طريقة التعامل مع الطفل قليل الأدب

طريقة التعامل مع الطفل قليل الأدب
طريقة التعامل مع الطفل قليل الأدب

طريقة التعامل مع الطفل قليل الأدب، يواجه الأهل صعوبات كبيرة خلال رحلة التربية، وقد يتطلّب بعضها استشارة أخصائي سلوك، لحل المشكلة، وفي الواقع تحتاج التربية إلى الصبر والهدوء والحكمة، ويمكن الاستعانة بالطرق والأساليب الحديثة والمبتكرة، والتي تختلف عن أساليب التربية القديمة، والتي لها القدرة على فهم نفسية الطفل من الداخل، للتأثير على سلوكياته وتعديلها بالشكل الصحيح، وهذا ما سيتم الحديث عنه في هذا المقال.

مفهوم الطفل قليل الأدب

بدايةً لا بدّ من الاتفاق على أنّ مسمى طفل قليل الأدب مسمّى خاطئ، وليس من الحكمة وصف أي طفل بهذا الوصف، فقد يؤثّر ذلك على شخصيته ونفسيته، فيزداد عندًا وإصرارًا على القيام بسلوكيات تزعج الأهل، وهنا يجب الإشارة إلى ضرورة فصل ذات الطفل عن سلوكياته، إذ إنّه وبسبب نموّه وتطوّر دماغه تزداد حركته، ويحاول إثبات شخصيته وفرض رأيه، فيقول عنه الأهل بأنّه كثير الحركة وعصبي وقليل الأدب، ولكن عند محاولة فهم نفسيته، سيكون من السهل تعديل سلوكياته إلى الأفضل بالتدريج.[1]

شاهد أيضًا: متى نبدأ بتجليس الطفل ، وما أسباب تأخر جلوس الطفل الرضيع

طريقة التعامل مع الطفل قليل الأدب

من أهم النقاط التي يجب على الأهل فهمها، هي أنّ الطفل كائن صغير قليل أو منعدم التجارب، ومهمّة الأهل هي توجيه الطفل وتعديل سلوكياته بصبر وحكمة، ويمكن للطرق الآتية أن تساعدهم في التعامل مع الطفل قليل الأدب بالشكل الصحيح:[2]

فهم سلوكيات الطفل قليل الأدب

غالبًا ما تكون سلوكيات الطفل قليل الأدب أو العنيد غير مقصودة، وإنّما تكون ردة فعل لسلوكيات الكبار، أو تعبيرًا عن شعور ما،  إذ يمكن للأطفال ذوي الإرادة القوية أو السلوكيات المتمرّدة أن يكونوا أذكياء ومبدعين للغاية، لذلك على الأهل فهم السلوكيات جيدًا قبل نعت أطفالهم بقلة الأدب، ومن صفات هؤلاء الأطفال ما يأتي:

  • يطرحون الكثير من الأسئلة، فيشعر الأهل بأنّ هذا تمرّد.
  • يتمسكون بآرائهم دون رغبتهم بالاستماع إلى ما يقوله الأهل، ولكنهم في الواقع لديهم حاجة ماسة إلى الاعتراف بهم والاستماع إليهم.
  • يسعون إلى جذب الانتباه كثيرًا.
  • يصاب جميع الأطفال بنوبات الغضب، ولكن الأطفال قليلو الأدب أو العنيدين قد يفعلون ذلك في كثير من الأحيان.
  • لديهم صفات قيادية قوية، ويمكن أن يكونوا “متسلطين” في بعض الأحيان.

الاستماع له والتواصل معه

من الضروري تخصيص وقت للطفل بهدف الاستماع إليه والتواصل معه، دون وجود أي مشتتات جانبية، كالهاتف المحمول أو التلفاز أو أحد الأخوة، وتفيد هذه الطريقة في خلق علاقة صحية بين المربي والطفل، وفي فهم ما يدور في تفكيره، ما إذا كان هناك شيء ما يقلقله في البيت أو المدرسة، ويمكن هنا لعب لعبة تبادل الأدوار لمعرفة ما يرغب به الطفل، ومن خلال ذلك يمكن تعديل السلوك بكل حبّ.

