حكم قول علي الطلاق للزوج الذي يقولها كثيرا

حكم قول علي الطلاق للزوج الذي يقولها كثيرا، حيث إنّ بعض الرجال قد درج على ألسنتهم قول الطلاق كثيرًا على أتفه الأمور وأصغرها وأقلها، وهنا سيتوقف المقال مع مجموعة من الأحكام الشرعية الخاصة بقضية الطلاق في الإسلام وما رأي أئمة أهل العلم في المسألة مثل الشيخ ابن عثيمين وعلماء موقع إسلام ويب، وما هو حكم الطلاق من غير قصد ونحوه من المعلومات الأخرى.

حكم قول علي الطلاق

إنّ حكم قول علي الطلاق لا يقع الطلاق به عند متقدمي المذهب الحنبلي وطائفة من أصحاب المذهب الشافعي والمذهب المالكي، وذلك لأنّ الرجل قال فقط علي الطلاق لم يذكر اسم الزوجة ولا ضميرًا يعود إليها، ولفظة علي الطلاق هي ليست من الألفاظ التي يُطلق بها لا كناية ولا صراحة، وعلى ذلك فإنّه لا يقع على المسلم طلاقًا لا إن وقع اليمين على المحلوف به ولا إن لم يقع، وهذا في حق الرجل الذي اتخذ من عبارة عليّ الطلاق لغوًا في فمه كأن يقول علي الطلاق لن تغادر حتى تأكل، علي الطلاق لن تُغادر حتى تنام عندنا وهكذا.^[1]

شاهد أيضًا: ما حكم مقولة الله في كل مكان وهل يصح للمسلم قول الله موجود في السماء

ما حكم من قال لزوجته علي الطلاق

إنّ حكم مَن قال لزوجته علي الطلاق إن فعلت كذا وأنت طالق إن فعلت كذا فإنّ هذا الأمر اختلف فيه علماء أهل السنة والجماعة على قولين، تفصيلهما فيما يلي:^[2]

• القول الأول: ذهب علماء أهل السنة والجماعة إلى أنّ الطلاق يقع في حال وقع الشرط المُعلق الطلاق عليه وبرر العلماء ذلك بأن قالوا: “لأن اللفظ صريح في الطلاق فلا تصرفه نية غيره عنه ، مثل ما لو كان غير معلق”.
• القول الثاني: ذهب أصحاب هذا القول من العلماء إلى أنّ الطلاق لا يقع في حال حصل الشرط أي وقع الأمر الذي حلف الشخص عليه، لأنّ القائل لم يقصد الطلاق بعينه وإنما قصد المنع وأراد أن يهدد تهديدًا شديدًا ليمتنع الآخر عن الفعل، فتأخذ الحالة هنا اليمين وتكون كفارته هي كفارة حنث اليمين فقط.

حكم قول علي الطلاق وقت الغضب

إنّ الغضب على درجات بمعنى أنّه ليس كله على مستوى واحد، فمَن حلف يمين الطلاق وهو في حالة غضب ولو كان شديدًا ولكنّه لم يفقد إدراكه معه فإنّ هذا الطلاق يقع لأنّه ليس غائبًا بل هو يُدرك ما يقول، أمّا لو كان غاضبًا غضبًا شديدًا وقد فقد إدراكه ولم يعد يدري ما يقول فإنّ هذا الطلا لا يقع منه، قال العلماء: “وَيَقَعُ الطَّلَاقُ مِمَّنْ غَضِبَ وَلَمْ يَزُلْ عَقْلُهُ بِالْكُلِّيَّةِ، لِأَنَّهُ مُكَلَّفٌ فِي حَالِ غَضَبِهِ بِمَا يَصْدُرُ مِنْهُ مِنْ كُفْرٍ وَقَتْلِ نَفْسٍ وَأَخْذِ مَالٍ بِغَيْرِ حَقٍّ وَطَلَاقٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ”.^[3]

شاهد أيضًا: ما هو حكم قول صدق الله العظيم بعد الانتهاء من قراءة القرآن

حكم قول علي الطلاق ابن عثيمين

ذكر الشيخ ابن عثيمين تفصيل حالتين للطلاق فقال:^[4]

“أن الحلف بالطلاق أمر محدث، وهو وقوع في مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال:« من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت ». فإذا قال الرجل: علي الطلاق لأفعلن كذا وكذا ولن يفعل، أو قال لامرأة: إن لم تفعلي كذا فأنت طالق ولم تفعل، فأكثر العلماء على أن الطلاق يقع، ولا يمين عنده في الطلاق في مثل هذه الصيغة. وذهب بعض أهل العلم إلى إن مثل هذه الصيغة يمكن أن تكون للطلاق، وأن تكون لليمين على حسب نية المطلق، فإذا قال قلت لزوجتي: إن فعلت كذا فأنت طالق، أقٌصد بذلك تأكيد منعها، وتأكيد هذا الطلاق أن فعلت ففعلت، فإننا في هذه الحال نقول: عليك كفارة يمين وهي على التخيير، إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، فمن لم يجد فصيام ثلاث أيام. وإن قال: قصدت الطلاق حقيقة وأن المرأة إذا خالفتني لم يعد لي فيها رغبة، فحينئذٍ يكون الطلاق معلقاً متى وقع فيه الشرط وقع الطلاق”.

حكم من قال علي الطلاق بالثلاث

لمّا يحلف المسلم ثلاثًا على أمرٍ م مثل أن يقول علي الطلاق ثلاثًا إلا صنعت وليمة لفلان أو إلا ذهب إلى فلان فإنّه يُنظر إلى نيته، إن كانت النية تأكيد كلامه فإنّه هنا يأخذ مأخذ الحلف فإن حنث به فتحرير رقبة أو إطعام عشرة مساكين أو صيام ثلاثة أيام، أمّا لو كان يقصد فعلًا وقوع الطلاق على امرأته فإنّ قوله ثلاثًا يقع مرة واحدة وذلك لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنّ التطليق بثلاث بكلمة واحدة يُعد طلقة واحدة، وله أن يُراجع امرأته في العدة، فإن خرجت امرأته من العدة قبل أن يُراجعها فإنّها لا تحل له حتى تنكح زوجًا غيره بالشروط المعروفة الواردة نكاحًا كاملًا.^[5]

شاهد أيضًا: ما هو حكم قول ربنا ولك الحمد في الصلاة بعد الرفع من الركوع

حكم قول علي الطلاق من غير قصد

إنّ حكم قول علي الطلاق من دون أن يكون الشخص قاصدًا للفظ فإنّه لا شيء عليه وذلك لأنّ من أركان الطلاق أن يكون الشخص قاصدًا التطليق فأركان الطلاق هي كما ذكرها العلماء أهل ومحل لفظ وقصد، ولا ينبغي أن يكون المُسلم كثير الحلف بالطلاق فالأصل أن الحلف يكون بالله تعالى، والطلاق تتوقف عليه مسألة إعمار بيوت وهدمها ولا يجب أن يكون ألعوبة في اللسان، والله أعلم.^[6]

حكم قول علي الطلاق إسلام ويب

ذكر موقع إسلام ويب في حكم مَن قال علي الطلاق:^[7]

“فالطلاق المحلوف به يقع بحصول الحنث فيه عند الجمهور وهو القول الراجح، وبناء على ذلك فإن الزوج إذا حلف بالطلاق ليفعلن كذا وحدد باللفظ أو بالنية وقتا لذلك الفعل ولم يفعله حتى انقضى الوقت المحدد فقد حصل الحنث ووقع الطلاق، وإن لم يحدد وقتا لذلك الفعل فلا يقع الطلاق حتى يتعذر الإتيان بالفعل المعين بموت الحالف أو نحو ذلك مما قد يتعذر معه بر اليمين، ووقوع الطلاق هنا عند حصول الحنث مذهب الجمهور وهو القول الراجح، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية بلزوم كفارة يمين إن كان الزوج لا يقصد طلاقا، وفي حال حصول الطلاق فله مراجعة زوجته قبل تمام عدتها إن لم يكن هذا الطلاق مكملا للثلاث”.

كفارة كلمة علي الطلاق

إنّ كفارة كلمة علي الطلاق تختلف باختلاف نية قائلها كما ذكر علماء أهل السنة والجماعة، فإن كان القصد من وراء كلامه أي المُطلق أن يوكد المنع ولم يُرد طلاقها عندما تحنث في اليمين فإنّ الطلاق لا يقع ولكن يلزمه كفارة الحنث باليمين وهي عتق رقبة أو إطعام عشرة مساكين أو أن يصوم المُسلم ثلاثة أيام، أمّا في حال قصد أن تُطلق زوجته في حال حنث اليمين فإنّه لا كفارة ويقع الطلاق لزومًا، وله أن يُراجع امرأته في العدة، فإن لم يُراجعها بانت منه بينونة كبرى.^[8]

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حكم قول علي الطلاق للزوج الذي يقولها كثيرا وذكرنا معلومات هامة حول مسألة الطلاق ومتى يقع على المسلمة وما هي كفارة يمين اللغو ونحو ذلك من المعلومات التي لا يسع المسلم جهلها.