لماذا سميت سورة المطففين بهذا الاسم

لماذا سميت سورة المطففين بهذا الاسم
لماذا سميت سورة المطففين بهذا الاسم

لماذا سميت سورة المطففين بهذا الاسم أحد الأسئلة الهامة التي يتساءل عنها العديد من المسلمين، فسورة المطففين من سور المفصل، ومن أهم مقاصد سورة المطففين إثبات أصول الإسلام الصحيحة، وخاصةً إثبات يوم القيامة وبيان أحوالها  وأهوالها، وبيان حال المؤمنين وجزائهم في الآخرة، وبيان حال الكافرين وسوء عاقبتهم، وفي هذا المقال سنعرض تعريفاً مختصراً لسورة المطففين، كما سنوضح سبب تسميت سورة المطففين بهذا الاسم.

التعريف بسورة المطففين

سورة المطففين أحد السور المكيّة، ويبلغ عدد آياتها ست وثلاثون آية، وهي من المفصل، وترتيبها في المصحف الثالث والثمانون، في الجزء الثلاثين، وبدأت السورة بأسلوب الوعيد، ونزلت بعد سورة العنكبوت، وتقع سورة المطففين بين سورة الانشقاق وسورة الانفطار، وقد تكلمت سورة المطففين عن مواضيع هامة كوعيد الفجار بالعقاب الأليم، ووعد الأبرار بالثواب العظيم، وإكرام المؤمنين وإيلام المجرمين يوم القيامة.[1]

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الليل بهذا الاسم

لماذا سميت سورة المطففين بهذا الاسم

سميت سورة المطففين بهذا الاسم؛ لافتتاحها بتوعد الله -تعالى- المطففين للكيل والميزان قال تعالى: { وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ}[2]، والمطففين هم الذين يبخسون المكيال والميزان إما بزيادته إن اقتضوا من الناس، وإما بإنقاصه إن كالوا للناس، ومحور السورة يدور على توعد هذا الصنف من الناس فقد قال تعالى:{أَلا يَظُنُّ أُولئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ، يَوْمَ يَقُومُ النّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ}[3]، أي ألا يخطر ببال أولئك المطففين أنهم سبيعثون ويحاسبون على فعلهم هذا في يوم عظيم الهول وهو يوم القيامة، فمن خسر فيه أدخل نارًا حامية.[1]

مناسبة سورة المطففين

تتعلق سورة المطففين بسورة الانفطار من وجوه أربعة:[1]

  • الوجه الأول: في آخر سورة الانفطار تم بيان أوصاف يوم القيامة: {يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً، وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلّهِ}[4]، وذلك يقتضي تهديد عظيم للعصاة والمذنبين، فلهذا أتبعه الله -تعالى- في سورة المطففين بقوله: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}.[2]
  •  الوجه الثاني: بيان أحوال وأهوال يوم القيامة في كلا السورتين.
  • الوجه الثالث: ذكر الله -تعالى- في سورة الانفطار: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ، كِراماً كاتِبِينَ}[5]، وذكر في سورة المطففين ما يكتبه الحافظون: {كِتابٌ مَرْقُومٌ}[6] يجعل في عليين، أو في سجين.
  •  الوجه الرابع: ذكر الله -تعالى- ذكر في كلا السورتين تصنيف الناس إلى فريقين إلى أبرار وفجار، وذكر مآل كل فريق، إما إلى الجنة، وإما إلى النار.

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الطلاق بهذا الاسم

سبب نزول سورة المطففين

إن سبب نزول “ويل للمطففين” أن أهل المدينة كانوا يبخسون الكيل والميزان، فقد أخرج النسائي وابن ماجه بسند صحيح عن ابن عباس قال: “لما قدم صلّى الله عليه وسلّم المدينة، كانوا من أبخس الناس كيلا، فأنزل الله: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}[2] فأحسنوا الكيل بعد ذلك”[7]، وكان بالمدينة رجل يكنى أبا جهينة له مكيالان، يأخذ بالأوفى ويعطي بالأنقص فنزلت الآية، واختلف العلماء في مكان نزولها فعلى رأي ابن مسعود والضحاك ومقاتل أنها سورة مكية وهي آخر سورة نزلت بمكة، وعلى رأي الحسن وعكرمة أنها سورة مدنية وهي أول سورة نزلت بالمدينة.[1]

موضوعات سورة المطففين

وردت العديد من الموضوعات الهامة في سورة المطففين، وفيما يلي أبرزها:[1]

  • إثبات أصول العقيدة وخصصت الحديث عن أحوال يوم القيامة وأهوالها، بيان حكم تطفيف الكيل والميزان، والوعيد والتحذير للمطففين من عذاب الله الشديد.
  • بينت السورة أن كتاب الفجار الأشقياء في ديوان الشر، وأن مصيرهم أسفل السافلين في نار جهنم، كما بينت السورة أن كتاب الأبرار في عللين، وأن مصيرهم في الجنة.
  •  ختمت السورة ببيان استهزاء المجرمين من المؤمنين؛ لإيمانهم بالله تعالى في الحياة الدنيا، ثم انعكاس هذا الموقف في الآخرة بضحك وسخرية المؤمنين من الأشقياء المجرمين، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ}.[8]

شاهد أيضاً: لماذا سميت سورة لقمان بهذا الاسم

فضل سورة المطففين

وردَ في فضل سورة المطففين حديث شريف عن رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلم- فقد قال: “من قَرأَ سورَةَ المُطَفِّفينَ سقاهُ اللَّه منَ الرَّحيقِ المَختومِ يومَ القيامَةِ”[9]، وهذا الحديث فيه سلام بن سليم قال عنه أبو حاتم: أنه متروك الحديث، وإن فضل وأجر تلاوة القرآن الكريم عظيم، فقد روي عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول (الـم) حرف ولكن (ألف) حرف و(لام) حرف و(ميم) حرف”.[10]

أجبنا في هذا المقال عن سؤال لماذا سميت سورة المطففين بهذا الاسم فقد سميت سورة المطففين بهذا الاسم؛ لافتتاحها بتوعد الله -تعالى- المطففين للكيل والميزان، ووضحنا وجه مناسبة سورة المطففين وسورة الانفطار، وذكرنا أبرز  موضوعات سورة المطففين، وبينا سبب نزول سورة المطففين وفضلها.

المراجع

  1. ^ shamela.ws، كتاب التفسير المنير - الزحيلي، 30/12/2022
  2. ^ سورة المطففين، الآية: 1-3.
  3. ^ سورة المطففين، الآية: 4-5.
  4. ^ سورة الانفطار، الآية: 19.
  5. ^ سورة الانفطار، الآية:10 - 11.
  6. ^ سورة المطففين، الآية: 20.
  7. ^ لباب النقول ، عبدالله بن عباس ، السيوطي، الصفحة أو الرقم : 327، إسناده صحيح
  8. ^ سورة المطففين، الآية: 29.
  9. ^ تخريج الكشاف ، أبي بن كعب، الزيلعي الصفحة أو الرقم: 4/173، فيه سلام بن سليم قال أبو حاتم متروك الحديث
  10. ^ تخريج رياض الصالحين، عبدالله بن مسعود، شعيب الأرناؤوط، الصفحة أو الرقم : 999، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *