حضانة الأولاد بعد الطلاق إذا تزوجت الأم

حضانة الأولاد بعد الطلاق إذا تزوجت الأم
حضانة الأولاد بعد الطلاق إذا تزوجت الأم

حضانة الأولاد بعد الطلاق إذا تزوجت الأم لها احكام وقوانين لا بدَّ من الالتزام بها، إذ أنَّ الطلاق أخذ مساحة واسعة في الإسلام وفي دراسات الفقهاء والعلماء، إذ وجدَت أحكات متعلقة بما قبل الطلاق وخلال الطلاق وبعد الطلاق، وذلك من أجل تنظيم العلاقة بين الرجل والمرأة، والمحافظة على حقوق كل منهما، وسوف نتعرف في هذا المقال على بعض المعلومات عن حضانة الأولاد في الطلاق، ومصير حضانة الأولاد بعد الطلاق في حال تزوجت الأم، إضافة إلى الحالات التي تسقط فيها الحضانة عن الأم وغير ذلك من الأحكام المتعلقة.

حضانة الأولاد في الطلاق

قبل معرفة مصير حضانة الأولاد بعد الطلاق إذا تزوجت المرأة سوف نتعرف على لمحة عن حضانة الأولاد في الإسلام، حيث أنَّ الطلاق في معظم الحالات يكون كوسيلة أو علاج أخير للتخلص من المشاكل الكبيرة التي تحدث بين الزوجين عندما لا تعود حياتهما معًا محتملة ولا تجدي أية حلول نفعًا معها، ورغم أنَّ الطلاق أفضل في كثير من الأحيان من بقاء الزوجين معًا في جو عائلي مشحون بالتوتر والنفور والغضب وتوجيه الإهانات والتحقير خصوصًا إذا كان الزوج يضرب زوجته ويعنفها ويشتمها أمام الأولاد، ولكنه رغم ذلك فإنَّ الطلاق يحمل العديد من الآثار السلبية سواء على الزوج أو الزوجة وعلى الأولاد أيضًا، وغالبًا ما يكون الأولاد في الأسرة ضحية الطلاق وانفصال الوالدين عن بعضهما، وتنعكس آثار الطلاق بشكل سلبي على نفسيات الأولاد وشخصياتهم وأخلاقهم  وحياتهم بشكل عام، وتقع مشاكل كثيرة أيضًا حول حضانة الأطفال بين الزوجين خصوصًا إذ ما كانت العلاقة بينهما بعد الطلاق علاقة صراع وتخاصم ومحاكم طويلة، وفي معظم الأحيان تكون أحقية حضانة الأطفال للأم، طالما لا توجد أسباب تسقط هذه الحضانة، غير أنَّ هناك شروطًا لا بدَّ من توافرها، وأحكام تتعلق بها.[1]

شاهد أيضًا: حقوق الزوجة بعد الطلاق الغيابي وحكمه في الإسلام

حضانة الأولاد بعد الطلاق إذا تزوجت الأم

لقد أكَّد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّ المرأة هي صاحبة الحق في حضانة الأولاد، إذا ما كانوا تحت سن التمييز والبلوغ، فقد ورد في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه: “أنَّ امرأةً قالَت يا رسولَ اللَّهِ إنَّ ابني هذا كانَ بطني لَه وعاءً وثَديي لَه سِقاءً وحجري لَه حِواءً وإنَّ أباهُ طلَّقني وأرادَ أن ينتزِعَه منِّي فقالَ لَها رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أنتِ أحقُّ بِه ما لم تَنكِحي”،[2] ويشير هذا الحديث إلى أنَّ الزوجة إذا تزوجت تسقط حضانة الأولاد منها، ويحق للأب أن يستعيد الأبناء، أو تنتقل حضانة الأولاد إلى الأحق بالحضانة بعد الأم، ولكن يمكن أن تحتفظ الأم بحضانة الأولاد إذا وافق الأب على بقاء الأولاد معها رغم زواجها، حيث أنَّ المرأة سوف تنشغل بزواجها وزوجها الجديد، ولا يجوز لها أن تنشغل عنه بأولادها، ويحق لها أن تحتفظ بهم إذا رضي زوجها بذلك أيضًا.[1]

شروط حضانة الأولاد بعد الطلاق للأم

إنَّ حضانة الأولاد حق من حقوق الأم المطلقة بعد طلاقها من الزوج، ولكن توجد العديد من الشروط التي يجب توفرها عند ذلك من أجل السماح بحضانة المرأة للأولاد، أما إذا ما اختلَّ أحد تلك الشروط في الأم ولم يتوفر لا يجوز لها أن تحصل على حضانة الأولاد، ويتمًّ نقل حضانة الأولاد إلى شخص آخر أحق بالحضانة منها وذلك حسب ترتيب حضانة الأولاد المنصوص عليها في الشريعة الإسلامية وحسب القانون المعمول به في البلد، وفيما يأتي سيتمُّ إدراج بعض من شروط حضانة الأولاد بعد الطلاق للأم:[3]

  • يجب أن تكون الأم خالية من أية إعاقة أو إصابة تمنعها عن إمكانية حضانة الأولاد وعدم تلبية جميع احتياجاته.
  • لا تكون الأم مصابة بمرض خطير أو مرض مزمن أو معدي يمنعها أيضًا من القيام بواجبها تجاه أبنائها.
  • أن تكون الأم قادرة على القيام باحتياجات ومستلزمات الأولاد من حيث قدرتها البدنية والعقلية والنفسية.
  • أن يكون الدين الذي تعتنقه الأم هو نفس الدين الذي يعتنقه الأولاد، بمعنى لا يجوز في الإسلام للأم المسيحية أن تأخذ حضانة الأطفال من زوجها إذا كان مسلمًا.
  • ألا تكون الأم عليها قضايا تمسُّ الشرف والآداب العامة، ولا يكون سبق لها التورط في مثل هذه القضايا، وبالتالي لا تكون فاسقة ولا عاصية مرتكبة للكبائر ومجاهرة بها مثل شرب المخدرات أو المسكرات أو الفواحش على اختلافها.
  • يجب ألا تكون الأم متزوجة من رجل آخر لأنها ستنشغل به وباحتياجاته، إلا إذا رضي الزوج بذلك عند ذلك يمكنها الاحتفاظ بأولادها.

شاهد أيضًاكيف أعرف أن الطلاق خير لي ، نصائح للزوجة التي تريد الطلاق

حقوق الأم والأولاد بعد الطلاق

تحصل المرأة والأولاد خلال فترة الحضانة على العديد من الحقوق والامتيازات الذي يجب على الرجل أن يقدمها لهم كاملة من دون إنقاص، ومهما كانت أسباب ونوع الطلاق فإنَّ حقوق الحضانة للزوجة والأولاد لا تسقط لأنها أساسًا للأبناء وليست للمرأة، وفيما يأتي سيتم إدراج حقوق الأم والأولاد بعد الطلاق خلال فترة الحضانة:[4]

  • تحصل المرأة على مسكن لها ولأولادها خلال فترة الحضانة، وإذا لم يسمح الزوج ببقائهم في المنزل يجب عليه يدفع لهن نفقة السكن أو يؤمن لهم السكن سواء عن طريق التمليك أو الإيجار، وقد قال تعالى في كتابه العزيز: “أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى”.[8]
  • تحصل الزوجة بعد الطلاق على نفقة خاصة لها مقابل رعاية الأولاد وحضانتهم وتربيتهم ورعايتهم، وهذه النفقة غير نفقة الأولاد.
  • تحصل المرأة أيضًا على نفقة إرضاع أو أجر بدل إرضاع الطفل في حال وجود طفل رضيع لدى الزوجين المطلقين وما يزال في سنة الرضاعة.
  • تحصل الزوجة على كامل نفقة الأولاد من طعام وشراب وملابس وتعليم وعلاج وغير ذلك من المصروفات الضرورية للأولاد، ويحق لها أن تحصل عليها للأولاد طوال فترة الحضانة، ودلَّ على ذلك قوله تعالى في كتابه العزيز: “وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ”.[5]
  • يحق للأم أن تحتفظ بالأولاد إذا لم يرفع والدهم دعوى حضانة بعد انتهاء فترة حضانة الأم، لأنَّ الأب قد ينشغل بحياة أخرى جديدة، ويرغب في إبقاء الأطفال عند والدتهم، وعند ذلك يمكنها الاحتفاظ بهم.

متى تسقط الحضانة عن الأم

أحيانًا يسقط حق حضانة الأولاد عند المرأة وذلك بحدوث خلل أو انتقاص في أحد شروط حضانة الأولاد، ولا يرتبط سقوط حضانة الأولاد بطلاق الضرر أو الخلع كما سبق، لأن بعض الناس يعتقد أنَّ المرأة إذا طلبت الطلاق من زوجها تسقط عنها حضانة الأولاد وهذا غير صحيح ولا يجوز، إلا أنَّ هناك بعض الحالات تسقط فيها حضانة الأولاد عن الأم، وفيما يأتي سيتم إدراج أهم هذه حالات سقوط حضانة الأم للأطفال:[3]

  • إذا أصيبت الأم بمرض مزمن معدي أو جنون أو أي داء لا تستطيع معه القيام باحتياجات الأولاد تسقط عنها الحضانة.
  • عدم تحقق مصلحة الأطفال عند أمهم، وعدم تأمين رعاية واهتمام وتربية مناسبة لهم.
  • زواج المرأة المطلقة من رجل آخر يسقط حضانة الأولاد عنها، إلا إذا وافق الأب على بقاء الأطفال عند والدتهم ووافق الزوج الآخر أيضًا على ذلك.
  • ارتكاب الأم جريمة خطيرة من الجرائم التي تعاقب عليها القوانين عند ذلك تسقط عنها حضانة الأولاد.
  • تعاطي المرأة المسكرات وشرب الكحوليات أو المخدرات يسقط عنها حق حضانة الأطفال، أو قيامها ببعض الأعمال التي تنافي الأخلاق والآداب العامة بين المسلمين.
  • ارتداد المرأة عن الإسلام أيضًا يسقط عنها الحضانة لأنَّ ديانتها يجب أن تكون نفس ديانة الطفل، وهذا من البديهي في أحكام الشريعة الإسلامية حول حضانة الأولاد بعد الطلاق.

شاهد أيضًانصيحة للزوجة التي تطلب الطلاق ، متى يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق

ترتيب حضانة الأولاد بعد الأم

تكون الأم في بعض الأحيان غير قادرة على حضانة الطفل إمَّا بسبب إصابتها بأحد الأمراض التي تمنعها من ذلك أو بسبب الزواج وغير ذلك من الأسباب، وقد تكون الأم متوفاة، وفي هذه الحال وضَع الشرع الإسلامي ترتيبًا معينًا حسب الأحقية والأقرب للأم والأب، حيث يتمُّ احتساب ذلك حسب صلة القرابة وقدرة الشخص على الحضانة، وقد اختلف الفقهاء في الإسلام أيضًا في قائمة ترتيب حضانة الأولاد بعد والدته، وفيما يأتي سيتم إدراج ترتيب حضانة الأولاد بعد الأم:[6]

  • الجدة والدة الأم.
  • الجدة والدة الأب.
  • الأب.
  • الأخوات، تتقدم الأخت من الأب والأم، ثم الأخت من الأم ثم الأخت من الأب.
  • الخالات وهنَّ أخوات الأم بترتيب الأخوات نفسه.
  • العمات وهنَّ أخوات الأب وذلك بترتيب الأخوات نفسه.
  • بنات الأخت بشكل يشبه ترتيب الأخوات نفسه.
  • بنات الأخ بشكل يشبه ترتيب الأخوات نفسه.
  • عاشرًا: خالات الأم بشكل يشبه ترتيب الأخوات نفسه.
  • خالات الأب بشكل يشبه ترتيب الأخوات نفسه.
  • عمات الأم بشكل يشبه ترتيب الأخوات نفسه.
  • عمات الأب بشكل يشبه ترتيب الأخوات نفسه أيضًا.

