هل يجوز قول قوس قزح

هل يجوز قول قوس قزح، وهو ما سيتم بيانها في سطور هذا المقال، حيث يُعدّ أحد الأحكام الشرعية التي ينبغي على المسلم معرفتها، فهو محط خلاف بين العلماء، حيثُ يعد قوس قزح من أجمل اللحظات التي يستمتع برؤيتها كل من الصغار والكبار، ومن هذه المعطيات سوف نسلط لكم الضوء من خلال سطورنا التالية لبيان الحكم الشرعي لقول قوس قزح، كما سيتم بيان معنى قوس قزح وحكم قول هذه التسمية لدى الشيخ ابن باز رحمه الله.

معنى قوس قزح

قبل الخوض في الحديث عن حكم قول قوس قزح في الإسلام، لا بدّ من القول بأنّ قوسُ قُزَح أحد الظواهر الطبيعية التي تجمع ألوانه وتظهر على شكل نصف دائرة، فهو ظاهرة بصريَّة تحدثُ بسبب انكسار وانعكاس ضوء أشعّة الشَّمس على قطرات المطر^[1]، أما معنى قُزَح فهو يتمثل بعدة معانٍ، حيثُ يقصد بالقزح الارتفاع، كما أنّها جمع قُزحة وتعني الطريقة التي تتركّب منها الألوان، كما قال بعض العلماء فيما يخص معنى القزح بأنّه اسم أحد الملائكة الموكل بالسحاب أو اسم الشَّيطان، وأيضًا اسم لإله الرَّعد والمطر عند بعض الكفار، كما قال أنّ ابن منظور في معجم لسان العرب: “أنّ كلمة قزح مأخوذة من التقزيح بمعنى التحسين، بينما رأى آخرون أنّ القزح يقصد به الألوان أو الطرائق الموجودة داخل القوس”.^[2]

هل يجوز قول قوس قزح

يجوز قول قوسُ قُزَح ولا مانع من ذلك، بحيث لَمْ يَرِد دليل في القرآن الكريم أو السُّنة النّبوية  يُثبت تحريم قولِها أو عدَم جَوازِهَا، ولكِن استدلَّ بعض العلماء بأنّ قولها مكروه بناءً على حديث عن النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- وهو يُعدّ حديثًا موضوعًا لا يجوز أن ينسب إليه أو يحتج به، وينص على: “لا تقولوا قوس قزح، فإن قزح شيطان، ولكن قولوا: قوس الله عز وجل، فهو أمان لأهل الأرض”، حيث لم يثبت في النهي عن هذه التسمية حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، والقطع بأن قُزَح اسم لشيطان يحتاج إلى دليل يثبت ذلك، كما قال الشيخ الألباني -رحمه الله- في سلسلة الأحاديث الضعيفة: “الظاهر أنه من الإسرائيليات التي تلقاها بعض الصحابة عن أهل الكتاب , وموقف المؤمن تجاهها معروف , وهو عدم التصديق ولا التكذيب , إلا إذا خالفت شرعًا أو عقلا”.^[3]

هل يجوز قول قوس قزح ابن باز

ذكر الشيخ ابن باز -رحمه الله-  في تعليقاته على زاد المعاد الصحيح بأنّ قول قوس قزح جائز ولا دليل على الكراهة ^[4]، حيثُ إنّ الاستدلال بالحديث المنقول عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يجوز وهو من الأحاديث المكذوبة، فقد اختلف الآئمة فيما يخص هذا القول حيث يرى الإمام الثعالبي -رحمه الله- أنه لا بأس من هذا القول وليس فيه كراهية، وأضاف أنه يمكن إطلاق عدة أسماء عليه ومنها “قوس السماء، وقوس السحاب، وقوس قزح”، كما أشار الإمام البخاري -رحمه الله- إلى ضعف الحديث الذي يدل على كراهة هذا القول، مستدلًا عما ورد عن ابن عباس رضي الله عنه: “الْمَجَرّة باب من أبواب السماء، وأما قَوس قُزح فأمَان مِن الغَرق بعد قوم نوح عليه السلام”.^[5]

معنى قوس قزح عند الشيعة

أجبنا في مستهلّ مقالنا عن هل يجوز قول قوس قُزح، حيثُ يعتبر قَوسُ قَزَح عند الطائفة الشيعية بأنّه اسمًا للشَّيطان، ولذلك تُعدّ هذه التسمية من الأُمور المَنهِي عنها، وقد أوضحوا بأنّ الأفضل والأحوط أن يقول المسلم قوسُ الله، فقد ورد في كتبهم عدة أدلة تبين النهي عن استخدام هذه التسمية ومنها: “في ما أجاب الحسن بن علي عليهما السلام من أسئلة ملك الروم وقال السائل: ما قوس قزح؟ قال: ويحك! لا تقل قوس قزح، فإن قزح اسم شيطان، وهو قوس الله، وعلامة الخصب، وأمان لأهل الأرض من الغرق”، بالإضافة إلى ما ورد عن الأصبغ عندما سأل ابن الكواء أمير المؤمنين عليه السلام فقال: “يا أمير المؤمنين! أخبرني عن قوس قزح. قال: ثكلتك أمك [يا ابن الكواء]! لا تقل قوس قزح فإن قزح اسم الشيطان، ولكن قل: قوس الله إذا بدت يبدو الخصب والريف”.^[6]