ما حكم الإحرام بالحج قبل أشهر الحج وهل يجوز الإحرام قبل الميقات في الحج

ما حكم الإحرام بالحج قبل أشهر الحج وهل يجوز الإحرام قبل الميقات في الحج يجهلها كثير من المسلمين رغم أنَّ كثير منهم قد حجَّ أو اعتمر، ويجب على كل مسلم أن يتعرف على مثل هذه المعلومات حتى يكون ملمًا بكل ما يتعلق بأمور دينه، وسوف نتعرف في هذا المقال على مفهوم الحج في الإسلام، ونتعرف على حكم الإحرام في الحج قبل أشهر الحج، وعلى حكم الإحراج في الحج قبل الميقات، وسوف نعرف وقت الإحرام الصحيح وغيرها من التفاصيل المتعلقة بإحرام الحج.

نبذة عن الحج في الإسلام

يعدُّ الحج أحد أعظم الفرائض والعبادات في الإسلام، إذ يقوم على زيارة المسلم إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، ويؤدي هناك العديد من العبادات التي شرعها الله تعالى له تقربًا إليه جل وعلا، والحج من أركان الإسلام الخمسة التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، حيث ورد في الحديث عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ”،^[1] إذن فعبادة الحج في الإسلام فرض عين أي واجبة على كل مسلم بالغ عاقل قادر على تكاليف الحج مرة واحدة فقط في العمر، وتوجد أحكام وشروط عديدة وضوابط مختلفة للحج تختلف بين الرجال والنساء، والله تعالى يقول في ذلك: “الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ”،^[2] ويجب على كل مسلم التعرف على تلك الأحكام والضوابط قبل التوجه لأداء فريضة الحج حتى يؤدي الحج بالشكل الصحيح وكما أراد جل وعلا.^[3]

ما حكم الإحرام بالحج قبل أشهر الحج

اختلف الفقهاء من أهل العلم في الإسلام في حكم الإحرام بالحج قبل أشهر الحج، وذلك حسب ما ورد من نصوص شرعية في كتاب الله تعالى وفي سنة رسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وحسب اختلاف الفقهاء في تفسير تلك النصوص، وفيما يأتي سيتم إدراج التفصيل في حكم الإحرام بالحج قبل أشهر الحج:^[4]

لا يصح الإحرام قبل أشهر الحج ولا ينعقد الحج

ذهب كثير من الفقهاء وعلى رأسهم الشافعية والظاهرية وغيرهم، إلى أنَّه لا يجوز للمسلم الإحرام بالحج قبل أشهر الحج، وأنَّ الإحرام في هذه الحالة لا ينعقد، وذلك استنادًا إلى قوله تعالى في كتابه العزيز: “الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ”،^[2] وقد خصصت الآية شهورًا محددة للحج، ومثل ذلك لا تصح صلاة الظهر قبل زوال الشمس ودخول وقت صلاة الظهر، ولذلك حسب قولهم لا يصح إيقاع الحج قبل زمانه المعتبر في الشرع الإسلامي، إذ أنَّ أزمنة جميع العبادات مؤقتة ولا يجوز للمسلم أن يقوم بها في غير وقتها حتى لا تنتفي فائدة التخصيص الزماني، ويرى الفقهاء ان إحرامه ينقلب في هذه الحالة من الحج إلى العمرة.

ينعقد الحج مع الإثم

ذهب جمهور الفقهاء من أهل العلم إلى أنَّ الإحرام قبل أشهر الحج ينعقد ولا حرج فيه ولكن صاحبه يأثم إذا كان يعلم أنَّ ذلك لا يجوز، حيث أنَّ ذلك مخالف للسنة النبوية التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد رويَ عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنه قال: “من سنة الحج أن لا يحرم بالحج قبل أشهر الحج”، ولذلك فإنَّ هذا مخالف للسنة النبوية ولا يجوز ذلك، ولكن ينعقد الحج حسب جمهور الفقهاء من أهل العلم والله تعالى أعلم.

متى يصح الإحرام بالحج

إنَّ وقت الإحرام الصحيح يبدأ مع بداية أشهر الحج، وتبدأ أشهر الحج في آخر يوم من شهر رمضان في ليلة عيد الفطر، حيث أنَّ أول يوم من شهر شوال هو أول أيام أشهر الحج، فيجوز للمسلم أن يحرم للحج من ليلة عيد الفطر وإحرامه صحيح وينعقد حجه حسب ما أجمع عليه جمهور الفقهاء من أهل العلم، كون ذلك أول توقيت أشهر الحج.^[4]

هل يجوز الإحرام قبل الميقات في الحج

إنَّ الإحرام قبل الميقات مكروه لأنَّه مخالف لسنة رسول الله صلى عليه وسلم، ولكنه صحيح، وإلى هذا القول ذهب عمر وعثمان رضي الله تعالى عنهما، وذهب جمهور الفقهاء من أهل العلم إلى ذلك أيضًا، وقد فعله كثير من السلف وكانوا يحرمون من الشام، ومن أنكر عليهم لم يأمرهم بإعادة الإحرام.^[5]

مقالات قد تهمك

وإلى هنا أحبتي نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال ما حكم الإحرام بالحج قبل أشهر الحج وهل يجوز الإحرام قبل الميقات في الحج وقد تعرفنا على مفهوم الحج في الإسلام وحكمه بشكل مختصر، كما تعرفنا على حكم الإحرام قبل الحج بشهور، وعرفنا حكم الإحرام في الحج قبل الميقات وغير ذلك من المعلومات المتعلقة.