متى تنتهي حضانة الأولاد عند الأم

اختلف العلماء في الإسلام حول السن الذي عنده تنتهي فترة حضانة الأولاد عند والدتهم، ومتى يمكن أن يعودوا إلى والدهم ويحق للأب أن يجبرهم على ترك أمهم، وقد اعتمد بعض الفقهاء في هذا الحكم على حالة الوالد فإذا كان فاسقًا أو عاصيًا أو يشتهر بالسرقة والشرب لا يحق له المطالبة بالأولاد لما سوف يلحقهم من مفاسد، وذهبت كثير من الأقوال إلى أنَّ الطفل الذكر يبقى في حضانة الأم حتى يصل إلى سن التمييز، وقدر هذا العمر بحوالي 7 سنوات عند كثير من المذاهب ويخير بعدها في أن يبقى عند والدته أو يذهب إلى والده، وأشار البعض أن الولد يبقى حتى سن 15 سنة عند الأم في الحضانة وفي هذا السن يصبح قادرًا على العمل وكسب قوته، وقد ورد عن ابن قدامة قوله في هذا: “ولا تثبت الحضانة إلا على الطفل أو المعتوه، فأما البالغ الرشيد، فلا حضانة عليه، وإليه الخيرة في الإقامة عند من شاء من أبويه، فإن كان رجلا، فله الانفراد بنفسه لاستغنائه عنهما ويستحب أن لا ينفرد عنهما، ولا يقطع بره عنهما، وإن كانت جارية لم يكن لها الانفراد ولأبيها منعها منه، لأنه لا يؤمن أن يدخل عليها من يفسدها ويلحق العار بها وبأهلها، وإن لم يكن لها أب فلوليها وأهلها منعها من ذلك”، وفيما يأتي سيتم إدراج مختلف أقوال الفقهاء في فترة حضانة الأولاد والإناث خصوصًا:[6]

  • المذهب الشافعي: رأى أصحاب المذهب الشافعي أن حضانة الأولاد تستمر حتى سن التمييز ويشمل ذلك الحكم الذكور والإناث، وعند وصول الطفل إلى سن التمييز يتم تخييره ما بين والده أو والدته، وقد ورد في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: “سَمِعْتُ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم وَأَنَا قَاعِدٌ عِنْدَهُ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله إِنَّ زَوْجِي يُرِيدُ أَنْ يَذهَبَ بابْنِي وَقَدْ سَقَانِي مِنْ بئْرِ أَبي عِنَبَةَ وَقَدْ نَفَعَنِي. فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «اسْتَهِمَا عَلَيْهِ» فَقَالَ زَوْجُهَا: مَنْ يُحَاقُّنِي فِي وَلَدِي؟ فَقَالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «هَذا أَبُوكَ وَهَذِهِ أُمُّكَ فَخُذ بيَدِ أَيِّهِمَا شِئْتَ» فَأَخَذ بيَدِ أُمِّهِ فَانْطَلَقَتْ بهِ”.[7]
  • المذهب المالكي: رأى أصحاب المذهب المالكي أنَّ الأنثى تظلُّ في حضانة الأم إلى أن يحين موعد زواجها والدخول عليها، ولا يحق للأب تخليصها من والدتها قبل الزواج حسب رأيهم.
  • المذهب الحنفي: يرى أصحاب المذهب الحنفي أنَّ الأنثى تبقى عند الام حتى تصل إلى سن البلوغ وسن الاشتهاء الذي قدر عندهم بحوالي 9 سنوات، وعند ذلك فقط تنتهي حضانتها عند الأم وتنتقل إلى الأب، ولديهم رأي آخر أنها تبقى مع والدتها حتى تتزوج أيضًا.
  • المذهب الحنبلي: يرى أصحاب المذهب الحنبلي أنَّ الأنثى في فترة الحضانة عندما تبلغ سن التميز في السبع سنوات لا يتم تخييرها، بل تنتقل فورًا مجبرةً إلى الأب وجوبًا حتى سن البلوغ والزفاف أيضًا، لأنَّ غاية الحضانة عند الأم هي حفظ الطفلة وصونها حتى سن الزواج والأب غالبًا ما يكون أحفظ من الأم بالنسبة للأنثى حسب رأيهم، ولذلك يجب أن تبقى تحت أنظاره حتى تنخطَب وتتزوج عنده وتبقى محفوظة من الخداع والتعرض للتغرير بها، إلا إذا كان فاسقًا ويشتهر باللهو الحرام والسرقة والشرب، فتبقى الأنثى عند أمها حتى تتزوج.

شاهد أيضًا: مستحقات الزوجة بعد الطلاق ، حقوق المرأة بعد الطلاق في الإسلام

حضانة الأولاد بعد الطلاق إذا تزوجت الأم وتزوج الأب

إذا تزوجت الأم تسقط حضانة الأولاد منها، ويرجع الأولاد إلى والدهم، ولا حرج إذا كان الأب متزوجًا من امرأة أخرى، حيث يبقى الأولاد في رعاية والدهم وزوجة والدهم، شرط أن تعاملهم زوجة الأب بالحسنى وبالرفق واللين، أمَّا إذا تعرض الأولاد إلى التعنيف من قبل زوجة والدهم فإنَّ حضانة الأولاد تسقط عنه أيضًا، ويرجع الأولاد إلى حضانة الجدة، وهذا حسب ترتيب الأحق بحضانة الأم، وقد رأى بعض الفقهاء أنَّ الجدة والدة أم هي الأحق، ورأى البعض أن والدة الأب هي الأحق، ولكن حسب ما ذهب إليه الجمهور فإنَّ والدة الأم هي الأحق بالحضانة بعد الأم، وقد رأى ابن عثيمين رحمه الله عن ترتيب الأحق بالحضانة: “هذا الترتيب الذي ذكره المؤلف ليس مبنيا على أصل من الدليل، ولا من التعليل، وفيه شيء من التناقض، والنفس لا تطمئن إليه، ولهذا اختلف العلماء في الترتيب في الحضانة على أقوال متعددة، ولكنها كلها ليس لها أصل يعتمد عليه، لذلك ذهب شيخ الإسلام رحمه الله: إلى تقديم الأقرب مطلقا، سواء كان الأب، أو الأم، أو من جهة الأب، أو من جهة الأم، فإن تساويا قدمت الأنثى، فإن كانا ذكرين أو أنثيين فإنه يقرع بينهما في جهة واحدة، وإلا تقدم جهة الأبوة”، وهذا يشير إلى أنَّ الترتيب اجتهادي ولا يعتمد على دليل معين.[6]

في نهاية مقال حضانة الأولاد بعد الطلاق إذا تزوجت الأم تمَّ إدراج بعض المعلومات عن حضانة الأولاد في الطلاق، وعلى حكم حضانة الأولاد بعد الطلاق إذا تزوجت المرأة، كما تعرفنا على شروط حضانة الأم للأولاد وعلى وقت انتهاء فترة حضانة الأولاد، وعلى حقوق المرأة في حال حضانة الأولاد، وما إلى هنالك من المعلومات والتفاصيل.

أسئلة شائعة

أسئلة شائعة
هل تسقط الحضانة عن الأم إذا تزوجت في الشرع؟
حسب الشريعة الإسلامية تسقط الحضانة عن الأم إذا تزوجت، وهذا ما ثبت في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه: "أنَّ امرأةً قالَت يا رسولَ اللَّهِ إنَّ ابني هذا كانَ بطني لَه وعاءً وثَديي لَه سِقاءً وحجري لَه حِواءً وإنَّ أباهُ طلَّقني وأرادَ أن ينتزِعَه منِّي فقالَ لَها رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أنتِ أحقُّ بِه ما لم تَنكِحي"، وهذا لأنها تنشغل بزوجها الجديد واحتياجاته، ولكن يمكن أن تبقي الأولاد معها إذا وافق زوجها الجديد ووالد الأطفال على ذلك.
هل يحق للزوج اخذ ابنته من طليقته؟
لا يحق للزوج أن يأخذ ابنته من طليقته من دون سبب، لأنَّ الأصل أن يكون الأولاد بحضانة الأم فهي الأحق بهم وبرعايتهم، ولكن توجد بعض الأسباب التي يمكن للأب بسببها أن يحصل على حضانة الأولاد، مثل أن تتزوج طليقته، أو تصاب بأحد الأمراض الخطيرة والمزمنة والمعدية، أو لا تستطيع المحافظة عليهم ورعايتهم والقيام باحتياجاتهم، أو إذا كانت ترتكب الفواحش والكبائر والذنوب والخطايا، عند ذلك يجوز له أن يأخذ الأولاد من والدتهم، لأنَّ أصل الحضانة أن تحفظ الأم الأولاد وترعاهم، وبتلك الأسباب لا تتمكن من المحافظة عليهم.
من له حق الوصاية على القصر بعد زواج الام؟
إنَّ أحق الناس بالوصاية على الأم هو والدة الأم، وبعدها والدة الأب، وقد فصل الفقهاء في هذا، ثمَّ الأخوات، حيث تتقدم الأخت من الأب والأم، ثم الأخت من الأم ثم الأخت من الأب، وبعدها الخالات ثم العمات ثم بنات الأخت ثم بنات الأخ ثم خالات الأم ثم خالات الأب ثم عمات الأم ثم عمات الأب، وبنفس ترتيب الأخوات، إذ تقدَّم الشقيقة ثمَّ الأخت لأم ثمَّ الأخت لأب، وقد أشار الشيخ ابن عثيمين إلى هذا الترتيب في قوله: "هذا الترتيب الذي ذكره المؤلف ليس مبنيا على أصل من الدليل، ولا من التعليل، وفيه شيء من التناقض، والنفس لا تطمئن إليه، ولهذا اختلف العلماء في الترتيب في الحضانة على أقوال متعددة، ولكنها كلها ليس لها أصل يعتمد عليه، لذلك ذهب شيخ الإسلام رحمه الله: إلى تقديم الأقرب مطلقا، سواء كان الأب، أو الأم، أو من جهة الأب، أو من جهة الأم، فإن تساويا قدمت الأنثى، فإن كانا ذكرين أو أنثيين فإنه يقرع بينهما في جهة واحدة، وإلا تقدم جهة الأبوة".

المراجع

  1. ^ islamweb.net، من يتولى الحضانة بعد الطلاق، 24/02/2023
  2. ^ صحيح أبي داود، عبد الله بن عمرو، الألباني، 2276، حسن
  3. ^ al-eman.com، موسوعة الفقه الإسلامي، 24/02/2023
  4. ^ islamweb.net، حقوق المرأة المطلقة وأولادها، 24/02/2023
  5. ^ سورة البقرة، الآية 233
  6. ^ islamweb.net، أقوال الفقهاء في الأحق بالحضانة ، وإلى أي عمر تستمر؟، 24/02/2023
  7. ^ هداية الرواة، أبو هريرة، الألباني، 3315، صحيح
  8. ^ سورة الطلاق، آية 6

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *