حكم قراءة الأبراج مع عدم التصديق

حكم قراءة الأبراج مع عدم التصديق
حكم قراءة الأبراج مع عدم التصديق

حكم قراءة الأبراج مع عدم التصديق وهو من الأحكام الشرعية التي لا بُد للعبد المسلم معرفتها، فهنالك أشخاص يبدأون يومهم بسماع هذه الأبراج أو قراءتها دون معرفة الحكم الشرعي، فقد بيّن الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز وفي سنة نبيه الكريم أدلة تبين الحكم الشرعي لقراءة الأبراج، ومن هذه المعطيات ومن خلال هذا المقال سوف نوضح للزائر حكم قراءة الأبراج، وحكم قراءة الأبراج مع الإيمان بها، كما سنتعرف على حكم القراءة من باب التسلية والفضول، ونحو ذلك من الأحكام الشرعية.

حكم قراءة الأبراج

أجمع أهل العلم بأنّه لا يجوز للعبد المسلم أن يقوم بقراءة الأبراج [1]، فهو من المنكرات التي حذرت منها الشريعة، لأن الأبراج مخالفة لعقيدة التوحيد، والخوض فيها يندرج تحت العلوم الغيبيّة، فالغيب لا يعلمه إلّا الخالق -سبحانه وتعالى- وذلك لما ورد في القرآن الكريم حيث قال -تعالى- في سورة الأنعام: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}[2]، كما أنّ قراءة الأبراج تعد كفرًا بما أُنزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بدليل ما جاء في السنة النبوية المطهرة، فقد ورد عن أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد”[3]، لذا ينبغي على العبد المسلم أن يبتعد عن سؤال الكهنة وأن لا ينظر إلى هذه الأبراج لمعرفة حظه وما سيحصل في يومه؛ لأنه ما هو إلا تكهن وخدع يقع بها الإنسان.

حكم قراءة الأبراج مع عدم التصديق

إنَّ قراءة الأبراج مع عدم التصديق بها لا يجوز شرعًا، فهي من الأمور التي حرمها الله -عزّ وجل- في الشَّريعة الإسلامية [4]، حيثُ يعدّ بابًا من أبواب سؤال الكهنة والعرَّافين الذي نهى عنه الله -سبحانه وتعالى- ورسوله الكريم في السنة النبوية حيث قال: “مَن أتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عن شيءٍ، لَمْ تُقْبَلْ له صَلاةٌ أرْبَعِينَ لَيْلَة”[5]، أمَّا إذا صدّق بما أتوا فقد كفر بما أنزل على محمد، كما حذّر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من التشجيع لهذه الوسائل الكاذبة في معرفة المستقبل، فمعرفة المستقبل من الأمور الغيبية التي لا يعلمها إلّا الله تعالى، فالله -سبحانه وتعالى- قد حدد الأرزاق والأعمار والصفات منذ خلق الخلق، ولا يمكن لهذه الأبراج أن تغير ما كتبه الله تعالى، ولهذا يجب ألا يلتفت الإنسان إليها.

حكم قراءة الأبراج من باب الفضول

إنَّ قراءة الأبراج من باب الفضول حرام شرعًا، لما فيها تصديق للعرافين والكهنة الذين يدّعون علم الغيب، والتعلق بغير الله -تعالى- واعتقاد الضر والنفع  في غيره، وما هو إلا شرك وكفر بالله ورسوله ، فهذا مما كان في الجاهلية وعند المجوس القائمين على قراءة الحظ، وعليه فإن قراءة الأبراج من باب الفضول ولو من غير تصديق مما نهى عنه الدِّين الإسلامي الحنيف، لأنه يعد سؤالًا للكهنة والعارفين وتصديق ما يقولون [6]، ولهذا يتوجب على العبد المسلم أن  يتوب إلى الله ويستغفره ويبتعد كل البعد عن القراءة بقصد التسلية؛ حتى لا يدخل في أمور لا يحمد عقبها، حيث ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “مَن أتى عرافًا فسأله عن شيء، لم تُقبَل له صلاة أربعين ليلة”[5].

شاهد أيضًا: حكم الدخول للمسجد بالرجل اليمنى والخروج بالرجل اليسرى

حكم قراءة الأبراج مع الإيمان بها

إنّ حكم قراءة الأبراج مع الإيمان بها محرم في الشريعة الإسلامية، ويُعدّ من الشرك بالله تعالى، لما فيها من تصديق الكهنة الذين يدّعون علم الغيب زوراً وبهتاناً حتى يغيروا عقائد الناس [4]، والدليل على ذلك ما رواه ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال “من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد”[7]، وبالتالي يحرم التصديق بما جاء في الأبراج لأنها الغيب لا يعلمه إلّا الخالق سبحانه وتعالى.

فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ذلك: “يكون لأحدهم القرينُ من الشياطين يخبره بكثير من المغيبات بما يستَرِقُه من السمع وكانوا يخلطون الصدق بالكذب”، لذا يتوجب على المسلم أن لا يتعلّق بقول الكهنة والعرافين، فَمَنْ تعلَّق بأقوالهم وَكَلَه الله -تعالى- إليهم، وحرَمَه من توفيقه وهدايته، ومن الجدير بالقول أنّ الاعتماد على الأبراج وتصديقها يُضعف عند العبد التوكل على الله -سبحانه وتعالى- والإيمان بالقدر، كما ينبغي على المسلم أن يبتعد عنها، ويحذر منها، وعدم تصديقها طاعةً لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم- وحفاظاً على دينه وعقيدته.[8]

حكم قراءة الأبراج جهلًا بحكمها

إنّ الجهل بالأحكام يرفع الإثم، فمن قرأ الأبراج وهو جاهلًا بحكمها لا إثم عليه بدليل ما جاء في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: “إنَّ اللهَ تجاوَز عنْ أُمَّتي الخطأَ والنِّسيانَ وما استُكرِهوا عليه”[9]، حيث إنّ العبد لا يحاسب قبل معرفة الحكم الشَّرعي، فقد قال الإمام ابن عثيمين -رحمه الله- في ذلك: ” للتّكليف موانع، منها: الجهل والنسيان والإكراه، لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه رواه ابن ماجه والبيهقي، وله شواهد من الكتاب والسنة تدل على صحته، فالجهل: عدم العلم، فمتى فعل المكلف محرماً جاهلاً بتحريمه، فلا شيء عليه”.[10]

هل قراءة الأبراج تبطل الصلاة

بيّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حرمة قراءة الأبراج في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، ولكن قراءة الأبراج لا تُبطِل الصّلاة فقد جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “من أتى عرافًا فسأله عن شيء فصدقه لم تُقبل له صلاة أربعين يومًا”[5]، وهذا لا يَعني أنّ صلاته باطلة بل أنه لا يُثاب ولا يؤجر على الصّلاة طيلة أربعين يوم، كما لا تسقط الصَّلاة عنه، وهو مأمور بأدائِها، ويجب عليه أن يحافظ على أدائها في وقتها، ولا يقصد من الحديث أنه يقضيها بعد الأربعين يوم؛ بل تبرأ ذمته من هذه الصلوات في هذه المدة، ولا يطالب بها مرة أخرى[11]، وعليه أن يتوب إلى الله -سبحانه وتعالى- حيث قال في محكم آياته: {وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}[12].

شاهد أيضًا: حكم من أنكر ركن من أركان الإيمان

هل يجوز قراءة صفات الأبراج

أجمع أهل العلم على أنه لا يجوز قراءة صفات الأبراج، فهو مما نهى عنه الشرع الإسلامي، حيثُ إنه قول لا أصل ولا علم له، فالصفات التي تؤخذ نسبة لتاريخ الميلاد ورؤية البرج الذي ينتمي له مما لا يعود إلى أي أصل سوى التَّنجيم والتكهّن، حيث إن علم التّنجيم ما هو إلا نوع من الكهانة التي حرمها الله -عزّ وجل- لما فيها من ادعاء لعلم الغيب والتقول على الله -سبحانه وتعالى- بغير علم، لا يمكن أن يحمل كل شخص ينتمي لبرج معين نفس الصفات ونفس الحظ، فهذا مما لا دليل له، وهذا باطل بلا شك، وما هو إلا تضييع للوقت بغير فائدة، والاستمرار في ذلك قد يوقع العبد في الشرك الأكبر والعياذ بالله[13]، فقد قالت اللجنة الدائمة في تعقيبها على تلك المسألة الفقهية:[14]

(أبراج الحظ) يحرم نشرها والنظر فيها وترويجها بين الناس، ولا يجوز تصديقهم، بل هو من شعب الكفر والقدح في التوحيد، والواجب الحذر من ذلك، والتواصي بتركه، والاعتماد على الله سبحانه وتعالى، والتوكل عليه في كل الأمور، وذكر ابن عطية: حذر النبي صلى الله عليه وسلم من التصديق والتشجيع لهذه الوسائل الكاذبة لمعرفة المستقبل.

آيات تحريم الأبراج

إنّ علم الأبراج مبني على الأوهام الباطلة والفاسدة، وهو من العلوم التي تدعي القدرة على التنبؤ بأحداث المستقبل، وتعتبر قراءة الأبراج من الأمور المحرَّمة بإجماع أهل العلم والفقه، حيثُ فيها ادعاء بعلم الغيب، ولا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى، وفيما يأتي سيتم بيان بعض من الآيات القرآنية التي دلت على تحريم قراءة الأبراج:

  • قوله تعالى: {وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ}[15].

  • قوله تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}[2].

  • قوله تعالى: {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ۚ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ}[16].

شاهد أيضًا:  هل يجوز دخول الكنيسة للمسلمين

كفارة قراءة الأبراج

إنَّ الله -سبحانه وتعالى- قد فرض على العباد العبادات والطاعات وأداءها على أتم وجه، ولكن إلا أن يقصّر الإنسان فيها أو يقوم بفعل ينافي ما نهى عنه الشرع الإسلامي؛ وبهذا فهو يلجأ إلى التوبة النصوح؛ التي تكون بالعزم على عدم العودة والاستغفار والصَّلاة والصِّدق، فمن يقرأ الأبراج عليه أن يتوب إلى الله -سبحانه وتعالى- ولا يعود إلى النظر لها، كما يتوجب المداومة على ذكر الله -تعالى- والصلاة والاستغفار[17]، حيث قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: “التائب من الذنب كمن لا ذنب له”[18]، ويبين الحديث أن العبد إذا أذنب ذنب ثم تاب منه توبة نصوح وأقلع عنه وندم واستغفر ولم يعد إليه تاب الله -عزّ وجل- عليه، وبدل سيئاته حسنات وأحبه وجعله من عباده المتقين.

وهكذا نصل وإيّاكم إلى نهاية هذا المقال الذي قدمناه لكم بعنوان حكم قراءة الأبراج مع عدم التصديق، فقد عرفنا في هذا المقال بعضًا من المعلومات حول حكم قراءة الأبراج، وقد أدرجنا لكم الإجابة الصحيحة حول السُّؤال المطروح، ثمّ بيّنا حكم قراءة الأبراج مع عدم التصديق بها، كما ختمنا مقالنا ببعض المعلومات حول كفارة قراءة الأبراج، نرجو أن نكون قد وفقنا في الإجابة على هذا السؤال وأن نكون حملنا لكم الفائدة في هذا المقال.

أسئلة شائعة

أسئلة شائعة
لماذا حُرمت قراءة الابراج؟
لأن ذلك مما يدخل في الأمور الغيبية التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى؛ حيث قال في كتابه العزيز: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}، كما أنّ في قراءتها استدلالًا بأمور خفيَّة لا حقيقة لها.

المراجع

  1. ^ shamela.ws، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، 28/01/2023
  2. ^ سورة الأنعام، الآية 59
  3. ^ المهذب ، أبو هريرة، الذهبي، 6/3228، صحيح
  4. ^ islamweb.net، الأبراج ومخالفتها لعقيدة التوحيد، 28/01/2023
  5. ^ صحيح مسلم ، بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، مسلم، 2230، صحيح.
  6. ^ islamqa.info، حكم أبراج الحظ، 28/01/2023
  7. ^ صحيح أبي داود، عبدالله بن عباس، الألباني، 3905 ، حسن.
  8. ^ alukah.net، أنت والنجوم، 28/01/2023
  9. ^ صحيح ابن حبان ، عبدالله بن عباس، ابن حبان، 7219، صحيح.
  10. ^ binothaimeen.net، هل صح حديث :" عفي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه "، 28/01/2023
  11. ^ dorar.net، شروح الأحاديث، 28/01/2023
  12. ^ سورة الشورى، الآية 25
  13. ^ islamqa.info، حكم معرفة طبائع الناس وصفاتهم من خلال أبراجهم، 28/01/2023
  14. ^ shamela.ws، أبراج الحظ، 28/01/2023
  15. ^ سورة البقرة، الآية 102
  16. ^ سورة النمل ، الآية 65
  17. ^ مختصر المقاصد ، عبدالله بن مسعود،الزرقاني، 288، حسن.
  18. ^ islamweb.net، حكم من نظر في الأبراج غير معتقد صحتها، 28/01/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *