هل الأثاث والعفش من حق الزوجة إذا طلبت الطلاق

هل الأثاث والعفش من حق الزوجة إذا طلبت الطلاق
هل الأثاث والعفش من حق الزوجة إذا طلبت الطلاق

هل الأثاث والعفش من حق الزوجة إذا طلبت الطلاق يبحث عنه كثير من المسلمين في حالات وقوع الطلاق، إلى جانب كثير من التفاصيل المتعلقة والتي تغيب عن معظم المسلمين، فقد أولى الإسلام الطلاق أهمية كبيرة وذلك من أجل تنظيم العلاقة بين الزوج وزوجته والمحافظة على حقوق كل منهما بعد وقوع الطلاق، وسوف نتعرف في هذا المقال على تعريف الطلاق ومشروعيته في الإسلام، وحقوق الزوجة بعد الطلاق إذا طلبت طلاق الضرر أو الخلع، ونتعرف على مصير الأثاث والعفش بعد الطلاق وغير ذلك من أحكام الطلاق في الشرع الإسلامي.

الطلاق ومشروعيته في الإسلام

يعرف الطلاق عمومًا بأنه انفصال أحد الزوجين عن الطرف الآخر، ويعرف الفقهاء الطلاق بأنَّه حلُّ عقد الزواج أو عقد النكاح بالألفاظ الصريحة مثل: الطلاق والسراح والفراق، أو بالكناية مع وجود نية الطلاق مثل: أنت حرة، ما بيننا انتهى، ارجعي إلى بيت والدك وغيرها، ويشرع الطلاق في الإسلام كآخر وسيلة للتخلص من المشاكل الموجودة بين الزوجين والتي لم تنفع الحلول الأخرى معها أبدًا، ويحقُّ للزوج في الإسلام أن يطلق زوجته فقط ثلاث طلقات متفرقة، ولكل طلقة توجد عدَّة محددة وأحكام مخصصة أيضًا، وقد وردت مشروعية الطلاق في كتاب الله تعالى وفي السنة النبوية، إذ قال تعالى في كتابه العزيز: “الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”،[1] وفي الحديث أيضًا عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما أَحَلَّ اللهُ شيئًا أَبغضَ إليه مِن الطَّلاقِ”،[2] وأجمع الفقهاء والعلماء على حِلِّ ومشروعية الطلاق، رغم أنه قد يكون في بعض الأحيان محرمًا أو مكروهًا أو مستحبًا أو مباحًا أو واجبًا، وذلك حسب ظروف ومعطيات كل طلاق وكل علاقة.[3]

شاهد أيضًاكيف أعرف أن الطلاق خير لي ، نصائح للزوجة التي تريد الطلاق

هل الأثاث والعفش من حق الزوجة إذا طلبت الطلاق

يعتقد بعض الناس أنَّ الأثاث والعفش يكون بعد الطلاق من حق الزوجة، بما في ذلك أثاث غرفة النوم وما في المنزل من عفش، ولكن هذا غير صحيح بشكل عام، حيث أنَّه في بعض الأحيان يمكن أن يكون الأثاث والعفش من حق الزوجة بعد الطلاق، وفي حالات أخرى لا يكون لها الحق في ذلك، ولا يجوز لها أن تطالب بالحصول على العفش والأثاث، وفيما يأتي سيتم إدراج الإجابة عن سؤال هل الأثاث والعفش من حق الزوجة إذا طلبت الطلاق:[4]

إذا كان الأثاث ملك للزوجة

إذا كان الأثاث ملكًا للزوجة قبل الطلاق فإنَّه يبقى لها بعد الطلاق، ومن حقها أن تطالب به أو تأخذ ثمنه مهما كان نوع الطلاق، لأنَّ هذا ملك لها ولا يحق لأحد أن يأخذ منها ممتلكاتها مهما كانت، وإذا رفض الزوج ذلك يمكن للقاضي أن يحكم بهذا، ويجب على الزوجة أن تثبت مليكتها للعفش والأثاث سواء عن طريق أوراق ووثائق تثبت ذلك أو من خلال اعتراف الزوج، أو عن طريق وجود الشهود، ولذلك من الضروري أن تُشهِد الزوجة على ممتلكاتها الموجودة في بيت زوجها حتى تستطيع أن تستعيدها في حال وقوع الطلاق.

إذا أعطى الرجل الأثاث لزوجته

إذا أعطى الرجل زوجته الأثاث أو بعضًا منه قبل طلاقهما، فإنَّ هذا العفش والأثاث يصبح حق من حقوق الزوجة ويجب على الزوج أن يعطيها هذا الأثاث، لأنَّه أصبح ملكها، ولا يحق له أن يتراجع عن هذه الهبة والأعطية، ويجب أن يعترف الزوج بذلك، وأن تثبت الزوجة أن زوجها تنازل عن الأثاث والعفش إمَّا من خلال أوراق تثبت ذلك أو عن طريق شهادة الشهود إذا لم تتوفر الوثائق والأوراق، وإذا اعترف الزوج ولم يرفض ذلك لا يطلب منها أية وثائق ولا شهود، ويكون ما أعطاه لها الزوج حق لها.

إذا كان الأثاث ملك للزوج

إذا كان العفش والأثاث ملكًا للزوج ولم يعطِ زوجته منه شيئًا قبل الطلاق، فإنَّ الزوجة لا يحق لها أن تطالب بأي شيء من العفش والأثاث، ويبقى جميعه من حق الزوج ويبقى في منزله، ولا يجوز للزوجة أن تطالب به، ولكن يمكن للزوج في هذه الحالة أن يتنازل عن بعض الأثاث ويقدمه للزوجة عن طيب نفس، وهذا الشيء لا حرج فيه، ولكن إذا لم يتنازل عن ممتلكاته لا يحق للزوجة المطالبة بأس شيء من عفش وأثاث المنزل.

شاهد أيضًاما هو الطلاق البائن ، أنواع الطلاق البائن في الإسلام

هل الذهب من حق الزوجة بعد الطلاق

إنَّ الذهب يشبه حكمه في الإسلام حكم العفش والأثاث وغيره من الأغراض الموجودة لدى الزوجة في منزل الزوجية، ويأخذ عدة حالات حسب ملكية الزوجة للذهب وطريق وصوله إلى الزوجة، وفيما يأتي سيتم إدراج تفصيل في حكم أخذ الزوجة بعد الطلاق:[5]

  • إذا كان الذهب خاصًّا بالمرأة وملكًا لها سواء كانت قد اشترته قبل الزواج أو من أموالها خلال الزواج، فهو من حقها، ويجوز لها أن تأخذه، وأن تطالب به إذا أخذ الزوج منه شيئًا قبل الطلاق، ويجب على الزوج أن يعيده إليها ولا حق لها في أن يأخذ منه شيئًا، ولكن يجب أن تقدم إثباتًا على ذلك سواء عن طريق الوثائق والأوراق أو عن طريق الشهود.
  • إذا كان الزوج قد قدم الذهب هدية لزوجته فقد أصبح ملكًا لها، ويحق لها أن تطالب به، ويجب أيضًا أن يكون هناك دليلًا على ذلك، مثل الأوراق أو شهادة الشهود.
  • إذا كان الزوج قد اشترى الذهب ليدخر به بعض أمواله وأبقى الذهب مع زوجته فلا يحق لها أن تأخذ منه شيئًا، ويجب أن يثبت كل منهما أحقيته بالذهب من خلال الأوراق والوثائق التي تثبت ذلك، أو من خلال شهادة الشهود الثقة.
  • إذا كان الذهب هو جزء من المهر أو المهر كله، يتوقف ذلك على نوع الطلاق في هذه الحالة، فإذا طلق الزوج زوجته يحق للزوجة الاحتفاظ بالذهب والمطالبة به إذا أخذ منه الزوج شيئًا، أمَّا إذا كانت المرأة قد طالبت بالطلاق ولم تثبت الضرر لا يحق لها الاحتفاظ بالذهب كونه مهرًا، ويجب أن تعيده للزوج.

هل المؤخر من حق الزوجة إذا طلبت الطلاق

من المعروف في الإسلام أنَّ المهر حق من حقوق الزوجة في الزواج، ويجب على الزوج أن يقدمه للزوجة عند كتابة عقد الزواج، فقد قال تعالى في كتابه العزيز: “وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا”،[6] ولكن درجت العادة في المجتمعات الإسلامية أن يقسَم المهر إلى جزئين: مقدم ومؤخر، وذلك تخفيفًا على الزوج، حيث يدفع المقدم عند كتابة عقد الزواج، ويبقى المؤخر إلى موعد الطلاق أو قد يدفعه الزوج خلال فترة زواجه، وهو دين في عنقه من الأفضل أن يدفعه إلى زوجته بعد الزواج عندما يتمكن من ذلك، ويقع كثير من الناس في حيرة تجاه مؤخر الزوجة بعد الطلاق، وفيما يأتي سيتم إدراج تفصيل في حق الزوجة بالحصول على المؤخر بعد الطلاق:[7]

  • إذا طلق الرجل زوجته يحق لها الحصول على المؤخر إذا كانت قد حصلت على المقدم في بداية الزواج، وإذا كانت قد أخذت المهر كاملًا لا يحق للزوج أن يسترد منه شيئًا.
  • إذا طلبت الزوجة الطلاق وأثبتت أن الزوج يلحق بها الضرر والأذى أمام القاضي، يحق لها أن تاخذ المهر كاملًا، فإذا كانت قد أخذت المقدم يحق لها أن تطالب بالحصول على المؤخر المثبت في عقد الزواج وبشهادة الشهود.
  • إذا طلبت الزوجة طلاق الخلع لا يحق لها أن تطالب بالمهر، لا المقدم منه ولا المؤخر، وإذا كانت قد أخذت من المهر شيئًا يجب عليها أن تعيده إلى الزوج.

شاهد أيضًانصيحة للزوجة التي تطلب الطلاق ، متى يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق

حق المسكن للزوجة بعد الطلاق

يختلف حق الزوجة في المسكن بعد الطلاق حسب حالة الزوجة وطبيعة الطلاق، فإذا كانت الزوجة مطلقة طلاقًا رجعيًا يختلف عن كون الطلاق بينونة كبرى أو صغرى، كما أنَّ المرأة الحامل حكمها مختلف بعد الطلاق من حيث الحقوق التي يمكن أن تحصل عليها، ويمكن القول بإنَّه إذا كانت المسكن ملكًا للزوجة أو إذا كان الزوج قد أعطى المنزل هدية لزوجته فإنَّه يبقى ملكًا لها ولا يحق لأي شخص حتى لو كان زوجها أو والدها أن يأخذه منها، ولكن إذا كانت المسكن حق وملك للزوج عند وقوع الطلاق، يكون حق الزوجة في المسكن حسب حالة الطلاق، وفيما يأتي سيتم توضيح حق المسكن للزوجة بعد الطلاق في الإسلام:[8][]

مسكن المطلقة طلاق رجعي

إذا تعرضت المرأة للطلاق أول طلقة أو ثاني طلقة تكون مطلقة طلاقَا رجعيًا، وعند ذلك يحق لها أن تبقى في المسكن إلى أن تنتهي عدتها، لأنه في هذه المدة يحق للزوج أن يعيدها إلى عصمته دون عقد جديد ودون مهر ودون رضاها، ولا يحق لأحد سواء كان أباها أو زوجها أن يخرجها من السكن، وقد قال تعالى في كتابه العزيز: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا”،[9] لكن إذا انتهت فترة العدة تخرج من المنزل لأنها أصبحت مطلقة طلاق بينونة صغرى، ويحتاج الرجل عند ذلك إلى عقد جديد ومهر جديد حتى يعيدها إلى عصمته إضافة إلى إذن وليها وشهادة الشهود.

مسكن البائن بينونة كبرى أو صغرى

إذا تطلقت المرأة طلاق بينونة صغرى أي بعد انتهاء عدة الطلاق الرجعي أو تطلقت طلاق بينونة كبرى، أي كانت الطلقة الثالثة ولا يحق للزوج أن يرجع زوجته إلى عصمته إلا بعد أن تتزوج من شخص آخر، وذلك حسب قوله تعالى في محكم التنزيل: “فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىٰ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ ۗ فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۗ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ”،[10] يكون المسكن في هذه الحالة ليس من حق المرأة إلا إذا كانت حاملًا، في هذه الحالة يجوز لها أن تبقى في مسكن الزوج بشكل منفصل عنه أو يؤمن لها سكنًا حتى تضع حملها وتحصل على النفقة كاملة.

مسكن المطلقة وعندها أطفال

إذا طلق الرجل امرأته وكان لديهما أبناء ونالت الزوجة حضانة الأبناء يحق لها أن تحصل من الزوج على مسكن خاص بها وبأطفالها، سواء كان عن طريق التمليك أو أن يستأجر شقة لها على حسابه، عند ذلك يفرَض على الزوج أن يدفع نفقة السكن إلى جانب جميع النفقات الأخرى المترتبة عليه، لأنَّ نفقات السكن والنفقات الأخرى في هذه من الحقوق التي يجب أن تحصل عليها الزوجة المطلقة مع أولادها حتى يصلوا إلى سن البلوغ والتمييز، واختلف الفقهاء في هذا السن، فأشار بعضهم إلى أن تتزوج البنت وأن يصبح الولد في سن 15 عامًا.

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الطلاق بهذا الاسم

حقوق الزوجة إذا طلبت الطلاق بدون سبب

لا يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق من زوجها من دون سبب، ويعدُّ هذا من الكبائر في الإسلام وقد بيَّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث عن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أيُّمَا امرأةٍ سألت زوجَها طلاقًا في غيرِ ما بأسٍ فحرامٌ عليها رائحةُ الجنةِ”،[11] ولذلك لا بدَّ من وجود سبب حتى تطلب الزوجة الطلاق، حتى لو اقتصر ذلك على كرهها له دون سبب، إذ أنَّ نفور الزوجة من زوجها يعدُّ أحد الأسباب المبيحة للطلاق، لأنها في هذه الحالة لن تستطيع أن تقوم بجميع واجبات الزوج، ولن تؤدي ما فرضها الله تعالى عليها تجاه زوجها ولن تتحقق غايات النكاح وأهدافه التي يحرص الشرع الإسلامي على صيانتها، ولكنها في هذا الحالة تتنازل عن جميع حقوقها مثل المهر كاملًا ونفقة العدة ونفقة المتعة، وفي الحديث الصحيح عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه: “أنَّ امْرَأَةَ ثَابِتِ بنِ قَيْسٍ أتَتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، ثَابِتُ بنُ قَيْسٍ، ما أعْتِبُ عليه في خُلُقٍ ولَا دِينٍ، ولَكِنِّي أكْرَهُ الكُفْرَ في الإسْلَامِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أتَرُدِّينَ عليه حَدِيقَتَهُ؟ قالَتْ: نَعَمْ، قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اقْبَلِ الحَدِيقَةَ وطَلِّقْهَا تَطْلِيقَةً”،[12] لكنها تحتفظ بحقوق حضانة الأولاد وبدل أجر الرضاعة ونفقة الأولاد كاملة، إذا أنَّ نفقة الأولاد لا تتعلق بنوع طلاق الزوجة في الإسلام.[13]

حقوق الزوجة عند طلب طلاق الضرر

يعدًّ طلاق الضرر واحدًا من أنواع الطلاق الذي أجازه الفقهاء في الإسلام للزوجة، حيث يجوز للزوجة في كثير من الأحيان أن تطلب الطلاق بسبب تعرضها للأذى والضرر من قبل زوجها سواء عن طريق الشتم أو السب أو الضرب والتعنيف، ويجوز لها أن تطلب الطلاق من الزوج وترفع قضيتها إلى القاضي، ويجب أن تثبت الزوجة الضرر الواقع عليها بسبب زوجها أمام القاضي حتى يحكم لها بالطلاق، وحتى تحصل على الحقوق المفروضة لها، وفيما يأتي سيتم إدراج أهم حقوق الزوجة عند طلب طلاق الضرر:[14]

  • تحصل الزوجة عند طلب طلاق الضرر عندما يحكم لها القاضي بطلاق الضرر أن تأخذ المهر من زوجها بالكامل، وإذا كانت قد أخذت مقدم المهر أو أخذت منه شيئًا عند عقد الزواج لا تردُّ منه شيئًا، ويجب على الزوج إن يكمل لها المهر بعد طلاق الضرر.
  • يمكن أن تأخذ الزوجة بعد طلاق الضرر نفقة المتعة والتي تحصل عليها على مدار 24 شهرًا، وتأخذ أيضًا نفقة العدة والتي تحصل عليها مدة 3 شهور فقط.
  • يمكن للزوجة أن تأخذ ممتلكاتها الخاصة من منزل زوجها والأغراض التي تدعي أنها لها، إضافة إلى الذهب الخاص وإذا كان الزوج قد أخذه أو ما يزال في منزل زوجها يجب أن تحصل عليه كاملًا، ويجب إثبات ملكية تلك الأغراض إمَّا عبر الوثائق أو عن طريق الشهود.
  • عند وجود أبناء لها من زوجها تحصل الزوجة على نفقة مسكن، وإذا لم يستطع الزوج توفير مسكن خاص بها يمكنها أن تأخذ بدل أجر مسكن منه.
  • تأخذ الزوجة نفقة حضانة الأطفال في حالة طلاق الضرر، بالإضافة إلى أجر بدل حضانة الأطفال أو بدل إرضاع الطفل في حالة وجود طفل رضيع، عدا نفقة الأطفال كاملة من علاج ومصاريف تعليم وملابس وغيرها من النفقات الضرورية للأولاد.

شاهد أيضًا: كيف يتم الطلاق في المحكمة ، ما هي شروط الطلاق في المحكمة

حقوق الزوجة الحاضنة عند الطلاق

تحصل المرأة خلال فترة حضانة الأولاد بعد الطلاق على العديد من الحقوق الذي يتوجب على الزوج أن يؤمِنَها لها كاملة من دون إنقاص أو تقتير، ومهما كان نوع الطلاق الواقع بين الزوجين لا يجب أن تسقط حقوق الحضانة لأنها بالأساس للأبناء وليست للمرأة، وفيما يأتي سيتم إدراج حقوق الزوجة الحاضنة عند الطلاق:[15]

  • تحصل الزوجة على مسكن لأولادها حتى تستطيع الاهتمام بهم ورعايتهم، وإذا لم يستطع الزوج أن يبقيهم في المنزل يجب أن يؤمن لهم المسكن المخصص لهم سواء عن طريق التمليك أو الإيجار، وإذا سكنت الزوجة مع أولادها عند والدها يحق لها أن تأخذ بدل أجر المسكن.
  • تحصل الزوجة على نفقة الأبناء كاملة من طعام ولباس وتعليم وعلاج وغيرها من النفقات الضرورية لهم، ويجب أن تحصل الزوجة على هذه النفقة لأولادها طوال فترة الحضانة، وقد دلَّ على ذلك قوله تعالى: “وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ”.[16]
  • يحق للمرأة أن تحصل على نفقة خاصة لها مقابل رعاية الأولاد وحضانتهم وتربيتهم، وهذه النفقة غير نفقة الأطفال السابقة.
  • تحصل المرأة أيضًا على نفقة إرضاع أو ما يعتبر بدل أجر إرضاع في حال وجود طفل رضيع لدى الزوجين المطلقين، لأنها ليست مجبرة على ذلك بعد الطلاق.
  • يحق للأم أن تحتفظ بالأولاد إذا لم يقدِم الأب على دعوى حضانة الأولاد بعد انتهاء فترة حضانة الأم، فقد يكون الأب منشغلًا بحياة أخرى جديدة، وقد يرغب في إبقاء الأطفال عند والدتهم للاهتمام بهم من قبلها.

حقوق الزوجة إذ طلقها زوجها

تحتفظ المرأة إذا طلقها زوجها يجميع الحقوق المفروضة لها في الإسلام، فإذا كان الطلاق رجعيًا فإنَّ المرأة تحتفظ بحقوقها جميعها بما في ذلك حقها بالإقامة في منزل الزوج حتى تنتهي عدتها وتصبح مطلقة بائن بينونة صغرى، وعند ذلك تفقد حق الإقامة في مسكن الزوج، وتختلف بعد ذلك حقوقها حسب حالتها، فإذا لم يكن لديها أولاد تختلف حقوقها عنها إذا ما كانت حاملًا أو عندما أولاد، وفيما يأتي سيتم التفصيل في حقوق الزوجة إذا طلقها زوجها:[17]

  • تحصل المرأة المطلقة من قبل الزوج على المهر كاملًا بما فيه المقدم والمؤخر، فإذا كانت قد أخذت المقدم، فيجب على الزوج أن يدفع لها المؤخر، وإذا لم يكن قد دفع شيئًا يجب أن يدفع لها مقدم الصداق ومؤخره كاملًا كما هو مثبت في عقد الزواج بحضور الشهود.
  • يحق للمرأة أن تحصل على نفقة العدة ونفقة السكن إذا كان الطلاق رجعيًا أو إذا ما كانت حامل في الطلاق البائن بينونة صغرى وكبرى حتى تضع حملها.
  • يحق للزوجة أن تحصل على نفقة حضانة الأولاد ونفقة مصروفاتهم كاملة بما فيها نفقة العلاج والتعليم والملابس والطعام وما إلى هنالك من نفقات.
  • تحصل على نفقة سكن لها ولأبنائها في حال وجودهم، كما أنَّ لها أجر بدل حضانة الأطفال وبدل إرضاع الأطفال إن وجد لديها طفل رضيع أو بعد أن تضع حملها.
  • يحق للمرأة أن تأخذ جميع أغراضها وممتلكاتها الخاصة من منزل زوجها، وأن تأخذ الذهب الخاص بها، ويجب على الزوج أن يرد لها أيَّ شيء كان قد أخذه منها لأنه حق لها ولا يجوز التعدي عليه.

شاهد أيضًا: حقوق الزوجة الناشز بعد الطلاق ، مظاهر تدل على نشوز الزوجة

حقوق الزوج إذا طلبت الزوجة الطلاق

تطلب الزوجة من زوجها الطلاق في بعض الأحيان لأسباب عديدة، وقد تتنازل للحصول على الطلاق عن جميع حقوقها أو بعضها حسب الأسباب التي دفعتها إلى الطلاق، ولذلك تختلف حقوق الزوج إذا طلبت الزوجة الطلاق حسب معاملته لها والعلاقة بينهما سابقًا، فإذا كانت معاملته سيئة وتسببت لها بالضرر والأذى فلن ينال الحقوق التي ينالها إذا ما كان محسنًا ولينًا معها، وفيما يأتي حقوق الزوج إذا طلبت الزوجة الطلاق بشكل مفصل:[18]

حقوق الزوج إذا طلبت الزوجة الطلاق ولم يكن مسيء

في بعض الأحيان تطلب الزوجة الطلاق رغم عدم وجود أي عيب في الزوج ورغم كونه غير مسيء، ولم تتعرض لأية إساءة منه، وقد يكون أيضًا صاحب خلق ودين، ولكنَّ الزوجة تكرهه وتنفر منه ولا ترغب بالحياة معه، وقد أباح رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الطلاق، لأن الزوجة لن تستطيع أن تؤدي حقوق الرجل في هذا الزواج، ولكن يجب أن تتنازل عن جميع حقوقها، وفيما يأتي حقوق الزوج إذا طلبت الزوجة الطلاق ولم يكن مسيئًا:

  • يسقط حق المرأة في المهر عن الزوج إذا طلبت الطلاق ولم يكن مسيئًا معها، وإذا كان الزوج قد دفعه إلى زوجته المهر أو شيئًا من المهر تعيده إليه كاملًا من دون نقصان.
  • يسقط حق النفقة عن الزوج سواء نفقة المتعة أو نفقة العدة التي كانت للزوجة، ولا يجوز لها المطالبة بهذا النفقات إلا إذا دفعها الزوج عن طيب نفس منه وكرمًا وهذا لا حرج به.
  • يبقى على الرجل أيضًا دفع نفقة الأولاد كاملة في حال وجودهم بما في ذلك نفقة الطعام والتعليم والعلاج وغيرها، ويجب أيضًا تأمين مسكن لهم أو دفع إيجار بدل مسكن إذا كان مسكن الزوجة مع أهلها مثلًا.
  • على الزوج أن يعيد لزوجته جميع ممتلكاتها وأغراضها الخاصة من دون نقصان، لأنَّها حق لها ولا يجوز لأي شخص أن يأخذ منها شيء من هذه الممتلكات الشخصية.
  • إذا كانت المرأة حامل يجب أن يوفر لها نفقة كاملة ومسكن حتى تضع الحمل، وهذا أيضًا من الواجبات المفروضة على الزوجة كنفقة للحمل وليس للمرأة إذا طلبت الطلاق.

حقوق الزوج إذا طلبت الزوجة الطلاق وكان مسيء

يعامل بعض الأزواج الزوجة معاملة سيئة جدًّا ويقسو عليها كثيرًا سواء من خلال الشتم أو الإهانة أو التحقير وهذا ما يسمى بالتعنيف النفسي، أو من خلال الضرب وهذا ما يسمى بالإيذاء الجسدي، وقد أجاز الفقهاء في الإسلام للزوجة أن تطلب الطلاق من زوجها إذا تعرضت للإيذاء والضرر بسبب زوجها، وهذا ما يسمى طلاق الضرر في الإسلام، وفيما يأتي سيتم إدراج حقوق الزوج إذا طلبت الزوجة الطلاق وكان الزوج مسيء:

  • من حقوق الزوج عند طلب زوجته الطلاق بسبب إساءته رؤية أولاده إذا كانوا مع زوجته، ولا يحق لها أن تمنعه من ذلك، وإذا منعته من رؤية أولاده يمكن للزوج أن يرفع دعوى في المحكمة ويرى الأولاد عن طريق المحكمة رغمًا عن الزوجة.
  • يجب على الزوج أن يدفع المهر كاملًا للزوجة المقدم والمؤخر، لأنَّه هو الذي أساء وأدى بسبب إساءاته إلى وقوع الطلاق، رغم أن زوجته هي من طلب ذلك بسبب الضرر والأذى الذي لحقها.
  • يجب على الزوج دفع مستحقات الزوجة كاملة سواء نفقة عدة ونفقة متعة أو نفقة أولاده التي تشكل نفقة السكن والطعام والشراب والتعليم والعلاج وغير ذلك من الاحتياجات الضرورية.
  • يجب على الزوج أن يردَّ لزوجته جميع الممتلكات الخاصة بها والموجودة في منزله، إضافة إلى الذهب والمجوهرات إذا ما كان قد أخذ منه شيئًا، يردها كاملة دون نقصان.

في نهاية مقال هل الأثاث والعفش من حق الزوجة إذا طلبت الطلاق تم التعرف على لمحة عن تعريف الطلاق ومشروعيته في الإسلام، كما تمَّ التعرف على مصير العفش والأثاث بعد الطلاق، وعرفنا من هو الأحق بالأثاث والعفش الزوج أم الزوجة، كما تمَّ التعرف على حقوق الزوجة إذا طلبت الطلاق من زوجها دون سبب، وحقوق الزوجة في طلاق الضرر وغيرها من التفاصيل.

أسئلة شائعة

أسئلة شائعة
اذا طلبت الزوجة الطلاق هل ترجع الذهب؟
إذا كان الذهب ملكًا للزوج، يجب على الزوجة أن تعيده إلى الزوج بعد الطلاق سواء طلقها هو أو طلبت هي الطلاق، أمَّا إذا كان الذهب ملكًا للزوجة ولم يكن مهرًا ولا جزءًا من المهر يبقى الذهب مع الزوجة ولا يحق للزوج أن يطالب به، وأمَّا إذا كان الذهب جزءًا من المهر أو كان الذهب هو المهر كله، عند ذلك يجب على الزوجة أن تعيد الذهب إلى الزوجة إذا طلبت الطلاق، لأنَّ الزوجة إذا طلبت الطلاق ترجع المهر كاملًا حسب حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنه حيث قال: ""أنَّ امْرَأَةَ ثَابِتِ بنِ قَيْسٍ أتَتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، ثَابِتُ بنُ قَيْسٍ، ما أعْتِبُ عليه في خُلُقٍ ولَا دِينٍ، ولَكِنِّي أكْرَهُ الكُفْرَ في الإسْلَامِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أتَرُدِّينَ عليه حَدِيقَتَهُ؟ قالَتْ: نَعَمْ، قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اقْبَلِ الحَدِيقَةَ وطَلِّقْهَا تَطْلِيقَةً".
هل يغضب الله من الطلاق؟
لا يغضب الله تعالى من الطلاق كونه حلالًا، ولكنَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيَّن أنَّ الطلاق أبغض الحلال إليه، فقد ورد في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما أَحَلَّ اللهُ شيئًا أَبغضَ إليه مِن الطَّلاقِ"، وهذا لما فيه من إضرار بالزوجة والأطفال ودمار الأسر في المجتمع الإسلامي، وهذا بدوره يؤدي إلى الإضرار بالمجتمع كله، لأنَّ الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع، فإذا انهارت تداعت أركان المجتمع، ووقد ورد عن الشبخ ابن عثيمين قوله: "الأصل في الطلاق الكراهة ، والدليل : قوله تعالى في الذي يؤلون من نسائهم ( أي يحلفون ألا يجامعوا مدة أربعة أشهر ) : ( فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) وهذا فيه شيء من التهديد ، لكن في الفيء ( أي الرجوع ) قال : ( فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) فدل هذا على أن الطلاق غير محبوب إلى الله عز وجل ، وأن الأصل فيه الكراهة ، وهو كذلك".

المراجع

  1. ^ سورة البقرة، الآية 229
  2. ^ المستدرك على الصحيحين، عبد الله بن عمر، الحاكم، 2833، صحيح
  3. ^ dorar.net، حكم الطلاق، 26/02/2023
  4. ^ islamweb.net، متى يكون للزوجة الحق في أثاث البيت بعد الطلاق، 26/02/2023
  5. ^ islamweb.net، ما يسترجعه الزوج من حلي زوجته إذا فارقها، 26/02/2023
  6. ^ سورة النساء، الآية 4
  7. ^ islamweb.net، حالات استحقاق المرأة نصف المهر، ومتى يسقط؟، 26/02/2023
  8. ^ islamweb.net، حقوق المطلقة في السكن والحضانة، 26/02/2023
  9. ^ سورة الطلاق، الآية 1
  10. ^ سورة البقرة، الآية 230
  11. ^ صحيح أبي داود، ثوبان مولى رسول الله، الألباني، 2226، صحيح
  12. ^ صحيح البخاري، ابن عباس، البخاري، 5273، صحيح
  13. ^ islamqa.info، طلب المرأة الطلاق إذا كرهت زوجها، 26/02/2023
  14. ^ islamweb.net، طلب المرأة الطلاب للضرر، 26/02/2023
  15. ^ islamweb.net، حقوق المرأة المطلقة وأولادها، 26/02/2023
  16. ^ سورة البقرة، الآية 233
  17. ^ alukah.net، حقوق المرأة المطلقة في الشريعة الإسلامية، 26/02/2023
  18. ^ islamweb.net، حقوق المطلقة أو من طلبت الطلاق، 26/02/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *