عناصر المقال
ما هي نبوءة إشعياء عن مصر وما هو سفر إشعياء هي مواضيع مهمة بالنسبة للكثير من المصريين، فإشعياء هو الذي كتب سفر إشعيا في العهد القديم من الكتاب المقدس عند أتباع الديانة المسيحية، وجدير بالقول إنّ نبوءة إشعياء هي من المواضيع التي يهتم بها اليهود في هذا العصر ويذكرونها بين الحين والآخر على أنها وقائع سوف تحصل في المستقبل، وفي هذا المقال سوف نقوم بتسليط الضوء على تعريف إشعياء ثم سوف نمر على ما هو سفر إشعياء وسنتحدث فيه عن نبوءة إشعياء التي كانت تتحدث عن مصر على وجه التحديد وسوف نمر على نص هذه النبوءة كما وردت في سفر إشعياء بالحرف.
من هو إشعياء
إنّ إشعياء عند اليهود هو خلاص الرب، ويُكتب هذا الاسم بالعبرية بالصورة الآتية: יְשַׁעְיָהו، وكان إشعياء بحسب التاريخي اليهودي ابن آموض وهو الكاتب الذي كتب وخط سفر إشعيا، هذا السفر الذي يُعد أحد أسفار العهد القديم في الكتاب المقدس عند أتباع الديانة المسيحية، وإشعياء هذا إذن هو نبي من أنبياء اليهود ومعروف بأنه النبي الإنجيلي لأنّه كتب كثيرًا عن السيد المسيح، وهو من نسل الملوك، فوالده آموص وأخوه ملك يهوذا واسمه أمصيا، وكان إشعياء هذا ذا شخصية قوية وتأثير كبير على الدولة ورجال الدولة وكان من المصلحين الاجتماعيين في زمانه، ولا بد من القول إنّ رسالة إشعياء امتدت لستة عقود من الزمن، وأن إشعياء هذا عاش ثمانين عامًا وعاصر الكثير من ملوك مملكة يهوذا وأهمهم الملك عزيا والملك يوثام والملك أحاز والملك حزقيا، ويراه اليهود اليوم من أهم الأنبياء في العهد القديم، أما وفاته فبحسب ما ورد في كتب التاريخ اليهودية فإنه توفي مقتولًا بمنشار خشبي في زمن الملك منسّى؛ وهذا ما ذُكر في سفر صعود أشعياء الذي يُعد من الأسفار غير القانونية. [1]
ما هو سفر إشعياء
إنّ مصطلح السفر يشير إلى كلمات النبي أشعيا بن آموص، وهو نبي من أنبياء اليهود، عاش في القرن الثامن قبل الميلاد، وسفر إشعياء المعروف باللغة العبرية بـ ספר ישעיהו هعو السفر الثاني عشر في التناخ، وهو السفر الثالث والعشرون في العهد الجديد عند المسيحيين البروتستانت، وهو السفر السادس والعشرون عند المسيحيين الأرثوذكس والكاثوليك، وجدير بالقول إنّ سفر إشعياء يضم 66 إصحاحًا، جميع هذه الإصحاحات تتحدث عن الرؤى اليت ورد عن النبي إشعياء لبني إسرائيل، وهو من الأسفار النبوية، ولذلك فإنه يُعد من النصوص الرئيسية في العهد القديم، ويتحدث هذا السفر عن سبي اليهود إلى بابل ثم عودتهم منها، ويتحدث عن بناء الهيكل في القدس مرة أخرى، ويرى الكثير من الباحثون أن سفر إشعياء عمل جماعي، كتب منه النبي إشعياء بعضه وكتب الباقي تلاميذه، ويتحدث هذا السفر عن النهاية المتوقعة لمنفى اليهود وإعادة بناء الهيكل في القدس ويتحدث عن نهاية الزمان؛ ولا بد من القول إنّ نبوءات هذا السفر تُقسم إلى ثلاثة أوجه، وهي: [2]
- نبوءات دنيوية تتحدث عن بني إسرائيل.
- نبوءات مسلبية ومشؤومة تتحدث عن سقوط بعض الدول ودمار الشعوب والحضارات.
- نبوءات عن خلاص اليهود، وتتضمن هذه النبوءات الكثير من الجوانب الدينية والجوانب السياسية والتاريخية التي تخص اليهود.
ما هي نبوءة إشعياء عن مصر
ورد في سفر إشعياء نبوءة تتحدث عن مصير مصر، وهذه النبوءة مذكورة في الإصحاح الحادي عشر من هذا السفر، وتقول النبوءة إن مصير مصر هو الخراب، والخراب سوف يأتي من جفاف النيل ويباس الأرض في مصر، وتقول النبوءة الواردة في سفر إشعياء عن مصر إن مصر سوف يحكمها ملك عنيف ديكتاتور قاس يبث الرعب والخوف في قلوب الناس ويكون مصدرًا للذعر بين الأمم، وهذا ما سيدفع الأمم المحيطة بها إلى قتالها، وبالتالي سوف تُهزم مصر من القوى الخارجية التي سوف تهاجمها، ثم يذكر سفر إشعياء إنّ مصر سوف تعود للرب من خلال تقديم النذر والتضحيات وسوف تُعيد تحالفها القديم مع آشور، ولا بد من القول إنّ العلماء المختصين بعلم الكتاب المقدس يؤكدون أنّ هذه الأسفار ذات معانٍ عميقة ولا يمكن فهمها وفهم ما تشير إليه إلّا من خلال فهم السياق التاريخي للفترة الزمنية وتاريخ الفترة الزمنية التي كُتب فيها هذا السفر.
نص نبوءة إشعياء عن مصر مكتوب
نضع فيما يأتي النص الحرفي لما ورد في سفر إشعيا من نبوءة تتحدث عن مصر وهي مترجمة من اللغة العبرية إلى اللغة العربية كما وردت في السفر المذكور:
نُبُوءَةٌ بِشَأْنِ مِصْرَ: هَا هُوَ الرَّبُّ قَادِمٌ إِلَى مِصْرَ يَرْكَبُ سَحَابَةً سَرِيعَةً، فَتَرْتَجِفُ أَوْثَانُ مِصْرَ فِي حَضْرَتِهِ، وَتَذُوبُ قُلُوبُ الْمِصْرِيِّينَ فِي دَاخِلِهِمْ. وَأُثِيرُ مِصْرِيِّينَ عَلَى مِصْرِيِّينَ فَيَتَحَارَبُونَ، وَيَقُومُ الْوَاحِدُ عَلَى أَخِيهِ، وَالْمَدِينَةُ عَلَى الْمَدِينَةِ وَالْمَمْلَكَةُ عَلَى الْمَمْلَكَةِ، فَتَذُوبُ أَرْوَاحُ الْمِصْرِيِّينَ فِي دَاخِلِهِمْ، وَأُبْطِلُ مَشُورَتَهُمْ، فَيَسْأَلُونَ الأَوْثَانَ وَالسَّحَرَةَ وَأَصْحَابَ التَّوَابِعِ وَالْعَرَّافِينَ. وَأُسَلِّطُ عَلَى الْمِصْرِيِّينَ مَوْلىً قَاسياً، فَيَسُودُ مَلِكٌ عَنِيفٌ عَلَيْهِم. هَذَا مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ.
وَتَنْضُبُ مِيَاهُ النِّيلِ وَتَجِفُّ الأَحْوَاضُ وَتَيْبَسُ. تُنْتِنُ الْقَنَوَاتُ، وَتَتَنَاقَصُ تَفَرُّعَاتُ النِّيلِ وَتَجِفُّ، وَيَتْلَفُ الْقَصَبُ وَالْبَرْدِيُّ. وَتَذْبُلُ النَّبَاتَاتُ عَلَى ضِفَافِ نَهْرِ النِّيلِ، وَالْحُقُولُ وَالْمَزْرُوعَاتُ كُلُّهَا تَجِفُّ، وَكَأَنَّهَا لَمْ تَكُنْ مُخْضَرَّةً. فَيَئِنُّ الصَّيَّادُونَ وَطَارِحُو الشُّصُوصِ فِي النِّيلِ وَيَنُوحُونَ وَيَتَحَسَّرُ الَّذِينَ يُلْقُونَ شِبَاكَهُمْ فِي الْمِيَاهِ. وَيَتَوَلَّى الْيَأْسُ قُلُوبَ الَّذِينَ يَصْنَعُونَ الْكَتَّانَ الْمُمَشَّطَ، وَيَفْقِدُ حَائِكُو الْكَتَّانِ الْفَاخِرِ كُلَّ أَمَلٍ. وَيُسْحَقُ الرِّجَالُ، وَهُمْ أَعْمِدَةُ الأَرْضِ، وَيَكْتَئِبُ كُلُّ عَامِلٍ أَجِيرٍ.
رُؤَسَاءُ صُوعَنَ حَمْقَى، وَمَشُورَاتُ أَحْكَمِ حُكَمَاءِ فِرْعَوْنَ غَبِيَّةٌ. كَيْفَ تَقُولُونَ لِفِرْعَوْنَ نَحْنُ مِنْ نَسْلِ حُكَمَاءَ، وَأَبْنَاءُ مُلُوكٍ قُدَامَى؟ أَيْنَ حُكَمَاؤُكَ يَا فِرْعَوْنُ لِيُطْلِعُوكَ عَلَى مَا قَضَى بِهِ الرَّبُّ الْقْدِيرُ عَلَى مِصْرَ؟ قَدْ حَمِقَ رُؤَسَاءُ صُوْعَنَ وَانْخَدَعَ أُمَرَاءُ نُوفَ وَأَضَلَّ مِصْرَ شُرَفَاءُ قَبَائِلِهَا جَعَلَ الرَّبُّ فِيهَا رُوحَ فَوْضَى، فَأَضَلُّوا مِصْرَ فِى كُلِّ تَصَرُّفَاتِهَا، حَتَّى تَرَنَّحَتْ كَتَرَنُّحِ السَّكْرَانِ فِي قَيْئِهِ. فَلَمْ يَبْقَ لِعُظَمَائِهَا أَوْ أَدْنِيَائِهَا مَا يَفْعَلُونَهُ فِيهَا. فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَرْتَعِدُ الْمِصْرِيُّونَ كَالنِّسَاءِ خَوْفاً مِنْ يَدِ الرَّبِّ الْقَدِيرِ الَّتِي يَهُزُّهَا فَوْقَهُمْ.
وتَغْدُو أَرْضُ يَهُوذَا مَثَارَ رُعْبٍ لِلْمِصْرِيِّينَ فَيَعْتَرِيهَا الْفَزَعُ مِنْ ذِكْرِهَا لأَنَّ الرَّبَّ الْقَدِيرَ قَدْ قَضَى قَضَاءَهُ عَلَى مِصْرَ.
فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ فِي دِيَارِ مِصْرَ خَمْسُ مُدُنٍ تَنْطِقُ بِلُغَةِ كَنْعَانَ، وَتَحْلِفُ بِالْوَلاءِ لِلرَّبِّ الْقَدِيرِ، وَتُدْعَى إِحْدَاهَا مَدِينَةَ الشَّمْسِ. فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يُقَامُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ دِيَارِ مِصْرَ، وَيَرْتَفِعُ نُصُبٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخُومِهَا، فَيَكُونُ عَلامَةً وَشَهَادَةً لِلرَّبِّ الْقَدِيرِ فِي دِيَارِ مِصْرَ، لأَنَّهُمْ يَسْتَغِيثُونَ بِالرَّبِّ مِنْ مُضَايِقِيهِمْ، فَيَبْعَثُ إِلَيْهِمْ مُخَلِّصاً وَمُدَافِعاً يُنْقِذُهُمْ. فَيُعْلِنُ الرَّبُّ نَفْسَهُ لِلْمِصْرِيِّينَ. وَفِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَعْبُدُونَهُ وَيُقَدِّمُونَ ذَبِيحَةً وَقَرَابِينَ وَيَنْذِرُونَ لِلرَّبِّ نُذُوراً وَيُوفُونَ بِها. وَيَضْرِبُ الرَّبُّ مِصْرَ؛ يَضْرِبُهَا وَيُبْرِئُهَا، فَيَرْجِعُ أَهْلُهَا تَائِبِينَ إِلَى الرَّبِّ فَيَسْتَجِيبُ دُعَاءَهُمْ وَيَشْفِيهِمْ.
فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَمْتَدُّ طَرِيقٌ مِنْ مِصْرَ إِلَى أَشُّورَ، وَمِنْ أَشُّورَ إِلَى مِصْرَ، فَيَعْبُدُ الْمِصْرِيُّونَ وَالأَشُّورِيُّونَ الرَّبَّ مَعاً. فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ إِسْرَائِيلُ ثَالِثَ ثَلاثَةٍ مَعَ مِصْرَ وَأَشُّورَ، وَبَرَكَةً فِي وَسَطِ الأَرْضِ، فَيُبَارِكُهُمُ الرَّبُّ الْقَدِيرُ قَائِلاً: «مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ، وَصَنْعَةُ يَدِي أَشُّورُ، وَمِيرَاثِي إِسْرَائِيلُ».
مقالات قد تهمك
كم مرة ذكرت مصر في القرآن | لماذا سميت مصر ام الدنيا |
ما هو عيد الميلاد المجيد | لماذا سميت مصر بهذا الاسم |
إلى هنا نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي مررنا فيه بالتفصيل على ما هي نبوءة إشعياء عن مصر وما هو سفر إشعياء وذلك بعد أن مررنا على من هو النبي إشعياء، ثم ألقينا فيه الضوء على نص نبوءة إشعياء عن مصر كما وردت في سفر إشعياء بالحرف مكتوبة ومترجمة من اللغة العبرية إلى اللغة العربية.
التعليقات