صحة حديث في ليلة النصف من شعبان يغفر الله لاهل الارض

صحة حديث في ليلة النصف من شعبان يغفر الله لاهل الارض
صحة حديث في ليلة النصف من شعبان يغفر الله لاهل الارض

صحة حديث في ليلة النصف من شعبان يغفر الله لاهل الارض ، ما سيتمّ مناقشته في مقالنا هذا، فلقد عمل أهل الحديث من الفقهاء والعلماء على تصحيح الأحاديث، أي بيان مدى صحّة متنها وإسنادها وإخراج الألفاظ المتعدّدة لها والتي نُقلت عن الصّحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، وعبر هذا المقال يمكن التعرّف على درجة وصحة الحديث الخاصّ بليلة النصف من شعبان.

صحة حديث في ليلة النصف من شعبان يغفر الله لاهل الارض

ورد في السّنة النبوية المباركة حديثٌ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حيث قال: “في ليلةِ النصفِ من شعبانَ يغفرُ اللهُ لأهْلِ الأرْضِ ، إلَّا لمشرِكٍ أوْ مُشَاحِنٍ”.[1] وفي هذا الحديث يدلّنا رسول الله -عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التسليم- على أهميّة وفضل ليلة النصف من شعبان، وقد تفاوت العلماء ما بين مصححٍ ومضعفٍ لهذا الحديث وفيما سيأتي سيتمّ ذكر تخريج الحديث وإسناده، كما سيتمّ بيان مدى صحته عند مختلف علماء الحديث النبويّ الشّريف:[2]

  • أخرجه الألباني في صحيح الجامع برقم 4268 وكانت خلاصة حكم المحدث فيه: صحيح.
  • ذكره محمد جار الله الصعدي في النوافح العطرة 220 وحكم به بأنّه حديثٌ مرسل وليس بصحيح.
  • ورد في شعب الإيمان للبهيقي برقم 3/1404 وخلاصة حكم المحدث به: حديثٌ مرسل.
  • أورده المنذري في الترغيب والترهيب برقم 3/392 وقال في حكمه: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما.
  • أخرجه الألباني في صحيح الترغيب رقم 2770 وقال فيه: حديثٌ صحيحٌ لغيره.
  • ذُكر الحديث في العلل المتناهية لابن الجوزي برقم 2/561 وقال ابن الجوزيّ في حكمه: لا يصح.
  • ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8/68 وقال في حكمه: فيه هشام بن عبد الرحمن ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.
  • أورده ابن باز في فتاوى نور على الدرب لابن باز برقم 16/467 وقال بأن الحديث: ضعيفٌ ليس له أصلٌ صحيح.
  • ذكره النووي في خلاصة الأحكام للنووي برقم 1/615 وقال في حكمه: حديثٌ ضعيف.
  • ورد الحديث في مجموع فتاوى ابن عثيمين لابن عثيمين برقم 30/20 وكانت خلاصة حكم المحدث: موضوع.
  • أورده الألباني في صحيح ابن ماجه 1148 وقال في حكم هذا اللفظ وإسناده بأنه: حديثٌ حسن.

شاهد أيضًاحكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان

درجة حديث إذا كانت ليلة النصف من شعبان إسلام ويب

قد بيّن موقع إسلام ويب الخاص بالفتاوى الشّرعية بيانٌ لدرجة الحديث الوارد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم والذي يقول: “إذا كانت ليلةُ النِّصْفِ من شعبانَ فقوموا لَيْلَها، وصوموا نهارَها، فإن اللهَ يَنْزِلُ فيها لغروبِ الشمسِ إلى سماءِ الدنيا فيقولُ : أَلَا مِن مُسْتَغْفِرٍ لي فأَغْفِرَ له ؟ أَلَا مِن مُسْتَرْزِقٍ فأَرْزُقَهُ ؟ أَلَا مُبْتَلًى فأُعافِيَهُ ؟ أَلَا كذا أَلَا كذا ؟ حتى يَطْلُعَ الفجرُ”.[3] هذا الحديث موضوع الإسناد وقد أخرجه الألباني في السلسلة الضّعيفة، وقال فيه بأنّه موضوع السّند، فهو حديثٌ لا يصح، كذلك ضعّفه الألباني في ضعيف ابن ماجه، وورد في المواهب اللدنية للقسطلاني والذي قال في حكمه بأنّه ضعيف الإسناد، إلى جانب ذكره في تحفة الذاكرين للشوكاني برقم 241 وقال فيه الشّوكاني بأنّه حديثٌ ذو إسنادٍ ضعيف، والله أعلم.[4]

هل ينزل الله إلى السماء الدنيا في ليلة النصف من شعبان

إنّ نزول الله تبارك وتعالى للسّماء الدّنيا ليس أمرًا خاصًّا بليلة النّصف من شعبان، بل إنّ الأحاديث التي خصّت ليلة النصف من شعبان بهذا الفضل أو غيره ليس بصحيحة، وإنّما ضعّفها معظم أهل العلم وأخرجوا العلل في أسانيدها، بل إنّ هذا الفضل العظيم يكون في كلّ ليلةٍ من ليالي السّنة، حيث دلّت الأحاديث النّبويّة الصحيحة على ذلك، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “يَنْزِلُ اللَّهُ إلى السَّماءِ الدُّنْيا كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَمْضِي ثُلُثُ اللَّيْلِ الأوَّلُ، فيَقولُ: أنا المَلِكُ، أنا المَلِكُ، مَن ذا الذي يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن ذا الذي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن ذا الذي يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له، فلا يَزالُ كَذلكَ حتَّى يُضِيءَ الفَجْرُ”.[5] فالله تبارك وتعالى ينزل للسماء الدّنيا في ليلة النصف من شعبان وفي كلّ الليالي الأخرى خلال العام، والمسلم يغتنم هذا الوقت بالصلاة والدّعاء والاستغفار، لكن لا يجوز للمسلم أن يخصّ ليلة النصف من شعبان بالعبادة وغيرها دونًا عن الليالي الأخرى، لأنّ الأحاديث التي وردت في تخصيص نزول الله تعالى للسماء الدنيا بليلة النصف من شعبان أحاديثٌ ضعيفةٌ واهية الأسانيد وموضوعة، والله أعلم.[6]

شاهد أيضًاكلام عن ليلة النصف من شعبان ، عبارات عن ليلة النصف من شعبان

ما صحّ في ليلة النصف من شعبان ابن عثيمين

قال الشّيخ محمّد بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالى- أنّ جميع الأحاديث التي وردت في فضل ليلة النّصف من شعبان أو أعمال ليلة النّصف من شعبان كلّها ضعيفةٌ وموضوعة ولا اصل لها في الحديث النّبويّ الشّريف، كما لا يصحّ للمسلم تعظيم هذه الليلة أو يومها دونًا عن غيرها من الأيّام والليالي، حيث لم يرد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حديثٌ صحيحٌ أو حسن يخصص لهذه الليلة فضلًا أو عملًا، كذلك لم يرد شيءٌ من ذلك في الآثار عن الصّحابة الكرام أو عن التابعين حتّى رضوان الله عنهم أجمعين، لذا فإنّ ليلة النّصف من شعبان ويوم النصف من شعبان كسائر أيّام وليالي العام ولا فضل مخصوصٌ بها، ولا يصحّ للمسلم الابتداع واتّباع البدع والمحدثات في الدين الإسلاميّ الحنيف، والله أعلم.[7]

فضل ليلة النصف من شعبان

إنّ معظم ما ورد في فضل ليلة النصف من شعبان والأحاديث التي تدلّ على أعمال ليلة النّصف من شعبان أحاديث واهية الإسناد ضعيفةٌ وموضوعة بإجماع أهل العلم والفقهاء، لكن استثنى بعضهم عدّة أحاديث صححّوها في بعض الألفاظ والأسانيد كابن حبان والألبانيّ وغيرهما، وقد بيّنت هذه الأحاديث أنّ الله تبارك وتعالى قد خصّ ليلة النصف من شعبان بمزية لم يخصّ بها ليلةً أخرى قط، وهي أنّه يطّلع في هذه الليلة على عباده فيغفر لجميع المؤمنين من الذكور والإناث والصّغار والكبار، إلّا المشاحن منهم والمخاصم والمشرك، فيتركهم حتّى يصطلحوا، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “يطَّلِعُ اللهُ إلى خلقِه في ليلةِ النِّصفِ مِن شعبانَ فيغفرُ لجميعِ خلقِه إلَّا لمشركٍ أو مشاحنٍ”.[8] فهذه الليلة عدّها بعض أهل العلم فرصةً عظيمة للمسلمين، تُغفر فيها الذنوب جميعًا بإذن الله تعالى، لذا لا بدّ للمسلم من الإكثار من الاستغفار والدّعاء في هذه الليلة، لكن دون تخصيصها بالقيام أو الصّيام أو صلاةٍ وعبادةٍ معيّة، لأنّ ذلك من البدع المحدثة في دين الإسلام، والله أعلم.[9]

شاهد أيضًاأحاديث صحيحة عن ليلة النصف من شعبان

حكم إحياء ليلة النصف من شعبان

لم يرد عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بأنّه قد أحيا ليلة النصف من شعبان وخصّها بشيءٍ من العبادة والطّاعة، كذلك لم يثبت عنه حديثٌ يوصي بذلك أو يبيّن فضل إحياءها، فإحياء هذه الليلة وتخصيصها بالقيام والدّعاء أو تخصيص يومها بالصيّام فذلك بدعةٌ محدثةٌ في الشّريعة الإسلامية، وهو عملٌ لا يجوز ولا يصحّ للمسلم إطلاقًا، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “وإياكم ومحدثاتِ الأمورِ فإن كلَّ محدثةٍ بدعةٌ وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ”.[10] لكن إن أراد المسلم أن يقوم هذه الليلة كما يقوم في الليالي الأخرى دون تخصيصها بجهدٍ وعباداتٍ إضافية، فيصحّ ذلك بإذن الله تعالى، كذلك يصحّ له أن يصوم يومها إن كان يصوم الأيام البيض الثلاث من كلّ شهر، وأما تخصيصها بالصيام والقيام وغيره، فهو أمرٌ غير واردٍ في السنة النّبوية والمباركة ولا في الآثار الواردة عن الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم، لذا لا يجوز للمسلم اتباع البدع والمحدثات والله أعلم.[11]

ما ورد في السنة في ليلة النصف من شعبان

سيتمّ في الآتي إدراج بعض الأحاديث التي وردت في السنة المباركة عن ليلة النصف من شهر شعبان المبارك وإنّ معظم ما ورد ضعيفٌ أو موضوع والأسانيد فيها لا تصحّ إطلاقًا، وهي:

  • عن عائشة رضي الله عنها قالت: قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الليل يصلي فأطال السجود حتى ظننت أنه قد قبض فلما رأيتُ ذلك قمت حتى حركت إبهامه فتحرك فرجعت، فلما رفع الي رأسه من السجود وفرغ من صلاته قال: “يا عائشةُ أو ياحُميْراءُ ! أظننتِ أنَّ النَّبيَّ قد خاسَ بكِ ؟ ! قُلتُ : ولا واللهِ يا رسولَ اللهِ ! ولكنِّي ظننتُ أنَّكَ قُبِضْتَ لِطولِ سجودِكَ فقال : أتدرينَ أيُّ ليلةٍ هذهِ ؟ قُلتُ : اللهُ ورسولُه أعلَمُ قال : هذهِ ليلةُ النِّصفِ من شَعبانَ ، إنَّ اللهَّ عزَّ وجلَّ يَطَّلعُ على عِبادِه في ليلَةِ النِّصفِ مِن شَعبانَ ، فيغفرُ للمستَغفرينَ ، ويرحمُ المستَرحمينَ ، ويُؤَخِّرُ أهلَ الحِقدِ كما هُمْ”.[12]
  • عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “يطَّلِعُ اللهُ عزَّ وجلَّ إلى خلقِه لَيلةَ النَّصفِ مِن شعبانَ، فيغفِرُ لعبادِه إلَّا لِاثنَينِ: مُشاحنٍ، وقاتلِ نفْسٍ”.[13]

بهذا نختتم مقالنا صحة حديث في ليلة النصف من شعبان يغفر الله لاهل الارض حيث تعرفنا فيه على الأحاديث الواردة في ليلة النصف من شعبان وبيّنا أحكام علماء الأحاديث بها، إلى جانب ذكر فضل هذه الليلة وحكم إحيائها.

أسئلة شائعة

أسئلة شائعة
هل يغفر الله الذنوب في ليلة النصف من شعبان؟
ورد في فضل ليلة النصف من شعبان أن الله يغفر لجميع خلقه فيها إلا للمشركين والمشاحنين.
من هم الذين لا يغفر لهم في ليلة النصف من شعبان؟
إن العباد الذين تم استثناءهم من المغفرة في ليلة النصف من شعبان هم المشركين ومن يحملون الشحناء والبغضاء في قلوبهم.

المراجع

  1. ^ صحيح الجامع، كثير بن مرة الحضرمي، الألباني، 4268، صحيح
  2. ^ dorar.net، في ليلة النصف من شعبان يغفر الله، 02/03/2023
  3. ^ السلسلة الضعيفة، علي بن أبي طالب، الألباني، 2132، إسناده موضوع
  4. ^ islamweb.net، درجة حديث: إذا كانت ليلة النصف من شعبان.....إلخ، 02/03/2023
  5. ^ صحيح مسلم، أبو هريرة، مسلم، 758، صحيح
  6. ^ islamqa.info، هل ينزل الله إلى السماء الدنيا في ليلة النصف من شعبان ؟، 02/03/2023
  7. ^ binothaimeen.net، حكم ما يُفعل ليلة النصف من شعبان، 02/03/2023
  8. ^ إصلاح المساجد، معاذ بن جبل، الألباني، 99، صحيح
  9. ^ saaid.net، فضل ليلة النصف من شعبان، 02/03/2023
  10. ^ مجموع فتاوى ابن باز، العرباض بن سارية، ابن باز، 373/4، صحيح
  11. ^ islamqa.info، ليلة النصف من شعبان لا تخصص بالعبادة، 02/03/2023
  12. ^ ضعيف الترغيب، عائشة أم المؤمنين، الألباني، 1654، ضعيف
  13. ^ تخريج المسند لشعيب، عبدالله بن عمرو، شعيب الأرناؤوط، 6642، صحيح بشواهده

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *