عناصر المقال
أحاديث قدسية عن رمضان، حيث إنّ الحديث النبوي الشريف يكون بعضه قدسيًا أي مروي عن الله تعالى على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا المقال سيتوقف مع أهمّ الأحاديث النبوية الشريفة القدسية التي تتحدث عن شهر رمضان المبارك بشكل عام وفضل الصيام بشكل خاص، كما سيُضاء على بعض الأحاديث النبوية الأخرى التي تخص هذا الأمر.
أحاديث قدسية عن رمضان
- روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال فيما روي عن ربه: “قال اللهُ تعالى : كُلُّ عَمَلِ ابنِ آدمَ لَهُ ، إِلَّا الصيامَ ، فَإِنَّهُ لِي ، وَأَنا أَجْزِي بِهِ ، والصيامُ جُنَّةٌ ، وإذا كان يومُ صومِ أحدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ ، وَلَا يَصْخَبْ ؛ وَإِنْ سَابَّهُ أحدٌ أوْ قاتَلَهُ فَلْيَقُلْ : إِنِّي امرؤٌ صائِمٌ ، والذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَخُلُوفُ فمِ الصائِمِ عندَ اللهِ أطيبُ مِنْ ريحِ المسكِ ، وللصائِمِ فرحتانِ يفْرَحُهُمَا ، إذا أفطرَ فرِحَ بِفِطْرِهِ ، وإذا لَقِيَ ربَّهُ فَرِحَ بِصَومِهِ”.[1]
- روي عن أبي سعيد الخدري -ضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال فيما روي عن ربه: “إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ: إنَّ الصَّومَ لي، وأنا أَجْزي به”، “إنَّ للصَّائمِ فَرحَتيْنِ: إذا أَفطَرَ فَرِح، وإذا لَقِيَ اللهَ فجَزاه فَرِح، والذي نفْسُ محمَّدٍ بيَدِه لَخُلوفُ فَمِ الصَّائمِ أَطيَبُ عندَ اللهِ من ريحِ المِسْكِ”.[2]
شاهد أيضًا: حديث عن بر الوالدين ، أحاديث عن فضل الوالدين وبرهما بعد موتهما
أحاديث عن العمل الصالح في رمضان
كثيرة هي الأحاديث النبوية الشريفة الواردة عن رسول -صلى الله عليه وسلم- والتي تحثّ على العمل الصالح في رمضان وتتكلم عن فضله وأهميته، ومن تلك الأحاديث:
- روي عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنّه قال: “قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِامْرَأَةٍ مِنَ الأنْصَارِ، – سَمَّاهَا ابنُ عَبَّاسٍ فَنَسِيتُ اسْمَهَا -: ما مَنَعَكِ أنْ تَحُجِّينَ معنَا؟، قالَتْ: كانَ لَنَا نَاضِحٌ، فَرَكِبَهُ أبو فُلَانٍ وابنُهُ، لِزَوْجِهَا وابْنِهَا، وتَرَكَ نَاضِحًا نَنْضَحُ عليه، قالَ: فَإِذَا كانَ رَمَضَانُ اعْتَمِرِي فِيهِ، فإنَّ عُمْرَةً في رَمَضَانَ حَجَّةٌ أوْ نَحْوًا ممَّا قالَ”.[3]
- روي عن عبد الرحمن القادري -رضي الله عنه- أنّه قال: “خَرَجْتُ مع عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه لَيْلَةً في رَمَضَانَ إلى المَسْجِدِ، فَإِذَا النَّاسُ أوْزَاعٌ مُتَفَرِّقُونَ؛ يُصَلِّي الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ، ويُصَلِّي الرَّجُلُ فيُصَلِّي بصَلَاتِهِ الرَّهْطُ، فَقَالَ عُمَرُ: إنِّي أرَى لو جَمَعْتُ هَؤُلَاءِ علَى قَارِئٍ واحِدٍ، لَكانَ أمْثَلَ. ثُمَّ عَزَمَ، فَجَمعهُمْ علَى أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، ثُمَّ خَرَجْتُ معهُ لَيْلَةً أُخْرَى والنَّاسُ يُصَلُّونَ بصَلَاةِ قَارِئِهِمْ، قَالَ عُمَرُ: نِعْمَ البِدْعَةُ هذِه، والَّتي يَنَامُونَ عَنْهَا أفْضَلُ مِنَ الَّتي يَقُومُونَ. يُرِيدُ آخِرَ اللَّيْلِ، وكانَ النَّاسُ يَقُومُونَ أوَّلَهُ”.[4]
- روي عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ ، يقولُ الصيامُ : أي ربِّ إِنَّي منعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ فشفِّعْنِي فيه ، يقولُ القرآنُ ربِّ منعتُهُ النومَ بالليلِ فشفعني فيه ، فيَشْفَعانِ”.[5]
- روي عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنّه قال: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَعْتَكِفُ في العَشْرِ الأوْسَطِ مِن رَمَضَانَ، فَاعْتَكَفَ عَامًا، حتَّى إذَا كانَ لَيْلَةَ إحْدَى وعِشْرِينَ، وهي اللَّيْلَةُ الَّتي يَخْرُجُ مِن صَبِيحَتِهَا مِنَ اعْتِكَافِهِ، قَالَ: مَن كانَ اعْتَكَفَ مَعِي، فَلْيَعْتَكِفِ العَشْرَ الأوَاخِرَ، وقدْ أُرِيتُ هذِه اللَّيْلَةَ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا، وقدْ رَأَيْتُنِي أسْجُدُ في مَاءٍ وطِينٍ مِن صَبِيحَتِهَا، فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، والتَمِسُوهَا في كُلِّ وِتْرٍ، فَمَطَرَتِ السَّمَاءُ تِلكَ اللَّيْلَةَ وكانَ المَسْجِدُ علَى عَرِيشٍ، فَوَكَفَ المَسْجِدُ، فَبَصُرَتْ عَيْنَايَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى جَبْهَتِهِ أثَرُ المَاءِ والطِّينِ، مِن صُبْحِ إحْدَى وعِشْرِينَ”.[6]
شاهد أيضًا: حديث شريف عن المطر ، سنن النبي عند نزول المطر
أحاديث عن الصيام في رمضان
الصيام هو واحد من العبادات التي أمر الله تبارك وتعالى بها وقد جعل الله سبحانه لهذه العبادة ثوابًا عظيمًا من عنده، ومن الأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن الصيام وأهميته وثوابه:
- روي عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- أنّه قال: “دَخَلْتُ مع أبِيكَ زَيْدٍ علَى عبدِ اللَّهِ بنِ عَمْرٍو، فَحَدَّثَنَا: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذُكِرَ له صَوْمِي، فَدَخَلَ عَلَيَّ، فألْقَيْتُ له وِسَادَةً مِن أدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ، فَجَلَسَ علَى الأرْضِ وصَارَتِ الوِسَادَةُ بَيْنِي وبيْنَهُ، فَقَالَ لِي: أما يَكْفِيكَ مِن كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةُ أيَّامٍ قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، قَالَ: خَمْسًا قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، قَالَ: سَبْعًا قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، قَالَ: تِسْعًا قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، قَالَ: إحْدَى عَشْرَةَ قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، قَالَ: لا صَوْمَ فَوْقَ صَوْمِ دَاوُدَ، شَطْرَ الدَّهْرِ: صِيَامُ يَومٍ، وإفْطَارُ يَومٍ”.[7]
- روي عن جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- أنّه قال: “كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، فقالَ: أيُّكُمْ يَحْفَظُ قَوْلَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الفِتْنَةِ، قُلتُ أنا كما قالَهُ: قالَ: إنَّكَ عليه أوْ عليها لَجَرِيءٌ، قُلتُ: فِتْنَةُ الرَّجُلِ في أهْلِهِ ومالِهِ ووَلَدِهِ وجارِهِ، تُكَفِّرُها الصَّلاةُ والصَّوْمُ والصَّدَقَةُ، والأمْرُ والنَّهْيُ، قالَ: ليسَ هذا أُرِيدُ، ولَكِنِ الفِتْنَةُ الَّتي تَمُوجُ كما يَمُوجُ البَحْرُ، قالَ: ليسَ عَلَيْكَ مِنْها بَأْسٌ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، إنَّ بيْنَكَ وبيْنَها بابًا مُغْلَقًا، قالَ: أيُكْسَرُ أمْ يُفْتَحُ؟ قالَ: يُكْسَرُ، قالَ: إذًا لا يُغْلَقَ أبَدًا، قُلْنا: أكانَ عُمَرُ يَعْلَمُ البابَ؟ قالَ: نَعَمْ، كما أنَّ دُونَ الغَدِ اللَّيْلَةَ، إنِّي حَدَّثْتُهُ بحَدِيثٍ ليسَ بالأغالِيطِ فَهِبْنا أنْ نَسْأَلَ حُذَيْفَةَ، فأمَرْنا مَسْرُوقًا فَسَأَلَهُ، فقالَ: البابُ عُمَرُ”.[8]
- روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “مَن آمَنَ باللَّهِ وبِرَسولِهِ، وأَقامَ الصَّلاةَ، وصامَ رَمَضانَ؛ كانَ حَقًّا علَى اللَّهِ أنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، جاهَدَ في سَبيلِ اللَّهِ أوْ جَلَسَ في أرْضِهِ الَّتي وُلِدَ فيها، فقالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، أفَلا نُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قالَ: إنَّ في الجَنَّةِ مِئَةَ دَرَجَةٍ، أعَدَّها اللَّهُ لِلْمُجاهِدِينَ في سَبيلِ اللَّهِ، ما بيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كما بيْنَ السَّماءِ والأرْضِ، فإذا سَأَلْتُمُ اللَّهَ، فاسْأَلُوهُ الفِرْدَوْسَ؛ فإنَّه أوْسَطُ الجَنَّةِ وأَعْلَى الجَنَّةِ -أُراهُ- فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، ومِنْهُ تَفَجَّرُ أنْهارُ الجَنَّة”.[9]
حديث استقبال رمضان
لقد روي في السنة النبوية الشريفة أحاديث كثيرة عن استقبال شهر رمضان المبارك وكيف يكون، وما هو هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان، ونحوه من الأمور الأخرى ومن تلك الأحاديث التي روي فيها ذلك:
- روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”.[10]
- روي عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنّ رسل الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ حِينَ يَلْقاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ يَلْقاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضانَ فيُدارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ”.[11]
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال أحاديث قدسية عن رمضان وذكرنا أهمّ الأحاديث النبوية الشريفة عن شهر رمضان المبارك وما هي أعمال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، وما الأحاديث القدسية التي ذُكرت عن هذا الشهر العظيم وما إلى لك من المعلومات الأخرى.
المراجع
- ^ صحيح الجامع، الألباني، أبو هريرة، 4328، صحيح
- ^ تخريج المسند لشعيب، شعيب الأرناؤوط، أبوسعيد الخدري، 11009 ، صحيح
- ^ صحيح البخاري، البخاري، عبد الله بن عباس، 1782، صحيح
- ^ صحيح البخاري، البخاري، عبد الرحمن القادري، 2010، صحيح
- ^ صحيح الجامع، الألباني، عبد الله بن عمرو، 3882، صحيح
- ^ صحيح البخاري، البخاري، أبو سعيد الخدري، 2027، صحيح
- ^ صحيح البخاري، البخاري، عبد الله بن عمرو، 6277، صحيح
- ^ صحيح البخاري، البخاري، جرير بن عبد الله، 525، صحيح
- ^ صحيح البخاري، البخاري، أبو هريرة، 2790 ، صحيح
- ^ صحيح البخاري، البخاري، أبو هريرة، 2014، صحيح
- ^ صحيح البخاري، البخاري، عبد الله بن عباس، 6، صحيح
التعليقات