ما حكم قول الله واكبر في الصلاة ومتى يقال الله اكبر

ما حكم قول الله واكبر في الصلاة ومتى يقال الله اكبر على رأي علماء أهل السنة والجماعة، إذ إنّ هذا المقال سيتوقف مع مجموعة من الأحكام الخاصة بالتكبير في الصلاة أو بغير الصلاة حكم إبدال الواو وجعلها محل الألف وما رأي علماء أهل السنة في ذلك وعلى رأسهم الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، وما هو الفرق بين الله أكبر والله وأكبر ونحو ذلك من المعلومات الأخرى.

معنى الله أكبر

إنّ معنى كلمة الله أكبر أي أنّ الله سبحانه وتعالى هو أعظم وأكبر من كل شيء في هذا الوجود، وأنّ الله سبحانه وتعل أجل وأعظم من كل ما قد يجول في الخاطر أو يخطر في البال، ولذلك لمّا يقف العبد بين يدي الله سبحانه وتعالى فإنّ أول ما عليه فعله هو استحضار تلك المعاني لمّا يتلفظ بها ويقولها ولا تكون كلمات يُرددها فقط على سبيل العادة.

شاهد أيضًا: ما حكم قول الله يلعنك عند الغضب وهل يجوز لعن المسلم الظالم

حكم قول الله واكبر

إن حكم قول الله واكبر منكر على رأي جمعٍ من علماء أهل السنة والجماعة وذلك لأنّ الأصل هو أن العبارة تُقال: “الله أكبر” ومع ذلك لا تُعد من المنكر الذي يجب تغييره حيث إنّ صلاة العامي تصح لو قالها بهذه الطريقة، وقد ورد في مختصر الخليل: “قال في الذخيرة: وقول العامة: الله وكبر ـ له مدخل في الجواز، لجواز قلب الهمزة واوا إذا وليت ضمة ـ ونقل ابن جزي في قوانينه لا بقيد العامة فقال: من قال الله أكبار بالمد لم يجزه، وإن قال الله وكبر بإبدال الهمزة واوا جاز ـ وكذلك لا تبطل لو جمع بين الهمزة والواو فقال الله وأكبر”.^[1]

ولكن يتعين على الشخص أن يقول يُفهم الآخر أنّه لو جعل الألف واوًا فهذا من باب لهجات العرب وليست تلك الواو حرف عطف وقد عطفت ما بين الكلمتين أي كأن يُقال الله شيء وأكبر شيء آخر، والله أعلم. ^[1]

الخطأ في قول الله أكبر

قد يُخطئ بعض الناس بالتلفظ في عبارة الله أكبر وخاصة في الصلاة أو حتى في الأذان أو في أي موضع كان، وتكمن الأخطاء كما فصّلها الأئمة فيمن يمد بداية كلمة الله كأن تُصبح لكلمة استفهامًا مثل “آلله” فتكون اللفظة هنا غير مشروعة وتؤدي إلى إفساد الصلاة وحتى لو قيلت في أثنائها، وقائلها لو كان جاهلًا بمعناها بعد المد فإنّه لا يكون كافرًا، أمّا لو كان المدّ في وسط كلمة الله كأن يُحدث ألفًا لينة بعد اللام كان الحكم مكروهًا ولكنّها لا تفسد الصلاة، ولو كان المد في آخر الكلمة فهو أيضًا خطأ ولكن لا تفسد الصلاة، وأمّا المد في كلمة أكبر فلو كان المد في أول الكلمة فهي تُفسد شأنها شأن لفظة الله إن وقع المد في أولها وإن كان متعمدًا لذلك المد عالمًا بالمعنى فإنّه يكفر بسبب شكه، وإن كان المد في منتصف الكلمة فإنّها يفسد ولا يصح الشروع به على رأي العلماء.^[2]

شاهد أيضًا: ما حكم مقولة الله في كل مكان وهل يصح للمسلم قول الله موجود في السماء

حكم قول الله وأكبر ابن عثيمين

ذكر الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في تفصيل فتوى جواز قول الله واكبر:^[3]

” إن إبدال الهمزة واواً جائز في اللغة، فإذا قال الله وكبر فإن أذانه يصح، لكن بشرط أن يكون معتقداً لمعناها المقصود بها وهو أن الله تعالى أكبر، أما إذا كان يعتقد أن الواو للعطف وأن أكبر غير الله كما هو ظاهر السؤال يعني الله وشيء أكبر مثلاً فإن هذا لا يجوز؛ لأنه لم يبدل الهمزة بواو، وإنما أتى بواو يقصد بها العطف، والعطف يقتضي المغايرة، فعلى هذا يجب أن يصحح مفهوم هذا المؤذن أو هذا القائل، ثم يحاول أن ينطق باللغة الفصحى وهي أن يأتي بالهمزة دون الواو المبدلة منها”.

الفرق بين الله أكبر والله وأكبر

إنّ الفرق ما بين الله أكبر والله وأكبر أنّ الله أكبر هي كلمة مشروعة واردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأذان وفي الإقامة وفي بداية الصلاة وفي كثيرٍ من المواضع الأخرى وهي تعنى أنّ الله أكبر وأعظم وأجل من كل شيء في هذا الوجود، وأمّا الله وأكبر فإن كان قائلها يقصد واو العطف بين الكلمتين فإنّه خطأ ولا يجوز لأنّه في هذه الحالة جعل من لفظة الله شيء ومن لفظة أكبر شيء آخر.^[1]

شاهد أيضًا: ما هو حكم قول ربنا ولك الحمد في الصلاة بعد الرفع من الركوع

نطق الله وأكبر في الصلاة

اختلف العلماء في حكم نطق الله واكبر في بداية الصلاة، وكان تفصيل كلامهم على النحو التالي:^[5]

• القول الأول: ذهب أصحاب هذا القول من الحنابلة والشافعية إلى أنّ من زاد واوًا بين الله ولفظة أكبر لم تنعقد صلاته ويجب عليه أن يعيد الصلاة وهذا ما عليه اكثر أهل العلم، قال النووي من الشافعية: “ويجب الاحتراز في التكبير عن الوقفة بين كلمتيه، وعن زيادة تغير المعنى، فإن وقف أو قال الله أكبر بمد همزة الله، أو بهمزتين، أو قال: الله أكبار، أو زاد واوا ساكنة أو متحركة بين الكلمتين لم يصح تكبيره”.
• القول الثاني: ذهب أصحاب هذا القول من المالكية إلى أن زيادة الواو بين لفظة الله ولفظة “أكبر” لا تبطل التكبير كما رأوا إلا في حالة واحدة إذا جمع ما بين هذه الزيادة وبين إشباع الهاء من لفظ الجلالة الله، وقد ذكر في كتبهم: “وَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ الْإِتْيَانِ بِهَذَا اللَّفْظِ عَلَى هَذَا التَّرْتِيبِ ، وَيُحْذَرُ مِنْ مَدِّ هَمْزَةِ اللَّهِ حَتَّى يَصِيرَ مُسْتَفْهِمًا ، وَمِنْ مَدِّ بَاءِ أَكْبَرُ ، وَمِنْ تَشْدِيدِ رَائِهِ ، وَمِنْ الْفَصْلِ الطَّوِيلِ بَيْنَ اللَّهُ وَأَكْبَرُ ، وَمِنْ الْجَمْعِ بَيْنَ إشْبَاعِ الْهَاءِ مِنْ اللَّهِ ، وَزِيَادَةِ وَاوٍ مَعَ هَمْزَةِ أَكْبَر”.
• القول الثالث: ذكر أصحاب هذا القول إلى أنّه في حال أبدلت الهمزة واوًا فإنّه تنعقد الصلاة أخذًا ببعض لهجات العرب وبهذا القول قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، قال في فتواه: “لو أَخَذْنا باللغة الفصحى قلنا هذا لا يَسْتَقِيم؛ لأنك ما أَتْمَمْتَ الجملة، أتيتَ بواو عطف، لكن في لغة، وهي فصحى أيضًا؛ لكنها قليلة، تُجيز إبدال الهمزة واوًا إذا ضُمَّ ما قبلها، وهنا الهمزة مضموم ما قبلها، فيجوز أن تقول: اللهُ وَاكْبَر”.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال ما حكم قول الله واكبر في الصلاة ومتى يقال الله اكبر وذكرنا معلومات هامة عن مسألة التكبير في الإسلام، وهل يصح إبدال الألف واوًا أو الجمع ما بين الألف والواو على رأي العلماء، وما حجة كلٍ منهم ونحوه من الأمور الأخرى.