حضانة الطفل بعد الطلاق ، شروط حضانة الطفل بعد الطلاق

حضانة الطفل بعد الطلاق ، شروط حضانة الطفل بعد الطلاق
حضانة الطفل بعد الطلاق

حضانة الطفل بعد الطلاق ، شروط حضانة الطفل بعد الطلاق من الأحكام والقوانين التي تتعلق بالطلاق، إذ تحيط بالطلاق سواء قبل وقوع أو عند وقوعه أو بعد وقوعه الكثير من الأحكام والقوانين الخاصة، والتي تهدف إلى تنظيم العلاقة بين الزوجين، وإلى المحافظة على حقوق كل منهما والمحافظة على الأبناء بعد انفصال الزوجين، وسوف نتعرف في هذا المقال على الطلاق وتعريف وحكمه وعلى حضانة الأطفال بعد الطلاق وشروط حضانة الأطفال، إضافة إلى ترتيب أحقية الحضانة وحالات سقوط حضانة الأطفال وغير ذلك من الأحكام المتعلقة بحضانة الأطفال.

تعريف الطلاق وحكمه في الإسلام

يمثل الطلاق حالة انفصال الزوجين عن بعضهما وتفرُّق شمل الأسرة، ويعرف الطلاق في الفقه الإسلامي بأنه حلُّ عقد النكاح أو الزواج، ويمكن أن يقَع بلفظ صريح أو عبر كناية مع نية الطلاق، ومن ألفاظ الطلاق الصريحة: طلاق، سلاح، فراق، ومن ألفاظ الكناية في الطلاق: انتهت علاقتنا إلى الأبد، عودي إلى بيت والدك وغيرها، فإذا نوى الزوج الطلاق مع التلفظ بمثل هذه العبارات، فإنَّ الطلاق يقع، وقد أباح الله الطلاق للمسلمين وشرعه كطريقة لعلاج المشاكل التي تقع بين الزوج وزوجته ولا تنفع أية حلول معها، وقد ذكر الله تعالى مشروعية الطلاق في القرآن الكريم ووردت في السنة النبوية، حيث قال في كتابه العزيز جلَّ من قائل: “الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”،[] وفي الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما أَحَلَّ اللهُ شيئًا أَبغضَ إليه مِن الطَّلاقِ”،[] كما وردت أحكام كثيرة للطلاق في الإسلام، وقد أجمع العلماء على مشروعية الطلاق رغم اختلاف درجة الحكم حسب نوع كل طلاق، فقد يكون واجبًا أو مباحًا أو مستحبًا أو مكروهًا أو محرمًا حسب كل طلاق والظروف التي تدور حول العلاقة بين الزوجين.[]

شاهد أيضًا: مستحقات الزوجة بعد الطلاق ، حقوق المرأة بعد الطلاق في الإسلام

حضانة الطفل بعد الطلاق

رغم أنَّ الطلاق في معظم الأحوال يكون كعلاج أخير لحل المشاكل العسيرة التي تقع بين الزوجين عندما لا تعود حياتهما معًا محتملة، ورغم أنَّه يكون أفضل من بقاء الزوجين معًا في ظلِّ جو مشحون بالتوتر والكره والنفور والغضب وتوجيه الإهانات خصوصًا إذا كان الزوج يعنف زوجته ويضربها، ولكنه رغم ذلك يحمل العديد من الآثار السلبية سواء على الزوج أو الزوجة أو على الأولاد، وغالبًا ما يكون الأطفال هم ضحية هذا الطلاق، إذ تنعكس آثار الطلاق السلبية على نفسياتهم وشخصياتهم وأخلاقهم بشكل عام، وتقع مشاكل كثيرة حول حضانة الأطفال بين الزوجين خصوصًا إذ كانت العلاقة بينهما علاقة صراع ومحاكم عنيفة، وفي معظم الأحيان تكون أحقية حضانة الأطفال للأم، طالما لا توجد أسباب تسقط هذه الحضانة، فقد ورد في الحديث عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه: “أنَّ امرأةً قالَت يا رسولَ اللَّهِ إنَّ ابني هذا كانَ بطني لَه وعاءً وثَديي لَه سِقاءً وحجري لَه حِواءً وإنَّ أباهُ طلَّقني وأرادَ أن ينتزِعَه منِّي فقالَ لَها رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أنتِ أحقُّ بِه ما لم تَنكِحي”،[4] وتستمر هذه الحضانة فترة معينة حتى يبلغ الأطفال سن الرشد والبلوغ، وبعدها يرجع الأطفال إلى والدهم، وهذا من شأنه أيضًا ان يؤثر على الأطفال بشكل كبير أيضًا.[5]

آثار الطلاق على الأطفال

يعدُّ الأطفال الضحية الأكثر خسارة في الطلاق، وهم ضحية لا ذنب لها في هذه المعاناة، وتبدأ هذه الآثار بالظهور فورَ طلاق الوالدين ويمتد بعضها حتى يكبر الأطفال ويتزوجوا أيضًا، إذ وجدت كثير من الدراسات أنَّ الأطفال الذين انفصل والداهم معرضون لأن يخوضوا الطلاق مع أزواجهم لاحقًا، ولذلك فإنَّ آثار الطلاق تنعكس على حياة الأطفال ومستقبلهم بشكل كبير، وفيما يأتي سيتم إدراج آثار الطلاق على الأطفال:[6]

  • فقدان الثقة بالوالدين، لأنَّ الأطفال كانوا يشعرون أن العائلة هي الحاضنة والملجأ الدافئ الذي يعيشون فيه وقد هدمه الوالدان، ولذلك لن يثق الأطفال بالوالدين كما كانوا يثقون بهما سابقًا.
  • الشعور بالإحباط والاكتئاب بسبب فقدان الروابط الأسرية والعيش في حالة من الضياع والتخبُّط، خصوصًا إذا ما كان هناك صراع بين الوالدين، سوف يعيش الأطفال حالة من التشتت تؤدي إلى الاكتئاب.
  • العزلة والانطواء، لأن طلاق الوالدين يشكل بالنسبة لهم عارًا كبيرًا قد يتعرضون بسبب إلى التنمر والضغوط من بعض الأصدقاء، فيميلون إلى العزلة والابتعاد عن الناس والأصدقاء.
  • الميل إلى العدوانية، حيث أنَّ الطفل يشعر بأنَّه خسر أسرته والجو الدافئ والهانئ الذي كان يعيشه بسبب والديه ويلقي باللوم على الجميع من حوله، ولذلك يأخذ في بعض الأحيان حالة من العداء مع الجميع.
  • فقدان المنزل والترابط الأسري قد يجعل الطفل ينشأ على عدم المحافظة على الأسرة والروابط العائلية، وهذا ما يؤثر على علاقاته لاحقًا عندما يتزوج ويكون أسرة.

شاهد أيضًا: حقوق الزوجة بعد الطلاق الغيابي وحكمه في الإسلام

شروط حضانة الطفل بعد الطلاق

رغم أنَّ حضانة الأطفال من حقوق المرأة بعد الطلاق، إلا أنَّ هناك العديد من الشروط التي لا بدَّ من توفرها من أجل تمكُّن المرأة من الحصول على حضانة الطفل، وإذا لم تتوفر هذه الشروط في الأم يتمًّ نقل حضانة الطفل إلى شخص آخر حسب تسلسل وترتيب حضانة الطفل المنصوص عليها في القانون المتبع، وفيما يأتي سيتمُّ إدراج بعض من شروط حضانة الطفل بعد الطلاق:[7]

  • أن تكون الحاضنة سليمة وخالية من الإعاقات أو الإصابات التي تُعجزها عن إمكانية حضانة الطفل والقيام بجميع احتياجاته.
  • يجب ألا تكون الحاضنة مصابة بأي مرض مزمن أو خطير أو معدي.
  • أن تكون قادرة على القيام بجميع احتياجات الطفل من حيث قدرتها العقلية والبدنية والنفسية.
  • من شروط الحضانة أيضًا البلوغ، فإذا كان الشخص غير بالغ وصغير فهو يحتاج إلى من يرعاه فكيف يرعى غيره.
  • أن يكون الدين الذي تعتنقه الأم أو الحاضنة نفس الدين الذي يعتنقه الطفل.
  • في بعض الأحيان تشترط بعض القوانين ألا تكون الحاضنة عليها قضايا تمسُّ الشرف والآداب العامة، ولا يكون سبق لها التورط في مثل هذه القضايا، وبالتالي لا تكون فاسقة ولا عاصية مرتكبة للكبائر ومجاهرة بها.
  • ألا تكون الأم الحاضنة متزوجة من رجل آخر لأنها سوف تنشغل به، إذا إذا رضي زوجها بذلك وتوافقا على هذا الشأن.
  • إذا كان الأب هو الحاضن وكان متزوجًا، يجب على زوجة الأب أن تعامل أبناءه بالحسنى واللين والرفق، وهذا شرط لقبول حضانة الأب للأطفال.
  • يجب أن تحمل زوجة الأب نفس ديانة الطفلة التي تكون في حضانة والدها.

شاهد أيضًاكيف أعرف أن الطلاق خير لي ، نصائح للزوجة التي تريد الطلاق

ترتيب حضانة الطفل بعد الطلاق

قد تكون الأم في بعض الأحيان غير قادرة على حضانة الطفل لأي سبب من الأسباب، أو قد تكون متوفاة، وفي هذه الحال وضِعَ ترتيب معين حسب أحقية الحضانة، إذ أنَّ ذلك يتمُّ حسب صلة القرابة وإمكانية الشخص على الحضانة أيضًا، وقد اختلف الفقهاء من أهل العلم في ترتيب حضانة الطفل بعد والدته، وفيما يأتي سيتم إدراج ترتيب حضانة الطفل بعد الطلاق:[8]

  • الأم.
  • الجدة والدة الأم.
  • الجدة والدة الأب.
  • الأب.
  • الأخوات وتقدم الأخت من الأب والأم، ثم الأخت من الأم ثم الأخت من الأب.
  • الخالات وهنَّ أخوات الأم بترتيب الأخوات نفسه.
  • العمات وهنَّ أخوات الأب وذلك بترتيب الأخوات نفسه.
  • بنات الأخت بترتيب الأخوات نفسه.
  • بنات الأخ بترتيب الأخوات نفسه.
  • خالات الأم بترتيب الأخوات نفسه.
  • خالات الأب بترتيب الأخوات نفسه.
  • عمات الأم بترتيب الأخوات نفسه.
  • عمات الأب بترتيب الأخوات نفسه.

حقوق الحاضن أثناء فترة الحضانة

إنَّ المرأة خلال فترة الحضانة لها العديد من الحقوق الذي يجب على الزوج أن يؤديها لها كاملة دون إنقاص، ومهما كان نوع الطلاق فإنَّ حقوق الحضانة لا تسقط لأنها أساسًا للأبناء وليست للزوجة، وفيما يأتي سيتم إدراج حقوق الحاضن خلال فترة الحضانة:[9]

  • يحق للزوجة الحصول على مسكن لأولادها حتى تبقى معهم وتحضنهم، وإذا لم يرضَ الزوج أن يبقيهم في منزله يجب عليه أن يؤمن لهم السكن سواء عن طريق مسكن تمليك أو شقة إيجار.
  • الحصول على نفقة الأولاد كاملة من نفقات طعام وشراب وملابس وتعليم وعلاج وغير ذلك من المصروفات الضرورية للأولاد، تحصل عليها الزوجة لأولادها طوال فترة الحضانة، ودليل ذلك قوله تعالى: “وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ”.[11]
  • تحصل المرأة على نفقة لها خاصة مقابل رعاية الأولاد وحضانتهم، وهذه النفقة غير نفقة الأطفال.
  • تحصل على نفقة إرضاع أو أجر بدل إرضاع في حال وجود طفل رضيع لدى الزوجين المطلقين.
  • يمكن أن تحتفظ الأم بالأولاد إذا لم يرفع الأب دعوى حضانة بعد انتهاء فترة حضانة الأم، لأنَّ الأب قد ينشغل بحياة أخرى جديدة، ويرغب في إبقاء الأطفال عند والدتهم.

شاهد أيضًانصيحة للزوجة التي تطلب الطلاق ، متى يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق

متى تنتهي حضانة الولد

اختلف الفقهاء في الإسلام في السن الذي تنتهي عنده فترة حضانة الأولاد، ومتى يمكن أن يعود الأولاد إلى والدهم ويتركوا أمهم، وقد اعتمد بعض الفقهاء على حالة الأب إذا ما كان فاسقًا أو عاصيًا أو يشتهر بالسرقة والشرب، وذهبت معظم الأقوال عمومًا إلى أنَّ الطفل يبقى في حضانة أمه إلى سن الرشد والتمييز، وقدر بحوالي 15 سنة عند الذكور وفي هذا السن يصبح الولد قادرًا على العمل، ويختار مكان وجود حيث شاء سواء مع والدته أو مع والده، وأشارت بعض الأقوال أنَّ الولد يخير في سن سبع سنوات في بقائه عند أحد الوالدين أو في أن يبقى عند أحدهما بالتوافق والتراضي، وفيما يأتي سيتم إدراج مختلف أقوال الفقهاء في فترة حضانة الأطفال من الإناث:[8]

  • المذهب المالكي: ذهب أصحاب المذهب المالكي إلى أنَّ الأنثى تبقى في حضانة والدتها إلى أن يحين موعد زوجها والدخول بها، ولا يحق للأب تخليصها من والدتها قبل ذلك.
  • المذهب الشافعي: ذهب أصحاب المذهب الشافعي إلى أن حضانة الطفل تستمر حتى سن التمييز بما في ذلك الذكور والإناث، وعند وصوله إلى سن التمييز يتم تخييره بين والده أو والدته، وقد ورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: “سَمِعْتُ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَأَنَا قَاعِدٌ عِنْدَهُ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله إِنَّ زَوْجِي يُرِيدُ أَنْ يَذهَبَ بابْنِي وَقَدْ سَقَانِي مِنْ بئْرِ أَبي عِنَبَةَ وَقَدْ نَفَعَنِي. فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «اسْتَهِمَا عَلَيْهِ» فَقَالَ زَوْجُهَا: مَنْ يُحَاقُّنِي فِي وَلَدِي؟ فَقَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «هَذا أَبُوكَ وَهَذِهِ أُمُّكَ فَخُذ بيَدِ أَيِّهِمَا شِئْتَ» فَأَخَذ بيَدِ أُمِّهِ فَانْطَلَقَتْ بهِ”.[10]
  • المذهب الحنبلي: ذهب أصحاب المذهب الحنبلي إلى أنَّ الأنثى لا تخير عندما تبلغ سن التميز في السبع سنوات، بل تنتقل حضانتها إلى الأب وجوبًا حتى سن البلوغ وحتى سن الزفاف أيضًا، لأنَّ الغاية من الحضانة هي حفظ الطفلة حتى سن الزواج والأب أحفظ لها من الأم حسب رأيهم، ويجب أن تبقى تحت أنظار الأب حتى تخطَب وتزوَّج عنده وتبقى محفوظة من الخداع والتعرض للتغرير بها، إلا إذا كان فاسقًا ويشتهر باللهو الحرام والسرقة والشرب.
  • المذهب الحنفي: رأى أصحاب المذهب الحنفي أنَّ الأنثى عندما تصل إلى سن البلوغ وسن الاشتهاء الذي قدروه بحوالي 9 سنوات، تنتهي حضانتها عن الأم وتنتقل إلى الأب.

حالات سقوط حضانة الطفل عن الزوجة

في بعض الأحيان تسقط حضانة الطفل عن المرأة وذلك بحدوث خلل في أحد شروط حضانة الطفل، ولا يتعلق سقوط حضانة الطفل بطلاق الضرر أو الخلع، إذ يعتقد بعض الناس أنَّ المرأة إذا طلبت طلاق الخلع قد تسقط عنها حضانة الأطفال وهذا غير صحيح، إلا أنَّه هناك بعض الحالات التي تسقط فيها الحضانة عن الأم، وفيما يأتي سيتم إدراج أهم هذه الحالات:[7]

  • إصابة الأم بمرض أو جنون أو كبر لا تستطيع معه القيام باحتياجات الطفل.
  • عدم تحقق مصلحة الأطفال عند والدتهم من رعاية واهتمام وتربية يمكن أن يسقط عنها حق الحضانة.
  • إذا تزوجت المرأة المطلقة من رجل آخر تسقط حضانة الأطفال عنها، إذا وافق الأب على بقاء الأطفال عند والدتهم وبحضانتهم عند الزوج الآخر.
  • إذا ارتكبت الأم جريمة من الجرائم التي يعاقب عليها القانون تسقط عنها حضانة الأطفال.
  • إذا كانت المرأة تتعاطى المسكرات وتشتهر بشرب الكحوليات أو المخدرات، أو تقوم ببعض الأفعال التي تنافي الأخلاق والآداب العامة.
  • من الطبيعي أيضًا في الإسلام أنَّ ارتداد المرأة عن الإسلام يسقط عنها الحضانة لأنَّ ديانتها يجب أن تكون نفس ديانة الطفل.
  • إذا كانت الأطفال مع الأب وكان متزوجًا، وكانت زوجته تسيء معاملة الأبناء وتقسو عليهم وتمَّ إثبات ذلك، تسقط الحضانة عن الأب في هذه الحالة.

في نهاية مقال حضانة الطفل بعد الطلاق ، شروط حضانة الطفل بعد الطلاق تمَّ إدراج تعريف الطلاق وحكمه في الشريعة الإسلامية، كما تمَّ إدراج معلومات عن حضانة الطفل بعد الطلاق وشروط حضانة الطفل وترتيب أحقية حضانة الطفل، إضافة إلى حقوق الزوجة الحاضن في فترة حضانة الأطفال، والحالات التي يسقط فيها حق الحضانة عن الزوجة وغيرها من التفاصيل.

أسئلة شائعة

أسئلة شائعة
هل الاكتئاب يسقط الحضانة؟
إنَّ الاكتئاب لا يعدُّ من الأمراض التي تسقط الحضانة عن الأم، إلا في حالة كان الاكتئاب شديدًا جدًّا، ومنع الأم من القيام بواجباتها تجاه الأطفال، ولم تستطع معه رعاية مصالحهم، عند ذلك تسقط الحضانة عن الأم وتنقل إلى من هو أحق منها بالحضانة، لأنَّ الحضانة تشترط أن يتمكن الحاضن من القيام برعاية الطفل على أكمل وجه وتربيته أحسن تربية.
هل تنتقل حضانة البنت للاب؟
اختلف الفقهاء في حكم انتقال حضانة البنت إلى الأب، إذ رأى بعض الفقهاء أن البنت عندما تبلغ سنَّ التميز والرشد عن السبع سنوات تخير بين البقاء عن والدتها أو الذهاب إلى والدها، ورأى البعض أنها تبقى مع والدتها حتى سن الزواج مثل المالكية، بينما ذهب البعض إلى أنها لا تخير عن سن السبع سنوات بل تنتقل إلى والدها وجوبًا لأنَّه أقدر على حفظها ومنعها من الوقوع في المخاطر والفتن، وحتى يحين موعد خطبتها وزواجها فتزوَّج من عنده لأنَّه هو المسؤول عنها.
لماذا البنت لا تخير في الحضانه؟
ذهب بعض الفقهاء إلى أنَّ البنت لا تخير في الحضانة عندما تصل إلى سن التمييز تنتقل إلى والدها، وذلك لأنَّ غاية الحضانة حفظ البنت، والأب قادر على حفظ البنت أكثر من الأم، وأكبر قدرة على صيانتها من المخاطر والفتن والانزلاق في مهاوي الضلال، وبما أنَّ الأب أيضًا هو المسؤول عن خطبتها وزواجها يجب أن تكون عنده حتى تنخطب من عنده وتزوج من عنده، بينما رأى آخرون أنَّ البنت تخير عندما تصل إلى سن التمييز في السبع سنوات، ورأى البعض مثل المالكية أنها تبقى مع والدتها حتى سن الزواج، وفي ذلك سعة وتيسير من قبل مختلف الأقوال.

المراجع

  1. ^ سورة البقرة، الآية 229
  2. ^ المستدرك على الصحيحين، عبد الله بن عمر، الحاكم، 2833، صحيح
  3. ^ dorar.net، حكم الطلاق، 24/02/2023
  4. ^ صحيح أبي داود، عبد الله بن عمرو، الألباني، 2276، حسن
  5. ^ islamweb.net، من يتولى الحضانة بعد الطلاق، 24/02/2023
  6. ^ momjunction.com، 10 Negative Effects Of Divorce On Children And Ways To Mitigate Them، 24/02/2023
  7. ^ al-eman.com، موسوعة الفقه الإسلامي، 24/02/2023
  8. ^ islamweb.net، أقوال الفقهاء في الأحق بالحضانة ، وإلى أي عمر تستمر؟، 24/02/2023
  9. ^ islamweb.net، حقوق المرأة المطلقة وأولادها، 24/02/2023
  10. ^ هداية الرواة، أبو هريرة، الألباني، 3315، صحيح
  11. ^ سورة البقرة ، الآية 233

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *