في حالة الخلع ما هي حقوق الزوجة

في حالة الخلع ما هي حقوق الزوجة
في حالة الخلع ما هي حقوق الزوجة

في حالة الخلع ما هي حقوق الزوجة التي يمكن أن تحصل عليها المرأة من زوجها في الإسلام، والتي قد يجهلها كثير من المسلمين، وقد حرص الإسلام على تنظيم العلاقة بين الزوجين بداية من عقد الزواج وخلال عقد الزواج وصولًا إلى الطلاق الذي يمثِّل نهاية العلاقة الزوجية، وقد أخذ الطلاق مساحة واسعة وأحكام مخصصة من أجل المحافظة على حقوق الزوجين، وفي هذا المقال سوف نتعرف على حكم طلاق الخلع في الإسلام، وسوف نعرف ما هي حقوق الزوجة عند الخلع في الشريعة الإسلامية، وحقوق الزوجة قبل الدخول عند الخلع، إضافة إلى مصير الذهب والعفش عند الطلاق وغيرها من الأحكام والتفاصيل المتعلقة.

حكم الخلع في الإسلام

وردت مشروعية الطلاق في القرآن الكريم وفي السنة النبوية أيضًا، وقد جعل الله تعالى الطلاق مباحًا للرجل وحقَّا من حقوقه، ولكنَّه لم يكن كذلك بالنسبة للمرأة، حيث أنَّ طلب الزوجة للطلاق محرَّم ولا يجوز في الإسلام إذا كان من دون سبب، وقد ورد في الحديث الصحيح عن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أيُّمَا امرأةٍ سألت زوجَها طلاقًا في غيرِ ما بأسٍ فحرامٌ عليها رائحةُ الجنةِ”،[1] لكن الإسلام أباح للمرأة طلب الطلاق إذا كان هناك سبب معين، حتى لو كان ذلك السبب هو النفور من الزوج فقط، وقد ورد دليل صحة طلاق الخلع وجواز طلب المرأة طلاق الخلع من زوجها في السنة النبوية، فقد ورد عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه: “أنَّ امْرَأَةَ ثَابِتِ بنِ قَيْسٍ أتَتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، ثَابِتُ بنُ قَيْسٍ، ما أعْتِبُ عليه في خُلُقٍ ولَا دِينٍ، ولَكِنِّي أكْرَهُ الكُفْرَ في الإسْلَامِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أتَرُدِّينَ عليه حَدِيقَتَهُ؟ قالَتْ: نَعَمْ، قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اقْبَلِ الحَدِيقَةَ وطَلِّقْهَا تَطْلِيقَةً”،[2] حيث يفصِّل الحديث في قصة زوجة ثابت بن قيس رضي الله عنهما عندما جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته أنها لا تطيق زوجها رغم عدم وجود أي عيب أو سوء فيه، ولكنها تخشى أن تكفر العشير وألا تؤدي حقوقه الزوجية كما أراد الله تعالى، فأباح لها النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، على أن تتنازل له عن المهر الذي كان قد منحها إياه عند كتابة عقد الزواج بشهادة الشهود.[3]

شاهد أيضًاما هو الطلاق البائن ، أنواع الطلاق البائن في الإسلام

في حالة الخلع ما هي حقوق الزوجة

يعدُّ تنازل الزوجة عن جميع حقوقها أحد أهم شروط طلاق الخلع حتى تتمكن الزوجة من الحصول على الطلاق من زوجها، وذلك بغض النظر عن الأسباب التي دفعتها إلى طلب طلاق الخلع، وقد وردت قصة تشبه طلاق الخلع في السنة النبوية، وتعد أول قضية خلع في الإسلام وهي قصة زوجة ثابت بن قيس رضي الله عنهما في الحديث الذي رواه الصحابي عبد الله بن عباس رضي الله عنه، وفيما يأتي سيتم إدراج حقوق الزوجة عند طلب طلاق الخلع من الزوج:[3]

  • يحق للمرأة الحصول على المسكن والنفقة كاملة إذا كانت حاملًا، وإنَّ هذه الحقوق مخصصة للحمل الموجود في بطنها وليست للزوجة، وتستمر هذه النفقة حتى تضع حملها.
  • تحصل المرأة على حضانة الأولاد في حال كان لدى الزوجين أولادًا، كما يحقُّ لها أن تأخذ من الزوج أجر بدل رعاية وحضانة الأولاد، كما يحق لها أن تأخذ أجر بدل رضاعة في حال وجود طفل رضيع لزوجها، لأنها لم تعد مسؤولة عنهم، لذلك يحق لها أن تأخذ أجور نفقاتهم.
  • يحقٌّ لها أن تحصل على نفقة أولادها كاملة خلال فترة الحضانة، وتشمل هذه النفقة: نفقة الطعام والملابس والدواء والعلاج والتعليم وغير ذلك من النفقات لجميع الاحتياجات الضرورية لهم، إضافة إلى نفقة المسكن، وتستمر هذه النفقات على الزوج حتى تنتهي فترة الحضانة والتي أشار بعض الفقهاء إلى أنَّها عند الولد حتى يبلغ 15 سنة، وعند البنت حتى تتزوج وتصير في بيت زوجها.
  • تحصل الزوجة على جميع أشيائها الخاصة وممتلكاتها الموجودة في منزل زوجها، وطالما أنها ملك لها فإنه لا يحق لأي أحد أن يأخذ هذه الإغراض منها لا زوجها ولا غيره.
  • عند طلب الخلع يجب أن تتنازل المرأة عن المهر كاملًا، وإذا كانت الزوجة قد أخذت شيئًا من المهر قبل الطلاق تعيده إلى الزوج كاملًا، كما أعادت زوجة ثابت بن قيس الحديقة لزوجها.
  • تتنازل الزوجة عن نفقة العدة ونفقة المتعة التي هي من حقوق الزوجة أساسًا، ولا يحق للزوجة عند طلب الطلاق أن تطالب بهذه النفقة.

حقوق الزوجة عند الخلع قبل الدخول

إذا طلبت الزوجة الخلع قبل الدخول وقبل تحقق الخلوة الشرعية تسقط معظم حقوقها التي يمكن أن تحصل عليها في الطلاق الذي يتلفظ به الزوج، حيث تتنازل المرأة عن المهر كاملًا فإذا كان الزوج قد دفعه إليها عند كتابة عقد الزواج ترده كاملًا، ولا تأخذ منه شيئًا، كما يسقط حق الزوجة في النفقة بشقيها نفقة المتعة ونفقة العدة، ويمكن أن يطلب الزوج منها أن تردَّ له الهدايا التي قدمها لها بسبب النكاح، ولا حرج في ذلك، ويجب عليها أن تعيدها إليه، وذلك حسب الاتفاق بينهما على الخلع، وقد قال تعالى في ذلك: “الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”،[4] وقوله “فيما فتدت به” أنَّ المرأة تتنازل عن حقوقها ومهرها ويمكن أن تتنازل عن غير ذلك مقابل الحصول على الطلاق والاتفاق مع الزوج على الخلع.[5]

شاهد أيضًا: طلب الطلاق لعدم الراحة النفسية

هل الحصول على حكم خلع يفقد الزوجة منزل الزوجية

إنَّ الزوجة إذا طلبت طلاق الخلع من زوجها فإنَّها لا تحصل على نفقة العدة ولا على نفقة المتعة ولا على المهر، وبالتالي لا يحق لها المطالبة بالسكن إذا لم تكن حاملًا وإذا لم يكن لديها أولاد، ولكن إذا كانت حاملًا فإنَّها تحصل على مسكن ونفقة حتى تضع حملها، وإذا كان لديها أولاد فإنها تحصل على مسكن ونفقة للأولاد وأجر لها بدل حضانة الأولاد وبدل إرضاع في حال وجود طفل رضيع، ولا يؤدي الخلع إلى سقوط مسكن الزوجة في هذه الحالة، والله أعلم.[5]

هل العفش من حق الزوجة بعد الخلع

يختلف حكم العفش بعد الطلاق في الإسلام، ويعتقد البعض أنَّه من حق الزوجة كما يرى البعض أنَّ الزوج به أحق، غير أنَّ العفش مثل العديد من الأغراض والأشياء له أحكام عديدة بغض النظر عن نوع الطلاق، حيث يرجع هذا قبل كل شيء إلى صاحب العفش وكيفية تملكه له، وفيما يأتي سيتم إدراج أهم التفاصيل حول من الشخص يأخذ العفش في طلاق الخلع:[6]

  • إذا كان العفش للزوج: إذا كان العفش ملكًا للزوج واشتراه من ماله ولم يعطِ شيئًا منه للزوجة قبل الطلاق، لا يحق للزوجة عند ذلك أن تطالب بأي شيء من العفش، ويبقى من حق الزوج ويبقى في منزله وهو الطرف الذي يحتفظ به دون شك، ولا يجوز للزوجة أن تأخذ منه شيئًا إلا إذا تنازل الرجل عن بعض الأثاث أو عنه كله وقدمه للزوجة عن طيب نفس وكرم منه.
  • إذا كان العفش للزوجة: إذا كان العفش ملكًا خاصًا للزوجة قبل طلب الطلاق فإنَّه يبقى لها بعد الطلاق مهما كان نوع الطلاق، ومن حقها أيضًا أن تطالب به أو بثمنه فهو ملك شخصي لها ولا يحق لأي شخص سواء كان زوجها أو أباها أن يأخذ منه شيئًا إلا برضاها وموافقتها، ويجب على المرأة أن تثبت ملكيتها للعفش بالوثائق أو من خلال اعتراف الزوج أو من خلال وجود الشهود الثقاة.
  • إذا وهَب الرجل العفش لزوجته: في حال أهدى الرجل زوجته عفش المنزل وتنازل عنه أو تنازل لها عن بعضه قبل طلب طلاق الخلع، فإنَّ العفش يصبح ملكًا للزوجة ويجب على الزوج أن يعطيها هذا الأثاث بالكامل، ولا يحق له أن يرجع عن هذه الهبة والهدية، ولا بدَّ أن يثبت ذلك اعتراف الزوج أو شهادة الشهود إذا لم تتوفر الأوراق والوثائق لها.

شاهد أيضًا: حقوق الزوج عند طلب الزوجة الطلاق ، آثار الطلاق على الزوج

هل الذهب من حق الزوجة بعد الخلع

يأخذ الذهب تقريبًا حكم العفش عند طلاق الخلع، ويتوقف مصيره بعد الطلاق على الشخص الذي كان صاحبه قبل الطلاق وطريقة تملكه له أيضًا، ولذلك فهو لا يأخذ حكمًا واحدًا، ولا يتعلق دائمًا بنوع الطلاق إلا إذا كان الذهب مهرًا للزوجة، وفيما يأتي سيتم التعرف على من يأخذ الذهب في طلاق الخلع:[7]

  • إذا كان الذهب جزءًا من الصداق أو كان هو الصداق كله الذي تم الاتفاق عليه بين الزوجين عند كتابة عقد النكاح، فإنَّ الزوجة تعيده كاملًا إلى الزوج عند طلب طلاق الخلع وذلك حسب ما ورد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم السابق وقصة امرأة ثابت بن قيس.
  • إذا كان الذهب ملكًا للزوجة التي تطلب طلاق الخلع وكانت قد اشترته من مال أبيها قبل زواجها أو من أموالها الخاصة سواء قبل الزواج أو في فترة الزواج، فهو من حقها ويجوز لها أن تأخذه في طلاق الخلع وفي غيره من أنواع الطلاق، ويجب على الرجل أن يعيده إلها كاملًا إذا كان قد أخذ منه شيئًا قبل الطلاق، ولا حق له في أن يأخذ شيئًا منه.
  • إذا أهدى الزوج هذا الذهب لزوجته قبل الطلاق فإنَّه يصبح ملكًا لها، ويحق لها أن تأخذه وتطالب به، ولا يحق له أن يأخذ شيئًا من هذا الذهب، ويجب أيضًا أن يكون هناك دليل على هذه الهبة، مثل الوثائق أو شهادة الشهود.
  • إذا كان هذا الذهب قد اشتراه الزوج حتى يدَّخر به بعض المال وأبقاه مع الزوجة لا يحق لها أن تأخذ منه شيئًا لأنه ليس لها، ويجب أن يثبت كل منهما أحقيته بالذهب من خلال الأوراق التي تثبت ذلك، أو من خلال شهادة الشهود الثقاة حتى لا تقع مشاكل كبيرة بينهما، ويقع خلاف على صاحب الذهب والحق فيه.

أسباب تبيح الخلع في الإسلام

بيَّن العلماء في الشرع الإسلامي الأسباب التي تُجيز للمرأة أن تطلب الخلع من زوجها، وهي الأسباب التي يجوز للمرأة أن تضحي بالعلاقة الزوجية من أجلها، حيث يعتبر الزواج رباطًا مقدسًا في الإسلام ولا يجوز التفريط به لأي سبب كان بسهولة، ولذلك يعتبر طلب المرأة للطلاق بدون سبب من كبائر الذنوب، ويمنع المرأة من دخول الجنة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيما يأتي سيتم ذكر الأسباب التي تبيح طلب الخلع في الإسلام:[7]

  • عدم إنفاق الزوج على الزوجة وعلى الأولاد وعلى احتياجات المنزل، إما بسبب الإعسار وقلة التدبير أو بسبب الشح والبخل، حيث أنَّ النفقة حق لها على الزوج، وهي واجبة عليه تجاه الزوجة والتقصير فيها أحد أسباب طلب المرأة الخلع.
  • وجود عيب أو مرض خطير في الرجل يمنعه من القيام بواجباته الزوجية تجاه زوجته، في هذه الحالة يجوز لها أن تطلب منه طلاق الخلع، لأنَّ أهداف وغايات الزواج مثل تحقيق العفة والحصول على السكينة والألفة لن تتحقق بينهما، ومن أهم تلك الأمراض: عدم القدرة على الجماع بسبب العنة أو الجب، البرص، الجذام، وغير ذلك.
  • غياب الزوج عن منزله فترات طويلة من الزمن وانقطاع أخباره عن الزوجة، فإذا طال غياب الرجل عن زوجته على الأقل ستة أشهر جازَ لها أن تطلب الخلع عن طريق القاضي، ويرى بعض الفقهاء أن المدة يجب أن تكون سنة على الأقل، ويلحق بهذه الحالة دخول الزوج إلى السجن، ومكوثه فيه فترة طويلة، فإذا لم يعلم متى وقت خروجه من السجن، وخافت المرأة على نفسها من الوقوع في المعصية يجوز لها أن تطلب الخلع أيضًا.
  • الضرر والأذى الذي يتسبب به الزوج للزوجة، من مبيحات طلب الخلع في الإسلام، سواء كان أذى جسديًا عبر التعنيف والضرب، أو أذى نفسيًا عبر الإهانة والشتم، وحتى لو كان ذلك الضرر مرة واحدة دون تكرار، يجوز للزوجة أن تطلب الخلع ولا حرج عليها في ذلك، وقد أشار الإمام الدردير في كتابه الشرح الكبير إلى ذلك بقوله: “ولها أي للزوجة التطليق بالضرر، وهو ما لا يجوز شرعاً، كهجرها بلا موجب شرعي، وضربها كذلك وسبها وسب أبيها نحو: يا بنت الكلب، يا بنت الكافر، يا بنت الملعون، كما يقع كثيراً من رعاع الناس، ويؤدب على ذلك زيادة على التطليق، كما هو ظاهر وكوطئها في دبرها”.
  • عصيان الزوج وفسوقه، وإذا لم يكن طائعًا يؤدي الفرائض التي أمره الله تعالى بها من عبادات وأعمال أخرى صالحة وطاعات، ولا يستمع للنصائح والوعظ الذي تقدمه له الزوجة، يجوز لها عند ذلك طلب طلاق الخلع وقد يكون مستحبًا، لأنَّ الزوج هذا سوف يكون سببًا في ابتعاد الزوجة عن طاعة الله تعالى.
  • نفور الزوجة من الزوج، حتى لو كان ذلك من دون أسباب واضحة وبينة، يجوز لها أن تطلب منه الطلاق لزوال غايات الزواج وأهدافه، ولأنَّ الزوجة إذا كرهت زوجها لن تتمكن من القيام بحقوقه المفروضة عليها بشكل كامل ولن تستطيع أن تعاشره بالمعروف والحسنى كما أراد الله سبحانه وتعالى.
  • إقدام الزوج على خيانة زوجته وإقامة علاقة عاطفية وجنسية مع امرأة أخرى، ووقوع الزوج في فاحشة الزنا، يبيح للزوجة طلب الطلاق ويعد هذا  من أهم أسباب طلب الطلاق عند المرأة، خصوصًا إذا كانت تلك الخيانة بشكل متكرر ولم يتب عنها الزوج.
  • منع الزوج الزوجة من زيارة أهلها ومنعه من رؤيتهم من دون عذر شرعي يبيح له ذلك، هنا أيضًا يجوز لها أن تطلب منه الطلاق أيضًا، ولكن إذا كان منعه نتيجة عذر شرعي كأن يكون أهلها من الفساق والعصاة، يجوز له عند ذلك منعها ويجب أن ينصحها ويبين لها الحجة في منعها.

شاهد أيضًا: حقوق الزوج عند طلب الزوجة الطلاق ، آثار الطلاق على الزوج

أضرار الخلع على الزوجة

عادةً ما تعاني المرأة من أضرار كثيرة وآثار عديدة من الطلاق بشكل عام ومن طلاق الخلع بشكل خاص، إذ أنَّ المرأة هي الطرف الأضعف في العلاقة الزوجية وتعتمد على عاطفتها كثيرًا أكثر من الرجل، ولذلك تتأثر أكثر من الرجل، وفيما يأتي سيتم إدراج مجموعة أضرار طلاق الخلع على الزوجة:[8]

  • أحد أهم تلك الأضرار الضغوط النفسية التي تعاني منها المراة بعد الخلع كونها فشلت في أول تجربة زواج لها، ولأنها عانت من تخبطات وصراعات مع الزوج، الذي أجبرها على طلب طلاق الخلع في نهاية الأمر حتى ترتاح من تلك الحياة.
  • الاكتئاب والحزن والإحباط الذي تشعر به المرأة بسبب الطلاق وتدهور حياتها بشكل كامل، إضافة إلى تمزق العائلة وضياع الأولاد وعدم حصولهم على أسرة متماسكة قوية وسعيدة توفر لهم السعادة والدفء.
  • خسارة الصداق بالكامل وخسارة حقوقها الباقية أيضًا والتي كان بالإمكان الحصول عليها بالطلاق العادي من النفقات مثل: نفقة العدة ونفقة المتعة، وهذا يزيد من حزنها وألمها وضيقها من هذا الطلاق المؤلم.
  • الدخول في ضائقة مالية ومادية لأن الزوجة عادةً تعتمد على زوجها في النفقة، وقد خسرت المهر كما خسرت النفقات التي كان من الممكن أن تساعدها في أزمتها التي تمر بها بعد طلاق الخلع.
  • من الأضرار أيضًا أن تعاني الزوجة من الضغوط الأسرية والاجتماعية بسبب النظرة التي تنظر إلى المرأة المطلقة نظرة ظالمة وغير عادلة، وهذا يؤثر على نفسيتها وعلى حياتها بشكل عام وعلى الأولاد بشكل خاص.

شاهد أيضًاكيف أعرف أن الطلاق خير لي ، نصائح للزوجة التي تريد الطلاق

ما هو الفرق بين الطلاق والخلع

إنَّ الطلاق في الإسلام يشير إلى حلِّ عقد النكاح أو حلِّ عقد الزواج عن طريق الزوج فقط، وذلك من خلال النطق بأحد الألفاظ التي تدل على الطلاق فقط، أو من خلال ألفاظ الكناية بوجود نية الطلاق، ومن خلال هذا الطلاق الذي يصدر عن الزوج والذي يعدُّ حقًّا من حقوقه ولا يتعلق برضى المرأة ولا بحكم القاضي ولا قراره، لأنَّه خاص بالزوج فقط، وقد يقع الطلاق نتيجة أسباب عديدة أو من دون سبب مباشر، وقد أحلَّ الله تعالى الطلاق وأشار إلى مشروعيته في كتابه العزيز، حيث قال تعالى جلَّ من قائل في سورة البقرة: “الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”،[4] بينما طلاق الخلع يتعلق بالمرأة فقط إذ لا يحتاج إلى رضا الزوج ولا إلى موافقته، لأنه طلب المرأة الطلاق من زوجها بعد أن رفض الطلاق بالتراضي معها، سواء لوجود سبب من الأسباب أو لأنها تنفر منه ولم تعد تطيقه.[9]

متى يتم رفض دعوى الخلع

قد يتم رفض دعوى طلاق الخلع التي تقدمها الزوجة من قبَل القاضي في المحكمة، وغالبًا ما يكون ذلك نتيجة عدم استيفاء القضية المرفوعة من قبل الزوجة جميع الشروط الواجب توفرها من أجل قبول دعوى الخلع والطلاق في المحكمة، وفيما يأتي سيتم إدراج أهم الشروط التي يجب توفرها لقبول دعوى الخلع في المحكمة والتي توضح أسباب رفض دعوى الخلع:[10]

  • يجب أن تردَّ المرأة إلى الزوج المهر الذي أعطاه لها عند كتابه عقد الزواج والمثبت في عقد النكاح.
  • من الشروط أيضًا أن تتنازل بشكل رسمي عن كل الحقوق المادية المفروضة على الزوج مثل نفقة المتعة ونفقة العدة.
  • على المرأة أيضًا أن تحضر أمام هيئة المحكمة بنفسها، ويجب أيضًا أن تعلن بنفسها عن عدم قبول هذه الحياه الزوجية بشكل كامل.
  • يجب أن تقول الزوجة بشكل جلي أنها لم تعد تتحمل الحياه الزوجية مع زوجها أو أنها تبغض الحياة الزوجية معه أيضًا.
  • يجب أن توضح أيضًا أمام هيئة المحكمة وتؤكد أنها لم تعد تستطيع أن تقيم حدود الله مع هذا الرجل.

في ختام مقال في حالة الخلع ما هي حقوق الزوجة تعرفنا على حكم طلب طلاق الخلع في الإسلام، وعلى حقوق الزوجة عند طلب طلاق الخلع في الإسلام، وهل تأخذ الزوجة الذهب في طلاق الخلع، إضافة إلى الأسباب التي تبيح طلاق الخلع في الإسلام وأضرار طلاق الخلع على الزوجة، وتعرفنا على الفرق بين الطلاق والخلع وأسباب رفض دعوى الخلع وغيرها من المعلومات والأحكام المتعلقة بطلاق الخلع.

أسئلة شائعة

أسئلة شائعة
هل يدفع المؤخر في حال الخلع؟
إنَّ أهم شرط من شروط الخلع أن تتنازل الزوجة عن حقها كاملًا وتتنازل عن المهر المقدم منه والمؤخر، فإذا كانت قد أخذت المقدم تعيده إلى زوجها، وإذا أخذت المقدم والمؤخر تعيدهما أيضًا دون نقصان، وإذا لم تأخذ المؤخر يسقط عن الزوج ولا يدفعه، وقد ورد في الحديث عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه: "أنَّ امْرَأَةَ ثَابِتِ بنِ قَيْسٍ أتَتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، ثَابِتُ بنُ قَيْسٍ، ما أعْتِبُ عليه في خُلُقٍ ولَا دِينٍ، ولَكِنِّي أكْرَهُ الكُفْرَ في الإسْلَامِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أتَرُدِّينَ عليه حَدِيقَتَهُ؟ قالَتْ: نَعَمْ، قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اقْبَلِ الحَدِيقَةَ وطَلِّقْهَا تَطْلِيقَةً".
هل من حق الزوج رفض الخلع؟
لا يمكن للزوج أن يرفض الخلع في الإسلام، لأنَّ الخلع في الأصل يكون عندما لا يتوصل الزوجان إلى تفاهم حيال الطلاق، ويرفض الزوج أن يطلق زوجته، عند ذلك تلجأ الزوجة إلى القاضي وتتنازل عن كامل حقوقها من أجل الحصول على الطلاقن ولذلك لا يؤثر رفض الزوج في الخلعن وحتى لو لم يحضر المحكمة، وقد أشار ابن عثيمين إلى ذلك مفصلًا بقوله: "اختلف العلماء رحمهم الله في هذه المسألة، فأكثرهم يقول: لا يلزم، فهو زوج وبيده الأمر. والقول الراجح أنه يلزم إذا قالت الزوجة: أنا لا مانع عندي، أعطيه مهره، وإن شاء أعطيه أكثر؛ لأن بقاءها معه على هذه الحال شقاء له ولها، وتفرق، والشارع يمنع كل ما يحدث البغضاء والعداوة، فالبيع على بيع المسلم حرام لئلا يحدث العداوة، فكيف بهذا؟! فيلزم الزوج أن يطلق، وحديث ثابت رضي الله عنه يدل عليه؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: خذ الحديقة وطلقها تطليقة. والأصل في الأمر الوجوب، وقول الجمهور : إن هذا الأمر للإرشاد فيه نظر. والقول بالوجوب هو الراجح".

المراجع

  1. ^ صحيح أبي داود، ثوبان مولى رسول الله، الألباني، 2226، صحيح
  2. ^ صحيح البخاري، ابن عباس، البخاري، 5273، صحيح
  3. ^ islamqa.info، طلب المرأة الطلاق إذا كرهت زوجها، 26/02/2023
  4. ^ سورة البقرة، الآية 229
  5. ^ islamweb.net، تتبع الخطوات الشرعية قبل الخلع، 26/02/2023
  6. ^ islamweb.net، متى يكون للزوجة الحق في أثاث البيت بعد الطلاق، 26/02/2023
  7. ^ islamweb.net، حقوق المطلقة أو من طلبت الطلاق، 26/02/2023
  8. ^ oureverydaylife.com، Psychological Effects of Divorce on Women، 26/02/2023
  9. ^ dorar.net، حكم الطلاق، 26/02/2023
  10. ^ aliftaa.jo، ­ مَشروعيةُ الخُلعِ وصاحبُ الحقِ فيه بينَ النَّصِ والفِقهِ والقَضاءِ، 26/02/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *