عناصر المقال
حقوق الزوج عند طلب الزوجة الطلاق ، آثار الطلاق على الزوج من المعلومات التي يجب أن يتعرف عليها المسلمون قبل الوقوع في مثل هذه الحالات من الطلاق، إذ تختلف حقوق المرأة والرجل بعد الطلاق حسب حالة الطلاق، وحسب الطرف الذي يرغب بالطلاق والأسباب التي دفعت إلى ذلك، وسوف نقدم في هذا المقال معلومات عن الطلاق وحقوق الزوج عندما تطلب الزوجة الطلاق، بالإضافة إلى التعرف على حقوق الزوجة عند طلب طلاق الضرر وطلاق الخلع، وآثار الطلاق على الزوج وحكم الطلاق بالتفصيل وغيرها من الأحكام المتعلقة.
الطلاق في الإسلام
إنَّ الطلاق عمومًا يعرَف بأنه انفصال الزوجين عن بعضهما، وأمَّا في الفقه الإسلامي يعرَف الطلاق بأنه حلُّ عقد الزواج أو عقد النكاح سواء كان هذا بلفظ صريح أو عبر كناية بوجود نية الطلاق، ومن الألفاظ الصريحة للطلاق: طالق، سرحتك، فارقتك، ومن ألفاظ الكناية: علاقتنا انتهت إلى الأبد، عودي إلى بيت أبيكِ وغير ذلك، فإذا نوى الزوج الطلاق مع أي من تلك العبارات، فإنَّ الطلاق يقع من دون شك، وقد شرع الله الطلاق للمسلمين كوسيلة لعلاج المشاكل التي غالبًا ما تقع بين الزوج وزوجته عندما لا تنفع أية حلول أخرى معها، وقد وردت للطلاق أحكام كثيرة في الإسلام، إذ توجد عدة مخصصة لكل طلقة من الطلقات الثلاث المتفرقة التي أباحها الله تعالى للرجل، وقد ذكر الله تعالى مشروعية الطلاق في القرآن الكريم ووردت أيضًا في السنة النبوية، وقد قال تعالى في كتابه العزيز: “الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”،[] وفي الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما أَحَلَّ اللهُ شيئًا أَبغضَ إليه مِن الطَّلاقِ”،[] وقد أجمع الفقهاء على مشروعية الطلاق رغم اختلاف الحكم حسب ظروف كل طلاق، فقد يكون واجبًا أو مستحبًا أو مباحًا أو مكروهًا أو محرمًا حسب ظروف كل طلاق وكل حالة.[]
شاهد أيضًا: كفارة حلف الطلاق عند الغضب ، ما هو حكم يمين الطلاق بالثلاثة
حقوق الزوج عند طلب الزوجة الطلاق
في كثير من الأحيان تطلب الزوجة الطلاق من زوجها لأسباب عديدة، وقد تتنازل عن جميع حقوقها أو بعضها حسب الأسباب التي دفعتها إلى طلب الطلاق، وتختلف حقوق الزوج عند طلب الزوجة الطلاق حسب معاملته لها سابقًا، فإذا كانت معاملته سيئة وتسبب لها الضرر لن ينال الحقوق التي ينالها إذا ما كان محسنًا معها، وفيما يأتي سيتم إدراج حقوق الزوج عند طلب الزوجة الطلاق بشكل مفصل:[4]
حقوق الزوج عند طلب الزوجة الطلاق إذا كان غير مسيء
قد تطلب المرأة الطلاق في بعض الأحيان رغم عدم وجود أي عيب في الزوج، وعدم تعرضها لأية إساءة منه، وقد يكون هو على خلق ودين، ولكنَّ الزوجة تنفر منه ولا ترغب بالبقاء معه، وقد أباح رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الطلاق، لكن شريطة أن تتنازل المرأة عن جميع حقوقها، وقد ورد في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه: “أنَّ امْرَأَةَ ثَابِتِ بنِ قَيْسٍ أتَتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، ثَابِتُ بنُ قَيْسٍ، ما أعْتِبُ عليه في خُلُقٍ ولَا دِينٍ، ولَكِنِّي أكْرَهُ الكُفْرَ في الإسْلَامِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أتَرُدِّينَ عليه حَدِيقَتَهُ؟ قالَتْ: نَعَمْ، قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اقْبَلِ الحَدِيقَةَ وطَلِّقْهَا تَطْلِيقَةً”،[5] وفيما يأتي سيتم إدراج حقوق الزوج عند طلب الزوجة الطلاق إذا كان غير مسيء بالتفصيل:
- يسقط عن الزوج دفع المهر إذا طلبت زوجته الطلاق، وإذا ما كان قد دفعه إلى زوجته تعيده إليه كاملًا دون نقصان.
- تسقط عن الزوج النفقة جميعها سواء نفقة المتعة أو نفقة العدة، ولا يحق للزوجة المطالبة بهذا النفقات إلا إذا دفعها من تلقاء نفسه وكرمًا منه وهذا لا بأس به.
- يجب على الرجل دفع نفقة الأولاد في حال وجود الأولاد كاملة بما في ذلك نفقة الطعام والشراب والتعليم والعلاج وغير ذلك، وتأمين مسكن لهم أو دفع إيجار بدل مسكن في حال كان سكن الزوجة مع أهلها.
- إذا كانت المرأة حاملًا يجب تأمين نفقة وسكن لها حتى تضع حملها، وهذا من الواجبات المفروضة على الزوجة كنفقة للحمل وليس للمرأة.
- يجب على الزوج أن يعيد للزوجة جميع ممتلكاتها الخاصة دون نقصان، كونها حق لها ولا يجوز لأحد أن يأخذ من هذه الممتلكات الشخصية شيئًا.
حقوق الزوج عند طلب الزوجة الطلاق إذا كان مسيء
بعض الأزواج تكون معاملته سيئة جدًّا مع زوجته، ويقسو بالتعامل معها سواء بالشتم والإهانة والتحقير وهذا ما يسمى بالتعنيف أو الإيذاء النفسي، أو من خلال الضرب وهذا ما يسمى بالإيذاء الجسدي، وقد أجاز الفقهاء في الشريعة الإسلامية للمرأة طلب الطلاق إذا ما تعرضت للإيذاء والضرر من قبل زوجها، وهذا ما يسمى طلق الضرر، وفيما يأتي سيتم إدراج حقوق الزوج عند طلب الزوجة الطلاق إذا كان غير مسيء:
- يحق للزوج عند طلب زوجته الطلاق رؤية أولاده إذا كانوا مع الزوجة، وإذا منعت المطلقة طليقها من رؤية أولاده، يمكنه أن يرفع دعوى في المحكمة ويراهم عن طريق المحكمة.
- يتوجب على الزوج في هذه الحالة أن يدفع المهر كاملًا للزوجة، لأنَّه هو الذي أساء وأدى إلى الطلاق، رغم أنها هي من طلب ذلك بسبب الضرر.
- يتوجب على الزوج أيضًا دفع كامل المستحقات للزوجة سواء من نفقة عدة أو نفقة متعة أو نفقة أولاده التي تشكل نفقة السكن والطعام والشراب والتعليم والعلاج وغيرها.
- يعيد الزوج لزوجته جميع الممتلكات الخاصة بها إضافة إلى المصاغ والذهب إذا ما كان قد أخذ منه شيئًا.
شاهد أيضًا: مستحقات الزوجة بعد الطلاق ، حقوق المرأة بعد الطلاق في الإسلام
حقوق الزوجة إذا طلبت الطلاق بدون سبب
لا يجوز في الإسلام أن تطلب الزوجة الطلاق من دون سبب، ويعدُّ هذا من الكبائر والذنوب العظيمة، فقد ورد في الحديث الصحيح عن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أيُّمَا امرأةٍ سألت زوجَها طلاقًا في غيرِ ما بأسٍ فحرامٌ عليها رائحةُ الجنةِ”،[6] ولكن إذا طلبت الزوجة الطلاق من زوجها من دون سبب لا يحقُّ لها المطالبة بأية حقوق، وتتنازل عن جميع حقوقها بما في ذلك المهر، وفيما يأتي سيتم إدراج حقوق الزوجة إذا طلبت الطلاق بدون سبب:[7]
- إذا كانت المرأة حاملًا تأخذ نفقة بالإضافة إلى بقائها في المنزل أو تأمين سكن لها حتى تضع حملها.
- إذا كان هناك أولاد تأخذ المرأة نفقة الأولاد لأنها هي التي ترعاهم وتهتم بهم، كما يتم دفع نفقة السكن لهم.
- تأخذ المرأة ممتلكاتها الشخصية الخاصة بها، بما في ذلك الذهب إذا كان شيء مع الزوج منه أيضًا، يعيده إلى الزوجة.
حقوق الزوجة إذا طلبت الطلاق للضرر
يعتبر طلاق الضرر من أنواع الطلاق الذي يجوز للمرأة أن تطلبه وهذا ما أشار إليه الفقهاء من أهل العلم في الإسلام، حيث أنَّ المرأة قد تتعرض في بعض الأحيان للضرر والأذى من قبل زوجها، فيجوز لها أن تطلب الطلاق عند ذلك وترفع أمرها إلى القاضي في المحكمة، ويجب عليها إثبات الأذى والضرر الواقع عليها في المحكمة حتى يقضي لها القاضي بالطلاق وحصولها على حقوقها جميعها، وفيما يأتي سيتم إدراج أهم حقوق الزوجة في حالة طلاق الضرر:[8]
- تحصل المرأة عند طلاق الضرر إذا حكم لها القاضي وأثبتت الضرر عنده أن تأخذ مهرها كاملًا من زوجها، وإذا كانت قد أخذت المهرًا أو جزءًا منه عند عقد الزواج لا تردُّ منه شيئًا عند طلاقها.
- يحق للزوجة أن تحصل على نفقة المتعة الخاصة والتي تمتد إلى مدة 24 شهرًا ويتم تقديرها من قبل القاضي، كما تحصل على نفقة العدة والتي تأخذها لمدة 3 شهور في حالة الطلاق الرجعي.
- يحقٌّ للمطلقة أن تأخذ ممتلكاتها الخاصة من المنزل والأغراض التي ترجع ملكيتها لها، إضافة إلى الذهب والمصاغ الخاص بها، إذا ما أخذ منه الزوج شيئًا أو إذا ما كان في منزل زوجها.
- تحصل الزوجة عند طلاق الضرر على نفقة مسكن، وعند وجود أبناء لها من زوجها، وإذا لم تستطع توفير مسكن خاص بها يمكنها أن تأخذ بدل أجر مسكن.
- تحصل الزوجة أن تأخذ نفقة بدل أجر حضانة الأطفال خاصة بها، إضافة إلى نفقة الأطفال كاملة من علاج ومصاريف تعليم وملابس وما إلى هنالك من نفقات ضرورية للأبناء.
شاهد أيضًا: حقوق الزوجة بعد الطلاق الغيابي وحكمه في الإسلام
حقوق الزوجة إذا طلبت طلاق الخلع
إنَّ طلاق الخلع في الإسلام من أنواع الطلاق التي تطلب فيه الزوجة الطلاق من زوجها لأي سبب من الأسباب التي تبيح لها طلب الطلاق من زوجها، ولكنها تتنازل عن حقوقها بالكامل في سبيل الحصول على الطلاق، وقد وردت قصة تشبه طلاق الخلع في السنة النبوية، وهي قصة زوجة ثابت بن قيس التي سبق ذكر الحديث الذي وردَ عنها، فقد جاءت زوجة الصحابي ثابت بن قيس رضي الله عنهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته أنَّ زوجها ثابت ليس فيه عيب سواء في الدين أو في الخلق ولم يسىء إليها ولكنها لم تعد تريد الحياة معه ولم تعد تطيقه، كما تخشى أن لا تستطيع تأدية حقوقه كاملة، لذلك أجاز لها النبي صلى الله عليه وسلم أن تتطلق منه وتردُّ عليه المهر كاملًا، وهذا يشير إلى أنَّ المرأة عندما تخلع زوجها تتنازل عن كل حقوقها مقابل هذا الطلاق، ومن أهم الحقوق التي تتنازل عنها للزوج: مقدم المهر ومؤخره، نفقة العدة ونفقة المتعة، ويبقى لها حقها في حضانة الأطفال ونفقة الأبناء كاملة.[8]
شاهد أيضًا: ما هو الطلاق البائن ، أنواع الطلاق البائن في الإسلام
حكم الطلاق في الإسلام
إنَّ الطلاق في الإسلام مباح عمومًا ولكنه يأخذ العديد من الحالات حسب ظروف كل حالة، وقد استند الفقهاء على حالات الطلاق على العديد من الأحايدث الخاصة بالطلاق والتي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيما يأتي سوف يتم إدراج حكم الطلاق في الإسلام حسب كل حالة بشكل مفصل:[9]
- الطلاق المكروه: يكون الطلاق مكروهًا إذا لم يكن هناك سبب مقنع لوقوعه، أي إذا لم يكن هناك سبب يستحق من أجله الطلاق وفراق الزوجين، وإذا لم يكن هناك عيب أو سوء بالزوجة، لأنَّ في ذلك إلحاق الضرر بالزوجة وأهلها، وفيه أيضًا ضياع للأسرة وتشتت للأبناء.
- الطلاق المحرَّم: يكون محرمًا إذا طلَّق المسلم زوجته خلال أيام الحيض أو النفاس، أو إذا كانت الزوجة في فترة طهر وقد جامعها زوجها فيه، وثبت ذلك الحكم في الحديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: “طَلَّقتُ امرأتي وهي حائِضٌ، فذكَرَ ذلك عُمَرُ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فتغَيَّظَ رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثمَّ قال: مُرْه فلْيُراجِعْها حتى تحيضَ حَيضةً أُخرى مُستَقبَلةً سِوى حَيضتِها التي طَلَّقَها فيها، فإنْ بدا له أن يُطَلِّقَها فلْيُطَلِّقْها طاهِرًا مِن حَيضتِها قبل أن يَمَسَّها، فذلك الطَّلاقُ للعِدَّةِ كما أمَرَ اللهُ. وكان عبدُ اللهِ طَلَّقها تطليقةً واحِدةً، فحُسِبَت مِن طلاقِها، وراجَعَها عبدُ اللهِ كما أمَرَه رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم”.[11]
- الطلاق المباح: يكون الطلاق مباحًا وجائزًا إذا احتاج إليه الزوج بسبب سوء أخلاق الزوجة وسوء معاملتها وعشرتها، وإذا كان الزوج يتعرض إلى الضرر من علاقتها دون أن يحصل على المقاصد النكاح التي يطمح إلى تحقيقها من الزواج والتي هي بالنهاية حقوق له من هذا النكاح.
- الطلاق المستحب: يكون الطلاق مستحبًا في عدة حالات، كأن تكون الزوجة مقصرة في طاعة الله تعالى ولا تقوم بالفرائض التي أمرها الله تعالى بها، وإذا لم ينفع معها النصح والوعظ، وإذا حدثت مشاكل بين الرجل وزوجته وصارت حياتهما معًا شبه مستحيلة في منزل واحد، أو عند طلب الزوجة المخالعة بعد صعوبة العشرة بينها وبين زوجها، يكون الزواج مستحبًا لعلاج هذه المشاكل التي تعود بآثار سلبية على الجميع.
- الطلاق الواجب: يكون الطلاق واجبًا إذا حلف الزوج ألا يقترب من زوجته، وإذا لم يرجع إليها على مدار 4 أشهر، عند ذلك يجب عليه الطلاق، وإذا رأى الحكمان الذي يحكمان بين الزوج والزوجة ضرورة الطلاق، يجب الطلاق على الرجل عند ذلك، وإذا لم يلتزم الزوج والزوجة بهذا الحكم يفرق الحاكم بينهما ويوقع الطلاق وجوبًا.
شاهد أيضًا: كيف أعرف أن الطلاق خير لي ، نصائح للزوجة التي تريد الطلاق
متى يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق من زوجها
وضَّح الشرع الإسلامي الحنيف الأسباب التي تجيز للمرأة طلب الطلاق من زوجها، والتي من أجلها يمكن أن تضحي المرأة بالعلاقة الزوجية بينها وبين زوجها، فالزواج في الإسلام رابط مقدس ولا يجوز التفريط به بسهولة لأي سبب، ولذلك يعدُّ طلب المرأة الطلاق دون سبب من الكبائر، ويحرم المرأة من دخول الجنة، وفيما يأتي سيتم ذكر أهم هذه الأسباب بشكل مختصر:[10]
- وجود عيب أو مرض في الزوج يمنعه من أداء الحقوق الزوجية تجاه زوجته، عند ذلك يباح للمرأة أن تطلب الطلاق منه، لأنَّ الزواج لن يستطيع أن يحقق لها غايات الزواج مثل تحقيق العفة والحصول على السكينة والألفة، ومن أهم الأمراض التي تبيح طلق الطلاق: العنة وعدم القدرة على الجماع، الجذام، البرص وغيرها.
- الامتناع عن الإنفاق على الزوجة وعلى الأولاد والمنزل، سواء كان ذلك بسبب ضيق وقلة تدبير لم يستطع الرجل تجاوزها، أو بسبب شح يعاني منه الزوج ويمنع الزوجة من النفقة المفروضة لها، لأنَّ النفقة واجبة على الزوج والتقصير فيها من الأسباب الرئيسية لطلب المرأة الطلاق، وفي ذلك يقول ابن قدامة رحمه الله في كتاب المغني: “وجملته أن الرجل إذا منع امرأته النفقة لعسرته وعدم ما ينفقه، فالمرأة مخيرة بين الصبر عليه وبين فراقه”.
- تغيُّب الزوج عن الزوجة لفترات طويلة وانقطاع أخباره عنها، خصوصًا إذا لم تعرف مكانه، فإذا طالت غيبة الزوج عن زوجته أكثر من ستة أشهر يجوز لها أن تطلب الطلاق، وذهب بعض الفقهاء إلى أن المدة يجب أن تكون على الأقل سنة، يجوز لها أن عند ذلك تطلب الطلاق منه.
- التسبب بالضرر والأذى المرأة، سواء كان ذلك الأذى جسديًا من خلال الضرب، أو نفسيًا من خلال الإهانة والسب والشتم، وحتى لو تعرضت المرأة لهذا الأذى والضرر مرة واحدة ولم يكن ذلك متكررًا، يجوز لها طلب الطلاق وحرج عليها في ذلك، وأشار إلى ذلك الشيخ الدردير في كتاب الشرح الكبير فقال: “ولها أي للزوجة التطليق بالضرر، وهو ما لا يجوز شرعاً، كهجرها بلا موجب شرعي، وضربها كذلك وسبها وسب أبيها نحو: يا بنت الكلب، يا بنت الكافر، يا بنت الملعون، كما يقع كثيراً من رعاع الناس، ويؤدب على ذلك زيادة على التطليق، كما هو ظاهر وكوطئها في دبرها”،
- إذا دخل الزوج إلى السجن وطال مكوثه فيه ولم يعلم متى يخرج، خصوصًا إذا خشيت الزوجة على نفسها من الفتنة والوقوع في المعصية وارتكاب ما لا يرضي الله تعالى، يمكن لها أن تطلب الطلاق منه.
- فسوق الزوج وعصيان الله تعالى، وإذا كان الزوج لا يؤدي الفرائض التي افترضها الله تعالى عليه من العبادات والطاعات، ولا يستمع للنصائح الذي تقدمه له الزوجة حتى يتقي الله تعالى، يجوز لها طلب الطلاق وقد يكون ذلك مستحبًا لها أيضًا، لأنَّ هذا الزوج قد يكون سببًا في ابتعاده عن طاعة الله تعالى، ويقول الشيخ ابن عثيمين حول ذلك: “طلب المرأة من زوجها المدمن على المخدرات الطلاق جائز، لأن حال زوجها غير مرضية، وفي هذه الحال إذا طلبت منه الطلاق فإن الأولاد يتبعونها إذا كانوا دون سبع سنين، ويلزم الوالد بالإنفاق عليهم وإذا أمكن بقاؤها معه لتصلح من حاله بالنصيحة فهذا خير”.
- إذا شعرت الزوجة بنفور وكره شديد للزوج، حتى لو كان ذلك من دون أسباب واضحة، يحق لها أن تطلب الطلاق لزوال غايات الزواج، ولأنَّ الزوجة لن تتمكن من القيام بحقوق الزوج المفروضة عليها ولن تستطيع أن تعاشره بالمعروف، ودليل هذا حديث امرأة ثابت بن قيس رضي الله عنهما، حيث أجاز لها النبي صلى الله عليه وسلم الطلاق من زوجها على أن ترد له المهر الذي أخذته.
- منع الزوج زوجته من زيارة أهلها ورؤيتهم من دون عذر شرعي، يمكِّنها أن تطلب منه الطلاق، ولكن إذا كان ذلك بسبب عذر شرعي كأن يكون الأهل فسقة وعصاة مثلًا، يجوز له أن يمنعها من الذهاب إليهم، وأن ينصحها في ذلك ويبين لها حجته في المنع.
- خيانة الزوج لزوجته وإقامة علاقة عاطفية مع امرأة أجنبية، أو الوقوع في الزنا معها، يعد من أهم أسباب جواز طلب الطلاق عند المرأة، خصوصًا إذا كانت تلك الخيانة متكررة، وإذا لم يرتد الزوج عن القيام بتلك الفاحشة، فهي خيانة وفاحشة وكبيرة من الكبائر ومعصية يجب أن يتوب الزوج عنها.
شاهد أيضًا: طلب الطلاق لعدم الراحة النفسية
آثار الطلاق على الزوج
كثير من الرجال يعانون من العديد من الآثار النفسية والاجتماعية والاقتصادية نتيجة وقوع الطلاق والتفريق بينه وبين زوجته، وتغير حياته كلها، على الرغم من أنه قد لا يتأثر بالطلاق بشكل كبير كما تتأثر المرأة المطلقة، إلا أن تلك الآثار تؤثر على حياة الرجل والمرأة بشكل عام، وفيما يأتي سيتم ذكر أهم الآثار المترتبة على الرجل نتيجة الطلاق:
- شعور الزوج بعد الطلاق بقلق كبير نتيجه فشل تجربة الزواج الأولى التي خاضها إذا ما قرر الارتباط بامرأة أخرى مرة ثانية.
- الشعور الدائم بعدم الثقة بالنفس إضافة إلى شعور الإحباط وعدم الرغبة بقيام أي عمل بسبب فشل زواجه وتدهور حياته وأسرته وضياعه.
- حدوث تغيرات كبيرة في حياة الرجل بعد الطلاق وتغير في نظام خروجه ودخوله إلى المنزل وفي تناول طعامه وغير ذلك.
- الشعور بمعاناة كبيرة يجدها بعض الرجال عند العودة للاندماج في المجتمع بعد الطلاق.
- زوال ما كانت توفره الزوجة من راحة كبيرة في مختلف جوانب الحياة.
- الوقوع في عدم استقرار وظيفي عند الرجل بسبب تفكك الأسرة الذي يعاني منه كما تعاني منه المرأة أيضًا، والمعاناة من الضغوط الاجتماعية والأسرية التي تشكل ضغطًا زائدًا على نفسية الرجل.
- يسبب الطلاق في تغير نمط حياة الرجل إذ أنه يصبح وحيدًا دون شريك يلقى فيه الدفء والسكينة ويشاركه فرحته ومصيبته.
- يعاني الرجل في بعض الأحيان من ضائقة مادية واقتصادية نتيجة الأعباء الكثيرة التي يتكلفها بسبب الطلاق من دفع مهر أو نفقات الزوجة والأولاد وغير ذلك من التكاليف.
في ختام مقال حقوق الزوج عند طلب الزوجة الطلاق ، آثار الطلاق على الزوج تعرفنا على تعريف الطلاق في الإسلام وعلى مشروعية الطلاق وحكمه بشكل مفصل، كما تعرفنا على حقوق الزوج إذا طلبت زوجته الطلاق سواء كان مسيئًا أو غير مسيء، كما تمَّ إدراج حقوق الزوجة إذا طلبت طلاق الخلع وإذا طلبت طلاق الضرر، إضافة إلى آثار الطلاق على الزوج وغيرها من المعلومات والتفاصيل.
أسئلة شائعة
المراجع
- ^ سورة البقرة، الآية 229
- ^ المستدرك على الصحيحين، عبد الله بن عمر، الحاكم، 2833، صحيح
- ^ dorar.net، حكم الطلاق، 23/02/2023
- ^ islamweb.net، حقوق المطلقة أو من طلبت الطلاق، 23/02/2023
- ^ صحيح البخاري، ابن عباس، البخاري، 5273، صحيح
- ^ صحيح أبي داود، ثوبان مولى رسول الله، الألباني، 2226، صحيح
- ^ islamweb.net، حكم طلب الزوجة الطلاق من زوجها بدون سبب، 23/02/2023
- ^ islamqa.info، طلب المرأة الطلاق إذا كرهت زوجها، 23/02/2023
- ^ alukah.net، حكم الطلاق، 23/02/2023
- ^ islamweb.net، الأحوال التي يباح فيها للمرأة طلب الطلاق، 23/02/2023
- ^ صحيح البخاري، عبد الله بن عمر، البخاري، 1849، صحيح
التعليقات