العناق والاعتراف بالمشاعر

التربية بحب هي مفتاح نجاح رحلة التربية، إذ يجب أن يشعر الطفل بأنّه محبوب من قبل أهله على الرغم من كل التصرفات أو السلوكيات السيئة التي يقوم بها، فيحاول من تعديله من تلقاء نفسه، ويجب على الأهل تعليم الطفل كيف يعبر عن مشاعره منذ الصغر، من خلال الاعتراف بها وعدم الخجل منها مهما كانت، كمشاعر الحب أو الشوق أو الخوف أو الخجل، ويساعد العناق عدة مرات في اليوم من زيادة توطيد العلاقة بين الطفل والأهل.

اختيار المكان والوقت المناسبين لتعديل السلوك

في حال قام الطفل بسلوك سيئ أمام الأقرباء أو أمام معلمته وزملائه، فلا يجب القيام بتوجيهه في نفس المكان والوقت، ولكن يجب على الأهل حينها احتواء الطفل قدر الإمكان، والقيام فيما بعد عند العودة إلى المنزل أو البقاء لوحدهم، بكل هدوء، بتوجيه الطفل وتعديل سلوكه، وفهم السبب الذي أدى إلى قيامه بذلك السلوك، وذلك يزيد من ثقة الطفل بنفسه، ويرفع استحقاقه لذاته.

تشجيع السلوك الجيد

عندما يقوم الطفل بشلوك جيد، كمساعدة الأم أو الاهتمام بأخيه الصغير، أو غيرها من المواقف الكثيرة، لا بدّ من مدح السلوك الذي قام به، فذلك يشعر الطفل بالسعادة، فيقوم بتكرار ذلك السلوك بكل حب ورضا.

المشاركة بمهام المنزل

تساعد المشاركة بمهام وأعمال المنزل في شعور الطفل بالمسؤولية، وبالتالي يعطيه ذلك ثقةً بالنفس، بأنّ له دوراً مهمًا في العائلة، ويجب تحيد المهام بوضوح، مع مراعاة عمر الطفل، وإعطائه المهام التي تناسبه، ويجب مدحه وإخباره بأنّ يقوم بهمته بكل إتقان.

استخدام القصص لتقديم النصيحة

تعطي قصص ما قبل النوم نتائج سحرية، فيجب على الأهل عندما يريدون إضافة قيمة تربوية، أو تعديل سلوك أو تقديم نصيحة، أن يتّبعوا طريقة القصة، فمن خلالها يمكن إسقاط الواقع على شخصيات خيالية، وسرد السلوك ونتيجته، والمشكلة وحلها، ومن الأفضل أن تكون القصة تفاعلية مع الطفل، لفهم قدرته على حل المشكلات التي قد تواجهه في المستقبل.

شاهد أيضًا: كيف اتعامل مع الطفل العنيد ، نصائح للتعامل مع طفلك العنيد والعصبي

كيف تتم معالجة سلوكيات الأطفال المستفزة من قبل الأهل

يقول أخصائيو التربية بأنّ معظم السلوكيات المستفزّة التي يقوم بها الأطفال، تكون ناتجة عن الطاقة السلبية الموجودة داخلهم، فيقومون بالتصرفات المزعجة بهدف إراحة أنفسهم، إلّا أنّه في الحقيقة يزيد الأمر سوءًا، ومن هذا المنطلق فإن لا يجوز معالجة الخطأ بالخطأ من قبل الأهل أو المربي، أي لا يمكن فرض العقاب عليهم لأجل اتباعهم سلوكاً خاطئ، ولكن الطريقة الصحيحة هي الجلوس مع الطفل وتهدئته بطريقة ما، ومن ثم التحدّث معه عن المشكلات التي تواجهه، بكل حب وهدوء، وبعدها يمكن محاولة حلها أو الاستعانة بأخصائي تربية لحلها، ومن المهم تقديم النصائح والتوجيهات للطفل أثناء حل المشكلة، وإخباره بأن سلوكه السابق كان خاطئًا، وتعريفة بالسلوك الصحيح، لتجنّب الوقوع فيه مرة أخرى، فلن يتعلم الطفل إلّا من خلال التجارب والمواق التي يعيشها.[3]

كيف أعلم طفلي الأدب والاحترام

يتم تعليم الطفل الأدب والاحترام وجميع الصفات الجيدة، بالقدوة الحسنة، فلا يمكن للأهل تعليم أبنائهم السلوكيات السليمة وهم في الأساس يتصرفون عكسها، إذ إنّ الطفل يتصرف كما يتصرّف والداه، ويمكن تعليم الطفل الاحترام أيضًا ببناء علاقة مبينة على الحب والاحترام المتبادل بين المربي والطفل، وعدم القيام بتصرفات سيئة أمام الطفل وتوفير البيئة النفسية المناسبة له من حيث الحدّ من الخلافات العائلية والنزاعات الكلامية بين الأب والأم وحل هذه المشكلات بعيدًا عن الطفل، كما يجب وضع قوانين وخطوط حمراء لا يجب الخروج عنها أبدًا، وفي حال خرجت الأمور عن السيطرة، يمكن الاستعانة بأخصائي تربية للمساعدة في تعديل سلوك الطفل.

كيفية التعامل مع الطفل الذي لا يسمع الكلام

عقد يلاحظ الأهل في فترة من فترات نمو طفلهم، بأنّه بدأ بالعند وعدم سماع الكلام، ويقوم الطفل بذلك بهدف إثبات ذاته ورأيه ولفت الانتباه له، وهنا يمكن للأهل القيام بحل المشكلة من خلال اتّباع الطرق والأساليب السابقة بكل حب وهدوء، والبدء بتعليم الطفل أساسيات الدين، والدافع الديني الذي يكسبه الراحة والطمأنينة، وذلك يكون بحسب عمر الطفل، كما يمكن البدء بتنمية هواياته، وممارسة الرياضة والمواهب المحببة له، فعادة ما يتم تفريغ الطاقة السلبية من خلال تلك المواهب، ويجب التنويه إلى ضرورة التركيز على نظامه الغذائي، فقد يؤدّي نقص الفيتامينات والحديد إلى قلة النوم والتركيز، وبالتالي زيادة ظهور السلوكيات السيئة، وتساد القصص القصيرة في التعامل مع الطفل الذي لا يسمع الكلام.[3]

شاهد أيضًا: كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي في عمر 4 سنوات

ما مدى نجاح طرق تعديل السلوك عند الأطفال

تعدّ مهمة التربية من أصعب المهام التي تواجه الأبوين، والتي تحتاج إلى جهد كبير وصبر واستمرارية إلى أن تتم ملاحظة النتائج، وفي الواقع لا بدّ من مسك الخيط من المنتصف، أي أنّه يجب وضع قوانين وخطوط حمراء يمنع تجاوزها، ولكن وفي حال قام الطفل بتجاوزها، يجب تقبّله وعدم رفض ذاته، إنما يجب التفريق بينه وبين السلوك الذي قام به، وعلى الأهل التعبير عن مشاعرهم لأطفالهم، وتعليمهم كيفية التعبير عنها أيضًا، وذلك يساعدهم في حياتهم المستقبلية بشكلٍ كبير، وغالبًا ما تنجح الأساليب السابقة في تعديل سلوك الطفل قليل الأدب، ولكن يحتاج الأمر إلى مجهود وصبر واستمرارية.[3]

وختامًا، وفي نهاية مقال طريقة التعامل مع الطفل قليل الأدب، فقد تم التعرّف على مفهوم الطفل قليل الأدب وأهم الطرق والأساليب التي قد تساعد الأهل في التعامل مع أطفالهم، ومن المهم معرفة أنّ الصبر والقدوة الحسنة وتقديم الحب للأطفال هي أهم النقاط في التربية، لكسب الطفل وتعليمه الأدب والاحترام

المراجع

  1. ^ legacypediatrics.com، Stubborn Toddler، 17/12/2022
  2. ^ momjunction.com، How To Deal With A Stubborn Child?، 17/12/2022
  3. ^ rileychildrens.org، How to Cope with a Stubborn Toddler، 17/12/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *