عناصر المقال
حديث شريف عن الشتاء وسنن النبي في فصل الشتاء من المعلومات التي يجهلها كثير من المسلمين، ولا بدَّ أن يحيطَ المسلم بمثل هذه المعلومات الدينية حتى يتَّبع النبي صلى الله عليه وسلم في سننه في فصل الشتاء، وسوف نقدم في هذا المقال معلومات عن سبب خلق الله للشتاء، وسوف نتعرف على أحاديث رسول الله في فصل الشتاء، وماذا كان يفعل النبي في الشتاء، وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل المتعلقة.
لماذا خلق الله الشتاء
لقد خلق الله تعالى الكون والأرض لحكَم عظيمة بعضها يعلمها البشر وكثير منها لا يعلمها إلا الله تعالى، كما خلق الفصول الأربعة بما فيها الشتاء، ويعدُّ الشتاء أبرد فصول السنة، وهو الفصل الذي تهطل فيه الأمطار وتزداد برودة الجو، وخلق الله تعالى الشتاء والفصول حتى يتعرف الإنسان على قدرة الله تعالى وعظمته، ومن أجل بثِّ الحياة على وجه الأرض، فلو لم يكن هناك فصول لم تكن هناك حياة على الأرض، ومن أجل معرفة الأيام والسنوات، قال تعالى: “هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ”،[1] كما أنَّ الله تعالى خلق الشتاء حتى يتفكر الإنسان في هذه الظاهرة ويتعوذ بالله تعالى من غضبه، ويزداد يقينًا بالله تعالى، ويشكره على نعمه الجليلة.[2]
شاهد أيضًا: حديث شريف عن التغيرات المناخية للإذاعة المدرسية
حديث شريف عن الشتاء
وردت العديد من الأحاديث النبوية التي ذكر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فصل الشتاء، وبعضها الذي يتحدث عن الرعد أو البرد وما إلى هنالك، وفيما يأتي سيتم ذكر أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الشتاء:
-
الحديث الأول: عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “اشْتَكَتِ النَّارُ إلى رَبِّهَا فَقالَتْ: رَبِّ أكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فأذِنَ لَهَا بنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ في الشِّتَاءِ ونَفَسٍ في الصَّيْفِ، فأشَدُّ ما تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ، وأَشَدُّ ما تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ”.[3]
-
الحديث الثاني: عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الرعدُ ملَكٌ من الملائكةِ مُوكَّلٌ بالسَّحابِ بيدَيه أو في يدِه مِخراقٌ من نارٍ يزجرُ به السحابَ والصوتُ الذي يُسمعُ منه زَجْرُهُ السَّحابَ إذا زجَرَه حتى ينتهيَ إلى حيث أمرَه”.[4]
-
الحديث الثالث: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إِذَا كانَ الحَرُّ، فأبْرِدُوا عَنِ الصَّلَاةِ، فإنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِن فَيْحِ جَهَنَّمَ وَذَكَرَ أنَّ النَّارَ اشْتَكَتْ إلى رَبِّهَا، فأذِنَ لَهَا في كُلِّ عَامٍ بنَفَسَيْنِ، نَفَسٍ في الشِّتَاءِ، وَنَفَسٍ في الصَّيْفِ”.[5]
سنن النبي في فصل الشتاء
إنَّ أفعال النبي صلى الله عليه وسلم جميعها سننٌ يجب على المسلمين القيام بها والاقتداء بما كان يفعله عليه الصلاة والسلام، والله تعالى يقول في كتابه العزيز: “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا”،[6] وقد كان للنبي عليه الصلاة والسلام كثير من الأفعال التي يقوم بها في فصل الشتاء، وفيما يأتي أهم السنن التي كان يقوم بها النبي في فصل الشتاء:[7]
صيام النهار وقيام الليل
وصفَ رسول الله صلى الله عليه وسلم الشتاء بأنه ربيع المسلم، وقد ورد في الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الشِّتاءُ ربيعُ المؤمِنِ قصرَ نَهارُهُ فصامَ وطالَ ليلُهُ فقامَ”،[8] إذ كان عليه الصلاة والسلام يغتنم الليل من أجل الصلاة والقيام، والنهار من أجل الصيام، إذ تتصف نهارات الشتاء بأنها باردة وقصيرة، ويمكن للمسلم استغلالها في الصيام والتقرب من الله تعالى.
السرور بالمطر
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفرح بقدوم المطر، وفي الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنَّها قالت: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا كانَ يَوْمُ الرِّيحِ وَالْغَيْمِ، عُرِفَ ذلكَ في وَجْهِهِ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا مَطَرَتْ سُرَّ به، وَذَهَبَ عنْه ذلكَ، قالَتْ عَائِشَةُ: فَسَأَلْتُهُ، فَقالَ: إنِّي خَشِيتُ أَنْ يَكونَ عَذَابًا سُلِّطَ علَى أُمَّتِي، ويقولُ، إذَا رَأَى المَطَرَ: رَحْمَةٌ”،[9] فكان صلى الله عليه وسلم يستبشر المطر خيرًا.
إطفاء النار ليلًا
أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بإطفاء النار ليلًا أو عند الخروج من المنزل ويشمل ذلك المدافئ وغيرها، حتى لا يؤذي المسلم نفسه أو البيت الذي يسكن فيه، ففي احلديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا تَتْرُكُوا النَّارَ في بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنامُونَ”.[10]
الدعاء عند نزول المطر
وقد ورد في الحديث الصحيح عن السيدة عائشة رضي الله عنها: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا رَأَى المَطَرَ، قالَ: اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا”،[11] ولذلك يستحبُّ للمسلم أن يقول هذا الدعاء، بالإضافة إلى غيره من الأدعية، وفي الحديث عن أبي أمامة الباهلي أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” تُفْتَحُ أبوابُ السماءِ ، ويُسْتَجابُ الدعاءُ في أَرْبَعَةِ مَوَاطِنَ ، عند التقاءِ الصفوفِ في سبيلِ اللهِ ، وعند نزولِ الغيثِ ، وعند إقامةِ الصلاةِ ، وعند رؤيةِ الكعبةِ”.[12]
شاهد أيضًا: صحة حديث بسم الله تربة ارضنا
آيات عن فصل الشتاء
وردت في كتاب الله تعالى بعض الآيات التي تشير إلى الشتاء وإلى المطر، وقد ذكر الله تعالى في بعض الآيات كيفية نزول المطر، وفي بعضها الصواعق والرعد، وفيما يأتي بعض الآيات القرآنية التي تتحدث عن الشتاء:
- قال تعالى: “أًلَمَ تَرَ أَنَ اللهَ يُزجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَينَهُ ثُمَّ يَجعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الوَدقَ يَخرُجُ مِن خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنَ يَشَاءُ وَيَصرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرقِهِ يَذهَبُ بِالأَ بصَارِ”.[13]
- قال تعالى: “وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ “.[14]
في ختام مقال حديث شريف عن الشتاء وسنن النبي في فصل الشتاء تمَّ إدراج معلومات عن فصل الشتاء، وتعرفنا على سبب خلق الله تعالى للشتاء، وعلى أحاديث عن فصل الشتاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى بعض الحكم عن الشتاء وسنن رسول الله في فصل الشتاء.
المراجع
- ^ سورة يونس، الآية 5
- ^ islamway.net، إتحاف الورى بما جاء في فصلي الصيف والشتاء، 14/01/2023
- ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 3260، صحيح
- ^ السلسلة الصحيحة، عبدالله بن عباس، الألباني، 191، صحيح
- ^ صحيح مسلم، أبو هريرة، مسلم، 617، صحيح
- ^ سورة الأحزاب، الآية 21
- ^ islamway.net، الشتاء ملفات متنوعة، 14/01/2023
- ^ المهذب في اختصار السنن، أبو سعيد الخدري، الذهبي، 1674، إسناده ضعيف
- ^ صحيح مسلم، عائشة أم المؤمنين، 899، صحيح
- ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 6293، صحيح
- ^ صحيح البخاري، عائشة أم المؤمنين، البخاري، 1032، صحيح
- ^ ضعيف الجامع، أبو أمامة الباهلي، الألباني، 2465، ضعيف جدا
- ^ سورة النور، الآية 43
- ^ سورة الرعد، الآية 13
التعليقات