حديث صحيح عن الاستغفار ، أحاديث قدسية عن الاستغفار

حديث صحيح عن الاستغفار ، أحاديث قدسية عن الاستغفار
حديث صحيح عن الاستغفار

حديث صحيح عن الاستغفار ، أحاديث قدسية عن الاستغفار، من جملة الأحاديث النبوية التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فللاستغفار شأن عظيم في الإسلام، وهو إحدى حلقات الوصل بين العبد وربه سبحانه وتعالى، وهو اعتراف من العبد بربوبية الله سبحانه وتعالى، والاستغفار هو من عظيم ما يتقرب به العبد إلى ربه تعالى وهو من أبواب الخير الكبيرة للعبد في الدنيا والآخرة، وفيما يأتي وقفة مع بعض الأحاديث الصحيحة حول الاستغفار.

حديث صحيح عن الاستغفار

فيما يأتي بعض من الأحاديث الصحيحة عن الاستغفار، فيها ما يأمر بالاستغفار مباشرة وفيها ما كان يقوله النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- على سبيل الاستغفار وكان يعلمه الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وفيما يأتي ستكون هنالك وقفة مع بعض الأحاديث النبوية حول الاستغفار، ومنها ما يأتي:

حديث اللهم باعد بيني وبين خطاياي

هذا الحديث صحيح أورده الإمام البخاري من رواية أبي هريرة رضي الله عنه، ويقول أبو هريرة -رضي الله عنه- في هذا الحديث: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَسْكُتُ بيْنَ التَّكْبِيرِ وبيْنَ القِرَاءَةِ إسْكَاتَةً – قالَ أَحْسِبُهُ قالَ: هُنَيَّةً – فَقُلتُ: بأَبِي وأُمِّي يا رَسولَ اللهِ، إسْكَاتُكَ بيْنَ التَّكْبِيرِ والقِرَاءَةِ ما تَقُولُ؟ قالَ: أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بالمَاءِ والثَّلْجِ والبَرَدِ”.[1]

حديث كنا لنعد لرسول الله

أمّا هذا الحديث فهو حديث صحيح أيضًا أورده الإمام أبو نعيم الأصبهاني وغيره من علماء الحديث في بعض كتبهم، وهذا الحديث مرويّ عن الإمام عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- وفيه يقول: “إن كنَّا لنعُدُّ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في المجلسِ الواحدِ يقولُ : ربِّ اغفِرْ لي وتُبْ عليَّ إنَّك أنت التَّوَّابُ الرَّحيمُ مائةَ مرَّةٍ”.[2]

حديث من قال أستغفر الله

هذا الحديث رواه غير واحد من علماء الحديث مثل الإمام الترمذي والإمام المنذري وغيرهما، وهو مرويّ عن مولى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- زيد بن حارثة رضي الله عنهما، وفيه يقول صلى الله عليه وآله وسلم: “من قال أستغفرُ اللهَ الَّذي لا إلهَ إلَّا هو الحيُّ القيُّومُ وأتوبُ إليه غُفِر له وإن كان فرَّ من الزَّحفِ”.[3]

حديث والله إني لأستغفر الله

يروي هذا الحديث سيّد الحفّاظ أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي رضي الله عنه، وفيه يروي عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أنّه قال: “واللهِ إنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ وأَتُوبُ إلَيْهِ في اليَومِ أكْثَرَ مِن سَبْعِينَ مَرَّةً”،[4] والحديث في صحيح الإمام البخاري.

حديث اللهم إني ظلمت نفسي

هذا الحديث مما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، ويروي الحديث الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- وفيه يروي “أنَّ أبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، قالَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا رَسولَ اللهِ، عَلِّمْنِي دُعَاءً أدْعُو به في صَلَاتِي، قالَ: قُلِ اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مِن عِندِكَ مَغْفِرَةً إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ”.[5]

حديث سبحانك اللهم ربنا

في هذا الحديث تروي أمّ المؤمنين عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بعض ما كان يدعو به في صلاته على سبيل الاستغفار، فقتقول رضي الله عنها: “كانَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُكْثِرُ أنْ يَقُولَ في رُكُوعِهِ وسُجُودِهِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي. يَتَأَوَّلُ القُرْآنَ”،[6] والحديث صحيح أخرجه الإمام البخاري في صحيحه.

حديث لو لم تذنبوا

في هذا الحديث يبيّن النبي -صلى الله عليه وآله وسلّم- أهميّة الاستغفار والتوبة في حياة المسلمين، فيقول -صلى الله عليه وآله وسلم- في الحديث الذي يرويه عنه أبو هريرة رضي الله عنه: “وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ، فَيَغْفِرُ لهمْ”،[7] وقد أخرج الإمام البخاري هذا الحديث في صحيحه.

شاهد أيضًا: حديث عن عقوق الوالدين ، حديث عن بر الوالدين

هل حديث من لزم الاستغفار صحيح

يروي علماء الحديث في كتبهم من طريق ابن عباس -رضي الله عنهما- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: “مَن لَزِمَ الاسْتِغْفارَ جَعَلَ اللهُ له مِن كلِّ ضيقٍ مَخرَجًا، ومِن كلِّ هَمٍّ فَرَجًا، ورَزَقَه مِن حيثُ لا يَحتَسِبُ”،[8] وقد رواه العلماء باختلاف يسير بينهم، وقد اختلفت أحكام العلماء على هذا الحديث بين تصحيح وتضعيف، وفيما يأتي أبرز العلماء الذين أوردوا الحديث وحكموا عليه:[9]

  • أبو داود: أورد الإمام أبو داود هذا الحديث في سننه المشهورة، وقد سكت عن هذا الحديث ولم يذكر حكمه، ولكن في رسالة أبي داود إلى أهل مكة قال إنّ ما سكت عنه في سننه فهو صالح.
  • أبو نعيم: أورد الإمام أبو نعيم الأصبهاني هذا الحديث في كتابه “حلية الأولياء”، وقد قال عن هذا الحديث: “غريب من حديث محمد بن علي عن أبيه عن جده تفرد به عنه الحكم بن مصعب”.
  • عبد الحق الإشبيلي: أورد الإمام عبد الحق الإشبيلي هذا الحديث في موضعين، الأول هو كتابه “الأحكام الوسطى”، وقد سكت عنه، ولكنه ذكر في المقدمة أنّه “إن لم تكن فيه علة كانَ سكوتي عنه دليلا على صحته”، وذكره كذلك في “الأحكام الشرعية الصغرى”، وأشار في المقدمة إلى أنّ هذا الحديث صحيح الإسناد.
  • ابن حجر العسقلاني: ذكر الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني هذا الحديث في كتابين هما: “الأمالي المطلقة”، و”هداية الرواة”، وقد حسّنه في الموضعين، فقال في الأمالي: “حسن غريب”، وقال في الهداية: “حسن”.
  • الذهبي: ذكر الإمام الذهبي هذا الحديث في “المهذب في اختصار السنن”، وقال عنه: “فيه الحكم مجهول”.
  • المنذري: أورد الإمام المنذري هذا الحديث في “الترغيب والترهيب” في موضعين، فضعّفه في الموضع الأول وصحّحه في الموضع الثاني فقال: “لا ينزل عن درجة الحسن وقد يكون على شرط الصحيحين أو أحدهما”.
  • ابن مفلح: ذكر الإمام ابن مفلح هذا الحديث في كتابه “الآداب الشرعية”، وقال عن هذا الحديث إنّ إسناده جيّد.

أحاديث الاستغفار الصحيحة إسلام ويب

أورد القائمون على موقع “إسلام ويب” الموقع الشرعي القطري المشهور بعض الأحاديث التي تحتوي على صيغة استغفار كان يستغفر بها النبي -صلى الله عليه وآله وسلّم، ومنها:[10]

  • حديث ثوبان مولى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الذي يقول فيه: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا انْصَرَفَ مِن صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا وَقالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ”.[11]

  • حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- الذي يروي فيه عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أنّه كان يقول: “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وَجَهْلِي، وإسْرَافِي في أَمْرِي، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي جِدِّي وَهَزْلِي، وَخَطَئِي وَعَمْدِي، وَكُلُّ ذلكَ عِندِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وَما أَخَّرْتُ، وَما أَسْرَرْتُ وَما أَعْلَنْتُ، وَما أَنْتَ أَعْلَمُ به مِنِّي، أَنْتَ المُقَدِّمُ وَأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ”.[12]

شاهد أيضًا: حديث شريف عن المطر ، سنن النبي عند نزول المطر

آيات واحاديث عن الاستغفار

فيما يأتي مجموعة من الاحاديث النبوية التي يرد فيها ذكر الاستغفار، وبعض الآيات القرآنية كذلك، وهي كما يأتي:

  • “وَجَّهْتُ وَجْهي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ حَنِيفًا، وَما أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ، إنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ وَمَمَاتي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، لا شَرِيكَ له، وَبِذلكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ، لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا، لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ”.[13]

  • “اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ لكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ الحَقُّ ووَعْدُكَ الحَقُّ، ولِقَاؤُكَ حَقٌّ، وقَوْلُكَ حَقٌّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، ومُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ، وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ – أوْ: لا إلَهَ غَيْرُكَ – قالَ سُفْيَانُ: وزَادَ عبدُ الكَرِيمِ أبو أُمَيَّةَ: ولَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ”.[14]

  • “اللَّهُمَّ مالِكَ الملْكِ، تؤتي الملْكَ من تشاءُ، وتنزِعُ الملْكَ مِمَّن تشاءُ، وتُعزُّ من تشاءُ، وتُذلُّ من تشاءُ، بيدِكَ الخيرُ إنَّكَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ، رحمنَ الدُّنيا والآخرةِ ورحيمَهما، تعطيهِما من تشاءُ، وتمنعُ منْهما من تشاءُ، ارحَمني رحمةً تُغنيني بِها عن رحمةِ من سواكَ”.[15]

  • “اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا معاشِي، وَأَصْلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فِيهَا معادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن كُلِّ شَرٍّ”.[16]

  • “اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُك الثَّباتَ في الأمرِ وعزيمةَ الرُّشدِ وشُكرَ نعمتِك وحُسنَ عبادتِك وأسأَلُك قلبًا سليمًا وأسأَلُك مِن خيرِ ما تعلَمُ وأعوذُ بك مِن شرِّ ما تعلَمُ وأستغفِرُك لِما تعلَمُ”.[17]

  • {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ * رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ}.[18]

  • {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ * رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ}.[19]

  • {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.[20]

أحاديث عن الاستغفار الدرر السنية

من الأحاديث التي يوردها موقع الدرر السنية الإسلامي حول الاستغفار ما يأتي:

  • “رَبِّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وجَهْلِي، وإسْرَافِي في أمْرِي كُلِّهِ، وما أنْتَ أعْلَمُ به مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطَايَايَ، وعَمْدِي وجَهْلِي وهَزْلِي، وكُلُّ ذلكَ عِندِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ”.[21]

  • “اللهم اهدني فيمن هديتَ، وعافني فيمن عافيتَ، وتولني فيمن توليتَ، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شرَّ ما قضيتَ، فإنك تَقضي ولا يُقضى عليك، وإنه لا يذلُّ من واليتَ، تباركتَ ربنا وتعاليتَ”.[22]

  • “اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي؛ فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ”.[23]

أحاديث قدسية عن الاستغفار

الأحاديث القدسية هي فرع من الأحاديث الشريفة، وفيها يروي النبي -عليه وآله الصلاة والسلام- الحديث عن ربه سبحانه وتعالى، ومن تلك الأحاديث التي تتحدث عن الاستغفار ما يأتي:

حديث إني حرمت الظلم

في هذا الحديث يروي أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- في الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فيقول:

“عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فِيما رَوَى عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، أنَّهُ قالَ: يا عِبَادِي، إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فلا تَظَالَمُوا، يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا مَن هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ جَائِعٌ إلَّا مَن أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يا عِبَادِي، كُلُّكُمْ عَارٍ إلَّا مَن كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يا عِبَادِي، إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ باللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ، يا عِبَادِي، إنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي، يا عِبَادِي، لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا علَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنكُمْ؛ ما زَادَ ذلكَ في مُلْكِي شيئًا، يا عِبَادِي، لوْ أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ، كَانُوا علَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ؛ ما نَقَصَ ذلكَ مِن مُلْكِي شيئًا”.[24]

شاهد أيضًا: حديث من ترك صلاة العصر وشرحه

حديث يابن آدم تفرغ لعبادتي

يروي الصحابي معقل بن يسار -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أنّه قال:

“يقولُ ربُّكُم تَباركَ وتَعالَى: يا ابنَ آدمَ، تَفرَّغْ لِعبادِتي أملَأْ قلْبَكَ غِنًى، وأملَأْ يدَيْكَ رِزْقًا، يا ابنَ آدمَ، لا تُباعِدْ مِنِّي فأملَأَ قلبَكَ فقْرًا، وأمَلَأَ يدَيْكَ شُغُلًا”.[25]

حديث إن عبدا أصاب ذنبا

في هذا الحديث يروي أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يقول فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى:

“إنَّ عَبْدًا أصابَ ذَنْبًا – ورُبَّما قالَ أذْنَبَ ذَنْبًا – فقالَ: رَبِّ أذْنَبْتُ – ورُبَّما قالَ: أصَبْتُ – فاغْفِرْ لِي، فقالَ رَبُّهُ: أعَلِمَ عَبْدِي أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ ما شاءَ اللَّهُ ثُمَّ أصابَ ذَنْبًا، أوْ أذْنَبَ ذَنْبًا، فقالَ: رَبِّ أذْنَبْتُ – أوْ أصَبْتُ – آخَرَ، فاغْفِرْهُ فقالَ: أعَلِمَ عَبْدِي أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي، ثُمَّ مَكَثَ ما شاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أذْنَبَ ذَنْبًا، ورُبَّما قالَ: أصابَ ذَنْبًا، قالَ: قالَ: رَبِّ أصَبْتُ – أوْ قالَ أذْنَبْتُ – آخَرَ، فاغْفِرْهُ لِي، فقالَ: أعَلِمَ عَبْدِي أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَأْخُذُ بهِ؟ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلاثًا، فَلْيَعْمَلْ ما شاءَ”.[26]

شاهد أيضًا: صحة حديث بسم الله تربة ارضنا

حديث يابن آدم إنك ما دعوتني

في هذا الحديث يروي أنس بن مالك -رضي الله عنه- وهو خادم رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أنّ النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قد قال:

“قال الله تبارك وتعالى يا ابن آدمَ إنّكَ ما دعوتَني ورجَوْتَني غفرتُ لك َعلى ما كانَ فيكَ ولا أُبَالِي يا ابن آدمَ لو بلغَتْ ذنوبكَ عَنَانَ السماءِ ثم استغفرتَنِي غفرتُ لكَ ولا أبالي يا ابن آدمَ إنك لو أتَيتَنِي بقُرَابِ الأرضِ خطايا ثم لقِيتَنِي لا تُشْرِكْ بي شيئا لأتَيتُكَ بقُرَابِها مغفرةً”.[27]

وبهذا يكون قد تم مقال حديث صحيح عن الاستغفار ، أحاديث قدسية عن الاستغفار بعد الوقوف فيه على عدد من الأحاديث النبوية الشريفة والأحاديث القدسية والآيات الكريمة حول موضوع الاستغفار والأمر به وثوابه.

المراجع

  1. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 744، حديث صحيح.
  2. ^ حلية الأولياء، عبد الله بن عمر، أبو نعيم، 5/13، حديث صحيح متفق عليه [أي:بين العلماء] من حديث محمد بن سوقة.
  3. ^ الترغيب والترهيب، زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، المنذري، 2/385، حديث إسناده جيد متصل.
  4. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 6307، حديث صحيح.
  5. ^ صحيح البخاري، عبد الله بن عمرو، البخاري، 7387، حديث صحيح.
  6. ^ صحيح البخاري، عائشة أم المؤمنين، البخاري، 4968، حديث صحيح.
  7. ^ صحيح مسلم، أبو هريرة، مسلم، 2749، حديث صحيح.
  8. ^ الأحكام الوسطى، عبد الله بن عباس، عبد الحق الإشبيلي، 4/317، سكت المحدث عن هذا الحديث، وقالَ في المقدمة: وإن لم تكن فيه علة كانَ سكوتي عنه دليلا على صحته.
  9. ^ dorar.net، الموسوعة الحديثية، 16/03/2023
  10. ^ islamweb.net، استغفار النبي صلى الله عليه وسلم، 16/03/2023
  11. ^ صحيح مسلم، ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مسلم، 591، حديث صحيح.
  12. ^ صحيح مسلم، أبو موسى الأشعري، مسلم، 2719، حديث صحيح.
  13. ^ صحيح مسلم، علي بن أبي طالب، مسلم، 771، حديث صحيح.
  14. ^ صحيح البخاري، عبد الله بن عباس، البخاري، 1120، حديث صحيح.
  15. ^ الدر المنثور، أنس بن مالك، السيوطي، 3/498، حديث صحيح.
  16. ^ صحيح مسلم، أبو هريرة، مسلم، 2720، حديث صحيح.
  17. ^ صحيح ابن حبان، شداد بن أوس، ابن حبان، 1974، أخرج ابن حبان هذا الحديث في صحيحه.
  18. ^ سورة آل عمران، الآية: 191 - 194
  19. ^ سورة إبراهيم، الآية: 40 - 41
  20. ^ سورة البقرة، الآية: 286
  21. ^ صحيح البخاري، أبو موسى الأشعري، البخاري، 6398، حديث صحيح.
  22. ^ المجموع، الحسن بن علي بن أبي طالب، النووي، 3/496، حديث إسناده صحيح.
  23. ^ صحيح البخاري، شداد بن أوس، البخاري، 6306، حديث صحيح.
  24. ^ صحيح مسلم، أبو ذر الغفاري، مسلم، 2577، حديث صحيح.
  25. ^ المستدرك على الصحيحين، معقل بن يسار، الحاكم، 8139، حديث صحيح الإسناد.
  26. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 7507، حديث صحيح.
  27. ^ سنن الترمذي، أنس بن مالك، الترمذي، 3540، حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *