لماذا سميت سورة النور بهذا الاسم

لماذا سميت سورة النور بهذا الاسم ، سؤال يحار به الكثير من المسلمين فهذا الاسم ينطوي على الكثير من الرحمة والضياء ومحال أن يعطي رب العزة اسمًا لسورة من سور كتابه إن لم يشتمل على سر وحكمة، ولذلك يبحث المهتمون بكتاب الله والإسلام عن السبب وراء تسمية هذه السورة، ولهذا سيقدم لكم موقع تصفح إجابة كافية وافية لسؤالكم وللعديد من الجوانب المتعلقة بذلك.

سورة النور

سورة النور هي سورة مدنية نزلت على النبي عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة عقب الهجرة النبوية واختلف في موعد نزولها وقال بعض العلماء أنها نزلت في العام الخامس من الهجرة، يبلغ عدد آياتها أربع وستون آية وعدد كلماتها ألف وثلاثمئة وسبعة عشر كلمة و عدد الحروف خمسة آلاف وخمسمئة وست وتعسون حرفًا، وتحمل هذه السورة العديد من الآداب والاحكام التي ينبغي التمسك بها في حياتنا كلها ومن هذه الأحكام العملية أحكامًا تشتمل على حفظ الأعراض والفروج كحكم الزنا والقذف والنظر وغيره من الأحكام ، ونزلت بعد سورة الحشر أي في الفترة بين صلح الحديبية وغزوة تبوك، وهي السورة الرابعة والعشرون بحسب الرسم القرآني وهي السورة الخامسة من المجموعة الثالثة من قسم المئين. ^[1]

لماذا سميت سورة النور بهذا الاسم

سميت سورة النور بهذا الاسم لورود اسم الله النور في آياتها كما في بعض سور القرآن العظيم في قوله تعالى: “اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ”^[2] ، ولم يُعرف لسورة النور اسمًا آخر، وحوت العديد من الأحكام الشرعية وقسمت إلى ثلاث أجزاء يختص كل جزء منها في معالجة أمور مهمة ففي القسم الأول نزلت العديد من التشريعات و والأوامر الإلهية في أمور خاصة بالعلاقات الإجتماعية لتخليصها من الشوائب ولتأديب الأفراد، أما القسم الثاني فاشتمل على العقيدة وتحدث عن الكفر والإيمان والكون بمجمله والحياة فيه.^[3]

أما القسم الثالث فاشتمل على الوعيد للمنافقين وتوجيهات أخرى من الله عز وجل لعباده المؤمنين، وبشكل عام فإن هذه السورة تحذر من الزنا وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات والحد المقام على هؤلاء إن عصوا أمر ربهم فزنوا أو قذفوا وما هي خصائص الحد للزناة أو القاذفين وكذلك تحدثت السورة عن حادثة الإفك التي اتُّهِمَت بها السيدة عائشة الطاهرة الصِّدِّيقة بنت الصديق بشرفها فأتت تبرءتها بقرآن يتلى إلى قيام الساعة جبرًا لقلبها وقلب نبينا المصطفى عليه الصلاة والسلام فهي تربية للنفوس، وتحريك للمشاعر الإنسانية والارتقاء بالأخلاق للوصول إلى أعلى الرتب، حتى ترق القلوب وتشف وتتصل بنور الله فلا يكون بينها وبينه حجاب، وفيها إظهار للآداب الفردية والأسرية والمجتمعية وآداب القيادة ضمن مجموعات. فهذه الأمور جميعها نابعة من العقيدة الصحيحة والإيمان بالله عز وجل وتعزيز الصلة بنور الله وفيها من الإشراق والنور والطهارة والشفافية الشيء الكثير. ^[3]

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الفتح بهذا الاسم

سبب نزول سورة النور

إن السبب من نزول سورة النور كما ورد عن أهل التفسير في العديد من آياتها ولا يوجد سببًا لنزولها كاملة فقد جاءت لعلاج الأمراج المجتمعية ووضع الحلول المناسبة لكل المشاكل الحاصلة في مجتمع مسلم حديث التأسيس ليكون الأساس متينًا، وفيما يأتي سنبين لكم السبب من نزول بعض آياتها: ^[4]

• فيما روي عن عبدالله بن عمرو أنَّ رجلًا من المسلمين استأذن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في امرأةٍ يُقالُ لها أمُّ مَهزولٍ كانت تُسافِحُ ، وتشترطُ له أن تُنفِقَ عليه ؛ فقرأ عليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قول الله تعالى: “الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ” ^[5] وفي ذلك تحريم من الله تعالى أن ينكح الطاهر من زانية والزاني من طاهرة لأن ذلك أدعى لحفظ أعراض المؤمنين.
• ومن ذلك آيات اللعان من قوله تعالى: “وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ”، وحتّى قوله تعالى: “وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ”^[6] كان سبب نزولها هلال بن أمية عندما أتى النبي يرمي زوجته بعد أن رآها مع رجل غريب فأمره النبي أن يأتي بأربع شهداء أو يقام عليه حد القذف فنزلت الآيات لتفرق بين من يرمي الأجنبية عنه ومن يرمي زوجته فمن يرمي الأجنبية يحتاج أربعة شهداء أما من يرمي زوجته فشهادته بأربع شهادات مع التأكيد على صدقه فإن لم يصدق فلعنة الله عليه وفي قصة هلال فقد لاعن زوجته، ويقال أنها نزلت أيضًا في ما جرى لعويمر العجلاني مع امرأته.
• آيات تبرئة السيدة عائشة رضي الله عنها بعد اتهام أهل النفاق والزور لها بعرضها في حادثة الإفك فنزلت تبرئتها بقرآن يتلى إلى قيام الساعة جبرًا لقلبها ونصرة لنبي الرحمة والطهر والشرف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سبباً في نزول الآيات من قوله تعالى: “إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُو بِٱلۡإِفۡكِ عُصۡبَةٞ مِّنكُمۡۚ لَا تَحۡسَبُوهُ شَرّٗا لَّكُمۖ بَلۡ هُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۚ لِكُلِّ ٱمۡرِيٕٖ مِّنۡهُم مَّا ٱكۡتَسَبَ مِنَ ٱلۡإِثۡمِۚ وَٱلَّذِي تَوَلَّىٰ كِبۡرَهُۥ مِنۡهُمۡ لَهُۥ عَذَابٌ عَظِيمٞ” إلى قوله تعالى: “وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ وَأَنَّ ٱللَّهَ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ” ^[7]
• وبعد تبرئة السيدة عائشة أقسم أبو بكر رضي الله عنه أن يقطع نفقته عن مسطح بن أثاثة لاشتراكه في تناقل الأخبار في حادثة الإفك وكان ممن صدق الخبر وتكلم فيه فنزل قوله تعالى: “وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”^[] ، يأمر ربنا أبا بكر أن يعفو عنه ولا يقطع عنه النفقة فقد كان فقيرًا معدمًا، وقال حينها أبا بكر نعم أحب أن يغفر الله لي، فغفر لمسطح.

شاهد ايضًا: لماذا سميت سورة المرسلات بهذا الاسم

أهمّ مقاصد ومحاور سورة النور

إن المحور الأساسي لسورة النور هو موضوع التربية وما يدور حولها من الأخلاق والفضيلة ورد الرذيلة وتوخي الحذر من القذف والتحلي بالسماحة والستر، وفيما يلي بعض المقاصد التي تناولتها سورة النور: ^[]

• إن سورة النور بما فيها من أحكام ومبادئ هي من عند الله عز وجل يدعو به عباده لما يصلح حالهم ويرقّيهم وإن ما فرضه على عباده ما كان إلا لحكمة منه وعلم بأن فيه مصلحة دنياهم وآخرتهم، فأمرهم بالابتعاد عن الزنى والقذف على حد سواء لما فيهما من إضعاف للمجتمعات وأمنها وسلامتها، فمن يفعل ذلك يقام عليه الحد بالجلد رجلًا كان أو امرأة.
• تبرئة السيدة عائشة رضي الله عنها حينما رماها المنافقون بالإفك وتبعهم ضعاف الإيمان وصدقوهم وتبعوا قولهم ونشروه، وهي الطاهرة العفيفة الصديقة ابنة الصديق وزوجة النبي الأمين فنزلت تبرئتها من السماء وبقرآن يتلى لرد كل من يخوض في عرضها، ومن الخاص إلى العام ينبغي على كل مسلم ألا يخوض بأعراض المسلمين من غير بينة وشهداء وأن الأصل في الدين حسن الظن بالناس.
• على المسلم ألا يكون سببًا في الخوض في الأعراض وعدم نشر أخبار الفاحشة وتناقلها والتحلي بصفة الستر فمن يستر مسلمًا يستره الله يوم القيامة وهذا كله لحماية أساس المجتمع من الانهيار، والعمل على تأسيس البيوت تأسيسًا أخلاقيًا سليمًا وتربية الأبناء تربية صالحة وتعليمهم لآداب الاستئذان حال الدخول إلى البيوت أو الغرف وغض البصر والنهي عن إظهار الزينة إلا للزوج والأمر بتزويج الفقراء من الرجال والنساء لمنعهم من البغاء فالله سيغنيهم من فضله والنهي عن البغاء ووسائله والابتعاد عن كل ما يودي إليه.
• حذرت السورة الكريمة من اتباع خطوات الشيطان التي توصل إلى مهاوي جهنم والعياذ بالله فالشيطان قد وعد الله أن يبقى يوسوس للإنسان حتى يرده عن دينه ويبعده عن طريق الصواب ويوقعه بالزلات ما استطاع حتى يوصله إلى النار ثم يتبرأ منه، وما يعين المرء على الشيطان كثرة ذكره وقربه من مولاه عز وجل واستعاذته به من شر الشيطان واعوانه وأن يكون حاضر الذهن صافي السريرة دائم الاتصال بمولاه.
• أكدت السورة أن صلاح المجتمعات يبدأ من المساجد بيوت الله وأهم ما يحدث فيها الصلاة أي من صلحت صلاته صلح سائر عمله وكذلك هي مكان لتقريب العبد من ربه ومناجاته وتطهير القلوب وتأديب النفوس بدروس العلم والجلوس بين يدي الله في بيت من بيوته، فقلوب تعلقت بالمساجد لها مكانة عند ربنا عظيمة فهي بيوت الله وليس ثمة أكرم من الله حين يكرم ضيوفه.
• إن الله عز وجل من بيده ملكوت السموات والأرض وما بينهما كل ما في الكون خاضع لأمره ومنفذ لمشيئته، وإن من الناس من يطغى ومنهم من يستقيم ولكن ربنا عالم بالناس جميعهم ومكنوناتهم ويعلم العوادين إليه ويعلم من ستمنعهم جبروتهم، إليه مرجعهم جميعًا برهم وفاجرهم وعليه حسابهم ولا يظلم ربك أحدًا.
• إن المنافقين في كل زمان ومكان يفتقرون إلى الأدب مع الله ورسوله ولا يحكمون الله ورسوله ولا يمتثلون لأمره ولا يبرهن ظاهرهم عن باطنهم يتلونون بكل لون ويسيرون حيث سار الركب، ولكن المؤمنين يخلصون لله ورسوله ويتأدبون معهم ويفعلون ما يؤمرون يطبقون شرع الله ولا يهمهم في الله لومة لائم، وهؤلاء من يستحقون الاستخلاف في الأرض والتمكين في الدين والنصر على أعدائه.

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة السجدة بهذا الاسم

فضل سورة النور

بعض الأحاديث والأقوال للصحابة في فضل سورة النور سنتناولها لكم فيها يأتي: ^[9]

• عن عائشة رضي الله عنها قالت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها في حادثة الإفك فقال: “إنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ، وإنْ كُنْتِ ألْمَمْتِ بذَنْبٍ فاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وتُوبِي إلَيْهِ، قُلتُ: إنِّي واللَّهِ لا أجِدُ مَثَلًا، إلَّا أبا يُوسُفَ {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ واللَّهُ المُسْتَعانُ علَى ما تَصِفُونَ}، وأَنْزَلَ اللَّهُ: {إنَّ الَّذِينَ جاؤُوا بالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنكُمْ} العَشْرَ الآياتِ.” ^[10]

• وروى الطبري بسنده، قال: استعمل علي بن أبي طالب ابنَ عباس رضي الله عنهم على الحج، قال: فخطب الناس خطبة، لو سمعها الترك والروم لأسلموا، ثم قرأ سورة النور، فجعل يفسرها. وفي رواية: والله لو سمعتها الترك لأسلموا.
• وروى الطبراني في “الأوسط” عن أُبيِّ بن كعب رضي الله عنه، قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، وآوتهم الأنصار رضي الله عنهم، رمتهم العرب عن قوس واحدة، فنزلت: “وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ”. قال الهيثمي: رجاله ثقات.
• وروى البيهقي وغيره عن مجاهد مرفوعاً، قال: “علموا رجالكم سورة المائدة، وعلموا نسائكم سورة النور”. وفي “تفسير القرطبي” أن عمر رضي الله عنه كتب إلى أهل الكوفة: “علموا نساءكم سورة النور”.
• وقد قال بعض العلماء في آيات الإفك: إنها أرجى ما في القرآن، لأن الله عظم شأن الإفك، وتوعد عليه غاية الوعيد، وجعله منافياً للإيمان، ثم أمر بالعطف على بعض من وقع فيه، ووصفهم بالقرابة والمسكنة والهجرة، وندب إلى الإنفاق والعفو عنهم والصفح.

فوائد من سورة النور

لسورة النور العديد من الفوائد التي يمكن للمسلم تطبيقها على حياته، حتى يحيا كما كان النبي عليه الصلاة والسلام قرآنًا يمشي على الأرض، ومن هذه الفوائد ما يأتي: ^[][]

• صلاح السر ينعكس على العلن وإن في الجسد لمضغة إن صلحت صلح الجسد كله إن فسدت فسد الجسد كله وهي القلب هذا ما تعلمناه من السنة والكتاب وإن صلاح القلب سيظهر جليًّا في العبادات والأفعال، وإن الإيمان في القلب ليبلى كما يبلى الثوب لذلك على المسلم أن يجدد إيمانه بالذكر والتقرب إلى الله وتجديد العهد معه.
• إن من أساس الدين والعقيدة الخلق الحسن، فقد جعل الله مرتبة من صلح خلقه مرافقًا للنبي عليه الصلاة والسلام في الجنة فبصلاح الاخلاق يصلح العمل.
• على المسلم أن يتعلم آداب الاستئذان والدخول إلى البيوت سواء بيته أو بيوت الغير لحماية المجتمعات من الفواحش التي تنتج عن التجاوزات الغير أخلاقية للنفوس الضعيفة وعدم التهاون بوضع حدود للتعاملات والاختلاط وواحترام خصوصيات الغير.
• إن النية هي أساس الأعمال فكم من أحد يتعب في عمله وتكون نيته لغير الله يبتغي بها سمعة أو نفاقًا تكون هباء منثورًا ولا تنفعه يوم القيامة وكم من عمل قليل تصلح فيه النية ينال به المرء أجرًا عظيمًا يوم يلقاه، وهذه وصية لتفقد النوايا وتدارك الأمر قبل فوات الاوان وليست للحد من السعي أو إخماد الهمم، أصلحوا نيتكم وأكثروا أعمالكم لتنالوا أجر الدنيا والآخرة.
• إن الأدب بحضرة الله ورسوله هي من الأمور التي تميز المؤمن من المنافق والخبيث من الطيب فعلينا التأدب بحضرة ذكر الله ورسوله وبحضرة كتابه العظيم ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب.
• إن خالق الخلق صنعهم بطريقة ليس فيها عيوب صناعة وهو الأعلم بصنعه وأعلم بما يصلح به حالهم، ولذلك ما من أمر يفرضه عليهم إلا وهو خير لهم فهو الأعلم بهم من أنفسهم وذلك يصب في منفعتهم فهو العليم الحكيم فلا يترك الإنسان ما يأمره الله به سواء أدرك الحكمة منها أم لم يدرك.

إلى هنا نكون قد وصلنا معكم إلى نهاية مقالنا لماذا سميت سورة النور بهذا الاسم ، تناولنا في هذا المقال سبب تسمية سورة النور وأسباب نزول بعض آياتها والمقاصد التي تضمنتها وما الدروس والعبر التي يمكن للمسلم أن يستفيد منها في حياته ليصلح بها حياته الشخصية ومجتمعه فيصل بذلك إلى مجتمع متماسك متين الروابط والأركان.