة الرضاع طوال مدة الرضاع وهي شرعًا عامين، ثم نفقة الحضانة للأطفال وهي في الشريعة سبع سنوات وكلها يراعى فيها قدرة الزوج المالية والله ورسوله أعلم.

شاهد أيضًا: ما هو الطلاق البائن ، أنواع الطلاق البائن في الإسلام

متى تسقط نفقة الزوجة بعد الطلاق

نصّت الشّريعة الإسلاميّة الحنيفة على أنّه لا يحقّ للمطلقة طلاقًا بائنًا شيءٌ من النفقة أو الكسوة أو المسكن، إلّا ما يقدّم الزوج عن طيب نفس حلالًا لها، وأمّا أن تطلب ذلك فلا إلّا إن كانت حاملًا، فالنفقة والمسكن حقٌّ لها، وتسقط نفقة الزوجة المطلقة بعد ولادتها ووضعها للطفل، ويبقى للطفل الحقّ في النفقة والمسكن على أبيه، كذلك للزوجة المطلقة حقٌّ في النفقة والمسكن إن كانت مطلقةً طلاقًا رجعيًا، فإن انتهت عدّتها فلا نفقة ولا مسكن ولا كسوة لها، فإن كان لها أولادٌ فحقّ الحضانة لها، ولها الحقّ بمطالبة الزوج بالنفقة لأولادها من الذّكور والإناث، والله أعلم.[8]

حقوق الزوجة في حال الانفصال بالخلع

للزوجة التي انفصلت عن زوجها عن طريق الخلع للضرر وغيره بعضٌ من الحقوق على الزوج أن يؤدّيها كاملةً، ويقضي القاضي الشّرعي بهذه الحقوق ويقرّها وهي:[9]

  • للزوجة حقٌّ في النفقة والمسكن والكسوة خلال عدّتها إن كان الطلاق رجعيًا، أمّا إن كان الطّلاق بائنًا فليس لها ذلك إلّا إذا كانت حاملًا من زوجها.
  • للزوجة حقٌّ في نفقة المتعة والتي أقرّ جمهور أهل العلم بأنّها واجبٌ على الزوج، فيدفع لها بحسب قدرته المالية واستطاعته.
  • للزوجة حقّق في طلب المهر أو الصداق كاملًا من الزوج إن كانت طلبت الطلاق لوقوع الضرر من الزوج وإثبات ذلك، ولا يجوز للزوج أخذ شيءٍ منه.
  • للزوجة حقٌّ في حضانة أطفالها إن وجد، فتحتضن أطفالها إذا ما توافرت فيها شروط الحضانة التي نصّ عليها الشّرع الإسلاميّ الحنيف.

شاهد أيضًا: مستحقات الزوجة بعد الطلاق ، حقوق المرأة بعد الطلاق في الإسلام

هل أجرة الرضاع من حق الزوجة بعد الطلاق

قال الله تبارك وتعالى في محكم تنزيله: {فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ}.[4] فالزوجة بعد الطلاق لها الحقّ في طلب الأجر من الأب مقابل إرضاعها للطفل الصغير، فإن كانت في عصمة زوجها فلا يحقّ لها ذلك، أما إذا كانت مطلقة فلها طلب أجرة الرّضاع، ولقد اختار هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، كذلك كان هذا مذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله، كما رجحّه الكثير من العلماء المعاصرين كالشيخ العلامّة ابن عثيمين رحمه الله تعالى، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “فإما إذا كانت بائناً منه وأرضعت له ولده فإنها تستحق أجرها بلا ريب ، كما قال الله تعالى : (فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ) الطلاق/6” ومن ذلك فإن أجرة الرضاع حقٌّ للزوجة بعد الطلاق طلاقًا بائنًا، وأمّا إن كانت تحت زوجها أي على ذمّته فلا يحقّ لها طلب أجرة الرّضاع، لأنّ من واجبها إرضاع صغارها لقوله جلّ وعلا: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}.[10] والله أعلم.[11]

متى يسقط عن الزوجة حق إرضاع طفلها

إنّ حقّ الزوجة في إرضاع طفلها يسقط عنها إذا ما طلّقها زوجها، لأنّ الولد لأبيه، فإن أراد الوالد أن يدفعه لمرضعةٍ فله ذلك، وإن شاء سأل أمّه الرضاع على أن يدفع لها أجرة الرضاع التي ينصّ عليها الشرع الإسلاميّ الحنيف، وأمّا إن كانت الأم غير مطلقة، فمن واجبها إرضاع طفلها، ولطفلها حقٌّ عليها في ذلك، وقال بعض أهل العلم أنّه لا يحقّ للزوج منع زوجته من إرضاع طفلها، بل لها الحقّ إن كانت قادرةً على ذلك دون أن يحصل لها أو لطفلها ضرر، فإن وجد الضرر يحقّ للأب أن يمنع الأم من الرضاع وأن يدفع به إلى مرضعةٍ أو يرضعه من الحليب الصناعيّ وغيره، والله أعلم.

شاهد أيضًا: الشك في الطلاق حتى لو كان الشك صحيح

هل الحضانة من حق الزوجة بعد الطلاق

اتّفق أهل العلم والفقهاء أنّ الحقّ في حضانة الأطفال بعد الطّلاق يكون للأم، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سنته المباركة لامرأة جاءت تشتكي زوجها الذي يهددها بأخذ ابنها منها بعد الطلاق: “أنتَ أَحَقُّ بِهِ مَا لم تَنْكِحِي”.[12] فالحضانة تكون للزوجة بعد الطلاق، وتستمر إلى أن يبلغ الأطفال سنّ التمييز أي سن السابعة، فإن بلغوا هذا العمر يتمّ تخييرهم ما بين الأب والأم، فلا يجوز للأب أن يحتضن أطفاله وينزعهم من أمهم عند الطلاق، ففي ذلك ظلمٌ عظيمٌ للأم والأطفال معًا، فإذا ما تزوجت المرأة فإنّ حضانة أطفالها تكون لأمّها أو أختها أو أم الأب إن لم تجد، والله أعلم.[13]

هل نفقة الحضانة من حق الأم المطلقة

ذهب أهل العلم والفقهاء إلى أنّه من حقّ المرأة الحاضنة للأطفال بعد الطّلاق أن تطلب من الأب أجرة الحضانة أو من وليّ الأطفال في غياب الأب، أي أنّ لها الحقّ في أجرة الحضانة، أمّا أن تأخذ المرأة الحاضنة من نفقة الأولاد المحضونين فلا يجوز ولا يصحّ إلّا إن كانت فقيرةً معدمةً ليس لها مصدر رزقٍ آخر، فتأخذ من نفقة الأطفال بالقدر الذي يسدّ حاجاتها ولا يكون فيه ضررًا للأطفال وضياعًا لحقّهم في النفقة، لذا وجب على الأب أن يعطي الأم الحاضنة بعد الطلاق أجرة الحضانة إن هي طلبتها.[14]

مقدار نفقة الأولاد بعد الطلاق في السعودية

تشمل النفقة في المملكة العربيّة السّعودية الخاصة بالأطفال بعد طلاق الأبوين المسكن والمأكل والمشرب والمصاريف التعليمية والرعاية الصّحية، لذا فلا قيمة محددة للنفقة منصوصٌ عليها في المملكة، وإنما تحدد هذه القيمة بالاتفاق بين الزوجين عند الطلاق أو يحددها القاضي الشّرعي حسب قدرة الأب المادية واستطاعته إذا ما كان الطلاق متنازعًا عليه بين الزوج والزوجة.

شاهد أيضًا: هل الأثاث والعفش من حق الزوجة إذا طلبت الطلاق

حقوق المطلقة في السكن والحضانة إسلام ويب

بيّنت فتاوى موقع إسلام ويب أنّ الطّلاق في الإسلام نوعان هما طلاقٌ بائنٌ وفيه يحقّ للزوجة المطلقة نفقةٌ ومسكنٌ لأنّها لم تطلق طلاقًا بائنًا لها ولأولادها، ويكون ذلك في حدود استطاعة الزوج وبالقدر الذي كان قبل الطّلاق، قال الله تعالى في الذّكر الحكيم: {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ}.[4] وطلاقٌ بائنٌ يسقط فيه حقّ الزوجة في النّفقة والمسكن، وذلك لأنّها خرجت من ذمّة الزوج فلا يلزمه أن ينفق عليها، وأمّا عن الحضانة فالحضانة بعد الطّلاق البائن تكون للأم إذا توافرت فيها شروط الحضانة كالصحة الجسدية والعقليّة، والمقومات التي تؤهلها لتربية الأطفال تربية سليمةً صالحةً وصحيحة، كذلك خلوّها من موانع الحضانة كالزواج للمرة الثّانية وغيره، وإذا طلّق الرجل المرأة طلاقًا بائنًا فعليه بإعطائها مهرها إن كان غير مقبوضٍ، إلى جانب إعطائها نفقةً للأطفال على قدر حاله وسعة رزقه، كذلك إن لم تجد المطلقة المسكن المناسب لها ولأولادها فعلى الزوج تأمين المسكن المناسب من أجل أطفاله، وتستمر حضانة الأم للأطفال حتى يبلغوا عمر السّابعة أي سنّ التمييز، فيخير الولد بين أمّه وأبيه ومن يختاره الولد تحقّ له حضانته، والله أعلم.[15]

ما هي حقوق الزوج بعد الطلاق

قد نصّ الإسلام الحنيف على عددٍ من الحقوق يجب أن تؤدّى للزوج من قبل زوجته بعد الطّلاق، سواءً كان الطلاق بائنًا أو رجعيًا، ومن حقوق الزوج بعد الطّلاق سنذكر الآتي:[16]

  • من حقّ الزّوج على زوجته أن تعتدّ الزوجة بعد الطلاق سواءً في الطّلاق البائن أو الرجعيّ، قال الله تعالى: {فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا}.[17]
  • من حقّ الزوج أن يحتفظ بكلّ شيءٍ اشتراه من ماله الخاصّ لمنزله فلا تأخذه الزوجة بعد الطّلاق.
  • من حقّ الزوج أن يردّ زوجته إلى ذمّته إن طلّقها طلاقًا رجعيًا سواءً خلال العدّة أو بعدها برضاها أو بدونه، وذلك إذا أراد أن يصلح ذات بينهما، قال الله تبارك وتعالى: {وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلاَحًا}.[18]

بهذا نصل لنهاية مقال هل السكن من حق الزوجة بعد الطلاق، والذي تم من خلاله تسليط الضوء على باقة من الأحكام الشرعية المتعلقة بالمسكن للمطلقة بعد طلاقها وما يترتب على الزوج تجاه طليقته من الواجبات، وما لها عليه من الحقوق.

أسئلة شائعة

أسئلة شائعة
هل يجب على المرأة البقاء في المنزل بعد الطلاق؟
على المطلقة طلاقاً رجعياً أن تبقى في البيت عند زوجها؛ لعله يراجعها، وليس له إخراجها، وليس لها الخروج حتى تنتهي عدتها.
هل يجب على الزوج توفير سكن لطليقته؟
للزوجة الحق في الحصول على المسكن ، وهو المسكن الذي يوفره زوجها، يجب على الزوج توفير منزل آخر لزوجته للعيش فيه مقابل مبلغ معقول من المال.
أين تسكن الزوجة بعد الطلاق؟
في فترة العدة تسكن في بيت زوجها، وبعدها على الرجل توفير مسكن لطليقته لتعيش فيه رفقة أطفالها.

المراجع

  1. ^ سورة البقرة، الآية 229
  2. ^ سنن أبي داود، عبد الله بن عمر، أبو داود، 2179، سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]
  3. ^ alukah.net، الطلاق تعريفه ومشروعيته، 01/03/2023
  4. ^ سورة الطلاق، الآية 6
  5. ^ islamweb.net، حقوق المطلقة في السكن والحضانة، 01/03/2023
  6. ^ islamweb.net، هل الأثاث من حق المطلقة؟، 01/03/2023
  7. ^ islamweb.net، حقوق الزوجة بعد طلاقها، 01/03/2023
  8. ^ islamweb.net، نفقة المطلقة الرجعية والبائن، 01/03/2023
  9. ^ islamweb.net، حقوق الزوجة إذا طلبت الطلاق للضرر، 01/03/2023
  10. ^ سورة البقرة، الآية 233
  11. ^ islamqa.info، هل للأم أن تطلب من الأب أجرة إرضاعها لأولادها منه؟، 01/03/2023
  12. ^ صحيح أبي داود، عبد الله بن عمرو، الألباني، 2276، حسن
  13. ^ islamweb.net، من يتولى الحضانة بعد الطلاق، 01/03/2023
  14. ^ islamweb.net، حكم أخذ الأم الحاضنة من نفقة المحضون لحاجتها، 01/03/2023
  15. ^ islamweb.net، حقوق المطلقة في السكن والحضانة، 01/03/2023
  16. ^ islamweb.net، حقوق كل من الزوجين عند الطلاق، 01/03/2023
  17. ^ سورة الأحزاب، الآية 49
  18. ^ سورة البقرة، الآية 228

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *