كيف أرقي نفسي بالرقية الشرعية

كيف أرقي نفسي بالرقية الشرعية وهو ما سيتم بيانه في هذا المقال، حيث إنّ الرقية الشرعية من الأمور التي يبحث عنها المسلمون، وهي  دعاءٌ ووسيلةٌ لطلب الشفاء من الله سبحانه وتعالى، وهي تكون بقراءة المسلم لآيات من القرآن الكريم والأدعية المأثورة عن النّبي -صلى الله عليه وسلم- على نفسه أو على غيره، ولا يجوز قراءة أيّ شيء غير مباح أو من خارج كتاب الله أو ما ورد عن سنة نبيّه الكريم، ومن خلال هذا المقال سوف يتم بيان مفهوم الرقية الشرعية وكيف يرقي المسلم نفسه بالرقية الشرعية الصحيحة.

الرقية الشرعية

إنّ الرقية الشرعية تتمثل باللجوء إلى الله -عزّ وجل- بالدعاء للشخص المريض أو المصاب بالعين أو السحر أو الحسد من خلال آيات القرآن الكريم أو الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهي من أساليب العلاج التي تنتشر في كثير من المناطق في العالم العربي والإسلامي، كما أنها جائزةٌ في كلّ وقتٍ ولم يتقيد ورودها بالسنة النبوية في وقتٍ دون آخرٍ، ويجدر بالذّكر أنّه لا بدًّ  للمسلم أن يتعرف على الرقية الصحيحة حتى لا يقع في المحظور، ومن الأمور التي لا بدًّ أن تتوافق معها التوكّل على الله -تعالى- حق التوكل، والإيقان بأنّ الشفاء بيد الله وحده، فهو القادر على كل شيء، ولا تجري الأمور إلّا بتقديره ومشيئته سبحانه وتعالى.^[1]

حكم الرقية الشرعية

أجمع العلماء على أنَّ الرقية الشرعية المتضمنة آيات قرآنية وأذكار وأدعية من الأحاديث التي ثبتت في السنة النبوية جائزة ولا حرج فيها، سواءً قرأها المسلم على نفسه هو أو على غيره من المسلمين، وقد تكون قبل وقوع الشر للوقاية منه، أو بعد وقوعه للخلاص منه، ويُشترط في الرقية الشرعية أن تكون بكلام الله -عزّ وجل- أو بأسمائه وصفاته أو المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى الاعتقاد الجازم بأنّ الرقية لا تؤثر بذاتها بل بالاعتماد والتوكل على الله تعالى، حيث إنّها سببٌ من الأسباب لا أكثر، كما لا تصحّ الرقية من ساحرٍ أو متهمٍ بالسحر^[2]، والدليل على ذلك ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنّه قال: “كانَ لي خَالٌ يَرْقِي مِنَ العَقْرَبِ، فَنَهَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الرُّقَى، قالَ: فأتَاهُ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّكَ نَهَيْتَ عَنِ الرُّقَى، وَأَنَا أَرْقِي مِنَ العَقْرَبِ، فَقالَ: مَنِ اسْتَطَاعَ مِنكُم أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ”^[3].

كيف أرقي نفسي بالرقية الشرعية

من المشروع والمباح أن يرقي المسلم نفسه من السحر أو العين أو المرض وغيره من الشرور، فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- يداوي نفسه بالرّقية الشّرعية، وقد أمر المسلمين من استطاع منهم أن يرقي أخاه المسلم فليفعل، فالرقية الشرعية حصن للمسلم، وهناك عدة طرق صحيحة يستطيع المسلم اتباعها ليرقي نفسه أو يرقي غيره، وهي كالآتي:^[4]

• أنْ يضع المسلم يده اليمنى على رأسه أو صدره أو مكان ألمه، ثمّ يبدأ بتلاوة آيات الرقية الشرعية، والتي تتمثل بسورة الفاتحة وسورة الإخلاص والمعوذتين وآية الكرسي، وما تيسّر له من كتاب الله، ثمّ ينتقل للأدعية المأثورة عن النّبي -صلى الله عليه وسلم- من أدعية الرقية وأحاديثها.
• أنْ يقرأ المسلم الآيات القرآنية والأدعية الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الماء والزيت، ويشرب من الماء ويغتسل به، ويدهن جسده بالزيت، ويستمر على هذا الأمر حتى يشفيه الله -سبحانه وتعالى- بإذنه.
• أن يمسح المسلم العضو المصاب أو الذي يتألم منه مع قراءة الآيات الكريمة أو الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما يستحب النفث مع الرقية، ويقصد بالنّفث هو النفخ من دون ريق، فقد  جاء عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ، وَيَنْفُثُ”^[5].

شاهد أيضًا: أعراض الشفاء بعد الرقية الشرعية من السحر

شروط الرقية الشرعية

هناك مجموعة من الشروط للرقية الشرعية التي ينبغي على الفرد معرفتها من أجل ضمان صحّتها ونفعها بإذن الله، وفيما يأتي سيتم بيان أهم الشروط التي ينبغي أن تتوافر لتكون الرقية نافعة وناجحة، ومنها:^[6]

• أن تكون الرقية باللغة العربية المفهومة المعنى.
• أن يكون الراقي والمرقي على طهارةٍ تامةٍ، ثمّ يستقبل القبلة.
• الاعتقاد الجازم بأنّ الله -سبحانه وتعالى- هو الشافي والمعافي وحده.
• أن يتم قراءة الرقية بالجهر كما هو أولى، أي صوت متوازن يمكن سماعه.
• لا تكن الرّقية إلا من مؤمن بالله موحد له، فلا تجوز من المشرك أو الكافر أو الساحر.
• ألا تكون الرقية إلا بآيات القرآن الكريم أو الأدعية المأثورة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو أسماء الله وصفاته.

• قراءة سورة الفاتحة وآية الكرسي، والمعوذتين.
• قوله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا}^[21].
• قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا}^[22].
• قوله تعالى: {إِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}^[23].
• “بسم الله “ثلاثاً” ويقول: “سبع مرات، أعوذ بعزّة الله وقدرته، من شرّ ما أجد وأحاذر”^[19].
• “بسم الله أرقيك، من كلّ شيء يؤذيك، ومن شرّ كلّ نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك”^[9].
• “أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون”^[24].
• “أعوذ بوجه الله الكريم، وبكلمات الله التامات، اللاتي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر ما ينزل من السماء وشر ما يعرج فيها، وشر ما ذرأ في الأرض وشر ما يخرج منها، ومن فتن الليل والنهار، ومن طوارق الليل والنهار، إلا طارقًا يطرق بخير يا رحمن”.

بهذا نصل إلى ختام مقالنا الذي حمل التساؤل عن كيف أرقي نفسي بالرقية الشرعية، والذي تعرفنا من خلاله على مفهوم الرقية الشرعية وحكمها في الإسلام، وقمنا بالإجابة الصحيحة على السؤال المطروح، وأيضًا تطرقنا إلى شروط الرقية الشرعية الصحيحة، وأيضًا بيّنا الرقية الشرعية لابن باز، وكيف يرقي المسلم نفسه مكتوبة، ونختم بتوضيح كيف أرقي نفسي من العين والحسد في الماء.