حديث شريف عن المطر ، سنن النبي عند نزول المطر

حديث شريف عن المطر ، سنن النبي عند نزول المطر يكثر البحث عنها في فصل الشتاء، خصوصًا مع بدء هطول الأمطار في كثير من المناطق في مختلف العالم الإسلامي، إذ يعدُّ فصل الشتاء فصل البرد والثلج والمطر، وقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعض السنن التي يفعلها عند نزول المطر وفي فصل الشتاء أيضًا، وسوف نتعرف على أكثر من حديث شريف عن المطر، وسوف نعرف ماذا كان يفعل رسول الله عند نزول المطر ودعاء النبي عند نزول المطر وغير ذلك.

فصل الشتاء في الإسلام

إنَّ فصل الشتاء أحد فصول السنة الأربعة التي أكرم الله تعالى بها عباده، ولولا هذه الفصول لما وجدت الحياة على وجه الأرض، حيث ينزل المطر بفضل الله تعالى في فصل الشتاء وتنخفض درجات الحرارة، وهي مرحلة تتهيأ الأرض فيها لفصل الربيع والحصاد، ويأخذ الشتاء مكانة مهمة في الإسلام، وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّ الشتاء ربيع المؤمن، ففي الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الشِّتاءُ ربيعُ المؤمنِ ، طال ليلُه فقامَه ، وقصُرَ نهارُه فصامَه”،^[1] وهذا لأنَّ النهار قصير ويسهل صومه على المسلم، وليله طويل يصلي فيه المسلم ما شاء من قيام الليل ثم يخلد إلى نومه، ولذلك يعدُّ مغنمًا يجب على المسلم أن يغتنم فيه الوقت والفضل العظيم من الله تعالى.^[2]

شاهد أيضًا: حديث شريف عن الشتاء ، سنن النبي في فصل الشتاء

حديث شريف عن المطر

وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تشير إلى المطر أو تتحدث عن بعض الأحوال عند نزول المطر، وتعدُّ الأحاديث منهجًا كاملًا يتَّبعه المسلمون في مختلف أمور حياتهم، ولذلك فإنَّ ذكر مثل هذه الأحاديث يعلِّم الناس ماذا يفعلون في بعض الحالات، وفيما يأتي سيتمُّ إدراج أكثر من حديث شريف عن المطر:^[3]

• عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ليسَتِ السَّنَةُ بأَنْ لا تُمْطَرُوا، ولَكِنِ السَّنَةُ أنْ تُمْطَرُوا وتُمْطَرُوا، ولا تُنْبِتُ الأرْضُ شيئًا”،^[4] والسنة المقصود بها القحط والجدب.
• عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “أَصَابَنَا وَنَحْنُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَطَرٌ، قالَ: فَحَسَرَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَوْبَهُ، حتَّى أَصَابَهُ مِنَ المَطَرِ، فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، لِمَ صَنَعْتَ هذا؟ قالَ: لأنَّهُ حَديثُ عَهْدٍ برَبِّهِ تَعَالَى”.^[5]
• عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: “ما رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ضَاحِكًا حتَّى أَرَى منه لَهَوَاتِهِ، إنَّما كانَ يَتَبَسَّمُ، قالَتْ: وكانَ إذَا رَأَى غَيْمًا أوْ رِيحًا عُرِفَ في وجْهِهِ، قالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ النَّاسَ إذَا رَأَوْا الغَيْمَ فَرِحُوا رَجَاءَ أنْ يَكونَ فيه المَطَرُ، وأَرَاكَ إذَا رَأَيْتَهُ عُرِفَ في وجْهِكَ الكَرَاهيةُ؟! فَقالَ: يا عَائِشَةُ، ما يُؤْمِنِّي أنْ يَكونَ فيه عَذَابٌ؟ عُذِّبَ قَوْمٌ بالرِّيحِ، وقدْ رَأَى قَوْمٌ العَذَابَ، فَقالوا: هذا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا”.^[6]

شاهد أيضًا: حديث شريف عن التغيرات المناخية للإذاعة المدرسية

دعاء المطر المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم

لقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من حديث يوضح فيه ماذا كان يدعو عليه الصلاة والسلام عند نزول المطر، فقد كان عليه الصلاة والسلام يدعو بأكثر من دعاء، وفيما يأتي أدعية رسول الله صلى الله عليه وسلم عند نزول المطر:

• الدعاء الأول: ورد في الحديث عن السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا رَأَى المَطَرَ، قالَ: اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا”،^[7] ولذلك يسنُّ للمسلم أن يدعو الله تعالى عند نزول المطر بقول: اللهمَّ صيِّبًا نافعًا.
• الدعاء الثاني: في حديثٍ آخر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند رؤية المطر: رحمة، ففي الحديث عن السيدة عائشة أيضًا: “أنَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا كانَ يَوْمُ الرِّيحِ وَالْغَيْمِ، عُرِفَ ذلكَ في وَجْهِهِ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا مَطَرَتْ سُرَّ به، وَذَهَبَ عنْه ذلكَ، قالَتْ عَائِشَةُ: فَسَأَلْتُهُ، فَقالَ: إنِّي خَشِيتُ أَنْ يَكونَ عَذَابًا سُلِّطَ علَى أُمَّتِي، ويقولُ، إذَا رَأَى المَطَرَ: رَحْمَةٌ”.^[8]
• الدعاء الثالث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بدعاء آخر إذ نزل المطر وخاف ضرره وهو قول: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والجبال، والآجام والظراب، والأودية ومنابت الشجر، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “بيْنَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخْطُبُ يَومَ الجُمُعَةِ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أنْ يَسْقِيَنَا، فَتَغَيَّمَتِ السَّمَاءُ ومُطِرْنَا، حتَّى ما كَادَ الرَّجُلُ يَصِلُ إلى مَنْزِلِهِ، فَلَمْ تَزَلْ تُمْطَرُ إلى الجُمُعَةِ المُقْبِلَةِ، فَقَامَ ذلكَ الرَّجُلُ أوْ غَيْرُهُ، فَقالَ: ادْعُ اللَّهَ أنْ يَصْرِفَهُ عَنَّا فقَدْ غَرِقْنَا. فَقالَ: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا ولَا عَلَيْنَا فَجَعَلَ السَّحَابُ يَتَقَطَّعُ حَوْلَ المَدِينَةِ، ولَا يُمْطِرُ أهْلَ المَدِينَةِ”.^[9]

سنن النبي عند نزول المطر

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم ببعض الأفعال عند نزول المطر، ومن أوائل السنن عند نزول المطر هو الدعاء بأحد الأدعية المأثورة عنه صلى الله عليه وسلم، وكان بالإضافة إلى ذلك يقوم ببعض الأفعال والتي تعدُّ من السنن المستحبة عنه صلى الله عليه وسلم، وفيما يأتي سوف يتم إدراج سنن النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول المطر:^[10]

• كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بقول: اللَّهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا أو قول: اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا، وكان يقول أيضًا: رحمة.
• كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عندما يشتدُّ المطر ويخشى ضرره: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلا‌َ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآ‌كَامِ وَالظِّرَابِ، وَبُطُونِ الأ‌َوْدِيَةِ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ.
• كان رسول الله يتعرض للمطر عند نزوله، وفي الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَطَرٌ، قَالَ: فَحَسَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَهُ ، حَتَّى أَصَابَهُ مِنَ الْمَطَرِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟ قَالَ: لِأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تَعَالَى”.^[5]
• بعد انتهاء المطر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مُطرنا بفضل الله ورحمته، ففي الحديث عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: “صَلَّى لَنَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلَاةَ الصُّبْحِ بالحُدَيْبِيَةِ علَى إثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أقْبَلَ علَى النَّاسِ، فَقالَ: هلْ تَدْرُونَ مَاذَا قالَ رَبُّكُمْ؟ قالوا: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: أصْبَحَ مِن عِبَادِي مُؤْمِنٌ بي وكَافِرٌ، فأمَّا مَن قالَ: مُطِرْنَا بفَضْلِ اللَّهِ ورَحْمَتِهِ، فَذلكَ مُؤْمِنٌ بي وكَافِرٌ بالكَوْكَبِ، وأَمَّا مَن قالَ: بنَوْءِ كَذَا وكَذَا، فَذلكَ كَافِرٌ بي ومُؤْمِنٌ بالكَوْكَبِ”.^[11]

شاهد أيضًا: صحة حديث بسم الله تربة ارضنا

سنن النبي في فصل الشتاء

لقد كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أفعال كثيرة يقوم بها خلال فصل الشتاء، وهي من الأعمال التي يعتبر القيام بها سنة مستحبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيما يأتي سيتم إدراج سنن النبي صلى الله عليه في فصل الشتاء:^[12]

• الاستبشار بقدوم المطر، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتسم عند نزول المطر ويستبشر بالمطر خيرًا.
• صيام النهار وقيام الليل، وهذا ما أشار إليه الحديث الذي أشار فيه النبي إلى أنَّ الشتاء ربيع المؤمن، لأنه صيام نهاره أسهل من الصيف، وليله طويل يقومه المسلم ويصلي فيه ما يشاء.
• إطفاء النار أو المدفأة ليلًا وعند الخروج من المنزل، وفي الحديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا تَتْرُكُوا النَّارَ في بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنامُونَ”.^[13]
• المسح على الخفين أو الجوربين، وهي من السنن المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك بعد أن يرتديهما المسلم على طهور ووضوء.
• جمع صلاة الظهر مع العصر والعشاء مع المغرب في حال المطر الشديد أو العواصف الشديدة التي تمنع من الصلوات على وقتها في المسجد.

في ختام مقال حديث شريف عن المطر ، سنن النبي عند نزول المطر تمَّ إدراج معلومات عن فصل الشتاء، وإدراج أكثر من حديث عن المطر من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعرفنا على سنن النبي في المطر وسنن النبي في الشتاء وغيرها من المعلومات.